بوابة الوفد:
2024-10-02@01:10:50 GMT

تذبذب الدولار يهدد قطاع التأمين فى مصر

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

خبراء يطالبون بإنشاء شركة وطنية جديدة على غرار شركة «مصر للتأمين»

 

لا شك أن ارتفاع أسعار السوق السوداء للدولار قد يكون له تأثير سلبى على قطاع التأمين فى مصر، نظرًا لوجود التزامات مالية على الشركات تجاه معيدى التأمين وضرورة سداد هذه المستحقات بالدولار. 

يرى الخبراء أن الحلول المتاحة حاليًا قد تكون مجرد تسكين للمشكلة، وأن استمرار هذه الأزمة قد يؤدى إلى مزيد من التسرب فى الخسائر.

 ويؤكدون أن اللجوء إلى السوق السوداء لتوفير العملة الأجنبية لسداد مستحقات معيدى التأمين وتقاسم المخاطر محليًا ليس إلا حلًا مؤقتًا. ويشددون على أنه يجب أن يتوافر حل جذرى ينهى هذه المشكلة، وإلا ستخسر شركات التأمين الدعم الأساسى لها، وتتعرض مراكزها المالية لخطر يهدد استدامتها.

فى هذا السياق يشير رماح أسعد، العضو المنتدب لشركة «ثروة لتأمينات الحياة»، إلى خطورة المشكلة المتعلقة بتوفير العملة الدولارية لشركات التأمين لسداد المستحقات. موضحا أن هناك حاجة ملحة لتدخل الحكومة للمساعدة فى حل هذه المشكلة.

وشدد على أهمية توفير الدولارات لشركات التأمين، للسماح لهم بسداد المستحقات والمطالب المالية بشكل منتظم وفى الوقت المناسب. هذا يساعد فى الحفاظ على استقرار القطاع وضمان توفير الخدمات التأمينية بشكل فعال للعملاء.

وأكد أن تدخل الحكومة يمكن أن يتضمن توجيهات وتسهيلات لشركات التأمين للحصول على الدولارات بشكل ميسر، وأيضاً التنسيق مع البنك المركزى لضمان توفير العملة الأجنبية بطرق مستدامة. لافتًا إلى أن تحقيق التوازن فى سوق الصرف وتعزيز الشفافية فى العمليات المالية يمكن أن يكونا أيضاً جزءًا من الجهود لحل هذه المشكلة.

وفى تصوره فإن اقتراح إنشاء شركة إعادة تأمين مصرية قد تسهم فى الحفاظ على العملة الأجنبية داخل مصر وتقليل الاعتماد على السوق السوداء. موضحًا أن هذه الشركة يمكن أن تسهم فى توفير العملة الصعبة التى يتم تصديرها لمعيدى التأمين خارج مصر، وذلك من خلال تقديم خدمات إعادة التأمين لشركات التأمين المحلية.

وقال إن هذه الشركة ستسهم فى الاحتفاظ بالعملة الصعبة داخل البلاد، وتعزيز التحكم فى القطاع التأمينى المحلى، وتحسين القدرة على تقديم خدمات التأمين بشكل أكثر كفاءة وتنظيمًا. وأوضح أن إنشاء هذه الشركة يتطلب دراسة شاملة وتخطيطًا جيدًا، بما فى ذلك القوانين واللوائح اللازمة والإشراف الجيد على أنشطتها. منوهًا أنه يمكن أن تكون هذه الفكرة خطوة استراتيجية لدعم القطاع التأمينى فى مصر والاحتفاظ بالموارد المالية داخل البلاد.

ومن جانبه يشير الدكتور صفوت حميدة، أستاذ التأمين بأكاديمية السادات، إلى أنه يجب تطبيق اتفاقيات إعادة التأمين بين الشركات المحلية والعالمية خارج مصر. ويمكن تصميم هذه الاتفاقيات بشكلين، إما أن تكون إلزامية أو اختيارية، حيث يتم تبادل الأموال بالعملة الدولارية، ويجب أن تشمل هذه الاتفاقيات عمولات تعويض للشركات المحلية عند إعادة التأمين فى الخارج.

ويؤكد إلى أن هذا النوع من التعاون ضرورى، خاصة عندما تكون هناك عمليات تأمين كبيرة الحجم التى لا يمكن لشركات التأمين فى مصر تحمل خسائرها بالكامل. ويشير إلى أنه فى الماضى، كانت مصر تمتلك شركة لإعادة التأمين وهى مصر للتأمين منذ عام 1975، كانت تمثل نسبة معينة من إعادة التأمين، ولكن تم التخلى عنها فى وقت لاحق، مما جعل من الضرورى إعادة التأمين فى الخارج.

بالإضـــافة إلى ذلك، يقترح الدكتــــور صفوت تقسيم العمليات التأمين بين شركات التأمــــين المصـــــرية والتعـــاون مع بعضــــها البعض فى إطار co-insurance، مما يسمح بتقسيم المخاطر والأعباء المالية بين الشركات. ويشير أيضاً إلى أن الهيئة العامة للرقابة المالية يجب أن تضع القواعد واللوائح اللازمة لتنظيم هذه العمليات.

وبسؤاله عن التحديات التى تواجه أو تعوق إعادة إنشاء شركة وطنية «لإعادة التأمين» بديلًا عن الشركة المصرية لإعادة التأمين،التى تم دمجها بقرار من وزير الاستثمار الأسبق محمود محيى الدين عام 2007 فى شركة مصر للتأمين، الأمر الذى أنهى مسيرة عملها الذى يرجع تاريخه نحو ما يقرب من منذ 63 عامًا. يقول على الرغم من أهمية وجود شركة إعادة تأمين وطنية فى مصر، لكن المشوار صعب بسبب التحديات التى تواجه تأسيس شركة إعادة تأمين جديدة، وذلك بسبب وجود العديد من الشركات الأجنبية فى هذا القطاع. ومع ذلك، يشدد على أهمية توفير شركة إعادة تأمين وطنية للمساهمة فى تعزيز القطاع التأمينى المحلى والحفاظ على الموارد والاستثمارات داخل مصر. موضحًا أن الاستثمار فى هذا القطاع يمكن أن يكون تحديًا فى الوقت الحالى نظرًا للظروف الاقتصادية، ولكن تطوير شركة إعادة تأمين وطنية يمكن أن يكون له تأثير إيجابى على القطاع فى المستقبل.

فى هذا السياق، يشير الدكتور خيرى عبدالقادر، الخبير الاستشارى فى مجال التأمين، إلى أن شركات التأمين يجب أن تدفع التعويضات بنفس العملة التى تم التأمين بها. ولكن عندما تكون هناك صعوبة فى الحصول على العملة المطلوبة (مثل الدولار)، يمكن التوصل إلى اتفاقيات مع شركات إعادة التأمين لحل هذه المشكلة. ويمكن أن تشمل هذه الاتفاقيات تبادل العملات أو التفاوض على شروط مختلفة.

وأشار إلى أن قطاع التأمين فى السوق لمصرية يطالب بضرورة تفعيل وتنمية التأمين التبادلى لمعيدى التأمين مع شركات إعادة التأمين خارج مصر. وهذا الإجراء يهدف إلى التخفيف من الاعتماد على السوق السوداء للدولار والحفاظ على استدامة واستقرار القطاع. بالتعاون مع هيئة الرقابة المالية والبنك المركزى، لوضع حلول فعالة لهذه المشكلة دون اللجوء إلى سوق العملة السوداء.

وأكد أن التأمين التبادلى يمكن أن يكون حلًا فعالًا، حيث تقوم شركات التأمين بالتعاون مع شركات إعادة التأمين خارج مصر لتبادل التأمين وتحويل الأموال بالعملة المحلية. موضحًا أن هذا النوع من التعاون يساعد على تحسين إمكانية دفع المستحقات بالعملة المحلية بدلًا من الدولار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للجهات المعنية أن تعمل على تعزيز رقابة المعاملات المالية وتنظيمها لضمان الامتثال للقوانين واللوائح المالية. 

وأكد أن التنسيق مع البنك المركزى والهيئة الرقابية، يمكن أن يخلق حلًا مناسبًا لمشكلة السوق السوداء للدولار فى قطاع التأمين بدون اللجوء إلى إجراءات قاسية تؤثر سلبًا على الاقتصاد واستدامة القطاع.

أما الدكتور خالد الشافعى، الخبير الاقتصادى، فيشير إلى أهمية التعاون والتنسيق بين قطاع التأمين والجهات المالية والبنك المركزى لإيجاد حل مناسبًا لمشكلة السوق السوداء للدولار. ويشدد على أن تحديات نقص العملة يجب أن تعالج بحذر، بحيث يتم العمل على توفير الدولارات اللازمة لشركات التأمين لسداد مستحقاتها.

وقال إنه يجب على شركات التأمين توجيه الطلب للبنك المركزى للحصول على الدولارات اللازمة لسداد المستحقات والتفاوض مع الجهات المالية للبحث عن طرق لتوفير الدولارات بشكل فعال. موضحًا أن توفير الدولارات اللازمة يساهم فى الحفاظ على عملاء شركات التأمين وتجنب فقدان جزء كبير منهم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ارتفاع أسعار السوق السوداء للدولار السوق السوداء ثروة لتأمينات الحياة شركات التأمين موضح ا

إقرأ أيضاً:

اللقاء المصرفي الإسلامي يناقش المعاملات المالية ودورها في التنمية والاستقرار الاقتصادي

ناقش اللقاء المصرفي الإسلامي 2024 اليوم أهمية المعاملات المالية الإسلامية ودورها الفعّال في التنمية والاستقرار الاقتصادي، جاء ذلك برعاية معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العماني. وأشار راشد بن زايد الغساني نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الرقابة والتنظيم بالبنك المركزي العُماني قائلا: "إنَّ حجم العمل المصرفي الإسلامي ينمو بشكل متسارع ليس فقط في العالم الإسلامي بل في كافة أنحاء العالم، ويعتبر القطاع المصرفي الإسلامي العماني من بين الأفضل من حيث النمو منذ انطلاقته في عام 2012م. مشيرًا إلى أن موجودات القطاع المصرفي الإسلامي تنمو سنويا بما يتجاوز 11%؛ حيث بلغ إجمالي الموجودات 7.8 مليار ريال عماني في يونيو الماضي، وهو ما يشكل 18% من إجمالي موجودات القطاع المصرفي".

وأضاف الغساني: لعبت المصارف الإسلامية دورا فعّالا في التنمية الاقتصادية، حيث بلغ إجمالي التمويلات 6.4 مليار ريال عماني بنسبة ارتفاع 10.5% مقارنة مع العام الماضي، ويشير هذا الأداء الجيد إلى حرص المصارف الإسلامية على تقديم التمويلات اللازمة لكافة القطاعات الاقتصادية المختلفة. ومما يدلل على ثقة الجمهور بهذه الصناعة هو ارتفاع الودائع بنسبة 15% نظرا للأوعية الادخارية المتنوعة التي توفرها هذه المصارف والمنسجمة مع أحكام الشريعة الإسلامية الغراء.

ولفت نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الرقابة والتنظيم بالبنك المركزي العُماني إلى أنَّ مؤشرات السلامة والاستقرار المالي لهذا القطاع تظهر متانة مالية راسخة؛ حيث قاربت نسبة كفاية رأس المال 16% في نهاية عام 2023م. واستمرت أيضا إيرادات القطاع في النمو، حيث تجاوزت 63 مليون ريال عماني في نهاية عام 2023م وبنسبة نمو قاربت 9%. ويعمل القطاع المصرفي الإسلامي من خلال 100 فرع تقدم خدمات مصرفية متعددة بما يشمل خدمات المدفوعات والتحويلات الإلكترونية المتنوعة. وهذا الانتشار والتوسع يعززان من الشمول المالي ويدلّلان على قدرة القطاع على المنافسة والتطوير والابتكار في مجالات الصيرفة الإسلامية المختلفة.

قطاع الصيرفة الإسلامية

من جهته أوضح خالد الكايد الرئيس التنفيذي لبنك نزوى، أهمية أداء قطاع الصيرفة الإسلامية في الخليج بشكل عام وفي سلطنة عُمان بشكل خاص، مستعرضًا أبرز التطورات التنظيمية والتشريعية الذي شهدها القطاع خلال المرحلة الماضية وأهم المؤشرات المتحققة. كما أوضح أنَّ الحصة السوقية للبنوك الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي بلغت 25% من إجمالي الأصول المصرفية؛ بينما شهدت سلطنة عُمان زيادة في حصتها في السوق المصرفي الإسلامي بمقدار 88 نقطة على أساس سنوي؛ مما يعكس كفاءة الحلول المالية المتوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية، والدور الكبير الذي تؤديه البنوك الإسلامية في التنمية الاقتصادية والاستقرار المالي على المدى الطويل.

وأضاف الكايد أن القطاع المصرفي في سلطنة عُمان شهد نموًّا إيجابيًّا مستمرًا خلال عام 2024، وظل وضع السيولة في النظام المصرفي مستقرًا على الرغم من بعض الضغوط على الأسعار لدعم الطلب المحلي والنمو الاقتصادي. ورغم زيادة حجم الميزانيات العمومية للبنوك، سجلت نسبة التمويلات غير المنتظمة (NPAs) إلى إجمالي الائتمان زيادة طفيفة، لكنها بقيت أقل بكثير مقارنة بنظيراتها من دول مجلس التعاون الخليجي. كما واصل القطاع المصرفي دعم جهود التنمية والتنويع الاقتصادي بفضل الفائض في الحساب المالي والجاري الناتج عن ارتفاع أسعار النفط، وتُساعد الرسملة القوية قدرة البنوك على مواجهة الخسائر المحتملة. كما أكد الدور المحوري الذي تؤديه البيئة التنظيمية للقطاع المصرفي الإسلامي في سلطنة عُمان، حيث أدّت السياسات والتشريعات والمبادرات الحكومية البارزة إلى تحفيز نمو الصيرفة الإسلامية.

الاستثمارات الإسلامية في أسواق المال

وقدَّم هيثم بن سالم السالمي، الرئيس التنفيذي لبورصة مسقط، ورقة العمل الرئيسية بعنوان "الاستثمارات الإسلامية في أسواق المال". تطرق السالمي في ورقته إلى تعريفات شاملة حول الصكوك، والصناديق الاستثمارية الوقفية، والبنوك الإسلامية، والأسهم والودائع الإسلامية. كما استعرض عددًا من المؤشرات المهمة، مثل مؤشر داو جونز الإسلامي، ومؤشر FTSE لشركات الاستثمار الإسلامي، ومؤشر Mscl الإسلامي.

واستعرض السالمي مؤشرات أداء قطاع الصيرفة الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي، وأشار إلى تاريخ تأسيس المؤشرات الإسلامية في المنطقة، مركزًا على حجم ومسيرة الاستثمارات الإسلامية في سلطنة عمان. كما تناول المؤشر الشرعي لبورصة مسقط (MSXSI)، الذي يقيس أداء أسهم الشركات التي تتوافق أنشطتها وسلوكها المالي مع الشريعة الإسلامية، وفقًا للمعايير التي وضعتها هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI).

بعد ذلك، قدَّم علي بن أحمد اللواتي، مساعد المدير العام للأعمال المصرفية للشركات في ميثاق للصيرفة الإسلامية، عرضًا رئيسيًا بعنوان "النمو في قطاع الصيرفة الإسلامية". وبرز في عرضه أهمية الصيرفة الإسلامية في اعتمادها على الأصول الحقيقية وتبنيها لنظام الاستثمار المسؤول والمستدام. كما أوضح إسهاماتها في تجنب الأزمات المالية، وتحقيق الشمول المالي، ودعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. واستعرض اللواتي مسيرة تطور الصيرفة الإسلامية عالميًا، حيث بلغ إجمالي الأصول المالية الإسلامية 3.9 تريليون دولار في أكثر من 80 دولة، مع وجود 10 أسواق رئيسية تستحوذ على 95% من الحصة الإجمالية.

تتويج الفائزين بجوائز "ثمار"

عقب ذلك، تم إعلان الفائزين بالنسخة الأولى من جوائز التميز في المالية الإسلامية (ثمار). حيث توج بنك نزوى بلقب أفضل بنك إسلامي، بينما حصل "ميثاق" على جائزة أفضل نافذة مصرفية إسلامية. وفي فئة أفضل استثمار متوافق مع الشريعة، نال صندوق الكوثر جائزة الأفضل في الصناديق الاستثمارية، بينما ذهبت جائزة الصناديق الوقفية إلى صندوق معين. كذلك، حصلت "تكافل عُمان" على جائزة أفضل شركات التمويل والتأمين التكافلي، وتوج بنك نزوى بجائزتي "التحول الرقمي" و"الاستدامة". كما حصلت منصة مأمون للتمويل الجماعي على جائزة أفضل الشركات الناشئة في قطاع المالية الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية: إدارة الدين وتعزيز دور القطاع الخاص أولويات لتحسين الأوضاع الاقتصادية
  • الإمارات والسعودية تتصدران عربياً قطاع أقساط التأمين المكتتبة
  • الإمارات والسعودية يتصدران عربياً قطاع أقساط التأمين المكتتبة بـ32 مليار دولار
  • الإمارات والسعودية يتصدران عربيا قطاع أقساط التأمين المكتتبة بـ32 مليار دولار
  • اللقاء المصرفي الإسلامي يناقش المعاملات المالية ودورها في التنمية والاستقرار الاقتصادي
  • ارتفاع طفيف في أسعار الدولار: تفاصيل التعاملات المالية اليوم
  • استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري: حالة من التوازن في الأسواق المالية
  • بيربوك: لا نورد أسلحة يمكن استخدامها في القتال في قطاع غزة
  • قلق في الأوساط المغربية بسبب توجيه أوروبي يهدد التحويلات المالية لمغاربة الخارج
  • 21 ألف شركة تعاون معها "نافس" وظفت 81 ألف مواطن في القطاع الخاص