أحمد عبد المجيد يكتب: الشيطان واليهود.. بين «أنا» و «نحن»
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
فكرت كثيرًا.. لماذا صبر الله على اليهود ولم يمح أثرهم كما فعل بالأمم السابقة التي طغت وأفسدت في الأرض.. مع أن اليهود مستنقع للأمراض الاجتماعية والمعاصي التى أرتكبها الذين استحقوا الهلاك؟!
مثلا: قوم شعيب كانوا ينقصون الميزان.. وقوم عاد كانوا يبطشون جبارين.. وقوم صالح قتلوا الناقة.. فهل ناقة أعز على الله من أطفال ونساء وشيوخ يقتلون بلا ذنب مستضعفين في الأرض؟
قوم لوط كانو يأتون الفاحشة فأخذتهم الصيحة، وقوم عاد أهلكوا بريح صرصر عاتية، وقوم صالح أهلكوا بالصيحة، ومع كل جرائم اليهود من قتلهم الأنبياء، حتى تجرؤهم على الله، قالوا عن الخالق سبحانه «يد الله مغلولة» وقالوا: «إن الله فقير ونحن أغنياء».
هلك من عصى نبي، أو خالف أمره، ولم يهلك اليهود.. قتل قوم صالح الناقة.. بينما قتل اليهود الأنبياء.. ارتكب قوم لوط الفاحشة.. بينما اليهود ارتكبوها وجعلوها تجارة وروجوا لها لإفساد المجتمعات، افسدوا في الأرض، تربحوا من الربا، بطشوا جبارين كقوم عاد.. بل تجاوزوا كل شيء بسبهم الله خالقهم وخالق كل شيء.
«لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ» صدق الله العظيم.. (المائدة/70).
نعم تعرضوا لعقوبات مؤقتة، كأن زالت دولهم السابقة، وأمر الله بأن يتيهوا في الأرض أربعين سنة، لكنهم باقون لم يمح الله أثرهم، كالأمم التي أفسدت في الأرض قبلهم، بل توالت الرُسل على بني إسرائيل، فلماذا كل هذا الإمهال لهم؟!
هل صبر الله عليهم، وإمهالهم، وإرسال إليهم الكثير من الرسل، هو ما جعلهم يظنون أنهم شعب الله المختار، وتأخذهم نعرات الفخر الجوفاء؟
لقد أخبرنا الله في قرآنه الكريم بنعرات فخرهم هذه التي ما هي إلا أكاذيب، صاغتها أنفسهم المريضة، وشياطينهم.. قال تعالى: «وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ«.. )المائدة/ 18).
«أبناء الله وأحباؤه» ترى ما الذي جعلهم يعتقدون في ذلك؟ هل حال الله معهم بصبره سبحانه على جرائمهم وإمهالهم وتوافد الرسل عليهم، فظنوا أن حالهم، كحال الأب مع ابنائه، يخطىء الابناء ويصفح عن زلاتهم الأب مرارًا.. ويخطىء الحبيب ويتجاوز المحب عن أخطأه كثيرًا..
تلك النعرات الجوفاء توراثها اليهود الصهاينة حتى الآن تراهم يطلقون على أنفسهم العرق السامى، وشعب الله المختار، والجيش الذى لايقهر، هل اليهود لديهم الحق فى إطلاق هذه الألفاظ على أنفسهم؟، نعم حينما تهلك الأمم السابقة ومع ذلك يمهلهم الله لهم الحق في أن تسول لهم انفسهم ذلك.
ينظرون إلى جميع البشر كالحيوانات القذرة فى حظائر اليهود والحق أنهم كذلك لأنهم تركوا اليهود مع كل جرائمهم دون حساب أو عقاب، تركوا يدهم الباغية تبطش وتقتل وتسرق، يدمرون كل شىء..
مايهمني هو محاولة الإجابة على السؤال الهام، لماذا تركهم الله ولم يأخذهم بذنوبهم كمن سبقهم من العصاة والمتجبرين؟.. وما هو وجه التفصيل الذي ذكره الله في كتابه العزيز.. قال تعالى: «يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) فضلهم الله على العالمين».. وهل هذا التفضيل مبرر لاعتقادهم أنهم شعب الله المُختار؟!
أفكر معكم في الإجابة: هل التفضيل يكمن في الاستثناء من الهلاك بالمعاصي كما أهلك الله أمم سابقة، لم يبقى لها أثر ؟ بينما من قتلوا الانبياء فضلهم الله بأن أمهلهم، ومنحهم الفرصة الواحدة تلو الأخرى فيكذبون الرسل أو يقتلون فيأتيهم أخرين.
إذا كان هذا هو المقصود بالتفضيل، الإمهال، والاستثناء من العقاب بالهلاك إلى آخر الزمان فما هي الحكمة من ذلك، وما هي الرسالة والغاية، لبقاء هؤلاء المُفسدين؟
ربما نجد الإجابة في بداية الخلق، عندما أمر الله الملائكة أن تسجد لأدم، فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر.. قال تعالى: «وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ».. (البقرة/ 34).
حضور إبليس هذا المشهد كان استثناء، فقد رفعه الله دون غيره من الجن إلى درجة الملائكة، لكنه فسق عن أمر ربه، قال تعالى: ««وإذ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ».
حضر إبليس مع الملائكة، قطعًا كان الله يعلم ردة فعله، وأنه سيمثل الشر في الكون، فما كان منه إلا أن عصى، طلب إبليس اللعين من الله أن يمهله إلى يوم يبعثون، «قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ».
وتوعد بأن يغوي البشر «قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ».. وبالفعل بدء يفي بوعده فمارس الغواية مع سيدنا أدم وأمنا حواء قبل أن يغادر الجنة:«فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ». (البقرة 36).
هبط سيدنا أدم سيدتنا حواء إلى الأرض ساحة النزال الأزلي، يعمرها وذريته، وهبط الشيطان ليواصل غوايته يشعل الحروب والفساد وسفك الدماء.
سنة الله أن تكون تلك الأرض دار اختبار، وصراع بين الحق والباطل، الخير والشر، الصلاح والفساد، وما دام نسل سيدنا أدم عليه السلام باقٍ إلى يوم القيامة، فمن يمثل الشر في طرفي الصراع لابد أن يتواجد إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها.
خُلق الإنسان من طين، وُخلق الجن من نار، مادتين مختلفتين، لا يرى البشر عدوهم بالعين المُجردة، لكنهم يرونه في أثاره وما ينتج عنها من خراب ودمار، وفساد في الأرض.
والحال كذلك، لابد للشيطان من وكلاء من جنس البشر، يسيرون بين الناس، يملي عليهم خطط إفساد الأرض، فلم يجد خيرًا من اليهود ليتجسد فيهم وينفذ من خلال أطماعهم غوايته، وربما يكون ذلك هو السبب الذي من أجله أمهل الله اليهود ولم يأخذهم بفسادهم ويهلكهم كما أهلك سبحانه أمم قبلهم.
فمن يدقق يجد اليهود والشيطان وجهان لعملة واحدة، فقد امهل الله الشيطان إلى يوم الوقت المعلوم، وكذلك أمهل اليهود ولم يهلكهم، استثنى الله الشيطان من العقاب الفوري، وكذلك اليهود، رفع الله الشيطان لدرجة الملائكة لكنه لم يشكر وعصى، وفضل الله اليهود، فقابلوا ذلك بالتطاول على الله، « لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ». ( آل عمران 181).
الشيطان واليهود وجه واحد، فقد أخبرنا الله بما حدث منه في ذلك اليوم قال تعالى: «مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا۠ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍۢ وَخَلَقْتَهُۥ مِن طِينٍۢ»، رفض السجود بزعم أنه من جنس أسمى من البشر، «خلقتني من نارٍ وخلقته من طين»، وهو ذات الكبر الذي يزعمه اليهود، يظنون أنهم جنس سامي، هم شعب الله المختار!، هم الأسياد وكل البشر عبيدهم!!
لكن كيف تولد لدى إبليس هذا الاعتقاد، أقصد أن النار أهم من الطين؟، الطين يهب الحياة، يحتضن البذور فتنبت منها الأشجار والخضروات، يخرج منها قوت البشر، والحيوانات، بينما النار تلتهم كل شيء، فتحول كل حي تطاله إلى تراب بلا حياة، كيف إذن ظن إبليس أن خلقه من نار يمنحه أفضلية؟!
لعله ذات السؤال لوكلاء الشيطان في الأرض، اليهود كيف تولد لديهم اعتقاد أنهم شعب الله المختار، وجنس سامي يفوق غيرهم من البشر، فيقتلون ويذبحون الأطفال بلا رادع، ومن يواجههم يكون عدوًا للسامية؟! اظنه الشيطان الذي يمثلونه في الأرض.
لكن قبل أن نخطوا إلى الأمام في هذا المقال يجب التأكيد على أن قياس الشيطان خاطىء، ولا يجب أن نقع في الخطأ ذاته، فلا النار خيرًا من الطين، ولا الطين خيرًا منها، فكل ما خلقه الله خير، يؤدي مهمة ووظيفة في هذا الكون.
القضية ليست من خير وأفضل من الآخر؟، ولكن القضية فى الكبر أن الشيطان قبل أن يبرر فعلته قدم حجته لله بقوله.. (أنا) إذا كنت أنت الله وتؤمر فهذا (أنا) أرد على أمرك بمعصيته.
وكذلك يفعل بني إسرائيل فضلهم الله وأمهلهم فقتلوا الأنبياء، وسمع الله تطاولهم عليه، وفى نهاية الأمر قال الله لهم: «يابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ».. فكان ردهم:«نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ».
نفس كبر الشيطان وإدعائه الأفضلية، هو قال: «أنا»، وهم قالوا: «نحن»، نفس الكبر وذات الغطرسة، قابل الشيطان تكريم الله له بمثوله في حضرته، بالمعصية وتوعد البشر جميعًا بالغواية إلا عباده الله المُخلصين، ورد اليهود على دعوة الله لهم للإيمان والهداية-عبر رسله- بالكذب وقتل الأنبياء والمخلصين من عباده.
قال تعالى: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَهُمۡۗ قُلۡ فَلِمَ تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ».
لقد وثق القرآن جرائم اليهود، واستمرت تلك الجرائم التي ارتكبها الصهاينة منهم، وثقها ويوثقها التاريخ، فقد اغتالوا ملوك ورؤساء دول، بينهم جون كيندي عندما رفض مشروعهم النووي، واغتالوا العلماء من الدول العربية والإسلامية خشية تقدم الدول في علوم الذرة خاصة، يقتلون كل من لديه مشروع فكري مناهض لهم أو علم نافع في أمته أو من يكشف أكاذيبهم ومخططاتهم.
أفسدوا كل شيء، جعلوا من الجنس والفاحشة تجارة، واشعلوا الفتن لتروج تجارة السلاح، ويتم جني الأموال من سفك دماء الأبرياء، اخترقوا كبريات المؤسسات المالية، والأنظمة السياسية في اوربا، لتوجيه القرارات لما يدعم خطتهم في الخراب والدمار، ويواصلون غيهم وجرائمهم بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في فلسطين يرتكبون مجازر بلا رادع.
لأنهم يرون أنهم جنس فوق البشر وفوق القانون، نفس كلام الشيطان «أنا خير منه»، لم يجد الشيطان شبيهًا له غير اليهود فى أن يتمثل فيهم وأن ينتظر كلاهما اليوم الموعود لكى يمحى أثرهما ويقتص الله منهما، لكل قطرة دم أريقت بغير حق، وكل روح أزهقت بيد الغدر والخيانه.
ولابد أن يأتى هذا اليوم وهذا مابشرنا به رسول الله صل الله عليه وسلم فى الحديث الشريف: «يقاتل المسلمون اليهود، فينصرون عليهم، حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم، يا عبدالله، هذا يهودي تعال فاقتله»، وأن يتحقق قول الله تعالى: «وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ»، بشرط أن يتحقق الإيمان فينا، إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم..
ويخلوا العالم من الشيطان بجناحيه(أنا) (ونحن) إن شاء الله تعالى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قال تعالى فی الأرض إلى یوم س ج د وا الله ل کل شیء
إقرأ أيضاً:
«السيسى المنقذ».. تحدى مخطط الشيطان
سوف يذكر تاريخ مصر الحديث، بأن «الرئيس عبدالفتاح السيسى» هو الذى أنقذ مصر وشعبها، من مصير مجهول وعلم غيب مطلق لا يَعْلَمُهَ إِلَّا اللَّهُ، وقد تَرَدَّدَ اسْمُهُ عَلَى كُلِّ الألسنة بوصفه «مُنْقِذ وَطَنَ» أى «اِنْتِشَالُهُ»، من وحل مستنقع الفوضى الخلاقة، وهذه الفكرة الخطيرة والهدامة مصطلح سياسى تبنته أمريكا، وأوضحته وأفصحت عنه وزيرة خارجيتها فى ذلك الوقت، كونداليزا «كوندى» رايس «Condoleezza Rice»، أثناء حديثها الكاذب بمفهومه الخادع لصحيفة «واشنطن بوست» عام ٢٠٠٥، وهو عن تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، مع تغيير الأنظمة السلطوية للشعوب العربية والإسلامية، وهذا التضليل هو الوجه الخفى للمتآمرين والمتربصين على هذه الشعوب، لتنفيذ مؤامرتهم الشيطانية بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد، وغرقها فى مستنقع الصراعات الداخلية والحروب الأهلية، ونشر فيها الفتن والشائعات وإنهاكها فى حروب وصراعات، ثم يتم جرها إلى وحل التقسيم والتهجير، وتفكيك مؤسساتها الوطنية العسكرية والأمنية «الجيش والشرطة»، ثم تواجه هذه الدول خطر انهيار أنظمتها السياسة والاقتصادية والاجتماعية، وتوقف حركة التنمية والعمران فيها وانهيار بنيتها التحتية، ومن عجب العجاب بأن شعوب هذه الدول هم السبب فيما آلت إليه هذه الأوضاع والأمور فيها، بعد خروجهم فى مظاهرات تطالب بإسقاط نظام الحكم فى البلاد، لأنهم انساقوا وراء أباطيل من العبث كاذبة، ولَغْو مُنافٍ لِلْحَقِّ والعَدْلِ بَاطِلاً، لا يقبلون نَصيحَة أو مَوْعِظَةٌ حَسَنَةٌ، أو مَشْوَرةً لأصحاب الرأى فى القول السديد والعمل الصالح، ولا سبيل إلى اقناعهم بأن ما يصنعونه من اضطرابات وانحرافات، ما هو إلا هَلاك وتَدْمِير للأوطان يُخْرِبُونَه بِأَيْدِيهِمْ، بعد أن أغواهم الشيطان وأضلّهم وأغراهم إلى طريق الفساد، وهذه كانت خطيئة الفئة الضالة المنحرفة من خونة أحداث ٢٥يناير عام ٢٠١١، هؤلاء الذين افتقروا إلى حرية الفكر والثبات والتركيز العقلى، انساقوا وراء همجية وخطورة جماعة الإخوان، حتى ظنوا بأن هذه الأعمال التخريبية، تمهد الطريق لنظرية الفوضى الخلاقة، ولكن اللَّهَ سَيُبْطِلُ عمل الشيطان فقد صدق قول الحق فيهم بقوله تعالى:»إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ» الآية رقم (81) من سورة يونس.
اقتَرَنَ اِسْمُ «الرئيس السيسى» بكلمة «مُنْقِذ للوَطَن» وعُرف بسُمُوّ أخلاقه، وصدقه وقوة إيمانه، حتى اتصف بصفة من الصفات الحميدة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، «الصادق الأمين» أى صادق مع شعبه وأمين عليه، فهوا مُقْتَرِنٌ ومُرْتَبِطٌ بِكُلِّ الانْتِصَارَاتِ والإنجازات الْمَجِيدَةِ فى عهده، وهذا التَّلَازُمَ أَوِ التَّوَافُقَ مُجَرَّدُ فى ذكر معنى الكلمات عن زعامته وعبقريته العسكرية والسياسية، وإيمانه القوى بوطنه ونظرته لذاته ونظرة العالم له فى عظمة شموخة وقيمة قامته السامقة، حيث أنه له أعظم قدراً وسمواً وجلالا، بأنه حافظ على وطنه من التقسيم، وشعبه من التشريد، وجيشه من التفكيك، وتحطمت على يديه مؤامرة الفوضى الخلاقة، التى كانت تريد جعل مصر ساحة للتنافر واضطرابات وصراعات، لا تهدأ ولا يطمئن لها أحد للعيش على أرضها، ولا يأمن على حياة أى إنسان ساكن فيها أبدا.. ويرجع له الفضل فى إرساء دعائم دولة المؤسسات، وإقرار العدالة الاجتماعية والعيش فى حياة كريمة هنية، والاطمئنان الآمن للنفس البشرية على حياتها ومالها وعرضها، بسبب اِسْتِتْبَابُ الأمن والنِّظَامِ واِسْتِقْرَارُهُ، وهذا هو جوهر شريعة حكم دولة العدل والقانون، إن الرئيس «السيسى» يجمع بين شعبية «عبدالناصر» وذكاء ونبوغ عبقرية «السادات»، حيث أنه فهم بوعيه وكياسته، كل مايدور من مخططات تآمرية دولية لتقسيم المنطقة، والعصف بها، بسبب ما أثرته أحداث فوضى الخريف العربى، التى تشرذمت دوله فصارت ضعيفة مستباحة، مستحيلا عودة أى دولة فيهم تكون ذات سيادة موحدة، فقد حسب «السيسى» لتلك المؤامرات كل الحسابات بيقظة وتبصر وبفكر عقيدة وطنية راسخة، لزعيم وطنى أصيل له أعظم الأثر فى حرصه الشديد على تقوية «جيشه» بأقوى الأسلحة المتطورة والحديثة، وبفضل الله ثم قوة قواتنا البواسل تم القضاء على الإرهاب، وهذا يصح لنا أن نَّشِيدُ بعظمة وقوة «جيشنا» أعظم «جيوش» الأمم، لأنه هو المدرسة التى يتخرج فيها القادة العظام المتعلقون بالنزعة «الوطنية»،والروح القتالية القوية العالية وعزم أكيد، لردع كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات الوطن وأمنه واستقراره، ونحن كلنا ثقة لا تتزعزع فى قوة «جيشنا» وقائده الأعلى سيادة الرئيس «السيسى»، فى حرصهم الشديد على سلامة وأمن واستقرار البلاد، وعلى ذلك أهيب بالشعب المصرى العظيم، بأن يقف صفا واحدا خلف «جيشه» والرئيس «السيسى»، وأن نضع كل آمالنا فيهم، لأنهم خير من يعتمد ويؤتمن عليهم، فى استكمال بناء مسيرة نهضة الإصلاح والتنمية فى جهاد وكفاح، وأيضا لا نكون جاهلين بما يخططه العدو لنا لأنه لا يزال يتربصن بنا، ويطلق شراذم أعدائنا وعملائه الخونة، الذين يطلقون حروب الجيل الرابع من الشائعات، ويتملقون الرأى العام بالكذب والخداع بشكل فوضوى، على القنوات الفضائية الخارجية والمنصات الرقمية الذكية، لا تستمعوا أو تشاهدوا هؤلاء الحمقى فهم معول هدم لنشر الفتن والشائعات والاضطرابات فى مصر، ونختم مقالى هذا بقوله تعالى: «لشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ».
سورة البقرة الآية رقم (268).