خلافات اللحظة الأخيرة... ما الذي يؤخر دخول الهدنة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في غزة؟
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
إعداد: بوعلام غبشي إعلان اقرأ المزيد
بدأت بعض المخاوف تتسرب لبعض الأوساط من تلاشي الأمل في إقرار هدنة إنسانية في غزة عقب إعلان طرفي النزاع، ومعهما الوسطاء القطريين، الأربعاء بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار بناء على اتفاق بين الجانبين عنوانه الأكبر تبادل رهائن بأسرى فلسطينيين.
وقالت إسرائيل ليل الأربعاء إن الاتفاق لن ينفذ قبل يوم الجمعة.
وكانت وسائل إعلام مختلفة ذكرت الأربعاء أن اتفاق الهدنة سيدخل حيز التنفيذ الخميس، وهو ما أكده مسؤول في حركة حماس الذي قال إنه يتوقع حصول "أول تبادل لعشرة رهائن مقابل 30 أسيرا اعتبارا من الخميس". إلا أن هذا لم يحصل مما يطرح جملة من الأسئلة حول أسباب تأجيله، وهو ما قد يضعفه لتستمر الحرب بكل أهوالها في غزة.
أسباب التأجيل؟مراسلة فرانس24 في القدس ليلى عودة حملت للمشاهدين جزءا مهما من الجواب حول الأسباب وراء تأجيل الدخول في الهدنة. فنقلا عن وسائل الإعلام الإسرائيلية، قالت عودة: "إن التأجيل كان بسبب تلقي الإسرائيليين لاتصال هاتفي من الوسطاء القطريين، أخبروهم عبره أن حماس لم توقع على الصفقة لوجود بعض البنود فيها ترفضها الحركة. كما أن الإسرائيليين لم يتسلموا قوائم الرهائن الذين ستفرج عنهم الحركة لإبلاغ عائلاتهم والتدقيق في هوياتهم. وأيضا هناك بنود لقيت اعتراضا من الجانب الإسرائيلي".
وتضيف مراسلة فرانس24 في القدس: "على أي هي خلافات اللحظة الأخيرة كما قالت الدوحة، سيتم تجاوزها خلال الساعات المقبلة"، و"يتحقق وقف إطلاق نار، ينتظره العالم بأسره الذي مارست الكثير من دوله في الأيام الأخيرة ضغطا واسعا على تل أبيب للتوصل إليه".
وهذا الضغط كان ولا يزال حتى من عائلات الرهائن. "التأجيل كان له صدى سلبي لديهم"، تقول ليلى عودة، ويبدو أن نتانياهو كان مجبرا لخفض سقف أهدافه. فهو اليوم يتفاوض مع حماس التي تعهد بالقضاء عليها والعودة بالرهائن إلى أسرهم.
بالنسبة لأستاذ الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية ناصر قلاوون، التأجيل "يعود لكثرة الوسطاء. هناك القطريون، مصر من الناحية اللوجستية، أمريكا. كما أن هناك شقاق في كل معسكر. المعسكر الغربي الذي يدعم نتانياهو يعرف أنه تحت ضغط الجناح المتطرف في حكومته الذي هو غير راض بالاتفاق ويقول إنه منح حماس نصرا. في نفس الوقت هناك جهات خارجية داعمة لحماس مثل إيران وغيرها ستحتفي بأي قرار، وسوف لن تعترف بأن الهدنة هي هزيمة بل هي انتصار. الطرفان، إسرائيل وحماس تحت ضغط سياسي".
متى يتم الإعلان عن بدء سريان الهدنة؟نقلت وكالة الأنباء الفرنسية الخميس عن مصدر فلسطيني "مطلع" بالمفاوضات الجارية أنه "من المفترض أن يتم الإعلان من قطر بالتنسيق مع الوسطاء في مصر والأمريكيين عن موعد بدء تنفيذ الهدنة وتحديد ساعة الصفر لدخولها حيز التنفيذ"، موضحا أن التأخير كان له علاقة "بتفاصيل اللحظات الأخيرة المتعلقة بتفاصيل حول أسماء الرهائن الإسرائيليين وآلية تسليمهم". وتابع: "الاقتراح كان بتسليمهم للصليب الأحمر ثم نقلهم إلى مصر ليتم تسليمهم للجانب الإسرائيلي".
كما أضاف "ثم تم اقتراح أن يتم ترتيب زيارة للأسرى لإجراء الفحوصات الطبية من خلال أطباء وعناصر عبر الصليب الأحمر وتنسيق زيارة للصليب للأسرى المدنيين الآخرين ليتأكدوا من سلامتهم".
وشدد على أن حركة حماس "تؤكد أن كل النقاط يجري نقاشها لكنها أكدت أنها تلتزم فقط بالنقاط التي يتم الاتفاق بشأنها". وختم قائلا "الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة سيراقبون التنفيذ والخروقات ويضمنون سير تطبيق اتفاق الهدنة والمباحثات التي تليها".
وقال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري في بيان الخميس إن "المحادثات (..) مستمرة وتسير بشكل إيجابي". وأضاف "الإعلان عن موعد بدء سريان اتفاق الهدنة التي جرى التوصل إليها سيكون خلال الساعات القادمة".
اقرأ أيضاالهدنة بين إسرائيل وحماس: ما هي أبرز مضامينها وما هو دور قطر في بلورتها؟
لأي كفة تميل الهدنة؟يقرأ ناصر قلاوون مضامين الهدنة بالصيغة التالية: "نتانياهو نجح في فرض شروطه فعلا من الناحية التقنية. لكن من الناحية السياسية فهو خضع لضغط من أطراف دولية. وبـ15 ألف قتيل لا أعتقد أن حماس انتصرت. وبالنسبة لإسرائيل يعتبر هجوم 7 أكتوبر ضعف استخباراتي ينخر جسم المؤسسة العسكرية والسياسية الحاكمة...".
ووفق مسودة الاتفاق المعلن عنه منذ الأربعاء، يلتزم الجانبان بمجموعة من البنود يأتي في مقدمتها هدنة إنسانية تدوم أربعة أيام، تفرج خلالها حماس عن 50 من النساء المدنيات والأطفال المحتجزين لديها، مقابل إطلاق سراح "عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين" الأسرى في السجون الإسرائيلية.
وحسب بيان لحماس، لن يتجاوز المفرج عنهم 19 عاما. وقالت الحركة سيتم "إطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون 19 عاما، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعبنا من سجون الاحتلال دون سن 19 عاما"، مع "وقف حركة الطيران في الشمال لمدة ست ساعات يوميا من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة الرابعة" بعد الظهر. كما سيتم "إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطيبة والوقود إلى كل مناطق غزة بلا استثناء شمالا وجنوبا".
لكن كل ما ذكر من بنود الاتفاق لا يمكن تفعيلها إلا بإعلان الطرفين، حماس وإسرائيل، القبول بمضامينه والبدء في مرحلة جديدة يستعيد فيها أهل غزة أنفاسهم من أهوال الحرب. فهل سيتحقق ذلك في الساعات المقبلة؟
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج غزة الحرب بين حماس وإسرائيل حماس إسرائيل رهائن هدنة فلسطينيون النزاع الإسرائيلي الفلسطيني قطر إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا من النساء
إقرأ أيضاً:
مصر وحماس ومنظمة التحرير ترحب بتصريحات ترامب الأخيرة حول غزة
القاهرة جنيف "د ب أ" "أ ف ب": رحّبت كل من مصر وحركة حماس الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية اليوم بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد قوله"لا أحد سيطرد الفلسطينيين" من قطاع غزة.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت تصريحات ترامب تُشير إلى تراجع عن خطته المقترحة للسيطرة على القطاع الفلسطيني وتهجير سكانه إلى الدول المجاورة.
وقال ترامب في البيت الأبيض الأربعاء "لا أحد سيطرد الفلسطينيين"، رافضا سؤالا من صحفي سأله عما إذا كانت خطط "طرد الفلسطينيين من غزة" قيد المناقشة مع رئيس الوزراء الأيرلندي الزائر مايكل مارتن.
وأعربت مصر التي تتوسط مع الولايات المتحدة وقطر في محادثات التهدئة بين حماس وإسرائيل عن "تقديرها لتصريحات الرئيس الأمريكي بشأن عدم مطالبة سكان قطاع غزة بمغادرته".
وأكدت مصر في بيان لوزارة خارجيتها على "أهمية البناء على هذا التوجه الإيجابي لدفع جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط، وذلك من خلال تبني مسار شامل يستند إلى رؤية واضحة تحقّق الاستقرار والأمن لكافة الأطراف".
ورحّب الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم بتصريحات ترامب، واعتبرها "تراجعا" عن فكرة تهجير سكان غزة.
وقال قاسم لفرانس برس "تصريحات ترامب حول عدم طرد سكان غزة مرحّب بها".
وأثار ترامب تنديدا واسع النطاق في كل أنحاء العالم باقتراحه ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن المجاورتين، لتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بملكية أميركية.
وفي مواجهة ذلك، صاغت مصر خطة تلحظ إعادة إعمار غزة بدون تهجير الفلسطينيين مع عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع.
واعتمد القادة العرب الخطة في قمة في القاهرة في 4 مارس قبل أن تؤيدها منظمة التعاون الإسلامي في اجتماع طارئ في 7 مارس لتصبح خطة "عربية إسلامية" بشأن غزة.
وكتب أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ على موقع "إكس"، "نقدّر تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي أكد فيها عدم مطالبة سكان قطاع غزة بالرحيل عن وطنهم".
من جهتها اتهمت لجنة من الخبراء الأمميين إسرائيل بارتكاب انتهاكات حقوقية صارخة، تتضمن استخدام العنف كوسيلة لقمع الشعب الفلسطيني والسيطرة عليه.
وجاء في التقرير الذي صدر اليوم إن العنف " زادت وتيرته وحدته".
ويقال إن هذه الأعمال تم تنفيذها بأوامر مباشرة أو بموافقة ضمنية من الجيش والقيادة المدنية.
وأوضح التقرير أن مراكز الصحة في قطاع غزة تعرض لدمار ممنهج على يد القوات الإسرائيلية، كما تم تعليق واردات الأدوية واللوازم الأساسية للحوامل والرضع ونتيجة لذلك لقى نساء وأطفال حتفهم بسبب مضاعفات كان يمكن تجنبها.
وقالت نافي بيلاي رئيسة اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة" الدلائل التي جمعتها اللجنة تكشف زيادة مؤسفة في أعمال العنف.
وأضافت" لا يوجد مفر من الاستنتاج بأن إسرائيل توظف العنف ضد الفلسطينيين لإرهابهم وإقرار نظام قمعي يقوض حقهم في تقرير المصير".