خائن وعميل.. هجوم واسع على إيهود باراك بسبب نفق الشفاء بغزة
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
القدس المحتلة- أثار اعتراف وزير الأمن الإسرائيلي السابق إيهود باراك، بأن تل أبيب هي التي بنت الملاجئ وحفرت الأنفاق الموجودة تحت مجمع الشفاء في قطاع غزة، موجة غاضب عارمة في إسرائيل واتُهم بالمساس بالأمن القومي خلال الحرب، وتعالت الأصوات المطالبة بمحاكمته بتهمة "الخيانة"، وسحب الجنسية الإسرائيلية منه.
وجاءت اعترافات بارك، الذي شغل سابقا منصب رئيس الوزراء، في سياق رده على أسئلة المذيعة كريستيان أمانبور، خلال حوار معه على قناة "سي إن إن" الأميركية، بشأن ادعاءات الجيش الإسرائيلي بوجود أنفاق ومقر عسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحت مجمع الشفاء في غزة.
وقال باراك إن بلاده هي التي بنت الملاجئ وحفرت الأنفاق الموجودة تحت المجمع وذلك قبل 40 أو 50 عاما، حيث كان الجيش الإسرائيلي يسيطر على قطاع غزة.
وأوضح أنه "من المعروف منذ سنوات عديدة أن هناك ملاجئ بناها متعهدون إسرائيليون تحت مستشفى الشفاء وتُستخدم مقرا لحماس، وتقاطع عدة أنفاق هو جزء من هذا النظام".
جدل وانتقادات
وأثارت تصريحات باراك جدلا في تل أبيب ووُجهت له الانتقادات، في حين تمادى جيش الاحتلال باستهداف المستشفيات في القطاع ومحاصرتها واقتحامها، في محاولة لإثبات مزاعمه بأن المستشفيات وخاصة "الشفاء"، توجد بأسفلها ملاجئ وشبكة أنفاق بنوها قادة حماس وتستخدم كقاعدة عسكرية للمقاومة، وهو ما تم تفنيده ودحضه.
وسعيا منه لاحتواء وتدارك تصريحاته واعترافاته حول دور إسرائيل في بناء الملاجئ والأنفاق بمستشفى الشفاء، أصدر مكتب باراك بيانا قال فيه إنه "تم تحريف كلامه لأغراض دعائية".
وجاء في البيان، "كلام باراك في مقابلة على قناة "سي إن إن"، تم تحريفه من قبل مصادر عربية لأغراض دعائية. ولا يوجد سبب لوقوع مصادر إعلامية في إسرائيل في هذا الفخ"، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
وسُئل باراك إلى أي مدى تمكنت إسرائيل من إثبات أن الملاجئ الموجودة تحت منطقة مستشفى الشفاء كانت بمثابة المقر الرئيسي لحماس؟، وأجاب "أنه من المعروف منذ سنوات أن هناك مقرا لحماس داخل الملاجئ، وأننا نعلم أنها تستخدمها أيضا في الحرب الحالية".
وأضاف "أنها عبارة عن تقاطع وملتقى لنظام شبكة الأنفاق. وأكد أن مثل هذه المقرات موجودة أيضا تحت مستشفيات أخرى وفي نقاط حساسة مماثلة في القطاع".
توضيحات مكتب باراك لم تسعفه من موجة الانتقادات رسميا أو جماهيريا، حيث ألقى وزير التعليم من حزب الليكود، يوآف كيش، اللوم على بارك قائلا إن "الضرر الذي يلحقه بإسرائيل والمجهود الحربي في مقابلاته مع وسائل الإعلام الأجنبية لا يمكن فهمه".
وتابع "وإذا لم يكن ينوي المساعدة، على الأقل عليه الصمت وعدم التسبب بأي ضرر"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "معاريف".
تدمير الرواية الإسرائيلية
بدت الاتهامات الموجهة لباراك أكثر حدة بالشارع الإسرائيلي والتي عبر عنها الناقد التلفزيوني في صحيفة "يسرائيل هيوم"، نوعم فتحي، حيث كتب، "لقد كان تصريحا غبيا ومحزنا، خصوصا أنه قيل في وسائل إعلام أجنبية التي هي أكثر نقدا وقسوة بالنسبة لنا".
وأضاف "لكن لا يوجد شيء يمكن القيام به، حجر ألقاه الأحمق في البئر، حتى 200 وسيلة إعلامية لن تكون قادرة على إخراجه".
وتابع فتحي "باراك، بدلا من البحث عن مخبأ للاختباء فيه بعد تدمير الرواية الدعائية الإسرائيلية، واصل الحفر في الماضي عندما ساعدت إسرائيل في بناء الملاجئ والأنفاق في غزة".
وواصل انتقاداته قائلا إن "تصريحاته تسحب السجادة من تحت أقدام الجيش الإسرائيلي وجهوده لإثبات أن حماس بنت شبكة أنفاق تحت مستشفى الشفاء وتستخدمها كمقرات عسكرية، اذهب وأثبت بعد ذلك للعالم أن إسرائيل ليست من بنتها لهم".
ووصلت كلمات باراك "الشنيعة"، بحسب وصف الموقع الإلكتروني "هيدبروت" التابع للمستوطنين إلى الناشط يوآف إلياسي الملقب بـ"الظل" الذي هاجم باراك عبر حسابه على فيسبوك وكتب، "أخبروني بغض النظر عن موقفكم وانتمائكم السياسي، هل يبدو هذا طبيعيا بالنسبة لك؟ هل هذا مقبول لديكم؟".
وتابع إلياسي في تغريدته مخاطبا الجمهور الإسرائيلي "هل تفهمون الضرر الذي لا يمكن إصلاحه؟ هذه التصريحات تتعلق برئيس الأركان، وزير الدفاع، رئيس الوزراء الأسبق، كيف يمر هذا الأمر بهدوء وكأن شيئا لم يحدث؟ يجب على شخص ما أن يوقف فورا التدمير والفوضى الذي يتسبب به هذا العميل. أين سلطات إنفاذ القانون؟".
ضربة قاصمة
بدوره، قال الصحفي في القناة 14 الإسرائيلية، يتسحاق أبو حتسيرا، إن "إيهود باراك وجه ضربة قاتلة لإسرائيل في مقابلته مع شبكة سي إن إن وأثار ضجة في العالم العربي".
وأضاف "باراك يرفض أن يهدئ من روعه، ويصر على أن يثير الضجة في خضم الحرب وفي الوقت الذي تتواصل فيه جهود قواتنا للكشف عن مدينة حماس تحت الأرض الواقعة تحت مستشفى الشفاء"، حسب تعبيره.
وهناك من ذهب إلى ما أبعد من توجيه الانتقادات أو إلقاء اللوم على باراك، حيث تجند المغني الإسرائيلي كوبي بيرتس، لمعالجة ما وصفه بـ"العاصفة الكبيرة" التي أثارها باراك واعترافه أن "إسرائيل هي التي بنت الملاجئ والأنفاق في الشفاء".
وشن بيرتس عبر صفحته على "إنستغرام"، هجوما شديدا على باراك، وطالب بتجريده من جنسيته الإسرائيلية، ووصفه بأنه "مؤيد للإرهاب". وأكد، "يجب أن نحرم هذا التافه الداعم للإرهاب من جنسيته ونرسله إلى إيران. لدينا أعداء عظماء في الداخل والخارج ويجب التخلص منهم وإبعادهم عنا".
كما وجهت عارضة الأزياء الإسرائيلية ناتالي ديدون، رسالة شديدة اللهجة إلى إيهود باراك عبر صفحتها على "فيسبوك"، ونشرت قصة أمام مئات الآلاف من متابعيها الإسرائيليين كتبت فيها على خلفية شاشة سوداء، "إيهود باراك، اخرج من حياتنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مستشفى الشفاء إیهود باراک إسرائیل فی
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس يكشف تفاصيل نجاته من هجوم انتحاري في العراق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، عن نجاته من هجوم انتحاري مزدوج خلال زيارته إلى العراق في مارس 2021، وذلك في كتابه الجديد بعنوان "ارْجُ"، الذي يصدر في 14 يناير المقبل، ويروي البابا تفاصيل تهديدات انتحارية كانت تستهدفه أثناء وجوده في مدينة الموصل، إحدى أبرز المدن العراقية.
بحسب ما ذكرته صحيفة كوريير ديلا سيرا الإيطالية، قال البابا إنه تلقى العديد من النصائح بعدم السفر إلى العراق، خاصةً في ظل الوضع الأمني المتوتر بسبب العنف والتطرف، وكذلك في ظل جائحة "كورونا" التي لم تكن قد انتهت بعد، ورغم هذه التحذيرات، أكد البابا فرنسيس أنه كان مصممًا على إتمام الزيارة: "لكنني أردتُ الذهاب حتى الأخير، شعرتُ بأنّ عليّ فعل ذلك"، مضيفًا أن زيارته كانت بمثابة خطوة للقاء "جدنا إبراهيم"، الذي يُعتبر رمزًا مشتركًا بين اليهود والمسيحيين والمسلمين.
وأكد البابا أنه لم يكن ليقبل بتخييب أمل العراقيين، مشيرًا إلى أن البابا يوحنا بولس الثاني لم يتمكن من زيارة العراق قبل 20 عامًا بسبب رفض الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، للزيارة، واصفًا الموصل بأنها "جرح في القلب"، مشيرًا إلى التأثير الكبير الذي تركته المدينة في نفسه بعد أن رآها من الطائرة الهليكوبتر، فقد تحولت المدينة القديمة، التي كانت مركزًا للتعايش بين الأديان والحضارات، إلى أنقاض نتيجة حكم تنظيم داعش لعدة سنوات، مضيفًا أن المدينة بدت وكأنها "صورة بالأشعة السينية لماهيّة الكره"، مؤكدًا أن هذا المنظر ترك فيه أثرًا مشابهًا "لتلقيه لكمة".
وكشف البابا أيضًا أن المخابرات البريطانية أبلغت الحرس الفاتيكاني قبل وصوله إلى بغداد بأن امرأة انتحارية كانت في طريقها إلى الموصل لتفجير نفسها خلال زيارة البابا، كما كانت هناك شاحنة تسير بسرعة متجهة إلى نفس الهدف، لكن الرحلة لم تتوقف بسبب هذه التهديدات، كما اشار إلى أنلقائه مع آية الله السيد علي الحسيني السيستاني كان "أسعد نفسه وشرّفه"، موضحًا أن استقبال السيستاني له في منزله كان أكثر تعبيرًا عن الصداقة والانتماء للعائلة الإنسانية من أي كلمات أو وثائق. كما حمل البابا معه "كنعمة ثمينة" قول السيستاني: "البشر إمّا إخوة في الدين أو متساوون في الخلق".
وفي اليوم التالي لزيارة السيستاني، سأل البابا الحرس الفاتيكاني عن الوضع الأمني فأجاب القائد باختصار: "الهجومان لم يعودا موجودين"، وقد أثر هذا الجواب في البابا، مؤكدًا أن هذين الهجومين كانا نتيجة الحرب المسمومة، لكنهما تلاشيَا في النهاية.