لجريدة عمان:
2025-04-26@04:46:46 GMT

رأس الشجر .. تنوع أحيائي وتمازج تضاريسي

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

رأس الشجر .. تنوع أحيائي وتمازج تضاريسي

تعد محمية رأس الشجر الطبيعية الواقعة في ولاية قريات والتي تشرف على إدارتها هيئة البيئة من المحميات الطبيعية ذات المناظر الساحرة والتي تبعد عن مركز العاصمة مسقط بحوالي 150 كيلومترًا وتبلغ مساحتها 93.7 كيلومترًا مربعًا تقريبًا وتحتضن بين جنباتها بعض القرى ذات الطبيعة الخلابة ومن أهمها عمق الرباخ، ومنقص، ومسجولة.

وقالت منيرة بنت سالم البلوشية، أخصائية نظم بيئية بهيئة البيئة: تطل حدود محمية رأس الشجر الطبيعية على شواطئ خلابة تتباين بين شواطئ صخرية صلبة وشواطئ رملية ناعمة وأخرى حصوية، حيث تعدّ من المقومات السياحية المهمة، يليها سهل منبسط يقع فيه مركز المحمية، ولقد اختير بعناية ليكون مركز قيادة لمراقبي النظم البيئية بالمحمية، وتنتشر بجواره العديد من النباتات البرية والشجيرات المختلفة، وتعد كثافة نباتات السمر في هذا الجزء من المحمية من أهم أسباب تسميتها بهذا الاسم، كما تنتشر قطعان من الغزال العربي وغيرها من الثدييات الصغيرة، وتتميز المحمية بوجود أودية وشعاب مائية عديدة أهمها وادي منقص الذي يمتاز بكثرة تردد حيوان الوعل العربي عليه، كما تشتهر أيضًا بوجود العديد من العيون أشهرها عين الغيل، والكهوف مثل كهف محافر إضافة إلى الكهوف المجاورة للمحمية ككهف الطهر وكهف مجلس الجن.

وأشارت إلى أن موقع المحمية يعدّ جزءًا من سلسلة جبال الحجر الشرقي الممتدة حتى رأس الحد مما يكسبها خصائص هذا النظام البيئي، حيث إن غالبية الجزء الجنوبي منها يتكون من جبال شديدة الانحدار تتخللها أودية عميقة ذات مسارات ملتوية شديدة الوعورة، مما يجعلها صعبة الوصول إلا من الحيوانات البرية التي تبحث عن الغذاء وموارد المياه، كما أن تلك الصدوع الصخرية الوعرة توفر حماية طبيعية للحيوانات البرية الموجودة في بطونها، وتتكون الجبال في المحمية من الصخور الجيرية و الرسوبية، التي تتأثر بفعل عوامل التعرية فتنحتها لتكون أسطح غير منتظمة تتخللها الأودية العميقة والتي تشكلت بسبب المياه المتدفقة السريعة الناتجة عن الأمطار والسيول الجارفة، وتتسم الصخور الجيرية المكونة لجبال المحمية بالنفاذية فهي تعمل على توفير المياه التي تحتاجها النباتات لنموها في المناخ الجبلي القاسي كما تتدفق مياه الأمطار خلالها على شكل ينابيع مائية فتكون مصدر مياه للحيوانات البرية.

التنوع الأحيائي

وأوضحت أن التمازج التضاريسي في محمية رأس الشجر الطبيعية جعل من المحمية موئلًا للعديد من الكائنات الحية على اختلاف فصائلها، وتعد الحيوانات البرية والنباتات المكون الحيوي الأبرز في المحميات الطبيعية حيث تشكلان معًا طرفي السلاسل الغذائية التي تبني نظامًا بيئيًا متكاملًا، وتمثل الثدييات من الفقاريات أبرز الحيوانات البرية التي تعيش على اليابسة لذلك فهي تحظى بالأهمية والأولوية في برامج الصون في المشروعات البيئية المختلفة من خلال إكثارها أو إعادة توطينها، وتضم المحمية مجموعة من الثدييات كالوعل "الطهر" العربي، والغزال العربي، والثعلب الأحمر، وثعلب بلانفورد، وبحسب الدراسات والمسوحات الميدانية التي أجراها المختصون بهيئة البيئة رُصد 10 أنواع من الثدييات البرية، وتشكل الكهوف الجيرية في محمية رأس الشجر الطبيعية موطنًا للعديد من أنواع الكائنات الحية التي تكيفت على العيش في الأماكن المظلمة، ويعد كهف الكوخ وكهف محافر من الكهوف التي توجد بها أعداد كبيرة من الخفافيش.

وقالت نوال بنت خلفان الشرجية، أخصائية نظم بيئية بهيئة البيئة: تتميز المحمية بطبيعة متنوعة مما جعلها مأوى للعديد من أنواع الطيور، وقد رصدت هيئة البيئة ما يتجاوز "72" نوعًا من الطيور في المحمية، ومن بينها "الرخمة المصرية" التي اتخذت من سلطنة عمان موطنًا لها وهي من الطيور المهددة بالانقراض، وتوجد أعداد هائلة من الطيور في الأراضي الخضراء وعلى الأشجار في المحمية كالعوسق الذي يتغذى على الطيور والثدييات الصغيرة والحشرات والزواحف، والعقاب النساري، والفلامنجو، والنسر الأذون، وبومة الأشجار المخططة، بالإضافة إلى طيور أخرى صغيرة الحجم مثل البلبل والوروار الشرقي الصغير والوروار الأوروبي، كما ينتشر اليمام الضاحك في المحمية، إضافة إلى رصد بعض أنواع الطيور في الحقول العشبية ومناطق الحشائش في المحمية ومن أهمها طيور اللقلق الأبيض، كما تعد المحمية من المواقع التي يمكن فيها مشاهدة بعض أنواع الزواحف المتوطنة والتي تجذب إليها أنظار الباحثين في مجال الزواحف، ولا يقتصر التنوع بالمحمية على نوع معين من الزواحف، ولكن تجد العديد من هذه الأنواع منتشرة في المحمية على اختلاف فصائلها، ومن بينها حية الوادي السريعة، وأفعى السجاد العمانية، والأفعى الفارسية ذات القرنين، وسحلية جايكار، وأبو بريص الصخور القزمة وغيرها.

وأضافت: تضم محمية رأس الشجر الطبيعية تنوعًا هائلًا من أنواع الحشرات على اختلاف أنماط معيشتها، فبيئة المحمية ذات طابع تضاريسي متباين يسهم في وجود أنواع مختلفة من الحشرات، كاليعسوب، والخنافس، والدبابير، والجراد، والفراشات، والعقارب كالعقرب العربي، وعقرب جايكار الصفراء، والعناكب ومنها السامة وغير السامة.

وأشارت إلى أن موقع محمية رأس الشجر الطبيعية ضمن سلسلة جبال الحجر الشرقي وتدرج الارتفاعات عن سطح البحر وتنوع البيئات بها جعلها تتميز بوفرة النباتات البرية، كشجرة السمر وهي من أكثر الأشجار انتشارًا في سلطنة عمان، وشجر السدر التي تتميز بفوائدها الطبية، والعشرق، والسيداف، إضافة إلى الغاف وهي واحدة من أكبر الأشجار البرية حجمًا في سلطنة عمان، والشوع، والسعتر، والجعدة.. مشيرة إلى أن التجمعات السكانية للمجتمع المحلي في محمية رأس الشجر الطبيعية تتوزع في عدة قرى تتميز بتفردها وتباين مناظرها الطبيعية، وبين هذا سعى الإنسان في تلك القرى إلى تكييف نفسه مع بيئته ويتّحد مع عناصرها، وتوجد تجمعات للسكان ضمن المناطق الجبلية من المحمية، وتبعد هذه القرى 12 كيلومترًا عن البحر، وتمتد حدود المحمية لتشمل قرى عمق الرباخ ومسجولة ومنقص، متباعدة عن بعضها البعض، وتحيط الجبال بقرية عمق الرباخ من جميع الاتجاهات وتتميز بطبيعة خلابة نظرًا لوفرة المياه وشهرتها بزراعة أشجار النخيل والمانجو والليمون وتربية المواشي، وتعدّ ممرًا سياحيًا لكهف مجلس الجن، فيما تقع قرية مسجولة بين قريتي بمه وعمق الرباخ وتتميز بطبيعتها الجبلية التي تتخللها بعض السهول، ويعمل أغلبية سكانها بمهنة رعي الأغنام، ويحدها من الشرق وادي منقص، ومن جهة الغرب وادي بمة، وكما هو معروف فهذان الواديان تكثر فيهما مشاهدة الوعل "الطهر" العربي والطيور، بينما الزائر لمنقص يحيره منظر الصخور البيضاء الضخمة والتكوينات الصخرية البديعة على جانبي الوادي، وبين تجاويفه تنتشر العيون والتجمعات المائية.

مشرفو المحمية

وقالت نوال الشرجية: إن مشرفي النظم البيئية ومن في حكمهم يمثلون خط الدفاع الأول لحماية الحياة الفطرية في سلطنة عمان. وبناءً على امتلاكهم صفة الضبطية القضائية، فتتعدد مهامهم بين حماية مداخل ومخارج المحميات ومناطق الحماية وذات الأهمية للحياة البرية، كما يقومون بتحرير المخالفات والإبلاغ عن أي تجاوزات قد تحدث والتعاون مع الجهات الأمنية في الدولة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لكل مخالفة، بالإضافة إلى المشاركة في المشروعات والدراسات البحثية كونهم مطلعين على طبيعة المناطق والحياة الفطرية في تلك المناطق، ويستقبل مشرفو النظم البيئية الزوار ويرافقونهم خلال جولتهم بالمحمية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی المحمیة سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

تحذير جديد: الزيوت النباتية قد تسرّع نمو أخطر أنواع السرطان!

شمسان بوست / متابعات:

اكتشف العلماء أن حمض اللينوليك الموجود في الزيوت النباتية يعزز نمو سرطان الثدي الثلاثي السلبي من خلال تنشيط مسار بروتيني محدد.

وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون في كلية طب وايل كورنيل أن حمض اللينوليك، وهو أحد أحماض أوميغا 6 الدهنية الموجودة في الزيوت النباتية مثل زيت فول الصويا وعباد الشمس والذرة، وكذلك في المنتجات الحيوانية مثل لحم الخنزير والبيض، يعزز نمو نوع صعب العلاج من سرطان الثدي يعرف بالسرطان الثلاثي السلبي.


وقد تمهد هذه النتيجة الطريق لأساليب جديدة غذائية ودوائية لمكافحة سرطان الثدي وأنواع أخرى من السرطان.

وأوضحت الدراسة أن حمض اللينوليك ينشط مسارا رئيسيا للنمو في الخلايا السرطانية من خلال الارتباط ببروتين يعرف باسم FABP5. وعند مقارنة أنواع مختلفة من سرطانات الثدي، وجد الباحثون أن تنشيط هذا المسار يحدث في خلايا الأورام الثلاثية السلبية، حيث يكون FABP5 وفيرا بشكل خاص، لكنه لا يظهر في الأنواع الأخرى الحساسة للهرمونات.

وقال كبير مؤلفي الدراسة الدكتور جون بلينيس، أستاذ أبحاث السرطان في قسم علم الأدوية وعضو مركز ساندرا وإدوارد ماير للسرطان في كلية طب وايل كورنيل: “يساعد هذا الاكتشاف على توضيح العلاقة بين الدهون الغذائية والسرطان، ويكشف عن كيفية تحديد المرضى الذين قد يستفيدون أكثر من توصيات غذائية محددة بطريقة شخصية”.

وازدادت وفرة حمض اللينوليك في الأنظمة الغذائية الغربية بشكل كبير منذ الخمسينيات، بالتزامن مع زيادة استخدام الزيوت النباتية في الأطعمة المقلية والمعالجة. وأدى ذلك إلى مخاوف من أن الإفراط في تناول أوميغا 6 قد يكون أحد التفسيرات لارتفاع معدلات بعض الأمراض، بما في ذلك سرطانات الثدي. لكن عقودا من الدراسات أسفرت عن نتائج متضاربة وغير حاسمة، ولم تكشف أبدا عن أي آلية بيولوجية تربط أوميغا 6 بالسرطان.

وفي الدراسة الجديدة، سعى الباحثون لحل هذا اللبس من خلال النظر أولا في سرطان الثدي، الذي ارتبط بعوامل قابلة للتعديل مثل السمنة. وقاموا بفحص قدرة أحماض أوميغا 6 الدهنية – وخاصة حمض اللينوليك، المهيمن في النظام الغذائي الغربي – على تحفيز مسار نمو مهم يستشعر العناصر الغذائية يعرف بمسار mTORC1.

وكانت النتيجة الأولية الرئيسية أن حمض اللينوليك ينشط بالفعل mTORC1 في نماذج الخلايا والحيوانات لسرطانات الثدي، ولكن فقط في الأنواع الثلاثية السلبية (ويشير مصطلح “الثلاثي السلبي” إلى غياب ثلاثة مستقبلات، بما في ذلك مستقبلات الإستروجين، التي غالبا ما تعبر عنها خلايا أورام الثدي ويمكن استهدافها بعلاجات محددة).

واكتشف العلماء أن هذا التأثير النوعي يحدث لأن الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة تشكل مركبا مع FABP5، الذي ينتج بكميات كبيرة في أورام الثدي الثلاثية السلبية ولكن ليس في الأنواع الأخرى، ما يؤدي إلى تجميع وتنشيط mTORC1 المنظم الرئيسي لاستقلاب الخلايا ونمو الخلايا السرطانية.

وأدى إطعام فئران مصابة بنموذج سرطان الثدي الثلاثي السلبي بحمية عالية بحمض اللينوليك إلى زيادة مستويات FABP5، وتنشيط mTORC1، ونمو الأورام.

كما وجد الباحثون مستويات مرتفعة من FABP5 وحمض اللينوليك في الأورام وعينات الدم من مرضى سرطان الثدي الثلاثي السلبي حديثي التشخيص.

وتظهر النتائج أن حمض اللينوليك يمكن أن يلعب دورا في سرطان الثدي، وإن كان في سياق أكثر استهدافا وتحديدا مما كان يعتقد سابقا.

ويعتقد أيضا أن هذه الدراسة هي الأولى التي تحدد آلية محددة يؤثر من خلالها هذا المكون الغذائي الشائع على المرض.


ولم يبدأ الباحثون بعد في التحقيق في تأثيرات إشارات أوميغا 6-FABP5-mTORC1 في أمراض أخرى، لكنهم أظهروا في الدراسة أن نفس المسار يمكن أن يعزز نمو بعض أنواع سرطانات البروستات.

المصدر: scitechdaily

مقالات مشابهة

  • أسماك تسبب الوفاة بعد 6 ساعات | هذه أشهر الأنواع السامة .. تجنّبها
  • الإمساك عند الأطفال..أسبابه وعلاجه وأنواع الملينات الطبيعية
  • بحّار سعودي يخوض مغامرة مع أسماك القرش في البحر الأحمر.. فيديو
  • موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
  • بينها برج الشياطين.. 8 من أغرب العجائب الطبيعية في العالم
  • العلماء يكتشفون لونا جديدا لم ير من قبل مطلقًا
  • وظائف شاغرة في القوات البرية الملكية
  • أمريكا والحرب البرية على اليمن
  • تحذير جديد: الزيوت النباتية قد تسرّع نمو أخطر أنواع السرطان!
  • زلزالان بقوة 4 و 3،8 درجات يضربان تونس