إب : صلح قبلي في الشعر ينهي قضية قتل بين آل العشملي وآل صلاح
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة اليمن عن إب صلح قبلي في الشعر ينهي قضية قتل بين آل العشملي وآل صلاح، في يوليو 10, 2023 5يمني برس إبأنهى صلح قبلي في مديرية الشعر .،بحسب ما نشر يمني برس، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات إب : صلح قبلي في الشعر ينهي قضية قتل بين آل العشملي وآل صلاح، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
في يوليو 10, 2023 5
يمني برس | إب
أنهى صلح قبلي في مديرية الشعر بمحافظة إب اليوم، قضية قتل بين آل صلاح من عزلة الاملوك وآل العشملي من عزلة مقنع ..
وخلال الصلح الذي تقدمه مدير عام المديرية أشرف الصلاحي، وأعضاء لجنة الوساطة، أعلن أولياء دم المجني عليه اسماعيل علي صلاح التنازل و العفو عن الجاني جميل محمد يحيى العشملي ، لوجه الله تعالى، وتشريفا للحاضرين، واستجابة لدعوة السيد قائدعبدالملك بدر الدين الحوثي للتسامح وإصلاح ذات البين.
وأكد الحاضرون أن إنهاء هذه القضية يأتي ترجمة لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية بالعمل على إنهاء قضايا الثأرات، ومعالجة الخلافات البينية بطرق ودية وأخوية ومرضية للجميع .
واشادوا بموقف ومكرمة أولياء الدم وعفوهم عن الجاني والتنازل عن القضية، ما يعكس أصالة القبيلة اليمنية في العفو والتسامح، وحرصها على تعزيز التلاحم وتقوية النسيج الاجتماعي.
ودعوا الجميع الى توحيد الصف وجمع الكلمة والموقف، وطي صفحة الخلافات وتفويت الفرصة على المتربصين بالوطن للنيل من أمنه واستقراره .
من جانبهم أكد أولياء الدم أن العفو يأتي في إطار الحرص على إرساء ثقافة التسامح والأخوة في ظل الاوضاع الراهنة التي يمر به الوطن .. مثمنين جهود لجنة الوساطة لإنهاء القضية واغلاق ملفها الى الأبد .
إب : صلح قبلي في الشعر ينهي قضية قتل بين آل العشملي وآل صلاح السابق 1 من 6 التالي
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
قراءة في ديوان (إشراقة الشمس) للشاعر راشد الخميسي (1 من 2)
*مدخل: استراتيجية الأفق الشعري
يحتوي الشعر في درجاته العليا على استراتيجية تتمثل في الأفق الشعري الخاص لكل شاعر، وحين يعي الشاعر هذه الرؤية الشعرية لتجربته جيدا فإنه يمسك بزمام المبادرة الإبداعية الشعرية، ويعرف كيف يوجّه مسيرته الشعرية في الاتجاه الصحيح على صعيد بناء قصيدته تشكيليا من جهة، وعلى صعيد تزويدها بالتجارب الراقية التي يحصل عليها الشاعر من تفاعله مع ذاته ومع الآخر، وديوان (إشراقة الشمس) للشاعر راشد بن عامر بن محمد الخميسي يستثمر الطاقة اللغوية والتعبيرية والشعرية للمفردة الشعبية، كي ينطلق فيها إلى أعلى مراتب الأفق الشعري داخل وعي عالٍ يدرك حساسية الطاقة الشعرية في لغة المفردة، وما يمكن أن تؤدي إليه من صورة شعرية فيها كثير من الخصوصية.
إن هذا الديوان ومنذ عتبة عنوانه (إشراقة الشمس) يذهب إلى الصورة المشرقة الأخّاذة التي تعبّر عن استراتيجية التفكير الحرّ والحيوي والإيجابي لدى الشاعر، فإشراقة الشمس تثير في منطقة العنونة فضاء من البهجة والنور والبداية الصحيحة المناسبة للأشياء، وفيها توكيد كبير لما يمكن أن تحمله القصائد من طاقة إيجابية تنبثق من داخل الأفق الشعري لهذا العنوان؛ لأن عنوان الديوان هو دليل وإشارة وعلامة على ما يمكن أن يحمله الديوان من قضايا، وفي الوقت نفسه يجعل القارئ يبني أفقا خاصا للتوقع ينتمي إلى هذا الفضاء، ومراجعة قصائد الديوان بشكل عام تؤكّد هذه الرؤية الإيجابية من خلال تجربة واضحة عميقة في مختلف شؤون الحياة، بما يجعل تجربته الشعرية تجربة أصيلة وجوهرية وخصبة في تشكيل عناصرها الفنية والجمالية والدلالية، وبكل ما يمكن أن يجعل من هذا الديوان صورة جمالية راقية تتجه نحو أفق التلقي كي تكون محورا قرائيا من محاور اهتمامه.
ثمة قصائد كثيرة في الديوان تنتهج نهجا "الإخوانيات" في عملية إهداء هذه القصائد إلى أشخاص بعينهم، يمثلون بالنسبة للشاعر علامات مهمة على المستوى الشخصي والوطني والثقافي والسياسي وغير ذلك، وهي قصائد تحتوي على أكبر قدر من الطاقة الإيجابية التي تقدم لغة شعرية جميلة وصور شعرية لطيفة، تمتدح هذه الشخصيات التي لها دور تنويري وطليعي في تطوير المجتمع على مختلف المستويات، مثل قصيدة (مدح الشيخ سلطان بن زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله) وقصائد مدحية أخرى كثيرة.
تحاكي هذه الصور المدحية في الديوان قصائد المديح المعروفة في تاريخ الشعر العربي على مرّ العصور، وعلى مستوى اللغة والصورة والوصف وغير ذلك، وقصائد أخرى تحتشد بالطاقات الإيجابية في مختلف المستويات ابتداءً من عناوين القصائد وانتهاء بمتونها الشعرية، مثل القصائد (رجل السلام/ يا من لنظم الشعر ملهم/ بيرق العزة/ الهبوب الهادي/ لب الفؤاد/ الثريا/ همسك يكفي/ المسجد الأقصى) وغيرها.
إن قصائد الديوان على نحو عام تشتغل في إطار الحراك الإنساني العام المنطلق من الذات إلى المحيط الاجتماعي، ومن العام إلى الخاص، ومن الواقعي إلى المتخيّل، ومن المباشر إلى غير المباشر، ومن الظاهر إلى الخفي، في سبيكة شعرية تفيد من مختلف الفنون الأخرى السردية والدرامية والتشكيلية والسينمائية، من أجل تكوين نص شعري يأخذ من اللهجة المحلية أطرف وأظرف ما فيها لبناء لغة شعرية مميزة، تبدو وكأنها عفوية لكنها تحمل في طياتها دلالات عميقة تعكس تجربة واسعة وأصيلة في الحياة.
إذ يسعى الشاعر إلى تكوين مشاهد شعرية ولقطات شعرية تنطلق من مركز الذات الشاعرة، لكنها تتجول في المحيط الذي يتحرك حول الشاعر بكل دوائره الثقافية والاجتماعية، من أجل صوغ قصائد مكثّفة تمثل خلاصات التجربة وتنقلها إلى منطقة المتلقي الذي هو الهدف الأساس لهذا الخطاب الشعري المحلي، بلغة شعبية وعامية قريبة من شغاف القلب ومن أفق التجربة في أعلى درجات تجليها، بالصورة التي تحرك الوجدان الإنساني لدى المتلقي وتحرضه على الإعجاب والتفاعل مع حيوية اللغة الشعرية، وهي تسير نحو تكوين صور شعرية جديدة ومثيرة تجيب على كثير من أسئلة هذا النوع من الشعر داخل أفق التلقي.
*شعرية المقدمة وفضاء الرؤية:
يجد الشاعر أحيانا أن ديوانه بحاجة إلى مقدمة يوضّح فيها رؤيته الشعرية التي أسهمت في هذا الإنتاج الشعري، وقد تساعد هذه الرؤية بما تنطوي عليه من فضاء على فهم التجربة من طرف المتلقي في درجة أساسية من درجات القراءة، فكل هذه القصائد التي احتواها هذا الديوان لها مميزات شعرية خاصة بلغتها الشعرية الصافية وبصورها الشعرية الطريفة، التي تلتئم في نظام صوغ شعري واحد فاعل ومنتج في وقت واحد.
لكن ما يلفت الانتباه في تفاصيل هذا الديوان هو أولا المقدمة التي وضعها الشاعر في بداية الديوان، وما تحمله من وجهة نظر عميقة ومهمة في نظرية الشعر التي يؤمن بها الشاعر ووظيفة الشعر الأساسية في هذا المجال، فضلا عن ظروف إصدار الديوان على مستوى جمع القصائد وتاريخ كتابتها وكل ما يتعلق بها، وفي بداية المقدمة يضع ديوانه هذا في خدمة الشعرية العمانية والأدب العماني:
(أضع هذا الديوان رافدا للمكتبة الشعرية العمانية بشكل خاص، وللأدب العماني الثري بمقوماته المختلفة بصورة عامة، ويعدّ هذا الديوان الشعري الأول لي الذي حاولت أن أجمع فيه جميع قصائدي الشعرية خلال مسيرتي الشعرية التي تمتد لأكثر من خمسة عشر عاما)، فلدى الشاعر الثقة الكاملة في أهمية ديوانه بحيث يحقق الإضافة المطلوبة للشعر العماني على نحو خاص، والأدب العماني بشكل عام، وما يلفت الانتباه أيضا أن الشاعر مقلّ جدا في إنتاجه الشعري بحيث يمثل هذا الديوان تجربة خمسة عشر عاما، بما يعني أن الشاعر يعنى كثيرا ببناء قصائده ويذكرنا هنا بالشعراء العرب في العصر الجاهلي، الذين كانوا يكتبون قصيدة واحدة كل عام ينقحون فيها ويعيدون إنتاجها حتى تكتمل بصورتها النهائية، وكانوا يسمّون بشعراء الحوليات نسبة إلى أن كل قصيدة تأخذ منهم حولا كاملا.
(وكما هو معلوم لدى الجميع بأن الشعر سيد الكلام، وذلك لسبب يعود بأنه لغة الأحاسيس، وفيض المشاعر، وترجمة شعور الذات إلى كلمات يستطيع من خلالها المتلقي حصر كل ما يدور في ذواتنا، وتصحيح لبعض الأفكار التي قد تطرحها قصيدة معينة)، ويظهر هنا بأن الشاعر يعي خطورة الشعر وخطورة دوره في التفاعل والتعامل مع المتلقي، فهو يدرك قيمة الشعر الذي يكتبه وعلاقته باللغة والشعور والذات ومن ثم الآخر المتلقي، فضلا عن دور المتلقي في منح القصيدة حياة جديدة حين ينجح في التفاعل معها وفهم مقولتها، وهذا الوعي ينعكس بالضرورة على طريقة وفعالية الأداء الشعري في القصيدة؛ بما يجعل منها نصّا صادقا وخصبا وقادرا على التأثير والتفاعل مع المتلقي الذي تكون له آراء مهمة في القصيدة، وهي ثقة كبيرة تتكامل فيها الرؤية الكلية للشعر بوصفه سيد الكلام.
ثم تأخذ المقدمة التي وضعها الشاعر دليلا ونبراسا للقراءة مجالا آخر من مجالات فهم دور الشاعر في الفن والحياة حين يقول: (والشاعر هو الذي يتحكّم بزمام اللغة والمجتمع منذ ما قبل ظهور الإسلام، وخاصة أيام العصر الجاهلي، ومن المعروف قديما عن القبائل العربية بأنها تقيم الحفلات وتقدم الولائم لولادة شاعر فيها، ويكفي الشاعر أنه سفير الكلمة من جمودها إلى حيويتها، ومن معجميتها إلى اصطلاحها، إنه يخرجها من قوقعتها إلى عالم الحياة، فيلقيها في القلب لتأخذ معانيها التي تتعدد بتعدد المتلقين)، إن هذه الرؤية الشعرية المتقدمة في فهم حركة الشعر داخل حركة المجتمع على المستوى التاريخي والراهن، وعلى مستوى التعامل الشعري مع اللغة بوصفها المادة الأولى والأساس للإبداع الشعري، وعلى مستوى علاقتها بمجتمع التلقي، هي رؤية ناضجة ومدركة لدور الشعر ووظيفته من جهة، ولأهمية الشعر في الحياة من خلال الوظيفة المهمة التي يضطلع بها، ومن خلال المرتبة التي يرتفع بها الشعر إلى مصاف الأعمال الجوهرية الكبرى في الحياة، وبما يجعل الحياة أرقى وأجمل وأكثر سعادة، وتكشف المقدمة في هذا المفصل من مفاصلها عن وعي الشاعر بالتركيز على قضايا بالغة الأهمية، يمكن أن تفتح الطريق أمام المتلقي كي يكون أقرب إلى روح الشعر من خلال قصائد هذا الديوان.
يتحدث الشاعر في مقدمته هذه عن تجربته الشخصية الذاتية على الرغم من أنه يصف الشاعر بشكل عام، وينتخب لهذا الوصف ألفاظا شاعرية تدل على عمق تفاعله مع اللغة الشعرية والصور الشعرية، فتأتي بعض جمله في المقدمة وكأنها تحمل سحر الشعر في أعلى درجات تعبيره وتشكيله ودلالاته:
(هكذا الشاعر دائما، فكيف إذا كان شاعرا يكتب بأحاسيسه ومشاعره، يكتب لكي يغزل الفيافي التي تترقرق صفاءً، ويغرق النحل كي تقلده باختيار الزهر، ويباري العنادل لكي تحيي الصباح وتنشد للشمس، وهي تمدّ أول خيوطها في هذا الوجود)
فنلاحظ أن أسلوب التعبير هو أسلوب يقترب كثيرا من الحس الرومانسي تجاه وصف الأشياء، وهو ما يكشف عن الطبيعة الرومانسية للشاعر التي تبرز بشكل واضح في مجمل قصائد الديوان، بما تحمله هذه الألفاظ من طاقة رومانسية جميلة تعبر عن حساسية الشاعر في انتقاء لغته وصوره الشعرية.
وأخيرا تحمل مقدمته رغبة في أن تكون هذه القصائد التي يحتويها الديوان لائقة بالقارئ الذي هو الهدف النهائي من العملية، وهي رغبة مشروعة يلخصها الشاعر بهذه الكلمات التي تختصر الرؤية الشعرية التي يعمل عليها في هذا الديوان، وهو خطاب موجّه نحو القارئ بوصفه شريكا أساسيا في عملية الإبداع: (.. وعساي قد وفقت في اختيار الكلمات التي تليق بك كقارئ لهذا الديوان، وأسأل الله التوفيق).
ولا شك في أن العلاقة الواعية بين الشاعر وجمهور المتلقين لا بد أن تكون في أعلى حالاتها بما يجعل العملية الشعرية ناجحة، فالقارئ هو المقصد في نهاية المطاف حين يقوم الشاعر بطبع ديوانه وتوزيعه، وعلى الرغم من أن الشاعر الخميسي هنا انتظر خمسة عشر عاما كي يصدر ديوانه الأول؛ غير أنه قدمه هنا من أجل القرّاء الذين هم المحور الأساس الذي يهدف الشاعر الوصول إليهم، وتقديم إنتاجه الشعري لهم بما يحقق له الفرادة قياسا بأمثاله من الشعراء الذين وصل نتاجهم الشعري إلى هؤلاء القراء.