سودانايل:
2024-10-02@02:57:36 GMT

هذا هو “الإجهاض” الذي يجب ان نشغل انفسنا به!

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

استوقفني خبر في احد قروبات الواتساب عن حالتي إجهاض في صفوف المستنفرات وان الاجهاض المزعوم حدث لنساء غير متزوجات.
بصراحة تداول هذا النوع من الاخبار في سياق انه يحقق مكاسب سياسية لمناهضي الحرب هو من وجهة نظري تهافت وانحطاط يجب ان لا ننحدر اليه في معاركنا السياسية.
منذ ان بدأت هذه الحرب اللعينة كرست كل كتاباتي لمعارضتها والدعوة لايقافها، ولم اتردد في ادانة كل ما قام به الكيزان من اجل تأجيجها اكثر وتوسيع رقعتها، خصوصا موضوع الاستنفار سواء للرجال او النساء لأنه من وجهة نظري جريمة في حق المدنيين من الشباب الذين لم يتلقوا تدريبا عسكريا ولا خبرة لهم مطلقا بالحروب والزج بهم في معركة فشل الجيش الذي يستهلك ثلاثة ارباع ميزانية الدولة في خوضها! فلا جدوى عسكرية من هذا الاستنفار والكيزان يعلمون ذلك جيدا! ولكنهم يرغبون في تحقيق الكسب السياسي من زاويتين، الاولى حشد الشباب والشروع في عمليات غسيل الدماغ والتجنيد السياسي لهم بواسطة كوادر الكيزان، الزاوية الثانية الاستثمار في الحزن والغضب الشعبي المترتب على قتل هؤلاء المستنفرين الامر الذي يعمق الكراهية العنصرية خدمة لمشروع تقسيم الوطن (ناس الغرب قتلوا اولادنا ولذلك يجب فصل دارفور) وبكل اسف فقدنا اعدادا كبيرة من هؤلاء المستنفرين بين قتيل وجريح نظرا للمواجهة غير المتكافئة التي دفعوا اليها، وحتى يزداد عدد المستنفرين لجأ الكيزان لحيلة تجنيد النساء والفتيات وتحديدا في ولايتي نهر النيل والشمالية من باب استفزاز الشباب وجرهم جرا الى محرقة الاستنفار لحربهم الخاسرة هذه، فحسب الثقافة الذكورية المهيمنة سيجد الرجال انفسهم مضطرين للاستجابة للاستنفار ما دامت النساء فعلت ذلك! الكيزان افضل من يستثمر في العقد الاجتماعية والاوتار الحساسة للمجتمع! ان لم يكن الامر كذلك فما هي الجدوى العسكرية لتجنيد نساء لم يتلقين طوال حياتهن تدريبا عسكريا وظللن بحكم التقاليد بعيدات كل البعد حتى عن الانشطة الرياضية التي تجعل الجسم رياضيا سريع الحركة وتعزز المهارات الاولية جدا في مجال العسكرية!
مبدئيا، يجب ان نقف في صف السلام، وموقفنا من حملات الاستنفار يجب ان يكون محكوما بقيمنا الديمقراطية الحقوقية ولا نستخدم فيه الأدوات الصدئة المشابهة لأدوات الكيزان في معاركهم السياسية وعلى رأسها امتهان النساء والتحريض ضد مشاركتهن في المجال العام على اساس التجريم الاخلاقي وحشد المجتمع ضدهن على اساس الخوف على "الشرف"! من روجوا لهذا الخبر يهدفون الى هزيمة مشروع الاستنفار عبر الزعم بان النساء المشاركات فيه ساقطات بدليل اجهاض مزعوم حدث لاثنين منهن غير متزوجات!
نحن ضد الحرب برمتها وضد جريمة الاستنفار المتفرعة منها، لان من أشعلوا الحرب أجهضوا حق الملايين من الشعب السوداني في السلام ، وما زالوا يعملون عبر الاستنفار والاستحمار في إجهاض الحلم الوطني الكبير بالدولة المدنية الديمقراطية التي ترفرف فيها رايات السلام والحرية والعدالة! وإجهاض الثورة الممهورة بدماء الشهداء وآلام الجرحى الذين ما زالوا يحملون اوسمتها في اجسادهم اطرافا مقطوعة واعينا مفقوءة!
الإجهاض الحقيقي الذي يعنينا ويجب ان يحتل تفكيرنا في هذه اللحظات العصيبة من تاريخنا هو اجهاض احلامنا الصغيرة والكبيرة تحت وطأة حرب فاقدة للمشروعية الوطنية والسياسية والاخلاقية! هذا الإجهاض الوطني الكبير هو سبب وقوفنا ضد المستنفرات اما اجهاض احداهن لحملها لانها غير متزوجة - حتى ان كان الخبر صحيحا وهو امر لا علم لنا به ووارد جدا ان يكون كذبة من اكاذيب الدعاية الحربية - فهو امر لا يعنينا ولا يجب ان يحتل حيزا في مجالنا العام ولا يليق ان نستخدمه في معركتنا السياسية خلال الحرب.


يجب ان نقف ضد الاستنفار سواء للرجال او النساء لأن هذه الحرب ليست حربا عادلة، إذ لم تتخذ قرار الحرب سلطة شعبية صحيحة التمثيل للشعب السوداني، بل اتخذ قرار الحرب الكيزان الذين اطاح الشعب بهم في ثورة شعبية وفرضوا هذا القرار على سلطة انقلابية متآكلة! فانقلاب 25 اكتوبر الذي تم بقيادة البرهان وحميدتي اخذ في التآكل بفعل المقاومة الشعبية والضغوط الدولية، وبعد ان كان الدعم السريع ركنا من اركان الانقلاب، تراجع حميدتي عن الانقلاب واعترف بانه كان خطأ، باختصار انقلاب فقد حتى الشرعية الانقلابية، فلو سلمنا جدلا بان هدف إنهاء وجود المليشيات وتحقيق هدف الجيش الوطني المهني الواحد يحتاج الى شن الحرب على الدعم السريع، فإن حربا كهذه يجب ان تنطلق من أرضية صلبة قوامها حكومة شرعية لا انقلابية وقوامها جيش مؤهل فنيا واخلاقيا لخوض هذه الحرب وكل ذلك في سياق مشروع سياسي بوصلته مضبوطة في اتجاه استيفاء شروط الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية ذات الجيش الواحد. اما هذه الحرب اللعينة فهي تدور في سياق مشروع للثورة المضادة كاملة الدسم! مشروع بوصلته السياسية مضبوطة في اتجاه استعادة نظام الاستبداد والفساد وطي صفحة كل اهداف الثورة وفي مقدمتها الاصلاح الامني والعسكري واستدامة التشوهات والاختلالات الهيكلية في الجيش وتبعا لذلك استدامة واقع المليشيات الموازية! فالدعم السريع لم يهبط على السودان من السماء بل خرج من رحم الجيش الحالي الذي يستنفر السودانيين للقتال في صفوفه ضد من يسميهم المليشيا المتمردة وفي ذات الوقت يحتضن في جوفه مليشيات البراء بن مالك والبنيان المرصوص ويتحالف مع مليشيا موسى هلال! والذي يقود الاستنفار هم صناع المليشيات ومدمرو الدولة السودانية امثال علي كرتي واحمد هارون وانس عمر والناجي عبد الله!
انه استنفار ضد الوطن وضد الشعب وليس استنفارا وطنيا!
ما نحتاج لاستنفاره الان هو الحكمة والعقلانية وإرادة السلام لإطفاء هذا الحريق ومنع تمدده الى شرق السودان والجزيرة والشمالية وحشد الارادة السياسية لإخراج البلاد من نفق الحروب المتطاولة ووضعها في مسار سياسي جديد نحو السلام المستدام والديمقراطية والتنمية ، بدلا من الاستنفار للقتال في حرب تشهد كل معطيات الواقع ان استمرارها معناه تقسيم البلاد وزعزعة امن واستقرار ما تبقى لنا من ولايات امنة، فالافق ليس مفتوحا على هزيمة عسكرية للدعم السريع كما يروج الكيزان بل هو مفتوح على ابواب الجحيم حرفيا بسبب ما نشهده من هزائم متتالية للجيش، والاسباب العميقة لهذه الهزائم هي ما فصلته أعلاه من افتقار الحرب للارضية الوطنية الصلبة والمشروع السياسي المحترم والسلطة السياسية الشرعية الحريصة على وحدة البلاد وسيادتها، انها حرب صراع على السلطة بين مشروعين استبداديين، ومن مصلحة الشعب السوداني ان لا ينتصر اي منهما.
///////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب یجب ان

إقرأ أيضاً:

ما الذي قاله أبو عبيدة عن الهجوم الإيراني على “إسرائيل”؟

الجديد برس:

أشاد أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بالقصف الصاروخي الذي شنته إيران على “إسرائيل” مساء الثلاثاء.

وقال أبو عبيدة: “نبارك الرد الإيراني الذي طال كامل جغرافيا فلسطين المحتلة ووجه ضربةً قوية للاحتلال المجرم الذي ظن أن عربدته في المنطقة وعدوانه على شعوبها يمكن أن يمر دون عقاب”.

وأضاف: “هذا يوم استثنائي في تاريخ الصراع تقاطعت فيه نيران مقاومي الأمة في سماء فلسطين، وتعرضت فيه (تل أبيب) لضربات المجاهدين من اليمن ولبنان وفلسطين وإيران وهذه دعوة لكل أحرار الأمة بأن يجعلوا لهم سهماً في تحرير فلسطين”.

هذا وأعلن الحرس الثوري الإيراني، مساء الثلاثاء، أنه نفذ هجوماً كبيراً ضد “إسرائيل” بوابل من الصواريخ، وذلك رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس الإيراني بلبنان عباس نيلفروشان.

وقال الحرس الثوري في بيان: “رداً على اغتيال إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله والشهيد نيلفوروشان، استهدفنا قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

ولفت إلى أن أي رد عسكري إسرائيلي على هذه العملية سيواجه بهجمات أكثر تدميراً وأقوى. وشدد الحرس الثوري الإيراني على أن هذه هي الموجة الأولى من الهجمات على الأراضي المحتلة.

وذكر الحرس الثوري الإيراني بأن العملية تأتي بعد مرحلة من ضبط النفس بعد اغتيال إسماعيل هنية، وتأتي في سياق حقنا بالرد.

وجاءت العملية بعد تصعيد الجرائم الإسرائيلية، بدعم أمريكي، في قتل الشعبين الفلسطيني واللبناني، كما أضاف البيان، الذي شدد على أن العملية حظيت بتأييد من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ودعم من الجيش الإيراني.

وتوعد الحرس الثوري الاحتلال الإسرائيلي بأنه سيواجه هجمات عنيفة، إذا رد على العملية الإيرانية، التي استهدفت 3 قواعد عسكرية إسرائيلية، بحسب ما أعلن.

والقواعد التي استهدفها الهجوم هي: قاعدة “نيفاتيم”، التي تضم طائرات “أف 35″، قاعدة “حتسريم”، التي تضم طائرات “أف 15″، وهي الطائرات التي استخدمت في اغتيال حسن نصر الله، إضافةً إلى قاعدة “تل نوف”، الواقعة قرب “تل أبيب”.

بدوره، ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن الحرس الثوري “استخدم في هجومه صواريخ فرط صوتية، من طراز فتاح”.

كما قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: “إذا تجرأت إسرائيل على الرد أو ارتكبت المزيد من الأعمال الخبيثة سيكون هناك رد مدمر”.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إيراني كبير قوله إن المرشد الأعلى علي خامنئي أصدر الأمر بإطلاق الصواريخ على “إسرائيل”.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، أن إيران أطلقت وابلاً من الصواريخ تجاه “إسرائيل”. وسادت حالة من الاستنفار الأمني والهلع في “إسرائيل” مع بدء إطلاق الصواريخ. ودوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء الكيان.

مقالات مشابهة

  • ما الذي قاله أبو عبيدة عن الهجوم الإيراني على “إسرائيل”؟
  • الدويري: هذه مميزات صاروخ “فتاح 1” الإيراني الذي ضرب إسرائيل
  • مقاتلو “حزب الله” يوجهون رسالة إلى قائدهم الراحل حسن نصر الله
  • عن حرب الكذبة والفجار (لعنة الكيزان)!!
  • “المنفي” يبحث مع المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في ليبيا
  • “المنفي” يبحث مع “سولير” تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في ليبيا
  • “الكوني” و”اللافي” يبحثان مع المبعوث الفرنسي المستجدات السياسية والملفات المشتركة
  • “الحويج” يبحث مع “الصول” آخر المستجدات السياسية
  • “جاسوس”.. من الذي استهدف نصر الله؟
  • بلجيكا: أكثر من 300 امرأة تسافر سنوياً إلى هولندا لإجراء عمليات إجهاض بسبب القيود القانونية المحلية