سودانايل:
2025-04-01@06:22:07 GMT

سينما ….. الفيلم السودانى ” وداعا جوليا ” !

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

1

شاهدت أمس بمدينة تورنتو الفيلم السودانى " وداعا جوليا " الذى أنتج و عرض حديثا، و بما اننى من المهتمين بفن السينما و ذلك من خلال مشاهدتى لكثير من الأفلام فى الماضى و الحاضر و قد تناولت الكثير منها بالتعليق و النقد و ابداء الرأى، آثرت الكتابه عن هذا الفيلم .
قصة الفيلم من تأليف محمد الكردفانى و قد قام بنفسه بكتابة السناريو،الحوار و اخراج الفيلم.

تناولت قصة الفيلم و احداثه عدة قضايا تتفاوت فى أهميتها و ألخصها فى الآتى:
1- العرقية أو الأثنية فى المجتمع السودانى و أشكال ممارستها المتخفية ،العلنية و المغلفة و ذلك من خلال مجريات أحداث الحرب فى جنوب السودان، موت القائد د جون قرنق فى حادثة طائرة وانفصال الجنوب باعتباره المحصلة النهائىة لتلك الممارسات، و أيضا من خلال علاقة بين إمرأتين احداهما من الشمال و الأخرى من جنوب السودان و التى تبدوا فى مظهرها طبيعية و إنسانية .
2- الفساد الذى ساد مؤسسات الدولة الحكومية ابان تلك الحقبة و عبر عنه فى الفيلم فساد رجال الشرطة و مؤسسات الدولة التحتية كلجان الانقاذ الشعبية.
3- كما تناول بشكل غير مباشر لبروز فئة جديدة من الرأسمالية الطفيلية تسكن الأحياء الجديدة فى الخرطوم ،التى انبثقت فجأة من العدم و بعض ساكنيها الذين لا يتورعون من فعل كل شى للحفاظ على السلطة و المال .
4- القضايا الأجتماعية المتمثلة فى الزوجة التى تمارس فن الغناء و منعها من مزاولته بواسطة الزوج.

2
قبل التعرض لمضمون الفيلم أقول ان الفن عموما هو شكل من أشكال الوعى الأجتماعى يعكس فيه الفنان فهمه و تفسيره للواقع المحيط به باشكال و قوالب فنية. الفن السينمائى هو أكثر الفنون تعقيدا لأنه يجمع بين ثنايا كل أشكال التعبير الفنى فى شكل واحد، مثل حبكة القصة الدرامية،السيناريو و الحوار، الموسيقى و حركة الكاميرا المجسدة لصور تعزز المضمون المراد توصيله للمشاهد، المؤثرات الصوتيه.... ...الخ
باختصار غير مخل لقصة الفيلم، الهدف من ذلك محاولة لاعطاء القارئ فكرة عن مجريات الاحداث ثم لاحقا التعليق عليه......... امراة و زوجها يعيشون فى الخرطوم قبل الإستفتاء على مصير الجنوب، المرأة كانت تمارس فن الغناء قبل أن يأمرها زوجها بالتوقف من الغناء، كما يتضح من الحوار المتبادل بين الزوجان إن الزوج عنصرى و شديد العنصرية فى سلوكه .
الحى المذكور غير محدد بالأسم داخل الفيلم، و لكن يظهر انه من الأحياء الجديدة التى انبثقت كالنباتات الطفيلية ايام حكم نظام الأنقاذ،، و ساكنيها هم الأثرياء الجدد و بعض الموالين لحكم الأخوان. تلك المرأة و هى تقود عربتها تقوم بصدم طفل جنوبى و تهرب، و يبدوا ان هروبها كان نتيجة للخوف، خاصة بعد التوتر الذى ساد العاصمة بين الجنوبيين و الشماليين قبل الأستفتاء و بعد مقتل جون قرنق فى حادثة تحطم طائرة، و المظاهرارات التى خرجت تندد بمقتله .
أب الطفل طارد المرأة الهاربة ب " الموترسايكل " الذى يملكه حتى منزلها ، والمرأة المهرولة تدخل منزلها و تخبر زوجها و هى تصيح أن هنالك جنوبى يطاردها. الرجل يأخذ بندقيته و يقول باطلاق النار على الجنوبى و يقتله .
بأساليب الفساد الذى تمارسه الشرطة مع تآمر رئيس اللجنة الشعبية عُمل على اخفاء جسد القتيل الجنوبى واوراقه الثبوتية إضافة الى " الموترسايكل " ، مع تدوين البلاغ ضد مجهول . بالطبع لم يٌبذل مجهودا لمعرفة القاتل باعتباره جنوبيا و لن يتابع قضيته أحد. حاولت زوجة القتيل الجنوبى البحث عن زوجها لكنها فشلت لتواطؤ السلطات المناط بها الكشف عن الجريمة و لعنصرية رجال الأمن تجاهها .
للتكفير عن ذنبها و دورها فى اغتيال الرجل الجنوبى، سعت الزوجة لاحضار الزوجة الجنوبية مع طفلها للعمل معها و اسكانها فى المنزل. بعد وقائع كثيرة جرت بالفيلم، و بعد تدخل منسوب و قيادى للحركة الشعبية لتحرير السودان مع بعض قواته فى الخرطوم استطاع هذا القائد كشف سر اختفاء الزوج الجنوبى، كما تعرف الزوجة ان المرأة الشمالية استضافتها للتكفير عن دورها فى اغتيال زوجها . ينتهى الفيلم برجوع الجنوبية المولودة فى الخرطوم الى الجنوب بعد الأستفتاء و انفصال جنوب السودان ،كما يتم الأنفصال بين الزوج و زوجته التى تعود مجددا لمزاولة فن الغناء .
3
ملاحظات عامة حول الفيلم
1- إبتداءاً أقول ان الفيلم تطرق الى قضية محورية و مهمة سكت الناس عن تناولها و تفادوا إثارتها بعد الإستقلال زمنا طويلا و بدوافع عدة ، و هى قضية الاثنية فى المجتمع السودانى، و هو ما يحمد على مخرج الفيلم و كاتب قصته اثارته، ورأى هى أمتداد لما أثاره المخرج أمجد أبو العلا و كاتب قصته حمور زيادة فى فيلمه الجيد ( ستموت فى العشرين ).
لكن أيضا ووفقا لاعتقادى فان الطرح للقضية من خلال وقائع الفيلم لم يكن بالعمق المطلوب و ذلك لتفاديه ذكر الأسباب الجوهرية التى أدت لتلك الممارسات العنصرية، وأنا هنا لا أقصد السرد التاريخى و لكن أن يتم ذلك مثلا من خلال الكاميرا بزيارتها للاماكن التاريخية فى العاصمة المرتبطة بتجارب الرق فى السودان و هى كثر، و أيضا من خلال حوار بين الشخصيات الرئيسية فى الفيلم بشكل إبداعى بعيد عن لغة الهتاف.
2- افتقد الفيلم لطرح البعد التاريخى لقضية العنصرية فى السودان و ربطها بالهوية و التوجه العربى الأسلامى، كما ان تلك النظرة الدونية للآخرين قادت لحروب على مستوى رقعة الوطن....الغرب....جبال النوبة و الأنقسنا. يمكن استخدام الكاميرا هنا فى لقطات تعكس الماضى و أخرى تعبر عن الحاضر.
3- التمييز العنصرى فى مدن الشمال أرتبط بالبعد الأقتصادى فالمضطهدين كانوا يمارسون المهن الدنيا و ليس لديهم تلك الروابط للارتقاء فى السلم الأجتماعى أو العمل المهنى، كما كانوا يسكنون فى أطراف المدن بالأضافة الى أن كثيرا من مالكى المنازل يستنكفون عن تأجير منازلهم لغير ابناء الشمال خاصة بعد الفتوى التى اصدرها مجمع علماء الفقه الأسلامى السودانى بعدم تأجير منازلهم للجنوبيين !!
4- تناول قضية الرق فى الفيلم لم تكن بمستوى السلوك الوحشى لتلك الممارسة و تسبيبها الكارثى فى كل ما حاق بالسودان من مشاكل و حروب السودان التى يمر بها فى الحاضر.
5- الفيلم " هبش " برفق علاقة الأزواج الجنسية و الأنسانية و كانت دون مستوى التساوؤل الجاد خلال مجريات أحداث الفيلم ......... لماذا تتم تلك الممارسات و مدى ارتباطها بقضية الجندر .
6- مشاهد التصوير و الموسيقى المعبره تلعب دورا محوريا لتوصيل كثير من القضايا المثارة داخل الفيلم الى ذهن المشاهد، كنت أتمنى أن يتجول المخرج قليلا بكامرته فى أرجاء العاصمة فهنالك كثير من المشاهد المعبرة التى تخدم القضايا المثارة حتى دون حوار بالأضافة لاستخدام الموسيقى القومية المتنوعة .
7- تطويل ساعات العرض لمدة ساعتين، مع تناول كثير من القضايا و تداخلها ، جعل الفيلم مترهلا، كما شتت انتباه المشاهد و استمتاعه .
8- أرجع جميع تلك السلبيات التى ذكرتها، للكاتب و المخرج الذى جمع بين يديه جميع خيوط مراحل انتاج الفيلم، مما أفقد الفيلم لرؤية شخص آخر متنوع الأفكار و الإبداع .
9- الجانب الأيجابى للفيلم هو اتجاه المخرجيين الشباب الجدد فى استخدام فن السينما لمناقشة القضايا السودانية التى ظلت اجيالا عدة تتفادى التطرق لها....فى تقديرى التمثيل كان جيداً و يبشر بنشوء جيل من الممثلين الموهوبين الذين سوف يشكلون نواة لسينما قوية فى المستقبل القريب .
الممثلين
المغنية و المسرحية ايمان يوسف – دور زوجة الرجل الشمالى
عارضة الأزياء الجنوبية سيران رياك فى دور الزوجة الجنوبية
الممثل المخضرم نزار جمعة فى دور الزوج الشمالى
الممثل قير دونى
المنتج
أمجد أبو العلا و ستيشن فيلمز
يجرى عرض الفيلم الآن فى آماكن متعددة من العالم كما سوف يعرض أيضا فى مهرجان " كان " كما جاء فى الاعلام.

عدنان زاهر
14 نوفمبر 2023

elsadati2008@gmail.com
//////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فى الخرطوم من خلال

إقرأ أيضاً:

ڤوكس سينما تتعاون مع المؤلف الملحّن الشهير هانز زيمر لإبداع لحنها الخاص

مسقط - الرؤية

كشفت ڤوكس سينما، الذراع السينمائية التابعة لمجموعة ماجد الفطيم، عن تعاون مميز مع الملحّن هانز زيمر الحاصل على جائزتَي أوسكار. وسيُبدع هانز زيمر لحناً حصرياً لڤوكس سينما، بهدف تطوير هوية صوتية تعكس روح العلامة وتعزز الترابط مع الجماهير في مختلف أسواق ڤوكس. وسيُسمع اللحن في محطات متعددة مُصممة لتعزيز تجربة العملاء والارتقاء بها، بما فيها الحملة القادمة للعلامة، والتجارب السينمائية في وجهات ڤوكس، وخلال التفاعل مع خدمة العملاء. ويشكل التعاون إنجازاً آخر يضاف إلى إرث الابتكار والتميز الذي تتفرد به العلامة في قطاع الترفيه العالمي. وسيعمل هانز على إبداع مقطوعة فريدة تحتفل برحلة ڤوكس في جمع الجماهير من خلال قوة فن السينما.

وألّف هانز زيمر خلال مسيرته بعض أشهر مقطوعات الموسيقى التصويرية وأكثرها تأثيراً في عصرنا الحالي، ويمتلك في سجله أكثر من 500 مشروع في مختلف أنواع الوسائط، محققاً إيرادات تجاوزت 28 مليار دولار في شباك التذاكر العالمي. وحصل هانز على جائزتَي أوسكار، وثلاث جوائز غولدن غلوب، وخمس جوائز غرامي، وجائزة الموسيقى الأمريكية، وجائزة توني، بالإضافة إلى ستة ترشيحات لجائزة إيمي.

وبهذا الصدد، قال إجناس لحود، الرئيس التنفيذي لشركة ماجد الفطيم للترفيه: تفتخر ڤوكس سينما بالتعاون مع الملحّن الشهير هانز زيمر، لتأليف لحن يكون بمثابة توقيع سمعي مميز للعلامة. ويشكل هذا التعاون فصلاً جديداً في رحلتنا المستمرة لتحسين تجربة السينما بما ينسجم مع مختلف الأسواق التي نعمل فيها".

وأضاف: "على مدار 25 عاماً، تصدّرت ڤوكس سينما مشهد الابتكار في قطاع الترفيه العالمي، لترسم ملامح ذكريات لا تُنسى على مر الأجيال، من الطفولة إلى مرحلة الشباب. ومن خلال سحر السينما، تواصل ڤوكس كونها جزءاً أساسياً من أجمل تجارب الجمهور. وسنبقى ملتزمين بالارتقاء إلى آفاق جديدة وتوفير إمكانيات جديدة في طريقة تجربة الناس للسينما، لضمان أن تكون كل زيارة إلى ڤوكس استثنائية بكل معنى الكلمة".

وألّف هانز زيمر خلال مسيرته بعض أشهر مقطوعات الموسيقى التصويرية وأكثرها تأثيراً في عصرنا الحالي، ويمتلك في سجله أكثر من 500 مشروع في مختلف أنواع الوسائط، محققاً إيرادات تجاوزت 28 مليار دولار في شباك التذاكر العالمي. وحصل هانز على جائزتَي أوسكار، وثلاث جوائز غولدن غلوب، وخمس جوائز غرامي، وجائزة الموسيقى الأمريكية، وجائزة توني، بالإضافة إلى ستة ترشيحات لجائزة إيمي.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال هانز زيمر: "يحظى الشرق الأوسط بمكانة خاصة في قلبي كما السينما، فهي ما يحرك مشاعري ويلهمني للإبداع. وأتطلّع للتعاون مع ڤوكس سينما، مشغّل السينما الأكبر والأشهر في المنطقة. وانطلاقاً من التزام ڤوكس سينما بصناعة لحظات استثنائية لضيوفها، سعت إلى ابتكار هوية صوتية مميزة، لتعطي بذلك مثالاً رائعاً عن دَور السينما في جمعنا وتوحيد مشاعرنا. فهي تشكل أساس العديد من اللحظات التي لا تُنسى، والتي تنتقل عبر الأجيال تماماً كما فعلت ڤوكس على مرّ السنين".

وتلعب الموسيقى دوراً حاسماً في التجربة السينمائية، إذ تعمل على بناء روابط دائمة بين الجماهير واستحضار المشاعر التي تولّدها السينما بأسلوب مميز عبر الثقافات والأجيال. وعندما حان وقت اختيار الملحّن المناسب لهذا المشروع، لم يبرز سوى اسم هانز زيمر، فهو يشكل الخيار الأمثل بفضل قدرته على استحضار مشاعر عميقة ومشتركة عالمياً من خلال مقطوعاته.

 

من خلال دمج الألحان الأوركسترالية مع التأثيرات الموسيقية للمنطقة، ستلقى مقطوعة هانز صدىً واسعاً عند جمهور ڤوكس سينما المتنوع ومتعدد الثقافات. وستُطلق هذه الشراكة مع إصدار المقطوعة في الحملة القادمة للعلامة، والتي ستنطلق في المنطقة في منتصف أبريل 2025.

مقالات مشابهة

  • اكتشاف علمي جديد… “الزبادي” قد يحميك من مرض قاتل
  • “تهديدات خطيرة”… دولة عربية تحذر من تزيين حلويات العيد بأوراق ذهبية
  • السودان بعد استعادة الخرطوم.. تحديات استقرار البلاد وسط استمرار التوترات والفصائل المسلحة
  • وزيرالداخلية يهنئى الشعب السودانى والقوات المسلحة بالانتصار على المليشيا المتمردة ويؤكد إنتشار الشرطة فى كافة المناطق المحررة
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (4) عملية السويس وتفاصيل العبور الذى كاد يودى بحياة بنتنياهو
  • وعدت يا "عيد"
  • الأردن.. دور سينما تعلن مقاطعتها لفيلم “سنو وايت” وانتظار قرار رسمي بمنع عرضه
  • البرهان في السعودية.. تفاصيل رحلة مهمة…!
  • ڤوكس سينما تتعاون مع المؤلف الملحّن الشهير هانز زيمر لإبداع لحنها الخاص
  • تحرير الخرطوم… فرص وتحديات