صدى البلد:
2025-04-17@20:32:24 GMT

أحمد نجم يكتب: فلسطين قضية مصير مصرية

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

تظل السياسة الخارجية المصرية تضع ضمن أهم اولوياتها ملف هام يتعلق بالقضية الفلسطينية كقضية مصير للأمن القومي سواء المصري أو العربي .. منذ عام 1948 وعقب بداية الكارثة وإحتلال العدو الإسرائيلي فلسطين طبقا لوعد بلفور بمساعدة امريكا و بريطانيا قامت العصابات الصهيونية بأعمال قمع وطرد للفلسطينيين من ارضهم وبدأت منظومة التهجير القسري .

.

و تمت اعمال قتل وإرهاب كان علي أثرها تهجير حوالي  700 ألف فلسطيني نتيجة قيام العصايات الصهيونية باعمال عنف وتدمير و استشهد الكثير من الفلسطينيين وهاجر البعض الآخر لدول أخري . وفي اعقاب هزيمة  1967  استولت إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة و كان من نتيجة تلك الكارثة هروب حوالي  300 ألف فلسطيني  للأردن  و دول أخري مثل سوريا و لبنان و دول الخليج  أو  دول غربية بينما ظل جزء كبير  في الضفة الغربية وقطاع غزة ..

ويمارس الأن الإحتلال الإسرائيلي نفس المنهج و المخطط الصهيوني لإجبار الفلسطينيين علي الهجرة ليبقي قطاع غزة تحت السيطرة الإسرائيلية تمهيدا للسيطرة البحرية علي بحر غزة الذي 
يعج بكنوز الغاز الطبيعي لم يتم إستخراجه حتي الأن  وهو أحد اهم الأطماع الامريكية و الإسرائيلية ولدي آسرائيل خرائط مفصلة عن أماكن وجوده .

و جاء موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي  ورفضه أن يعيد التاريخ نفسه بخروج الفلسطينيين من أرضهم و بالتالي 
فقدان جزء هام من الهوية العربية وتهديد للأمن القومي المصري و العربي وإعتبرت مصر القضية الفلسطينية قضية مصير ورفضت ان يتم ترحيل الفلسطينيين إلي سيناء ودحض المخطط الصهيوني ..الذي يهدف للقضاء علي القضية الفلسطينية .

وتولدت القناعة المصرية من خلال رؤية مستقبلية لواقع قد يحدث عندما يتم تفريغ القضية الفلسطينية من محتواها  ويتم تسكينهم في سيناء مما يهدد الأمن القومي المصري و العربي و زعزعة للاستقرار بالإضافة إلي نقض اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل الموقع  عام 1979. بسبب وجود المقاومة الفلسطينية في سيناء و التي ستصبح قاعدة لشن هجمات على إسرائيل و بالتالي يكون للعدو الإسرائيل  حق  الرد و الدفاع عن نفسه و يقوم بشن هجوم علي الأراضي المصرية .

حينها لن تقف مصر مكتوفه الأيدي مع وجود جيش مصري وطني قادر علي حماية المكتسبات التي تحققت عبر سنوات النضال من أجل حياة كريمة لمواطن مصري له الحق في الحياة في وطن آمن بعدما ذاق مرارة الحروب و أصبحت معظم البيوتات المصرية تتشح بالسواد حزنا علي إستشهاد أحد أبنائها .

ويلات الحروب لا يعرفها إلا من خاضها، لذلك كانت عقلية ورؤية القيادة المصرية تعي تماما المخطط الذي يستهدف بالزج بمصر في حرب ضد عدو تدعمه قوة أمريكية غاشمة لا تعرف للرحمة موضع و لا للعلاقات مصير . بالإضافة لأن نقض معاهدة السلام بيننا وبين العدو الإسرائيلي يزج بنا في حرب لا رحمة فيها و لا حسابات مقدرة سواء إقتصادية أو سياسية أو أمنية . مع إنشغال الكتلة الشرقية بمساندة روسيا في حربها ضد أوكرانيا و التي تقف معها الدول الكبري .

قرار الحرب قرار مصيري لوجود أمة ومع تسليمي بالخطأ الذي إرتكبته قيادات حماس حيث أنها لم تحسب قواعد  الحرب بقياس مستوي القدرات العسكرية و ردة فعل العدو الإسرائيلي جراء ما حدث في السابع من إكتوبر و هو خطوة جيدة لا شك ولكن كان يجب حساب النتائج المترتبة علي ذلك من ردة الفعل الغاشمة لعدو لا يعرف الرحمة ، و أستغلها لتدمير غزة بالكامل .كان يجب تأمين الشعب و مؤسساته الحيوية و البنية التحتية وتدبير وسائل الحماية للمواطن في غزة و المنشآت الخدمية وتوفير إحتياطي إستراتيجي .

غير أن العقلية و الرؤية التي تحلت بها مصر  من عدم الإنصياع و التهور وراء من يحاول الزج بها في حرب و يختفي بعد ذلك .  لذلك لجأت مصر للمساندة عن طريق الحلول الدبلوماسية الدولية وممارسة الضغوط طبقا لما هو متاح ولم تتخلي مصر عن القضية الفلسطينية ولا عن المطالبة بالحل السلمي ووجود دولتين فلسطينية وإسرائيلية لتحقيق الأمن للطرفين .

لان قرار الدخول في الحرب ليس بتلك البساطة التي ينادي بها البعض  قرار له انعكاسات خطيرة يظل تأثيرها لسنوات فلابد ان يكون هناك استعدادات اقتصادية و أمنية لان الحرب المصرية  الإسرائيلية لن تكون مع إسرائيل فقط بل ستكون مع الدول الكبرى و على رأسها أمريكا، و بالتالي فإن القرار. أو مجرد التفكير فيه عملية إنتحارية بقياسات العقل خاصة مع غياب الدور الروسي الأن لإنشغاله بمعركته مع الدول الكبري عن طريق جثث الأوكرانيين أيضا وبالتالي لم  يعد لنا سند دولي كبير  ..

ومع ذلك مصر لم ولن تتخلي عن قضية تحرير فلسطين ولا مساندة شعبها 
و تحملت مصر منذ 1948 الكثير من التضحيات و قدمت أكثر من 100 ألف شهيد و 200 ألف جريح خلال حروبها مع إسرائيل من أجل فلسطين عندما  تدخل الجيش المصري في مايو  1948 عقب إنهاء الإنتداب البريطاني علي فلسطين واعلان قيام دولة اسرائيل  دافعت مصر عن فلسطين وساندت القوي الدولية إسرائيل وتحمل الجيش المصري الكثير من الخسائر بسبب التباين في القدرات العسكرية وكانت خسائر مصر في هذه الحرب الآف من الشهداء والجرحى ..

و كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يضع القضية الفلسطينية ضمن اولويات الأمن القومي و رفع  شعار  لا اعتراف و لا صلح، و لا تفاوض مع اسرائيل، ودعا لتوحيد الصف الفلسطيني من خلال إقتراح إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية ، لتتولي أمور الشعب الفلسطيني بمساندة مصرية وعربية ..

كذلك الرئيس الراحل انور السادات الذي اكد علي حقوق الشعب الفلسطيني في خطابة الشهير في الكنيست الاسرائيلي مطالبا بالعودة الي حدود ماقبل  1967 ، وفي أكتوبر  1975 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراها رقم     3375 بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك في جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط بناءً على طلب تقدمت به مصر .

ورفع الرئيس الراحل حسني مبارك شعار الارض مقابل السلام وقام بسحب السفير المصري من اسرائيل بعد وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا 1982، و شارك  في توقيع اتفاق أوسلو الخاص بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي.

بينما وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي القضية الفلسطينية ضمن أهم اوليات مصر بإعتبارها قضية آمن قومي و بدأ اولا  بإتفاق لم الشمل بين الفصائل الفلسطينية و إقناع حركتى "فتح وحماس" بالتوقيع على اتفاقية المصالحة بالإضافة للجهود الإنسانية من خلال فتح معبر رفح لإستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني و تولي مبادرة إعادة تعمير غزة  و يسعي في كل المحافل الدولية من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بالإضافة لمساندة ودعم القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية .

ولم تتواني مصر منذ المعركة التي قامت بها حماس في السابع من أكتوبر في مساندة القضية الفلسطينية ورفض عمليات التهجير وعقد مؤتمر عربي والتواصل دوليا لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني وممارسة الضغوط للعمل علي وقف اطلاق النار وإستقبال المصابين وعلاجهم في المستشفيات المصرية.. مصر تعمل بقدر طاقتها للحفاظ علي أمنها القومي بقدر ما تستطيع دون الإضرار بالمكتسبات التي تحققت للمواطن المصري مع عدم الإخلال بدورها العروبي .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

فلسطين الشهيدة.. أقدم كتاب مصوَّر لبعض فظائع اليهود والإنجليز في حق الفلسطينيين

 

النسف، الحرق، التخريب، النهب، تدمير المدن والقرى، التشويه، التعذيب، قتل النساء والأطفال والشيوخ، هدم المنازل والمساجد وتخريبها، هذه بعض من الجرائم الفظيعة التي ارتبكها الإنجليز ومعهم العصابات اليهودية الذين جلبتهم الحكومة الانجليزية من أصقاع الأرض لتمنحهم حق التصرف والتملك في أرض فلسطين التي هي في الأصل لا تملكها وبدون وجه حق، وإنما بدافع استعماري واستيطاني وتحت مظلة مؤامرة دولية.
لقد رافق التوثيق لهذه الجرائم منذ عشرينيات القرن الماضي، حيث صدر كتاب “فلسطين الشهيدة” وهو عبارة عن سجل مصور لبعض فضائع الإنكليز واليهود من الجرائم التي ارتكبوها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل خلال الفترة (1921 – 1938م).
وكعادة الشعب الفلسطيني العربي الحر المناضل فقد أبى كل السياسات الإنجليزية في سلب وطنه وإعطائه لليهود، وجاهد واستبسل وثبت على أراضيه واحتمل التضحيات الجسام التي لم يحتملها أي شعب على هذه المعمورة وعلى مدى التاريخ، ولا يزال يجاهد ويتحمل كافة الأعباء، ويقدم من الفداء أعزه وأعظمه.
لقد تتابعت الثورات في فلسطين منذ الاحتلال الإنجليزي لها عقب الحرب العالمية الأولى، فالكتاب يسلط الضوء على هذه الثورات خلال العشرين العام الأولى من بداية الاحتلال الإنجليزي وما رافقته من مقاومة ومقارعة لهذا الاحتلال وحجم التضحيات التي قدمها الفلسطينيون.
يسلط الكتاب الضوء على ما تيسر الوصول إليه في تلك الظروف الحرجة من الصور التي تنطق ببعض ما قدمت “فلسطين الشهيدة” في جهادها الطويل من تضحية وفداء وما لقيت من عذاب وبلاء، والتي تسجل بعض ما يرتكب الانجليز فيها من فظائع وآثام، أقلها التقتيل والتمثيل، وأهونها النسف والتدمير.
ما إن ظن الانجليز أنهم قد سيطروا على فلسطين وبدأوا بتنفيذ مخططاتهم حتى بدأ الفلسطينيون بانتفاضاتهم وثورتهم ضد المحتل، فكانت أول الثورات قد وقعت في القدس في الرابع من ابريل 1920م، ومن ثم تلتها الثورة الثانية في مدينة يافا وما جاورها في 1 مايو 1921م، وامتدت حتى مدينة طول كرم، وكانت موجهة ضد اليهود، وقد ارتكب اليهود خلالها الكثير من الفضائع فاعتدوا على النساء والأطفال، واستعملوا ماء الفضة يحرقون به الوجوه ويشوهونها، وقضوا على الجرحى من الرجال.
ثورة البراق
لم يتوقف الفلسطينيون عن المقاومة بل استمروا في مواجهة القوات الإنجليزية والعصابات اليهودية الصهيونية، وكذلك في المظاهرات والاضرابات في الكثير من المدن الفلسطينية في القدس وحيف وغزة وبيسان ونابلس، حتى انطلقت ثورة عامة تم تسميتها بـ”ثورة البراق” شملت فلسطين كلها في 23 أغسطس عام 1929م، وحدثت أهم وقائعها في القدس والخليل وصفد ويافا وحيفا وغزة، ونشأت عندما اعتدى اليهود على المسجد الأقصى والبراق الشريف، فكانت الضحايا بالمئات، وعلى إثرها قام الانجليز بإعدام القافلة الأولى من الشهداء وهم فؤاد حجازي، عطا الزير، محمد جمجوم.
ثورة المظاهرات
وفي العام 1933م شعر الفلسطينيون بأن الخطر اليهودي قد استفحل، بسبب تضخم الهجرة اليهودية والاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، فقرر الشعب العربي الفلسطيني إقامة مظاهرات عامة دورية، كل أسبوع في مدينة احتجاجاً على ذلك، فكانت المظاهرة الأولى في القدس 13أكتوبر 1933م، والمظاهرة الثانية في يافا 27أكتوبر 1933م، وحصلت صدامات دامية بين المتظاهرين وبين الانجليز، ووصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 27 رجلاً وتعدى عدد الجرحى المائة.
الثورة الكبرى
استمر الفلسطينيون في المقاومة والمظاهرات حتى بدأت الثورة الكبرى في 19 ابريل 1936م، حيث بدأت بالإضراب العام الدائم الذي استحال إلى ثورة طاحنة واستمرت حتى تأليف هذا الكتاب، وقد ارتكب الجيش الإنجليزي للقضاء على هذه الثورة أقسى الفضائع وأشدها هولاً وإغراقاً في الهمجية.
ومن الجرائم التي ارتكبها الجيش الإنجليزي هو هدم المنازل والبيوت العامرة نسفاً بالديناميت، وكذا أحراق الكثير منها، فبلغ به الأمر أن قام بقصف أحياء وبأكملها وقرى بأكملها فكانت الخسائر فظيعة كثيرة.
ومن الفظائع التي ارتكبها الانجليز أيضاً عمليات التفتيش التي كانت ترافقها ترويع الأهالي وإيذائهم ويصل بهم الأمر إلى قنص العديد من الأفراد، وأثناء عمليات التفتيش يتم اتلاف الكثير من الأدوات والأثاث ونهب ما تصل إليه أيديهم من الأشياء الثمينة كالمجوهرات وغيرها.
لقد شاركت العصابات الصهيونية اليهودية الانجليز في تلك الفظائع، فقد وضعواً ألغاماً وألقوا القنابل على أماكن تجمع المواطنين الفلسطينيين كالأسواق وغيرها في حيفا والقدس ويافا استشهد فيها الرجال والنساء والأطفال.
يكشف لنا الكتاب من خلال الصور مدى الفضائع التي ارتكبها الجيش الإنجليزي وبمساعدة العصابات الصهيونية اليهودية ضد المواطنين الفلسطينيين أصحاب الأرض، والتي أصبحت سياساتهم بعد خروج الانجليز وسيطرة هذه العصابات على المدن الفلسطينية والقيام بتهجير أهلها، لكن مقاومة الفلسطينيين لا تزال مستمرة حتى يأتي وعد الحق جل في علاه في عودة الأراضي المقدسة وفلسطين كلها إلى أهلها، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.

مقالات مشابهة

  • ناد إنجليزي مغمور يقيل مسؤولة مصرية بسبب فلسطين.. ومروان سري يعلق (شاهد)
  • الأمن المصري يقبض على نجل عبد المنعم أبو الفتوح.. مصير مجهول
  • فعالية وطنية في عمان الأهلية تستعرض مواقف الاردن في دعم القضية الفلسطينية
  • ضياء رشوان: مصر خاضت العديد من الحروب للدفاع عن القضية الفلسطينية
  • فلسطين الشهيدة.. أقدم كتاب مصوَّر لبعض فظائع اليهود والإنجليز في حق الفلسطينيين
  • "الاستشارية لإعادة الإعمار": تهجير أهالي غزة شرط للإعمار "ادعاء مشبوه" لتصفية القضية الفلسطينية
  • أبو الغيط: القضية الفلسطينية تتعرض لأخطر تهديد في تاريخها
  • هل أصبحت “سلطة رام الله” عبئاً على القضية الفلسطينية؟
  • زيارة السيسي الخليجية تؤكد الدور المصري المحوري في حل أزمات المنطقة ودعم القضية الفلسطينية
  • عقابا على موقفها من القضية الفلسطينية.. ترامب يجمد 2.2 مليار دولار لجامعة هارفارد