قالت مجلة "فورين أفيرز"، إن التكنولوجيا الحديثة ساهمت في الحرب الحالية على غزة في تقليص الفجوة من ناحية المزايا العسكرية بين الدول مثل إسرائيل وجماعات أخرى مثل حركة حماس.

وأضافت المجلة في تحليل أن "التكنولوجيا الحديثة سمحت للجماعات غير الحكومية بالتصرف بطرق تحاكي العمليات العسكرية للدول".


وذكرت في تحليلها أن "النتيجة الواضحة من الحرب الحالية على غزة هي أن القوات المسلحة الإسرائيلية ربما لعبت بشكل مباشر لصالح حركة حماس عندما ضربت غزة بقوة هائلة".



وأشارت إلى أن الدول دائما ما تكافح من أجل هزيمة الجماعات الإرهابية، لكن الحرب بين إسرائيل وحماس تظهر السبب وراء زيادة صعوبة القيام بذلك.

وأوضحت المجلة أن الهجوم الذي شنته حماس، المصنفة إرهابية، في 7 أكتوبر، وراح ضحيته أكثر من 1200 شخص، قابله رد عنيف من إسرائيل، واستدعى الجيش الإسرائيلي أكثر من 350 ألف جندي احتياط وشن هجمات على قطاع غزة بهدف القضاء على الأجنحة السياسية والعسكرية لحركة حماس.

وأشارت إلى أن التكنولوجيا الحالية مكّنت حماس من شن هجمات متطورة ونشر الدعاية بقدر ما تستطيع إسرائيل القيام به.


 كما ساعدت التكتيكات القديمة أيضا، مثل بناء مجموعة من الأنفاق تحت غزة، حماس على صد خصم أكثر قوة. واكتسبت حماس نفوذا من خلال اختطاف نحو 240 شخصا.

ولم تعد الدول تحتكر الموارد اللازمة لإظهار القوة وتعزيز الخطاب، بحسب المجلة، التي ترى أن العديد من التطورات التكنولوجية أفادت الجماعات الإرهابية بشكل غير متناسب، بداية من اختراع الديناميت، في عام 1867، مرورا ببندقية الكلاشينكوف الهجومية، المعروفة أيضًا باسم "AK-47"، التي تم اختراعها، عام 1947، في الاتحاد السوفييتي، والتي أضحت رمزا تتباهى به الجماعات غير التابعة لدول، ضاربة مثالا بحزب الله الذي يحوي علمه على بندقية تشبهها.

وبينت المجلة أنه في هجوم السابع من أكتوبر، بدا وأن مقاتلي حماس استخدموا بنادق "AK-47" الصينية والسوفيتية القديمة لاقتحام المواقع العسكرية الإسرائيلية، وقتل المدنيين، واحتجاز الرهائن. لكنهم استخدموا أيضًا بعض التكتيكات والتقنيات الجديدة نسبيا، كما ذكرت المجلة، إذ بدأت المجموعة هجومها بإطلاق آلاف الصواريخ للتغلب على نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، القبة الحديدية.

ووفقا للمجلة، تقوم حماس وحركة الجهاد، بتهريب الصواريخ من إيران، ويمكنها تصنيع بعض المتفجرات والصواريخ بنفسها من الأجزاء التجارية.


وشهدت قدراتهم على إنتاج الصواريخ تطورا واضحا، بحسب المجلة، موضحة أنه كان مدى صواريخ كتائب القسام التي صنعتها حماس، في عام 2005، يصل إلى حوالي عشرة أميال (16 كلم)، لكن حاليا تمكنت الصواريخ التي استخدمتها في هجوم السابع من أكتوبر، من قطع 150 ميلا (241 كلم).

وكما هو الحال مع الأوكرانيين، الذين نجحوا في استخدام الطائرات التجارية بدون طيار لمهاجمة الدبابات والقوات، تشير المجلة إلى أن حماس والجهاد الإسلامي ابتكرتا أنظمة الأسلحة الخاصة بهما.

ولتجنب الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ذكرت المجلة أن حماس أطلقت العشرات من طائرات الزواري المسيّرة المتفجّرة، وهي أسلحة ثابتة الجناحين صنعتها حماس بمواد متوفرة في غزة.

كما استخدمت حماس طائرات مسيّرة تجارية صغيرة لإسقاط قنابل يدوية على أبراج المراقبة الإسرائيلية وعلى الرشاشات التي يتم تشغيلها عن بعد. ويمكن شراء هذه الطائرات بدون طيار عبر الإنترنت، ويمكنها تجنب أنظمة الرادار الإسرائيلية عن طريق التحليق ببطء وعلى مقربة من الأرض. وكان هجوم حماس ناجحا، لأنه غمر الدفاعات الإسرائيلية بأسلحة رخيصة يسهل الوصول إليها، وفق ما وصفته المجلة.

ولفتت إلى أنه كان لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير مماثل على الإرهاب، وتقف حماس الآن على قدم المساواة مع إسرائيل في قدرتها على عرض روايتها الخاصة حول الحرب، وتستخدم حماس تطبيق المراسلة "تيليغرام" لتجنيد أعضاء جدد ونشر معلومات مضللة.

ووفقا للمجلة، رغم أن حماس تأسست بهدف القضاء على إسرائيل، لكن الحركة غير قادرة على ذلك، لذلك فهي تمارس الإرهاب لكسب الاهتمام والحلفاء، إذ كان المقصود من هجوم السابع من أكتوبر استفزاز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ودفعها إلى المبالغة في رد الفعل الذي من شأنه أن يقوض التعاطف الدولي مع إسرائيل، ويؤجج انتفاضة في الضفة الغربية والقدس، ويحشد الدعم لحماس، خاصة من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية.

وترى "فورين أفيرز" أن حماس استخدمت مقتل المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين على السواء لتعزيز أجندتها السياسية.


وعلى هذا فإن المجلة ترى أن أفضل وسيلة تستطيع فيها إسرائيل هزيمة حماس تتلخص في استعادة مكانتها الأخلاقية الرفيعة من خلال التخفيف من استخدامها للقوة وتوفير المزيد من الحماية للمدنيين الفلسطينيين.

وذكرت أنه سيكون من الصعب على القادة الإسرائيليين أن يمارسوا ضبط النفس، لأن ناخبيهم غاضبون، لكن القيام بذلك هو السبيل الوحيد الذي تستطيع إسرائيل من خلاله قطع قدرة حماس على حشد الدعم والتحريض على المزيد من العنف، بحسب ما نقل موقع الحرة الأمريكي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة إسرائيل حماس قطاع غزة إيران إيران إسرائيل حماس غزة قطاع غزة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن حماس إلى أن

إقرأ أيضاً:

تحقيق استخباري اسرائيلي: "هكذا أعمتنا التكنولوجيا عن هجوم 7 أكتوبر

القدس المحتلة -ترجمة صفا

سلّط تقرير استخباري اسرائيلي الضوء اليوم الخميس على تداعيات الاختراق التكنولوجي الكبير الذي وقع في اجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله، وبذات الوقت فشل الإعتماد على التفوق التكنولوجي في توقع هجوم السابع من أكتوبر.

وجاء على لسان معد التقرير ، مختص الشئون العسكرية الصحافي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رونين برغمان أن الإعتماد الهائل على التكنلوجيا منح الاحتلال تفوقاً كبيراً في المنطقة والعالم ومع ذلك فقد دفعه هذا الغرور الى إهمال العامل البشري وهو الأمر الذي دفع الاحتلال ثمنه صبيحة السابع من أكتوبر.

وكشف معد التقرير استخدام اجهزة الأمن الاسرائيلي خلال السنوات الاخيرة وسائل تكنلوجية متفوّقة أسماها " الوسائل السرية" ، وهي عبارة عن مشروع تكنلوجي سري يدمج جميع المصادر التكنولوجية في منظومة واحدة كلّفت الاحتلال مليارات من الشواقل، وكان يهدف هذا المشروع برمته الى الوصول إلى أسرار حماس.

ونقل عن ضابط كبير ومخضرم في أهم المنظومات الاستخبارتية في شعبة الاستخبارات "أمان" قوله بأن هذه المنظومة مكّنت الاحتلال من معرفة الكثير عن حماس إلا ان المنظومة كانت عمياء عن مخطط هجوم السابع من اكتوبر كونه كان بعيداً عن الاعين التكنلوجية وكان بحاجة لجواسيس على الأرض وهم الذين أهملهم الامن الاسرائيلي خلال الفترة الاخيرة.

فيما نقل عن ضابط كبير وسابق في جهاز الشاباك ان المنظومة السريّة كانت مذهلة حتى صبيحة السابع من أكتوبر " كنا نتحدث عن معجزة تكنلوجية وأدمنا تعاطيها خلال السنوات الأخيرة فيما يتعلق بقطاع غزة حتى صبيحة ذلك اليوم ، حيث دفعنا ثمن اهمالنا للعامل البشري على الأرض".

وأضاف: للأسف لقد أدمنا الوسائل التكنولوجية بشكل هائل واعتمدنا عليها نحن والمستوى السياسي بشكل جعلنا نعتقد أن شيئاً لن يقع دون علمنا في غزة وأننا سيطرنا على كل شيئ وفي هذه الحالة لماذا سنحتاج للمزيد من العملاء !".

وواصل الضابط قائلاً: إلا أنه وفي ساعة الحقيقة عجزت المنظومة برمتها عن منحنا انذاراً عن هجوم السبت الأسود، وكان من المفترض أن يأتي الإنذار من العملاء في الميدان لكن التركيز على العامل التكنلوجي جعلنا نهمل العامل البشري".

فيما نقل عن نائب رئيس الموساد الأسبق "ايهود لفي" قوله ان تجنيد العملاء كان سيغير كثيراً في صورة الواقع الاستخباري قبل السابع من اكتوبر قائلاً " لنفترض ان شخصاً ليس عضواً في حماس ولكنه يعيش في القطاع ويبلغ الاستخبارات عن أي حركة غير معتادة ،حول حمساويين يتدربون على دراجات نارية قرب بيته أو مجموعة أخرى خرجت فجأة منتصف الليل للمسجد للصلاة".

وقال " عندها قد لا يحتاج الشاباك لارسال فرقته الخاصة – تاكيلا – لمواجهة حدث كهذا وهذا يشبه ارسال هذه الفرقة لمواجهة الجيش السوري غداة حرب يوم الغفران عام 1973 ، أن يرسل الشاباك تاكيلا يعني بانهم لم يفهموا الوضع على حقيقته ولم يفهموا الكارثة التي دخلوا فيها ، فالشاباك تصرف وفقاً لما يعرف وبالتالي فقد أرسل مجموعته الخاصة التي يعتمد عليها ولكن هذا يعني أنه لم يكن يفهم شيئاً عن ما يجري في الواقع".

وقال الصحافي معد التقرير ان الفشل لم يكن من نصيب الشاباك فقط بل وصل الى شعبة الاستخبارات العسكرية والجيش والمستوى السياسي قائلاً " جميعهم اعتمدوا تماماً على المنظومة الاستخباراتية السرية ، وفي السابع من اكتوبر تبين لنا الثمن الدموي الكبير لهذا العمى !.

بدوره عقّب الشاباك على التقرير قائلاً بأن تراجع عمليات تجنيد العملاء في القطاع خلال السنوات الاخيرة مردها صعوبة تجنيدهم هناك وصعوبة الاعتماد على معلوماتهم والتاكد من صحتها من مصادر اخرى.

 

 

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: أميركا لا تتوقع اتفاقا بين إسرائيل وحماس قبل انتهاء ولاية بايدن
  • أبرز عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل باستخدام التكنولوجيا
  • تحقيق استخباري إسرائيلي: "هكذا أعمتنا التكنولوجيا عن هجوم 7 أكتوبر
  • تحقيق استخباري اسرائيلي: "هكذا أعمتنا التكنولوجيا عن هجوم 7 أكتوبر
  • قرار أممي يطالب “إسرائيل” بإنهاء احتلالها الأراضي الفلسطينية.. وحماس ترحب
  • من هم أبرز قيادات حزب الله وحماس الذين تعرضوا للاغتيال؟
  • حزب الله يتعهد مواصلة عملياته العسكرية رغم انفجار أجهزة الاتصالات  
  • آخرها تفجيرات البيجر.. من أبرز قيادات حزب الله وحماس الذين تعرضوا للاغتيال؟
  • وصول الطائرة العسكرية العراقية التي تحمل مساعدات طبية الى لبنان
  • NYT: كيف تلقى الحوثيين وحماس ترحيبا دافئا في العراق؟