كيف أفلست مليشيا الحوثي بالبنوك والقطاعات التجارية الخاصة التفاصيل في التقرير
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
كيف أفلست مليشيا الحوثي بالبنوك والقطاعات التجارية الخاصة التفاصيل في التقرير عملت مليشيات الحوثي على تدمير قطاعات المالية والبنوك طيلة 9 أعوام وهو ما عرضها لخسائر فادحة حتى أصبحوا عاجزين عن الوفاء بالتزاماتهم.
وقد عمد الحوثيون منذ اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء، على التدمير الممنهج للاقتصاد اليمني، وقطاعي البنوك والمالية، وتحويلهما إلى قطاعات خاصة تخدم أهدافهم وأجندتهم، وإشباع أطماع قيادت الحوثي الإرهابية القائمة على النهب والقتل.
ونهبت المليشيات الحوثية البنك المركزي اليمني في صنعاء، والاحتياطي النقدي، منذ السيطرة على المركزي اليمني، بالإضافة إلى اتخاذ مسار عشوائي لإدارة الاقتصاد وموارد الدولة، وفرض أموال هائلة على المصارف والبنوك الخاصة.
وتسببت عملية تدهور سعر صرف العملة اليمنية إثر حرب المليشيات ونهبها للاحتياطي من العملات الأجنبية في البنك المركزي اليمني بصنعاء، والمقدرة بقرابة 5 مليارات دولار، بتآكل أصول البنوك التجارية والإسلامية اليمنية، من 6 مليارات دولار في العام 2014، إلى مليار و700 مليون دولار حتى عام 2021.
فيما أظهرت دراسة حكومية مؤخرا أن قيمة الخسائر التي مُني بها قطاع المالية والبنوك في تعز فقط، بلغت أكثر من 833 مليون دولار أمريكي، بسبب حرب المليشيات والحصار الذي لحق بالمدينة منذ 8 أعوام.
وقالت مصادر مصرفية في اليمن إن مليشيات الحوثي شيدت أكثر من 1000 شركة ومؤسسة صرافة وشبكة تحويلات مالية، خلال 9 أعوام مضت وذلك بهدف شرعنة الأموال المنهوبة من مختلف قطاعات وموارد الدولة.
وأوضحت أن مليشيات الحوثي نهبت البنك المركزي، والمصارف وفرضت جبايات التجار والمصانع والقطاع الخاص، والوقود، وسعت لإدماجها في الدورة النقدية، ومن ثم إعادة تحويلها لتغذية حربها ضد اليمنيين، أو تهريبها إلى الخارج.
وأكدت أن المليشيات عمدت على إنشاء شركات خاصة بقيادتها للاستيراد والمتاجرة بوقود المشتقات النفطية، والحصول على المنح والمعونات النفطية الإيرانية، وبيعها في السوق السوداء وبأسعار باهظة، وتنفيذ عمليات غسيل الأموال، دون الخضوع لأي إجراءات قانونية ودولية.
وأشارت إلى أن سيطرة المليشيات الحوثية على القطاع المصرفي نتج عنه آثار مدمرة للاقتصاد الوطني، حيث تسبب ذلك في عجز البنوك اليمنية عن قيامها في المراسلات الخارجية لدى البنوك والمصارف الإقليمية والدولية. كما قامت بإعاقة البنوك المحلية من الوصول إلى استثماراتها في أذون الخزانة لدى البنك المركزي في صنعاء، وخلق أزمة السيولة المالية.
وبسبب أزمة السيولة النقدية الحادة التي شهدها القطاع المصرفي وعدم قدرة الدولة على تسييل أذون الخزانة أصبحت البنوك عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها تجاه المودعين وجعلها تضع سقفا للسحوبات النقدية بالعملة المحلية والأجنبية.
وهناك 25 مصرفا في اليمن لها 534 فرعا في مختلف المحافظات اليمنية وقد بلغ عدد الحسابات المفتوحة لدى هذه البنوك حتى ديسمبر/كانون الأول 2022، نحو 4 ملايين و822 ألفا و555 حسابا.
نهبت مليشيات الحوثي الخزينة العامة للدولة والاحتياطي النقدي ورواتب الموظفين، وتواصل نهب الإيرادات العامة طيلة 9 أعوام، ومارست الابتزاز للقطاع المصرفي والخاص، كما سطت على الأرصدة البنكية لملايين المواطنين.
ووفقا للخبير الاقتصادي اليمني فارس النجار، فإن أزمة خسائر قطاع المالية والبنوك في اليمن، بدأت منذ سيطرة الحوثيين على القطاع المصرفي، فقد عمدت المليشيات على نهب مدخرات واحتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي والتي كانت تقدر بـ4.7 مليار دولار أمريكي.
وأضاف النجار ، أنه “عندما هرعت المليشيات عام 2019، على عدم القبول بالطبعة الجديدة التي تم إصدارها في العاصمة المؤقتة عدن، بعد نقل البنك المركزي إليها، نتج عنه وجود نظامين ماليين منفصلين والتي كانت انعكاساته خطيرة على القطاع المصرفي”.
تتمثل هذه الانعكاسات في أزمة السيولة الخانقة، لأن القطاع المصرفي-وفق النجار- والبنوك التجارية في اليمن يوجد 90% من الاستثمار الخاص بها في “أذون الخزانة” لدى البنك المركزي، وذلك لعدم وجود استثمارات حقيقية.
وبلغت قيمة عجز الدولة عن الوفاء بالتزاماتها للقطاع المصرفي بسبب الحرب الحوثية 2.502 تريليون ريال يمني، موزعة بين 798، 1 تريليون ريال يمني (أذون خزانة)، ومبلغ 704 مليار الاحتياطيات القانونية للبنوك التجارية والإسلامية في البنك المركزي، والذي أدى إلى عجز البنوك عن الوفاء بالتزاماتها لعملائها، إذ وعلى مدى 9 سنوات لم تستطع هذه البنوك الوصول إلى أموال استثماراتها أو الحصول على فوائدها؛ بسبب نهبها من قبل المليشيات.
هذا الأمر وبحسب النجار، أضعف الثقة بالقطاع المصرفي، وبالمقابل عمدت المليشيات بنفوذها السياسي والعسكري على إنشاء قطاع موازٍ وهو قطاع الصرافة الذي استحوذ في السوق على القطاع المصرفي.
ولم تكتفي مليشيات الحوثي بذلك، ولكي تستكمل عملية نهب وتدمير القطاع المصرفي أصدرت قراراً بما يسمى “منع التعاملات الربوية” والذي كان الشرعنة الأخيرة لسرقة أموال استثمارات البنوك التجارية لدى أذونة الخزانة، وقامت بتحويلها إلى سيولة نقدية غير قابلة للسحب، لاعتبارات دينية أدخلتها على اعتبار أنها معاملات ربوية.
وبالإضافة لذلك، فإن الإجراءات الحوثية التي تفرض على البنوك التجارية عدم التعامل بما هو معروف في التعامل على مستوى تحديد أسعار الفائدة وغيرها، جعلت البنوك التجارية اليمنية في حالة من العزلة، علاوةً للعزلة التي سببتها الحرب
. ولم تكتفي المليشيات بهذا الأمر، وإنما توغلت لضرب القطاعات المصرفية المتمثلة في البنوك الإسلامية، فتارة يتم البسط على أموال بعضها مثل بنك التضامن الاسلامي في صنعاء بحجج وهمية، وتارة السطو والهيمنة عليها لكشف حسابات عملاء هذه البنوك والذي يعد مخالفة للقانون سواء كانت على المستوى الدولي أو المحلي.
كما انخفضت الأصول الخارجية والاحتياطيات بما يهدد الأمن الغذائي واستدامة استيراد السلع الأساسية، خاصة مع محدودية طرق التواصل بين البنوك اليمنية والبنوك الإقليمية والدولية، وفقا لمراقبين.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: على القطاع المصرفی البنوک التجاریة ملیشیات الحوثی البنک المرکزی عن الوفاء فی الیمن
إقرأ أيضاً:
مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل
فرضت مليشيا الحوثي الإرهابية حراسة مشددة لمنع أي محاولة لاستعادة جثث الأسرى الأربعة التي تم تصفيتهم من قبلها في 5 ديسمبر/ 2024، بقطاع عهامة شمال غرب مديرية المسيمير بمحافظة لحج.
وقالت مصادر عسكرية لـ"مأرب برس" إن مليشيا الحوثي لم تكتفي بالإعدام بل تركوا جثامين الأسرى في الموقع ووضعوا حراسة مشددة تهدف إلى منع أي محاولة لإستعاد الجثث.
ويوم امس قدم الأهالي مذكرة رسمية لمكتب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة في العاصمة عدن، مطالبين بالتدخل العاجل لاستعادة جثث أبنائهم الذين أُعدموا بدم بارد.
وبحسب المذكرة، تعرّض الأسرى الأربعة: مالك أحمد سعيد حمودة (24 عامًا)، محسن محمد ناصر (32 عامًا)، وليد أحمد صالح حاجب (30 عامًا)، وبلال فضل حربي (24 عامًا)، لانتهاكات صارخة للقوانين الدولية، فقد أسرتهم جماعة الحوثي قبل 78 يومًا، ونقلتهم إلى موقع مجهول.
وأضافت المصادر إن هذا التعنت والتنكيل بجثث الأسرى يعود خلفيتها إلى اشتباكات عنيفة اندلعت في موقع أسرهم بين القوات المشتركة ومليشيات الحوثي مما أدت هذه الاشتباكات عن مقتل أحد قادة الحوثيين ما دفع المليشيا إلى اتخاذ خطوة انتقامية بإعادة الأسرى إلى الموقع نفسه وتنفيذ حكم الإعدام بحقهم.
وفي 06 ديسمبر-كانون الأول 2024 تحدث مصادرلـ"مأرب برس" إن تصفية الأسرى وترك جثثهم في العراء يكشف مدى استهتار الحوثيين بالقيم الإنسانية والأعراف الدولية داعيًا إلى موقف دولي حازم لوقف هذه الانتهاكات التي تقدم عليها المليشيات الحوثية".
وطالب أهالي الضحايا المجتمع الدولي، وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر حيث قدموا مذكرة رسمية لمكتب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة في العاصمة عدن مطالبين بالتدخل العاجل بالضغط على الحوثيين لاحترام القوانين الدولية واستعادة جثث أبنائهم لدفنهم بما يليق بكرامتهم الإنسانية.