عبد المعطى أحمد يكتب: القرار 242 هل تتذكروه؟!
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
بالإجماع أصدر مجلس الأمن القرارالذى تحدته إسرائيل ومازالت، ووصل الأمرلدرجة أنه كاد يصبح من القرارات الأممية "الأثرية" التى لامكان لها سوى فى "متاحف التاريخ".!
إنه القرار"242" الذى صدر عن مجلس الأمن فى الثانى والعشرين من نوفمبر عام 1967بعد أشهر قليلة من الخامس من يونيو، وحاول مجلس الأمن من خلاله وضع أسس لتسوية الصراع العربى الإسرائيلى.
وجاء فى نص القرار:"إن مجلس الأمن إذ يعرب عن قلقه المستمربشأن الوضع الخطير فى الشرق الأوسط، وإذ يؤكد عدم جواز الاستيلاء على الأراضى بالحرب والحاجة إلى العمل من أجل سلام دائم وعادل تستطيع كل دولة فى المنطقة أن تعيش فيه بأمان، وإذ يؤكد أيضا أن جميع الدول الأعضاء بقبولها ميثاق الأمم المتحدة قد التزمت بالعمل وفقا للمادة"2" من الميثاق يؤكد أن تطبيق مبادىء الميثاق يتطلب إقامة سلام عادل ودائم فى الشرق الأوسط، ويستوجب كلا المبدأين التاليين انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضى التى احتلتها فى النزاع الأخير، وإنهاء جميع ادعاءات أو حالات الحرب واحترام واعتراف بسيادة ووحدة أراضى كل دولة فى المنطقة واستقلالها السياسى وحقها فى العيش فى سلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها حرة من التهديد بالقوة أو استعمالها.
وجاء فى القرار:إن مجلس الأمن يؤكد أيضا الحاجة إلى ضمان حرية الملاحة فى الممرات المائية الدولية فى المنطقة، وتحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين، وضمان حرمة الأراضى والاستقلال السياسى لكل دولة فى المنطقة عن طريق إجراءات من بينها إقامة مناطق مجردة من السلاح.
وما أن يذكر هذا القرار طيلة الستة وخمسين سنة الماضية فى أى مكان أو مناسبة إلا ويثور الجدل حول عن أى صيغة للقرار نتكلم؟
فى جميع نصوص القرار جاءت كلمة" الأراضى المحتلة" معرفة بالألف واللام، وجاءت نصا" انسحاب القوات الاسرائيلية من"الأراضى" التى احتلتها فى النزاع الأخير, وفى جميع نصوص القرار كانت الأراضى المحتلة معرفة بالألف واللام، إلا أن النص باللغة الانجليزية جاء خاليا من الألف واللام ليمنع اسرائيل حق المراوغة والمماطلة كى تستمر روح" وعد بلفور"!
فى النص الانجليزى للقرار جاء ذكر الانسحاب الاسرائيلى من الأراضى العربية "انسحاب القوات الاسرائيلية من" أراضى"، أى أراضى احتلت فى النزاع الأخير.
لم تتأخر اسرائيل لحظة فى الاستفادة من "المنحة" التى قدمتها لها بريطانيا على طبق من "ألماظ" فى النص الانجليزى للقرار"242"، وعرفت كيف تستثمر ذلك لأبعد مدى فى تثبيت دعائم احتلالها للأراضى العربية التى استطاعت أن تسيطر عليها.
لماذا اختلف النص الانجليزى للقرار "242" عن النصوص الأخرى؟!، وهل هذا متعمد أم لا؟
أصدق إجابة على هذا السؤال جاءت على لسان التاريخ، حينما ذكر واقعة شهيرة مرتبطة بهذا القرار, تفاصيله، وأحداثه، وخلفياته.هذه الواقعة جرت قبل القرار "242" بخمسين عاما، وهى تلك الرسالة التى بعث بها وزير الخارجية البريطانى آرثر جيمس بلفور فى الثانى من نوفمبرعام 1917إلى اللورد اليهودى البارز روتشيلد والتى عرفت فيما بعد ب" وعد بلفور" لإقامة وطن لليهود فى فلسطين.
كتب بلفور فى رسالته: عزيزى اللورد روتشيلد يسرنى جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة"جلالته" التصريح التالى الذى ينطوى على العطف على أمانى اليهود والصهيونية وقد عرض على الوزارة وأقرته، وإن حكومة" صاحب الجلالة" تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومى فى فلسطين للشعب اليهودى، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعد من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التى تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة فى فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسى الذى يتمتع به اليهود فى أى بلد آخر.
واختتم بلفلور رسالته قائلا :سأكون ممتنا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيونى علما بهذا التصريح ، ووقع بلفور على هذه الرسالة بإسمه مقرونا بكلمة "المخلص".!
نعم النسخة الإنجليزية للقرار "242"، وإن كانت خروجا على "النص الأممى"، فهى امتداد طبيعى لنص قديم رسم وأسس لعلاقة "خاصة" قبل أن يظهر مجلس الأمن نفسه، ولمن أراد أن يتأكد فعليه إعادة قراءة رسالة "المخلص" بلفور إلى "عزيزه" روتشيلد!
• لاتجعلوا ساعة الخصومة تهدم سنوات المودة، قال تعالى:"ولاتنسوا الفضل بينكم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجلس الأمن فى المنطقة
إقرأ أيضاً:
"التعاون الإسلامي" تأسف للقرار الأمريكي برفع الحصانة عن "الأونروا"
أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن أسفها لقرار الولايات المتحدة الأمريكية برفع الحصانة القانونية عن وكالة "الأونروا"، مؤكدةً ضرورة احترام الدول جميع التزاماتها بموجب مـيثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة، بما في ذلك اتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة.
وأكدت المنظمة مجددًا على الدور الحيوي الذي لا غنى عنه ولا يمكن استبداله لهذه الوكالة الأممية، ويشكل شريان حياة لملايين اللاجئين الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة التي تشهد حرب إبادة جماعية منذ 17 شهرًا.
أخبار متعلقة مجلس التعاون يعزي إيران في حادث انفجار ميناء بندر عباسالعدوان مستمر.. ارتفاع عدد شهداء قطاع غزة إلى 51,495 .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "الأونروا" - وفاجريمة الإبادة الجماعيةودعت المنظمة الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في قرارها تجاه "الأونروا" واستئناف تمويلها، والضغط على إسرائيل، للوفاء بالتزاماتها تجاه هذه الوكالة التي تعبر عن التزام ومسؤولية المجتمع الدولي تجاه تقديم الخدمات الأساسية إلى اللاجئين الفلسطينيين وحماية حقوقهم لحين تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وخاصة القرار 194.
وجددت المنظمة دعوتها المجتمع الدولي إلى ضرورة وضع حد لجريمة الإبادة الجماعية وجريمة التجويع والحصار التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.