على الإنسان ألا يتعامل مع وطنه من منطلق الربح والخسارة كما هو حال التاجر

التاريخ يقدم للأجيال النماذج الحية من الناجحين.. والتاريخ العماني مليء بالعظماء

مازن بن غضوبة غلّب مصلحة الوطن على نفسه

هل الوطن هو ذلك الحيز الجغرافي الجامد الذي نعيش فيه فقط، أم أن دلالاته تتجاوز المكان وتتعداه إلى جوانب وجدانية ودينية وعقدية متعلقة بهذا الحيز الجغرافي، وكيف تناولت الشريعة الإسلامية موضوع الوطن من خلال النص القرآني والسيرة النبوية الشريفة، وهل حق الوطن واجب أصيل أم أننا يمكننا التعامل معه على حسب المنفعة الحاصلة منه، وفي هذا العالم المعاصر كيف يحافظ الإنسان على وطنه من دعوات الغزو الفكري المشككة في الثوابت الإنسانية والدينية، وما الطرق الواجب اتباعها لتعزيز الشعور بالانتماء للوطن في نفوس الناشئة، وكيف لنا أن نستثمر الجوانب المشرقة للتاريخ في ترسيخ الهوية الوطنية، كل هذا وغيره ناقشناه في حوار مع الباحث الدكتور صالح بن سعيد الحوسني

كيف تناولت الشريعة موضوع الوطن؟

بما أن الشريعة الإسلامية هي دين الفطرة التي جاءت متناسبة ومتناسقة لما يحتاجه الإنسان كما قال الله تعالى: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" فإننا نجد في كتاب الله تعالى وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم تأصيلا واضحا لحب الوطن، ورعاية كاملة للوطن العظيم الذي ينتمي إليه الإنسان؛ فالله سبحانه وتعالى قرن في كتابه بين حب الوطن وحب النفس، كما قال الله تعالى: "وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ" بل إننا نجد في هذه الآية أن الله تعالى قد جعل الخروج من الأوطان أمرا عسيرا يوازي قتل النفس التي هي أغلى ما يحافظ عليه الإنسان، وكذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى قرن الأوطان بالدين قال تعالى: "لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"، ونرى في كتاب الله تعالى كذلك ما يدل على أن خروج الإنسان من وطنه أمر يشق على هذه النفس، حتى أن ذلك يدفعه إلى مقاتلة أعدائه الذين أخرجوه من دياره، كما قال الله تعالى: "قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا" ونجد أن أنبياء الله وصفوته من خلقه دائما يحرصون على مبدأ حب الوطن، فهذا سيدنا إبراهيم عليه السلام يدعو ربه دعاء عظيما للمكان الذي جعله الله تعالى مكانا لبلده الحرام؛ فقال تعالى: "إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ".

في المقابل نجد أن النفي من الوطن وخروج الإنسان من وطنه أمر يشق على هذه النفس، ولذلك جعله الله ذلك من ضمن العقوبات التعزيرية؛ كما قال الله تعالى: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ" فالنفي من الأرض والذي هو إخراج الإنسان من بلده الذي نشأ فيه إلى مكان آخر عقوبة كبيرة تقابل الإفساد في الأرض، ولذلك كان مما قام به أولئك المتعنتون من أقوام بعض الأنبياء أنهم كانوا يهددون أولئك الأنبياء بإخراجهم من أوطانهم، كما قال أولئك الفجرة لسيدنا لوط عليه السلام الذي كان يدعوهم إلى ترك الفاحشة، ويدعوهم إلى الخير، "فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ"، لأن خروج الإنسان من بلده أمر يشق على النفس البشرية، فلذلك أرادوا أن يُخرجوا هذا النبي العظيم من وطنه، كذلك نجد الأمر ذاته يتكرر مع قوم شعيب الذين قال الله تعالى فيهم: "قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا" لأنهم لا يريدون الإصلاح والهداية فكان من شأنهم أنهم أرادوا أن يبعدوه ويخرجوه من وطنه.

كذلك إذا ما نظرنا إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه نجد أنه عليه الصلاة والسلام كان محبا لوطنه؛ ولا أدل على ذلك من حادثة خروجه مهاجرا من مكة إلى المدينة، فعندما كان يخطو خطوات الخروج مغادرا ومهاجرا من مكة إلى المدينة التفت إلى مكة بعيون باكية، ونفس حزينة وكان يخاطبها قائلا: ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجت.

ومما وقع أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته عندما جاءه الوحي ذهب إلى ورقة بن نوفل الذي كان على اطلاع بالكتب السابقة، ويخبره عليه الصلاة والسلام عن خبره وما سمعه وما رآه، فيجيبه ورقة بقوله: "ليتني أكون معك إذ يخرجك قومك" فتعجب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: "أومخرجي هم" لأن مفارقة بلد الإنسان ومكان عيشه، والخروج من الأوطان أمر عسير على النفوس، يشبه انتزاع روح الإنسان من جسده.

ومما جاء في ذلك أيضا أن أصيل الغفاري عندما جاء من مكة إلى المدينة بعدما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إليها في بدايات الهجرة، وتسأله السيدة عائشة: كيف عهدت مكة؟ فيقول أصيل: عهدتها قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها، وأغدق اذخرها، وأسلت ثمامها، وامش سلمها ونحو ذلك من الأوصاف عندئذ يشتد الحنين، وتتدفق مشاعر النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر فيخاطب أصيلا بقوله: "حسبك يا أصيل، دع القلوب تقر قرارها"، ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة"، حتى اتخذها النبي صلى الله عليه وسلم وطنا له.

فهكذا نجد أن الوطن في كتاب الله تعالى وفي هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك في سلوك الصحابة والصالحين لها شأن عظيم ومكانة كبيرة فإذا ما اجتمع ذلك مع الأمن في الأوطان ومع وجود المعيشة الطيبة كان من أعظم النعم كما قال الله تعالى: "الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ".

كيف أكدت وثيقة المدينة المنورة مفهوم الوحدة الوطنية؟

وثيقة المدينة هي تلك الصحيفة أو ذلك الدستور الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم بصفته قائدا للمدينة المنورة وقائدا للمسلمين، وهذه الوثيقة تضمنت جملة من المبادئ التي أسهمت في تأسيس دولة حضارية قائمة على أسس راسخة وعلى نظام متين، وذلك بإعطاء الناس حقوقهم، وأيضا أوجبت وفرضت عليهم واجبات تجاه الدولة الإسلامية، فكما أن الإنسان له حقوق ففي المقابل أيضا عليه جملة من الواجبات.

هذه الوثيقة كذلك أظهرت الحقوق التي فيها المساواة بين جميع السكان على اختلاف قبائلهم واختلاف أديانهم، ولذلك فقد نظمت الوثيقة الحقوق بين المهاجرين والأنصار، وفيها كذلك جملة من المبادئ بل وأصبحت مرجعا يُحتكم إليه.

ومن تلكم المبادئ أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد على حرية ممارسة العبادة، وعدم الإكراه في الدين فالله سبحانه وتعالى يقول: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" وإنما يكون دخول الإسلام عن رغبة من غير إكراه، الأمر الثاني أن هذه الوثيقة بينت أن الجميع يمكنه أن يعيش في أمن وسلام، فمبدأ العيش الكريم الآمن هو مبدأ يشمل الجميع، والأمر الثالث الذي أكدته هذه الوثيقة كذلك التكافل الاجتماعي بين جميع أفراد المجتمع، فكل أحد تضمن له هذه الوثيقة أن يعيش بكرامة، والقيادة أيضا تضمن له أن يعيش حياة طيبة كريمة.

الأمر الرابع الذي أوضحته هذه الوثيقة وجوب الدفاع، فكل المجتمع يجب عليه أن يدافع عن المدينة المنورة في حالة إذا ما تم الاعتداء عليها من أي عدوان خارجي، وهذا يدل على البناء العادل والتعايش السلمي بين أبناء المجتمع الواحد، ولذلك فإن هذه الوثيقة قد تضمنت ما يسمى الآن بقضايا المواطنة، وتعرضت للحقوق والواجبات، وأكدت هذه الوثيقة مبدأ بما يسمى بالوحدة الوطنية بين أفراد ذلك المجتمع، فهنالك من غير المسلمين جاليات أخرى، وهذا يشمل التعاون في جميع المجالات ومؤازرة هذه الدولة الناشئة في حال ما تم الاعتداء عليها من أي جهة خارجية.

كذلك أيضا فإن آثار هذه الوثيقة تؤدي إلى الارتقاء بهذا المجتمع، وتؤدي إلى أن كل شخص من أفراد المجتمع مسؤول عن تصرفاته وعن سلوكياته، فلا يمكن أن يحاكم الجميع بخطأ شخص واحد، كما قال الله تعالى: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ"، وكما قال الله تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ".

وهذه الوثيقة أوضحت أن حق الحياة والتملك مكفولان في الشريعة الإسلامية، وأن هذا الإنسان يمكنه أن يعيش بكرامة ويحيا بحرية في المجتمع، وكما أنها هي التزام ينبغي للجميع أن يلتزم به وإذا ما صار عدوان أو صار إخلال من قبل أحد الأطراف، فإن ذلك ولا شك يؤثر على وحدة المجتمع وانسجامه.

في زمن الغزو الفكري بفعل الانفتاح العالمي، كيف نعمق مفهوم الحب والانتماء الصادق للوطن؟

مع الثورة التقنية في هذا العصر وأصبح العالم ليس كما يقال سابقا قرية صغيرة، بل أصبح غرفة واحدة، فما يقع بأقصى الشمال يصل بسرعة البرق إلى أقصى الجنوب، وما يقع في أقصى الشرق يصل في لمح البصر إلى من هو في الجهة الأخرى من الأرض، بل وتداخلت الحضارات، وانتشرت العولمة والانفتاح على الآخرين، وانتقلت القيم والمفاهيم عبر الأثير بدون ضوابط أو حواجز، وأصبحت جوانب التربية من أصعب القضايا التي يواجهها الآباء والمربون، ولذا فإن الدينية القائمة على المراقبة الذاتية للخالق سبحانه وتعالى المطلع على السر والعلن هي صمام الأمان الذي يحفظ هذه الأجيال من آثار هذا الانفتاح على مختلف الثقافات، ذلك لأن هذه العولمة قد اختلط فيها الحق بالباطل، والتبست الكثير من الأمور، وانتقلت الكثير من الأفكار والقيم والمبادئ، وأصبحت عابرة للقارات، وأصبح الإنسان يخاف على أبنائه وهم معه في غرفة واحدة.

لذلك نجد أن هنالك من انتكست فطرته، وتنكر لوطنه، وأصبح يشكك في مقومات حضارتها، وجوانب رقيها، ويشكك في قدرة لغته على أن يكون لها مكان بين الأمم والحضارات، بل من أولئك من تاه إعجابا بالوافد الدخيل الذي يأتي من الشرق أو من الغرب، وداسوا بسبب ذلك على القيم والأخلاق والمبادئ وصفقوا لكل ما هو مستورد، وكشروا عن أنيابهم العفنة لتاريخهم وقيمهم وحضارتهم، ولذلك فإنه من المهم على العقلاء أن يتنبهوا لكل هذه الأخطار، وأن يعملوا جهدهم في سد هذه المنافذ الخطيرة التي تفسد القيم، وتميع الأخلاق، وتؤدي إلى انحطاط الأفكار وإلى إهمال حقوق الوطن والتنكر له ولرجاله، فإن الإنسان ينبغي له أن يعلم علم اليقين أن حبه لوطنه أمر شرعي لا بد منه، فالوطن انتماء وعطاء، ويمكن من خلال الكثير من التوجيه والتعليم والتوعية الحد من آثار هذه السهام التي توجه إلى أبنائنا من الشرق أو من الغرب، وذلك بتربية الأجيال تربية قائمة على القيم والمبادئ وربط الإنسان بتاريخه العريق.

وأيضا يمكن التوعية بأهمية الأوطان بأن نوجه العقول والنفوس إلى ما يعانيه أولئك المهاجرون الذين شردوا من أوطانهم، وأخرجوا من ديارهم فتركوا أوطانا ألفوها وبيوتا سكنوا فيها ومنازل عاشوا فيها رغبة في حياة كريمة هانئة آمنة، فتعرضوا للجوع والعطش والتشريد والمضايقات والملاحقات، بل والموت أحيانا أخرى، لأنهم تركوا أوطانهم، وهذا أمر كثيرا ما يقع لكل من يتنكر لوطنه ويهجره.

وينبغي أيضا أن ينبه أولئك التائهون إلى أن الإنسان لا يتعامل مع وطنه من منطلق الربح والخسارة كما هو حال التاجر، بمعنى كم سأجد من منفعة حتى أدخل في هذه الصفقة، فإن لم يكن هنالك من مكسب ظاهر في تلك الصفقة فإنني لا ألتفت إليها، فحق الوطن لا ينبغي أن يعامل بهذا المنطق أو هذا الأسلوب؛ فحقه ثابت وواجب كحق الآباء والأمهات، فعلى الإنسان أن يتعامل مع وطنه على أنه أمر شرعي محتم لا يقبل مساومة من أحد، كما قال القائل: وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق.

ولا ينبغي أن يقول الإنسان: ما الذي قدمه لي وطني، ولكن في المقابل عليه أن يقول ماذا قدمت أنا لوطني؟ فبهذه التوجيهات والنصائح يمكن للإنسان أن يعمق حب الوطن والانتماء الصادق لبلده الذي لن يوفيه حقه، وعلى الإنسان أن يعمل على الدفاع عن وطنه، وأن يتجنب إثارة النعرات الضيقة، وبث الشائعات ونشر الأكاذيب فإن ذلك مما يؤدي إلى الفتن كما قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".

وعلى الإنسان كذلك أن يطيع ولي الأمر فيما هو خير له كما قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ" وأن يسعى كل السعي إلى لمّ الشمل وجمع الكلمة، وأن يكون متعاونا مع غيره امتثالا لقول الله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" وامتثالا لأمر الله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ".

ما هي المفاهيم والأفكار التي ينبغي أن نغرسها في الناشئة تجاه أوطانهم؟

لا ريب بأن أبناء اليوم هم رجال الغد، وأن أولئك الأبناء قد نراهم صغارا في هذه الأيام سيكونون عما قريب رجالا، وهم من يواصل حمل مسيرة البناء والتعمير في الأوطان، لذلك فإن العناية بهم والاهتمام بتربيتهم وتنشئتهم والحرص على صلاحهم أمر في غاية الأهمية، ومن هنا كان من الضروري أن تتكاتف جميع المؤسسات لخدمة هذا الهدف النبيل، ولتعميق حب الأوطان في نفوس الأبناء لأنه إن تعمقت هذه الخصلة وهذا الأمر في قلوب الأبناء نشأ لدينا جيل كريم طيب أصيل يكون بذلك محافظا على مكتسبات الآباء مراعيا لتاريخ الوطن، مجدا في ارتقائه ووصوله إلى أقصى درجات الحضارة والرقي، وكذلك لا بد أن يكون هنالك قيم تغرس في قلوب هؤلاء الأبناء لترسيخ هذه القيمة العظيمة، وأول هذه القيم القدوة الصالحة كما يقول القائل: وينشأ ناشئ الفتيان منا * على ما كان عوده أبوه

فينبغي أن يكون الآباء قدوة للأبناء يظهرون حبهم لأوطانهم بأقوالهم وأفعالهم، وبسلوكهم وأخلاقهم، فينشأ أولئك الأبناء على ذلك النهج والهدي الذي قد اختطه أولئك الآباء لا يحيدون عنه، وذلك إنما يكون بالتزام الأخلاق فإذا ما كان أولئك الآباء على درجة من الخلق الكريم وسمو النفس انتقلت وسرت تلك الروح إلى الأبناء بعد ذلك، فمن الضروري بعد ذلك الاهتمام بجانب الأخلاق.

فلا بد أن يكون الجميع على خلق عال، فالمعلم يكون عنده من الأخلاق والقيم ما يكون معينا على أن تنتقل هذه الأخلاق إلى أولئك الطلاب، والأمم لا يمكن أن تحيا بدون أخلاق، فإذا ما انعدمت الأخلاق في أمة من الأمم كان ذلك نهاية لتلك الأمة ولذلك المجتمع، كما يقول القائل: وإذا أصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما وعويلا.

ويمكن كذلك أن نعمق جوانب الوطنية في نفوس الأبناء بالإشادة بدور العظماء والعلماء والشجعان والقادة على مر التاريخ، فيذكر أولئك الأبناء بآبائهم الكرام وبعظمائهم وبعلمائهم وبأدوارهم التاريخية المشرفة، فينشأون محبين لتاريخهم مقدرين لعظمائهم، مبجلين لأدوارهم في ثنايا التأريخ فيتخذونهم قدوات لهم.

ولا بد أن تكون هنالك تشريعات واضحة دقيقة تحفظ حقوق الجميع، فإن هذه التشريعات وهذه القوانين تؤدي إلى العدالة، وإذا وجدت العدالة كان ذلك معناه رقيا للمجتمع، أما إذا ما انتشر الظلم وكان القوي يعتدي على الضعيف، وقد قرب الغني لغناه، وأخر الفقير لفقره، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة مشاعر الكراهية وزيادة الحقد بين أفراد المجتمع، فيذوب عندئذ موضوع حب الأوطان، ويتلاشى بمرور الوقت، فإن العدالة هي شرط مهم في استقرار هذه الخصلة في قلوب الأبناء.

ما الدلالات الوطنية التي يطرحها طلب مازن بن غضوبة من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو لأهل عمان؟

لربما أننا إذا أردنا أن نقف مع لقاء الصحابي مازن بن غضوبة الأزدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ودلالة ذلك لوجدنا في ذلك الكثير من الدلالات، فعندما جاء مازن بن غضوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم بين يديه، لم يبدأ بنفسه وإنما بدأ بوطنه عمان، قدم وطنه على نفسه، ولذلك قال "يا رسول الله ادع الله تعالى لأهل عمان" فقال عليه الصلاة والسلام: "اللهم اهدهم وأثبهم"، فقال زدني يا رسول الله، فقال: "اللهم ارزقهم العفاف والكفاف والرضى بما قدرت لهم" ثم بعد ذلك لم يكتف مازن بذلك فقال: إن البحر ينضح بجانبنا، فادعو الله في ميرتنا وخفنا وظلفنا، فقال عليه الصلاة والسلام: "اللهم وسع عليهم في ميرتهم، وأكثر خيرهم في بحرهم" فلم يكتف أيضا بذلك فقال مازن: زدني يا رسول الله، فقال: اللهم لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم" فعندئذ قال عليه الصلاة والسلام "قل يا مازن آمين، فإن آمين يستجاب عندها الدعاء" ثم بعد ذلك طلب مازن بعض الأشياء لنفسه، فهنا يظهر لنا أن سيدنا مازن غلّب مصلحة الوطن على نفسه، لأنه كان قد استوعب مفهوم الوطن، وعرف قدره، واستولى ذلك على وجدانه ووصل إلى شغاف قلبه.

ومن دلالات هذا اللقاء الكريم نجد بأن سيدنا مازن كان راغبا في التعليم، راغبا في التفقه في دين الله سبحانه وتعالى لما في العلم من دور حضاري لرقي الشعوب وتقدمها، كما نجد أن مازنا كان يرغب في أن يعتمد أهل عمان على أنفسهم، لذلك كان يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لأهل عمان أن يرزقهم الميرة الكافية والنعمة الشاملة، وكان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يبقى لأهل عمان استقلالهم، ولا شك بأن عمان قد عرفت نظام الدولة منذ القدم، فهي دولة معروفة ومشهورة ولها كيانها المستقل، وهي لا تتبع شيئا من الدول الأخرى، بل كانوا يحكمون أنفسهم بأنفسهم، حتى في زمن الخلافة الراشدة، فقد كان لهم استقلالهم.

كما كان لأهل عمان فضل في أنهم لا يؤذون غيرهم، فعندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلا إلى حي من أحياء العرب فسبوه وشتموه، وعندما عاد قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أهل عمان أتيت ما سبوك وما ضربوك" فهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وضع تاج الفخار على جباه أهل عمان وقلدهم هذه القلائد وهذه التيجان الرائعة التي تدل على مكانة سامية لا ينبغي لأهل عمان أن يتنازلوا عنها.

كيف نستثمر التاريخ والدماء الطاهرة التي سالت على تراب هذا الوطن في تعزيز الشعور بالانتماء؟

من المعلوم يقينا أن الحرص على تعميق الهوية الوطنية العمانية في قلوب الأبناء حتى تصبح فكرا وثقافة وأسلوب حياة هو من أحرص الجوانب التي ينبغي أن تتوجه إليها جميع جوانب التربية والإصلاح والتعليم، وأن تكون في أعلى سلم أولوياتها، لأن هذا النسيج المتكامل من القيم والأخلاق إذا ما ضعف في القلوب وفي النفوس كان تأثيره تأثيرا سلبيا على الناشئة، والأبناء هم عماد الحاضر وأمل المستقبل وإذا ما نشأ الأبناء على القيم والأخلاق وحب الوطن كان ذلك ارتقاء للمجتمع، أما إذا نشأوا على الضعف والميوعة والترف فإن ذلك يؤدي إلى ضعف المجتمع، وإلى زواله فلا بد من ترسيخ القيم وربط الحاضر بالماضي لأن الماضي هو الوقود الذي نستجلبه لقيادة الحاضر.

ويأتي ذلك من خلال استعراض جوانب التاريخ المجيد، فهو بما فيه من أحداث سعيدة أو أحداث مؤلمة ليعدّ كنزا كبيرا للمجتمع المعاصر، وللأمة أن تأخذ من كنوز التأريخ الكثير من الدروس والعبر والفوائد التي تنفعهم ويستفيدوا منها وتصلح لهم حاضرهم ومستقبلهم، وإذا ما ضعف ارتباط الجيل بهذا التاريخ فإن ذلك يؤدي إلى خروج جيل فاقد للشخصية وللهوية، وسرعان ما يقلد الآخرين ويتنكر لمجتمعه فعلينا أن نحرص على إنشاء جيل يفاخر بعمان ويتمسك بها ويحرص على سمعتها فإذا ما نشأ هذا الجيل مدركا لتقاسيم تاريخه والأحداث التي وقعت في وطنه فإن ذلك يؤدي إلى مزيد من التمسك بهذا الوطن، يؤدي بذلك إلى معرفته كيف تقوم الحضارات وكيف تنشأ المجتمعات، ويفهم كيف تستمر وكيف تنهار بعد ذلك.

والتاريخ يؤدي إلى استدامة ارتباط الأبناء بالآباء ويؤدي إلى الوقوف على ما أثروه من حضارة ومن علم ومن إنتاج أدبي وفقهي وشرعي وطبي وفي مختلف المجالات، كما أن التاريخ يقدم للأجيال النماذج الحية من الناجحين، والتاريخ العماني بفضل الله مليء بتلك الصور المشرقة من العظماء الذين لا يخلو منهم زمن من الأزمان أو عصر من العصور، وقد أنتجت هذه الأرض الطيبة الكثير من المفكرين والمبدعين من الشعراء والأطباء والصناع والفلاسفة والحكماء، وكل هؤلاء صنعوا هذا التاريخ المجيد، لذلك يقال إن التاريخ هو مرآة للأمم، يعكس الماضي ويترجم للحاضر ويرسم المستقبل، فكان من المناسب أن ينقل هذا التاريخ إلى الأجيال حتى يعلموا كيف تنشأ الشعوب ومتى تضعف، ومتى تقوى، وكذلك حتى يقتدوا بالنماذج الصالحة منهم ويحذروا من المفسدين والجاهلين، ولذلك يكون الواجب على المختصين والمربين إبراز أدوار أولئك العلماء وعرض سيرهم وأطوار حياتهم، والمنعطفات المهمة في تراجمهم لتشكل زادا معرفيا وذخيرة تواجه بها سهام المؤثرات الفكرية التي تصل إلينا دون استئذان.

ومن الجوانب المهمة أيضا في ذلك هو توضيح العادات والتقاليد لهذا المجتمع، فإن المجتمع العماني مثل غيره من المجتمعات له سمات وعادات وتقاليد أصيلة، فينبغي المحافظة على هذه السمات والعادات الحسنة منها، فيؤخذ بها في واقعنا المعاش، وتعرّف الأجيال بها، لأنها هي التي تكّون الثقافة والهوية لهذا المجتمع، ولا ينبغي أن تستبدل بعادات غريبة مستجلبة من الشرق أو من الغرب، وهذه العادات لها جوانب إيجابية مهمة فهي تؤدي إلى تعميق أواصر الترابط والتلاحم بين أبناء المجتمع الواحد، كما أنها تؤدي كذلك إلى اهتمام الناس ببعضهم، فينبغي أن تعمق وترسخ خاصة من ذلك عادات إكرام الضيف، وعادات العزاء والأعراس، والعادات الطيبة الأخرى، فهي من الجوانب التي تؤدي إلى تماسك المجتمع.

فينبغي أن يكون هنالك عرض لجوانب التاريخ العماني القديم والحديث وسير بطولات الشجعان الذين دحروا المعتدين الغاشمين كما هو الحال مثلا في الأبطال الذين تصدوا للاحتلال البرتغالي في عهد دولة اليعاربة، فهنالك رسمت الكثير من ملاحم البطولة والاستبسال والشجاعة لمقارعة هذا العدو الشرس، وكذلك أيضا كان للأساطيل العمانية صولات وجولات في البحار والمحيطات نشرا للسلام ودحرا للظلم، وقضاء على القراصنة المعتدين.

فكان لأولئك القادة والعلماء الدور الكبير في نشر الإسلام وفي مد جسور التواصل مع بقية الشعوب، وهنالك أيضا جوانب تاريخية مهمة ينبغي الوقوف معها فكان لأهل عمان أيضا الدور الكبير في إيصال رسالة الإسلام إلى الكثير من دول العالم خاصة في أفريقيا عبر العصور المختلفة فمثلا كانت هنالك جهود لإيصال الإسلام في شرق أفريقيا بواسطة التجار العمانيين وكذلك أيضا كان للعمانيين رحلات تجارية إلى الصين وإلى اليابان، وإلى شرق آسيا، وإلى الهند وغيرها من دول العالم.

فينبغي أن تستحضر تلك النماذج الرائعة التي تمثل النجوم الزاهرة التي تهدي الحيارى في الليالي المظلمة إلى الوجهة الصحيحة، وأن تضمن المناهج الكثير من الأمثلة والتجارب الجادة من ثنايا التأريخ العماني الذي يشعرنا بالفخر، والاعتزاز والإجلال والتقدير.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: النبی صلى الله علیه وسلم علیه الصلاة والسلام الله سبحانه وتعالى کما قال الله تعالى هذه الوثیقة على الإنسان الإنسان من الکثیر من ذلک أیضا حب الوطن تؤدی إلى ینبغی أن لا ینبغی من وطنه فی قلوب فإذا ما أن یعیش بعد ذلک أن یکون کما أن إذا ما کان من على أن ما کان ذلک من نجد أن أمر فی

إقرأ أيضاً:

تأملات قرآنية

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 11 من سورة الرعد: “..إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ..”.
ذهب المفسرون الى أن التغيير في حال قوم يوقعه الله بهم يحتمل أن يكون من سيء الى حسن أو العكس، لكن السياق يفيد التغير من الحال السيء الى حال أفضل، ويعزز ذلك الآية المتشابهة مع هذه الآية: “ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” [الأنفال:53].
لذلك تعتبر هاتان الآيتان من السنن الكونية التي يجري الله الأحداث بموجبها، وتقطعان بأن أحوال الأمم والأقوام ليست أقدارا مكتوبة عليها، بل متغيرة يبدلها الله من حال الى حال، والتغيير مرتبط بتغير نواياها وسلوكاتها.
وعليه فان من يطمحون الى خروج أمتنا من واقعها الحالي المزري، ونهضتها وعودتها الى موقعها الحضاري المجيد الذي كانت عليه، وكانت خلاله في صدارة الأمم، حري بهم أن يتأملوا جيدا في مدلولات هاتين الآيتين.
مما يمكن استخلاصه الحقائق التالية:
1 – إن التعامل الإلهي مع البشر فردي حينما تتعلق المسؤولية عن سلوكاته بذاته، فيحاسبه عما فعل ولا يحمله عاقبة أفعال غيره لأنه ليس له عليه من سلطة، لكنه يحاسب المجتمعات جماعيا عندما تتعلق منتجات الأفراد بالمنتج العام للسلوكات فتصبغ المجتمع بصبغة ذلك السلوك، وتصبح تلك السمة العامة للمجتمع سواء كانت إيجابية أو سلبية مؤثرة على الأفراد وموجهة لسلوكاتهم، مثال على ذلك قوم لوط، اذ لا يعقل أن جميع الأفراد كان لديهم شذوذ جنسي، لكن عوقب الجميع عندما لم يعد الأمر مستنكرا في القيم المجتمعية الجمعية، بل ممارسة مقبولة، ولممارسيه حماية ورعاية من قبل الهيئة الحاكمة، بل وتعاقب من ينتقدها أو يضايق فاعليها (كما نشهده الآن في العالم)، وعندما لم يتصدّ المصلحون لوقفها ولم يستنكرها الصالحون، أصبحت سمة عامة تصبغ المجتمع كله، لذلك أخذ الله المجتمع كله، صالحه وفاسده بالعذاب.
2 – فاسدو المجتمع يحاولون تبرير أفعالهم بأن الله كتب عليهم الضلال، وفي هاتين الآيتين بيان مبطل لادعائهم، وتأكيد على أن ما يصيب الأقوام هو نتاج أعمالهم.
كما بين تعالى في مواضع كثيرة أن الله لا يضل إلا من اختار الضلالة بإرادته وعن سابق عزم وتصميم “سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ” [الأنعام:148].
كما بين أنه تعالى لا يأمر بالمنكر: “وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ” [الأعراف:28]، بل فعل المنكرات هو مما تزينه النفوس الأمارة بالسوء.
3- بناء على ما سبق نتوصل الى أنه لا ينبغي للمؤمنين في زمننا الكالح هذا القعود بانتظار المعجزات، ولا انتظار أن يأتينا الفرج بالاكتفاء بالدعاء، بل علينا الجد والعمل لتغيير هذا الحال الذي ما وصلنا إليه إلا لأن العلماء المصلحين انكفأوا عن أداء واجبهم في التنبيه الى سوء المنقلب، والمؤمنون الصالحون صمتوا عن شيوع المنكرات، وعلى رأسها تقبل أن يحكموا بغير ما أمر به الله، وسكتوا عندما تبين لهم أن قادتها يرفضون الحكم وفق منهج الله، واعترفوا صراحة أنهم ينبذونه ويعتبرونه أرهابا، ويتبعون منهج أعداء الأمة التاريخيين.
ان الحكم بما أنزل الله واجب شرعي، ولا يجوز للحاكم ان كان مؤمنا اتباع منهج غيره، ولا يقبل الله منه ادعاءه بأنه مسلم بمجرد إعلان ذلك طقوسيا على الراية، أوالتظاهر باتباعه من خلال المظاهر الخادعة كالسماح برفع الأذان، او تنفيذ احكام الاعدام بالسيف بدل المشنقة.
الحكم بموجب الشرع يظهر في اتباع ما أمر به الله، وأهمه معاداة من يعادي الدين ويحارب المسلمين، ونصرة إخوانهم في الدين وعدم موالاة من احتلوا ديار المسلمين ولا إلقاء السلم إليهم قبل أن يجلوا عنها.
هل عرفنا الآن لماذا غير الله نعمته التي أنعمها علينا بجعلنا خير أمم البشر، فغيرها الى الأمة الأضعف والتي سلط عليها أراذل البشر الذين كتب عليهم الذلة والمسكنة!؟.
وهل عرفنا أنه لن يزول ذلك، ولن يعيد الله حالنا الى ما كنا عليه من عزة وكرامة، بمجرد الصلاح الفردي وكثرة العبادات، بل بتغيير ما بأنفسنا كمجتمع، من هوان واستكانة لما فرضه الأعداء ووكلاؤهم علينا.

مقالات ذات صلة كاريكاتير ناصر الجعفري 2024/11/21

مقالات مشابهة

  • خطبة الجمعة اليوم من شمال سيناء: الدكتور محمود مرزوق يكشف عن كلمات غالية قالها النبي لـ صحابي جليل.. ذوي الهمم مكرمون من الله ويتولى الدفاع عنهم
  • من هو الصحابي الذي جبر الله خاطره من فوق سبع سماوات؟.. تعرف عليه
  • لم يكن حسن الوجه.. كلمات غالية قالها النبي لصحابي جليل
  • تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
  • القـتل تعزيرًا بجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
  • تأملات قرآنية
  • 3 آيات قرآنية وأدعية مضمونة لصلاح الأبناء وراحتهم النفسية.. داعية ينصح بها
  • قيادة وموظفو وزارة الشباب والرياضة يزورون ضريح الشهيد الرئيس صالح الصماد بميدان السبعين
  • مستوطنون يشعلون النيران بسيارات فلسطينية في بلدة شمال رام الله
  • مجلس الشورى يكرم ذكرى الشهيد الصماد بزيارة ضريحه ومعرضه في صنعاء