المهندس عرنوس يفتتح قسم القثطرة وجراحة القلب وقسم الطبقي المحوري في مشفى النبك
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
دمشق-سانا
افتتح رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس اليوم قسم القثطرة وجراحة القلب وقسم الطبقي المحوري في مشفى النبك بريف دمشق، بطاقة استيعابية تصل إلى 14 سريراً و4 أسرّة عناية، وذلك بتعاون وجهود مشتركة بين وزارة الصحة والمجتمع المحلي، في خطوة تعكس العمل التشاركي المميز بين المؤسسات الحكومية والمبادرات الأهلية، بما يخدم المواطنين في المنطقة.
واطلع رئيس مجلس الوزراء يرافقه وزير الصحة الدكتور حسن الغباش ومحافظ ريف دمشق صفوان أبو سعدى على الأقسام المفتتحة، إضافة إلى قسم الإسعاف الذي تم تأهيله مؤخراً، واستمع من الكادر الطبي إلى شرح حول قسم القثطرة الذي يتضمن غرفة القثطرة القلبية، التي تحتوي جهازاً نوعياً مزوداً بأفضل التقنيات، ويعد من الأحدث في العالم، وغرفة عمليات القلب المفتوح مع القلب الصنعي، وأجهزة صدمة وتخدير و4 أسرّة عناية مشددة مع أجهزة المراقبة ومنفسة، و7 غرف إقامة مرضى بسعة 14 سريراً، إضافة إلى قسم الطبقي المحوري الذي يتضمن جهازاً نوعياً من الأحدث في العالم بـ 32 شريحة ومزوداً ببرامج متطورة خاصة بالأوعية والقلب.
وفي تصريح للصحفيين أكد المهندس عرنوس أهمية التعاون بين الجهات الحكومية المعنية والمجتمع المحلي الذي ساهم بتأمين هذه الأجهزة التي تقدم الخدمات الطبية والصحية لأهالي المنطقة، معتبراً أن هذا العمل البنّاء المتمثل في تلاحم المجتمع ومؤسسات الدولة يُبنى عليه الكثير لتقديم خدمات مميزة للأهالي وتحسين واقع الخدمات في مختلف المجالات، وبما يساهم في إعادة سورية أفضل مما كانت عليه.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن التجهيزات الطبية المتطورة والحديثة التي تم وضعها بالخدمة وخاصة في مجال القثطرة القلبية تمكّن من القيام بالعمل ما قبل الجراحي والاطمئنان على حالة المريض، وكذلك قسم جراحة القلب المفتوح الذي يحتوي غرفة عمليات مجهزة بكل التجهيزات اللازمة، إضافة إلى قسم الإسعاف والطبقي المحوري، معرباً عن تقديره لأبناء مدينة النبك الذين بادروا وساهموا في تأمين هذه الأجهزة التي تقدم أفضل الخدمات الصحية.
وخلال لقائه الفعاليات الشعبية والأهلية في مدينة النبك، واستماعه إلى مطالب واحتياجات الأهالي، نقل المهندس عرنوس محبة السيد الرئيس بشار الأسد لأهالي المنطقة، وأكد أن ما شهدته مدينة النبك من تعاون وتشاركية بين الجهات الحكومية ممثلة بالقطاع الصحي وأبناء مدينة النبك من مغتربين ومقيمين يشكل حالة حضارية تنعكس بشكل مباشر على تحسين الخدمات الصحية في المنطقة، وهذه المشاريع التشاركية تخلق الرغبة في المتابعة والرقابة لآليات تقديم الخدمات وضمان الارتقاء بمستواها.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة تعمل على تعزيز اللامركزية الإدارية وإعطاء المزيد من الصلاحيات لمجالس المدن والبلدات والوحدات الإدارية باعتبارها على تماس مباشر مع المواطن، والأقدر على تلمس الاحتياج الحقيقي للخدمات والتنمية ومتطلبات الأهالي والعمل على تنفيذها.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى الاهتمام الحكومي بتحسين الخدمات في جميع المناطق، ومنها منطقة القلمون التي تضم حالياً 5 مستشفيات تقدم مختلف الخدمات الصحية، لافتاً إلى أن جميع المطالب والطروحات خلال اللقاء ستكون موضع اهتمام ومتابعة من الجهات الحكومية المعنية، ومؤكداً أن الحكومة لن تألو جهداً لتحسين الأوضاع المعيشية للعاملين والمتقاعدين كلما توفرت الإمكانيات بالتوازي مع العمل على تحسين أوضاع العديد من الشرائح في عدد من الاختصاصات، ولا سيما الطبية والصحية، إضافة إلى إقرار أنظمة الحوافز في مختلف الجهات العامة.
وزير الصحة الدكتور حسن الغباش أشار إلى أن هذا الإنجاز في هذه الظروف ما هو إلا نموذج يعبر عن أهمية التشاركية الفعالة التي تنتهجها وزارة الصحة مع المجتمع الأهلي من مقيمين ومغتربين، حيث قامت مؤسسة العماد الخيرية التعليمية بتأهيل القسم كاملاً وتزويده بجهاز القثطرة وأيضاً تأمين جهاز الطبقي المحوري فيما قامت وزارة الصحة بتقديم جميع التسهيلات اللازمة وتأمين أجهزة الصدمة والتخدير والأسرة، إضافة إلى أجهزة التخطيط والتعقيم.
مدير عام هيئة مشافي القلمون ورئيس مجلس أمناء مؤسسة العماد الخيرية التعليمية الدكتور إبراهيم العرسالي بين أن الافتتاح هو ثمرة ستعود بالخير لجميع أبناء القلمون، متوجهاً بالشكر للجهود الحكومية التي ساهمت بشكل كبير في إنجاز هذا العمل”، ومشيراً إلى أهمية قسم القثطرة والجراحة القلبية لجانب تغطية أوسع شريحة ممكنة من أبناء ريف دمشق ولتخفيف العبء عن مشافي دمشق، وإلى أهمية قسم الطبقي المحوري ودوره في تطوير وسائل التشخيص، ولا سيما في حال وقوع أي حادث سير والحاجة إلى إجراء الصور اللازمة.
“مدير مشفى النبك الدكتورعبدالله أحمد عبدالله بين أن قسم القثطرة وجراحة القلب يتضمن غرفة القثطرة القلبية 202 وإف 20 الأحدث في العالم ومزود بأفضل التقنيات وغرفة عمليات القلب المفتوح مع القلب الصنعي إضافة إلى أجهزة صدمة وأجهزة تخدير، و4 أسرة عناية مشددة مع أجهزة المراقبة ومنفسة و7 غرف إقامة مرضى بسعة 14 سريراً، مشيراً إلى أن قسم الطبقي المحوري يتضمن جهاز طبقي محوري نوعياً من الأحدث في العالم بـ 32 شريحة ومزوداً ببرامج متطورة خاصة بالأوعية والقلب”.
بدوره أكد محافظ ريف دمشق صفوان أبو سعدى أهمية التعاون والتشاركية بين المؤسسات الرسمية والمجتمع الأهلي ما يسهم في دعم العمل الحكومي الامر الذي يؤثر بشكل إيجابي على الخدمات التي تقدم.
راما رشيدي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: رئیس مجلس الوزراء إضافة إلى
إقرأ أيضاً:
صنعاء ودورها المحوري في التصدي للمخططات الاستعمارية
ونعيش وتعيش الأمة بكل مكوناتها الوطنية والقومية مرحلة اختبار وجودي، اختبار لإيمانها ولهويتها ولقدراتها الروحية والمادية والمعنوية، ولعلاقتها بالتحولات والمتغيرات الحضارية ومدى إمكانياتها في التعاطي مع هذه التحولات في عالم مضطرب، عالم يتجه فيه الأقوياء بكل غطرسة وقبح لفرض هيمنتهم على ما دونهم وبطريقة جد فجة ومثيرة للتساؤلات عن قدرة أمتنا في مواجهة كل هذا الجنون الذي يجتاح العالم والمنطقة، حيث أصبح الصراع الجيوسياسي يستبيح كل القوانين والتشريعات والقيم والأخلاقيات والأعراف الإنسانية، بدليل المذابح التي تجري في فلسطين وسوريا ولبنان والعدوان المتجدد على بلادنا اليمن التي تقف وحيدة كما يبدو في مواجهة طوفان الغطرسة الجيوسياسية رغم قدراتها وإمكانياتها المتواضعة غير إنها استطاعت وبكل ثقة أن تلفت أنظار العالم أمام ارادتها الصلبة ومواقفها الثابتة والمبدئية التي تعكس أصالة الفعل والموقف، ناهيكم عن أن صنعاء بمواقفها تقرع أجراس الخطر إزاء المخاطر الوجودية التي تهدد الأمتين العربية والإسلامية.
إن صنعاء وبعيدا عن كل التحليلات والتفسيرات التي تتداولها وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، وبعيدا عن كم التحريض ضدها التي تسوق من بعض الأطراف المحلية والإقليمية والتي تغذي التوجهات الدولية المعادية لمواقف صنعاء، غير أن الأيام سوف تثبت سلامة موقف صنعاء والتاريخ سيدون في أنصع صفحاته هذه المواقف المبدئية التي تقفها، ليس تجاه القضية العربية العادلة في فلسطين فحسب، بل تجاه المخططات الاستعمارية المعادية للوجود العربي -الإسلامي الهادفة إلى تطويع إرادة الأمتين واستلاب قدراتهما لتكون في خدمة أعدائهما الوجوديين.
إن صنعاء تثبت من خلال مواقفها الإسنادية صحة استقلالها واستقلال قرارها السيادي الوطني، كما تؤكد سلامة رؤيتها تجاه المخططات التي تستهدف الوجود العربي الإسلامي، على اعتبار أن القضية الفلسطينية هي البوصلة التي يمكن من خلالها استشراف خطورة العدوان وأهدافه الاستعمارية، التي لن تقف في نطاق التداعيات الجارية، بل سوف تمتد بصورة أو بأخرى إلى تلك النطاقات الجغرافية التي تقف موزعة بين (الحيادية، والوساطة،) وبين التواطؤ والتحريض ضد كل من يرفع لواء المقاومة في مواجهة العدو ومخططاته..!
إننا نقف أمام مرحلة وجودية خطيرة وغير مسبوقة، مرحلة يريد صناع أحداثها إعادة هيكلة خارطة الوطن العربي والعالم الإسلامي، وإعادة هيكلة الوعي العربي الإسلامي اتساقا مع رغبات قوى التأثير الدولية التي نقلت معركتها الجيوسياسية إلى الوطن العربي والعالم الإسلامي بهدف إعادة ترتيب مواقفها ونفوذها وتقاسم هذا النفوذ على حساب الوجود العربي الإسلامي، اعتمادا على ما يمكن وصفه بانتصار العدوان الصهيوني الذي أباد آلافاً من أبناء فلسطين وحيَّد إلى حد ما حضور المقاومة في لبنان وإخراجها من المشهد برعاية دولية وموافقة إقليمية، وسقوط النظام القومي في سوريا، لتصبح اليمن وإيران هما الثنائي المطلوب رأساهما للعدو باعتبارهما العقدة الأخيرة الواقفة أمام مشروعة الاستعماري الهادف إلى تجديد وتحديث اتفاقيه (سايكس -بيكو) التي انتهت صلاحيتها في يونيو 2016م، ومطلوب اتفاقية جديدة تحل محلها وعلى حساب الوجود العربي الإسلامي، وهذا ما تتصدى له صنعاء وحيدة في نطاق الجغرافية العربية، حيث يتوهم البعض فيها أن علاقتهم بمحاور الاستعمار كفيلة بجعلهم بعيدين عن مخططات أعداء الأمة الاستعمارية، وهذا وهم يستوطن هؤلاء العرب الذين قطعا سيدفعون ثمن صمتهم وثمن التواطؤ والصمت والحيادية وإن جاءت تحت مسمى التوفيق والتوسط بين أطراف الصراع، ناهيكم عن أن انتهازية البعض من العرب سترتد عليهم بصورة وبال ووباء لن يكون بمقدورهم النجاة منه..!
إن الأمة تقف أمام مرحلة اختبار وجودي حقيقي، يضعها أمام مفترق تكون أو لا تكون فيه، اختبار أدركته صنعاء بحصافة فكرية وبحدس المؤمن وفراسة الحكيم، وعلى المتفرجين أن يستوعبوا هذه الحقيقة وأن لا يأخذوها بطرق عابرة تعكس انتهازية السلوك والرغبة في التسلط وتسول النفوذ تحت (حوافر خيول العدوان الجامحة)..!
إن أمريكا بكل ما تقوم به اليوم في منطقتنا، لا تدافع عن الكيان الصهيوني الذي هو جزء منها فحسب، ولكنها تدافع عن وجودها وعن مصالحها ونفوذها الجيوسياسي بعد أن أخفق كيانها في الدفاع عن هذه المصالح وهذا الوجود، الأمر الذي أجبرها على الحضور بنفسها، وهي تخوض اليوم معركتها الوجودية الأخيرة التي يمتد مسرحها من أوكرانيا إلى صنعاء وبحر الصين، إنها معركة المصالح الحيوية لأمريكا التي تصالحت مع إرهابيي سوريا ومستعدة أن تتصالح مع الشيطان إن كانت مصلحتها تتطلب ذلك، وهذا يدل دلالة قطعية على أن هذه الدولة هي دولة استعمارية لا يمكن الوثوق بها إلا من قبل عملائها الذين يصعب عليهم التخلي عنها، لأن في هذا التخلي نهايتهم الوجودية، لذا تراهم يسبحون بحمدها وينقادون خلفها طواعية ويصورون للآخرين حرصهم على شعوبهم وأوطانهم وهو حرص مزيف وكاذب ومخادع ..