سودانايل:
2025-04-26@03:56:04 GMT

ماذا لو اجتاح الدعم السريع الخرطوم!

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

فى السادس عشر من نوفمبر الجاري صدّرت صحيفة (the economist ) البريطانية الشهيرة مقالها عن حرب السودان بعنوان مليشيا الإبادة تربح الحرب فى السودان! وهى خلاصة ترددت علي صفحات عدد من الدوريات الإقليمية والعالمية. ما يجمع عليه المراقبين أن السودان وقع ضحية صراع المحاور وان ميلان كفة الحرب مرتبط بحجم الدعم الواسع الذى تتلقاه المليشيا وتوفره دولة الإمارات التى سخرت مواردها المالية لضمان تفوق نوعي للمليشيا فى التسليح خصوصاً في جانب الطيران المُسيّر والمدافع المضادة للطائرات إضافة لخلق محيط إقليمي مساند للدعم السريع عبر صفقات اقتصادية وعسكرية كما وحدث فى تشاد وبدرجة أقل وضوحاً فى إثيوبيا وجنوب السودان.


خلق كل ذلك حقيقة على الجميع مواجهتها وهى أن موازين القوة قد تغيرت مرحلياً لصالح الدعم السريع بما يجعل انتصاره فى معركة الخرطوم خيارا لا يمكن استبعاده. ومع مرارة هذا الاحتمال على الكثيرين إلا أن الضرورة تحتم مناقشته وتبعاته المصيرية على مستقبل الوطن وسلامة شعبه. وقبل الخوض فى مناقشة متعلقات هذا الاحتمال يجب التأكيد على أن انتصار الجيش هو الراجح بإذن الله ولكنه رهين بتغيير فى قيادة الجيش والدولة بمن يرغب فى/ويستطيع حشد طاقات الشعب وقوي الدولة وتوفير السند الدولى الذي يتيح للجيش تحقيق الانتصار.
من المفيد قبل النظر في تبعات اجتياح الخرطوم، الوقوف علي نقطة انطلاق الموجة الثانية لقوات المليشيا وهى دارفور، إذ شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم الحادي والعشرون من نوفمبر انسحاب قوات الفرقة عشرون للقوات المسلحة من الضعين حاضرة ولاية شرق دارفور وبذلك تكون عملياً أربعة من ولايات دارفور الخمسة تحت سيطرة المليشيا واجزاء من ولاية شمال دارفور والتى مازالت الفرقة الخامسة صامدة فى حاضرتها الفاشر ومسنودة بقوات عدد من الحركات المسلحة أبرزها حركة العدل والمساواة جناح جبريل ابراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة منى مناوي. وتمثل الفاشر تحديا حقيقيا للدعم السريع ليس عسكرياً فقط ولكن سياسياً واجتماعياً وإنسانيا، فإجتياح الفاشر يهدد بإنتقال الحرب علي خطوط الهوية فى عودة لسيناريو الحرب الأهلية للعام ٢٠٠٣ إضافة لإشعال موجة نزوح ضخمة بعد أن صارت الفاشر الملاذ الأخير لنازحى مدن الإقليم المستباحة من المليشيا. إشعال نار الحرب الأهلية خطر قطعاً يضع له الدعم السريع الف حساب فهو يهدد جهده العسكري تجاه الخرطوم بصورة جادة كما ينسف روايته حول دوافع الحرب ويهدد بموجة جديدة من العقوبات علي المليشيا وقيادتها تشل قدرتها علي الفعل السياسي والحكم. يضاف إلى ذلك العجز الواضح للدعم السريع على الإدارة المدنية لمناطق سيطرته والتى انهارت فيها الخدمات وارتفعت فيها اسعار السلع والاسواء من ذلك فشله في تسويق نفسه كحكومة مقبولة لكافة مكونات دارفور وموقف الحركات المسلحة الأساسية بالاصطفاف خلف الجيش هو أوضح تعبير عن ذلك، هذا الموقف تعززه الوحشية المفرطة وأوضح أمثلتها ما تم بحق مجتمع المساليت.
أمام ذلك يكون افضل خيارات المليشيا هو تسكين جبهة الفاشر والانطلاق شرقاً فى محاولة فرض أمر واقع فى الخرطوم، قبل أن يتداعى البيت من الداخل، وهو خيار أيضا له تحدياته.
الانطلاق شرقاً هذه المرة يقف أمامه سجل سبعة أشهر من الانتهاكات عاشها شعب إقليم كردفان مع ارتفاع دعوات بالمواجهة وهو سياق يستحق أن ينظر فى تفاعلاته واهم محطاته هى الابيض وفيها تتمثل كل تعقيدات كردفان وستكون تحديا جسيما أمام المليشيا.
على افتراض أن المليشيا تجاوزت كل العقبات وطرقت باب الخرطوم للمرة الثانية بقيادتها الأساسية وبما جلبته من دارفور من عتاد وعديد وبإفتراض أن ميزان الجيش العسكري لم تحدث فيه تغييرات جوهرية وهو مستبعد فعندها وبعد معارك طاحنة ستكون المليشيا قد وضعت يدها على العاصمة ودمرت الجزء المهم من الجيش.
عند تلك النقطة يكون السؤال المطروح هل تحقق لها الانتصار؟ ثم ما خطوتها التالية؟ لن تستطيع المليشيا ادعاء الانتصار التام الا بوصولها ساحل البحر الأحمر وتحديداً بورتسودان وإسقاط العاصمة البديلة وهو أمر يمثل تحدي عسكري إذ تنتقل الحرب بعد الخرطوم إلى مناطق عشائرية وهي فى معظمها معادية للدعم السريع ولها مكوناتها المسلحة مما قد يحيل الصراع إلى حرب أهلية (نظرا لطبيعة الدعم السريع). يضاف إلى ذلك التحول المتوقع فى سلوك دول تناصر الدولة السودانية ولها مخاوف حقيقية تمس أمنها القومي من حكومة فى الخرطوم تحركها مصالح محور الإمارات - اثيوبيا مما يؤدي إما لتدخلها المباشر في الحرب او لزيادة دعم الجيش بما يمنع سقوط الدولة. وفى ذات السياق لا يمكن استبعاد ردات فعل بقية أطراف السودان إذ من المستبعد قبولها بالدعم السريع كقوة ممثلة للدولة ومحتكرة للعنف وهو ما قد يستدعي وبشكل مباشر تحرك من قبل قوات الحلو ببسط سيطرتها على كافة جنوب كردفان وجبال النوبة والتمهيد لإعلان كيان مستقل. سلوك مماثل متوقع فى النيل الأزرق وتحديداً مناطق سيطرة عقار ورفض شعبي واسع واستعداد للمواجهة فى الوسط والشمال. هذا السيناريو يتفق ومخططات تفتيت الدولة السودانية لكيانات جهوية وعرقية ضعيفة ومتناحرة وعمليا هو ردة الفعل التلقائية لدولة الدعم السريع.
بديل الدعم السريع الآخر هو الامتناع عن تجاوز الخرطوم والسعى نحو اتفاق سلام منتصر مع قيادات بديلة للجيش تؤسس أما لثنائية عسكرية يكون فيها الدعم السريع القوة الضاربة او لجيش جديد يمثل فيه الدعم السريع عظم الظهر ثم تشكيل حكومة صورية انتقالية الراجح أن تتكون من المجلس المركزي للحرية والتغيير وبعض الكيانات السياسية والجهوية ولكنها حكومة ستفتقد قطعاً للشخصيات المحترمة إذ لن تقبل أن تكون دمية بيد آل دقلو، كما أنها ستواجه تحديات مجتمع شديد الانقسام وبلد منهار اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ولها معارضة شديدة بالداخل والخارج ومهددة بعقوبات دولية تشل حركتها وفواتير واجبة السداد للدول التى دعمت الحرب. هذه وصفة لن تصمد أمامها اى حكومة مدنية مما يفتح الباب لدكتاتورية مليشياوية وحرب اخري.
الخيار المستبعد والذي تفضله القوى المدنية ممثلة فى المجلس المركزي هو مقايضة آل دقلو بالإفلات من الملاحقة القضائية والحفاظ على بعض مكاسبهم الاقتصادية مقابل التنازل عن السلطة ووجود معتبر للدعم السريع في الجيش الجديد وهذا خيار قد يتوافق مع المجتمع الدولي ولكن تقف أمامه طموحات الأسرة والمكونات الداعمة لها في الحرب وتقف ضده مطالب الضحايا بالعدالة ومصالح الدول التى ساندت المليشيا.

ibnouf77@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: للدعم السریع

إقرأ أيضاً:

نزوح جماعي في الفاشر.. والبرهان يتلقى رسالة من غوتيريش (شاهد)

تتواصل معاناة المدنيين في مخيمات مدينة الفاشلة وأجزاء من ولاية شمال دارفور، بسبب الحصار المطبق الذي تفرضه قوات الدعم السريع.

وصباح الخميس، أعلنت مصادر طبية مقتل 11 مدني وإصابة 35 في قصف الدعم السريع لمخيم أبو شوك وأحياء في الفاشر.

بدورها، قالت الأمم المتحدة إن سكان الفاشر وطويلة وأجزاء أخرى من ولاية شمال دارفور يواجهون "وضعا مروعا" بسبب النزوح الجماعي وسقوط ضحايا من المدنيين وتزايد الاحتياجات الإنسانية، حيث سعى العديد من المدنيين إلى إيجاد الأمن والمأوى بعد استيلاء قوات الدعم السريع على مخيم زمزم.

وأفاد شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني على الأرض أن مئات الآلاف من سكان المخيم فروا إلى مواقع أخرى.

وفي مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، ذكّر المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بأن بعض سكان المخيم كانوا يعيشون فيه منذ بداية الصراع في دارفور عام 2003، وأنه تم تأكيد ظروف المجاعة هناك مؤخرا.

وقال: "إن التدفق الهائل للنازحين إلى المجتمعات والبلدات المضيفة حيث الاحتياجات مرتفعة بالفعل يخلق ضغطا حرجا على الخدمات الصحية والبنية التحتية للمياه وأنظمة الغذاء المحلية في جميع أنحاء شمال دارفور".

تطلق منظمة مناصرة ضحايا دارفور نداء إنساني عاجل بشان الوضع الإنساني والصحي للنازحين الذين فروا من مخيمي زمزم وأبو شوك إلى محلية طويلة بولاية شمال دارفور الفاشر هذا الفيدو يوثق حال الاطفال وهم يواجهون نقصاً في الغذاء والماء. pic.twitter.com/gM7V68WBTr — Darfur Victims Support (@DVSorg) April 24, 2025
القدرة على الاستجابة
وقال دوجاريك إن المنظمة وشركاءها الإنسانيين يوسعون نطاق عملياتهم لتلبية الاحتياجات المتزايدة في مناطق متعددة من الولاية، إلا أن حجم النزوح، إلى جانب انعدام الأمن والقيود اللوجستية المتزايدة التي أعاقت وصول المساعدات الإنسانية، "يُثقل كاهل القدرة على الاستجابة بشدة".

وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى العمل على تنسيق مهمة عبر الحدود من تشاد إلى دارفور في الأيام المقبلة، ستحمل مساعدات لما يصل إلى 40 ألف شخص. بالإضافة إلى ذلك، تدير المنظمات غير الحكومية المحلية في الفاشر عيادات صحية متنقلة وعيادات تغذية، وقد أطلقت مشروعا لنقل المياه بالشاحنات، يوفر 20 مترا مكعبا من المياه يوميا لعشرة آلاف شخص.

ودعا دوجاريك جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان المرور الآمن للمدنيين، وتسهيل وتمكين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.


لعمامرة يكثف المساعي
وفي سياق متصل، وصل المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، رمطان لعمامرة، إلى بورتسودان، حيث التقى بالجنرال عبد الفتاح البرهان قائد القوات المسلحة السودانية، بالإضافة إلى كبار المسؤولين الآخرين. 

وتأتي هذه الزيارة في إطار تكثيف مشاوراته وتواصله مع الأطراف وجميع الجهات المعنية
لاستكشاف سُبل تعزيز حماية المدنيين وأي جهد لتهدئة الصراع.

وقال دوجاريك إن المبعوث الشخصي سيؤكد من جديد خلال زياراته دعوة الأمم المتحدة إلى حوار عاجل وحقيقي بين أطراف الصراع من أجل وقف فوري للأعمال العدائية.

وجدد المتحدث دعوات الأمم المتحدة إلى عملية سياسية شاملة لمنع مزيد من التصعيد، وحماية المدنيين، وإعادة السودان إلى مسار السلام والاستقرار.

وأضاف: "نحث الأطراف على اغتنام فرصة زيارة السيد لعمامرة إلى البلاد والمنطقة للالتزام بالانخراط في طريق شامل للمضي قدما وتعزيز حماية المدنيين، بما في ذلك من خلال محادثات غير مباشرة محتملة".
جابر للعمامرة: ما يحدث في الفاشر لتجويع مواطنيه والترويج لمجاعة في السودان فرية لتمرير اجندات خاصة

اكد عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق مهندس إبراهيم جابر خلال لقائه بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان، السفير رمطان لعمامرة، عدم وجود مجاعة في السودان. pic.twitter.com/2DjqpA8f4R — SUDAN News Agency (SUNA) ???????? (@SUNA_AGENCY) April 24, 2025
وفي السياق، تسلّم رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، مساء الأربعاء، رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تتعلق بدور المنظمة الدولية في دعم جهود إحلال السلام بالسودان.

جاء ذلك خلال لقاء عقده البرهان، بمدينة بورتسودان (شرق)، مع المبعوث   رمطان لعمامرة، بحضور وكيل وزارة الخارجية السودانية إدريس إسماعيل، وفق بيان صادر عن مجلس السيادة.

وقال إسماعيل، في تصريح صحفي، إن "لعمامرة، نقل لرئيس مجلس السيادة رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تتعلق بدور المنظمة الدولية بشأن السودان سلما وحربا"، حسب البيان.

ومنذ نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وجدد البرهان، خلال اللقاء، الإعراب عن "ثقة السودان في الدور الكبير الذي تضطلع به الأمم المتحدة تجاه قضايا السودان"، وفق البيان.

وأكد "دعم هذا الدور من أجل تحقيق السلام والأمن، مع استعداد السودان لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين".

وتسارعت انتصارات الجيش في ولاية الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد "الدعم السريع" تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 ولايات من أصل 5 بإقليم دارفور (غرب).

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع تقصف قاعدة جوية والكلية الحربية بأم درمان
  • السودان .. قطع الكهرباء عن ولايتي نهر النيل و البحر الأحمر
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 60 عنصراً من قوات الدعم السريع في الفاشر
  • مقتل عشرات المدنيين في مجزرة للدعم السريع بغرب كردفان
  • بالفيديو.. شاهد الدمار الذي أحدثه اللواء “طلال” على برج المليشيا بالخرطوم في الساعات الأولى من الحرب بقرار انفرادي وشجاع منه نجح في قلب الموازين وحسم المعركة لصالح الجيش
  • مساعد البرهان يبلغ مبعوث للامم المتحدة شروط توقف الحرب ضد الدعم السريع
  • الجيش السوداني: مقتل 60 عنصرا من "الدعم السريع" بهجوم على الفاشر  
  • نزوح جماعي في الفاشر.. والبرهان يتلقى رسالة من غوتيريش (شاهد)
  • الحكومة السودانية: الدعم السريع أحرقت 270 قرية في شمال دارفور
  • ناشطون: الدعم السريع تصعد الانتهاكات ضد المدنيين في أم درمان