تحبس الأنفاس..صور مؤرقة لأشخاص تحت الماء تجسّد عواقب تغير المناخ
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحدّق أكيسا إلى الأمام مباشرة بنظرة من السخط الشديد.. الشابة البالغة من العمر 15 عامًا تجلس على كرسي متهالك، وقد شبكت يديها على حِجرها، بينما تتطاير تنورتها البيضاء قليلا فيما قد يبدو للوهلة الأولى أنّ الأمر ناتج الريح.
يبدو المشهد طبيعيًا تقريبًا حتى يتم التركيز على مزيد من التفاصيل: الخلفية عبارة عن ظل غريب من اللون الأزرق لن تراه على الأرض.
هذه الصورة المذهلة تُعد واحدة من سلسلة صور بعنوان "SINK / RISE"، وهو أحدث مشروع لمصور الفنون الجميلة نيك براندت.
وتُظهر الصور سكان جزر جنوب المحيط الهادئ وهم يمثلون الأشخاص الذين هم على وشك فقدان منازلهم وأراضيهم وسبل عيشهم بسبب تغير المناخ.
ورغم صعوبة تصويرهم في قاع المحيط، إلا أن براندت كان يعلم أن هذا بالتحديد ما كان عليه فعله.
ويقول براندت إن التأثير الكبير والمدمر الذي سيحدثه ارتفاع مستوى سطح البحر على حياة الملايين من الناس قد يكون من الصعب رؤيته وفهمه في الوقت الحقيقي. لذلك توصّل براندت إلى طريقة مبتكرة لإظهار ذلك بشكل رمزي، لافتًا إلى أن بعض الأشخاص وصفوا الصور وكأنها في مرحلة ما بعد نهاية العالم تمامًا.
جويل وبيتيرو يجلسان على الأرجوحة. ويرى براندت بارقة أمل في هذه الصورة. ويقول: "الجيل الأكبر سناً يرفع الجيل الأصغر نحو النور".Credit: Nick Brandtأكيسا وسكان ساحل فيجي الآخرون الذين صورهم هذا المشروع لم يروا العالم الذي يعرفونه يغرق تحت الماء، حتى الآن. لكن يقول المصور الفوتوغرافي إن الكثير منهم قد يشهدون حدوث ذلك بالفعل إذا استمر تغير المناخ بوتيرته غير المسبوقة، واستمرت مستويات المياه في الارتفاع.
ويقول براندت إن جزر المحيط الهادئ تساهم بنسبة 0.03% فقط من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، مع ذلك، فإنها تواجه احتمالاً ينذر بالخطر بخسارة كل شيء بسبب تغير المناخ على أي حال.
ويُوضح براندت: "أنهم الأكثر عرضة لعواقب أساليب العالم الصناعي".
يقول براندت إن الأشخاص الأصغر سنًا في صوره - مثل أكيسا وماريا هنا في هذه الصورة - كانوا في الغالب الأكثر استرخاءً خلال جلسة التصويرCredit: Nick Brandtويأمل المصور الفوتوغرافي أن تجسد هذه الصور، ما يخشى حدوثه في المستقبل، وأن تساعد الآخرين على رؤية التأثير المدمر لأفعالهم في الوقت الحاضر.
استغرقت جلسة التصوير المعقدة أسابيع الشقيقان سيرافينا وكيان يجلسان على سرير تحت الماء قبالة ساحل فيجي في سلسلة المصور نيك براندت Credit: Nick Brandtقبل الشروع في هذا المشروع، يقول براندت إن الصور الوحيدة التي التقطها تحت الماء كانت عبارة عن لقطات لأسماك استوائية لفتت انتباهه.
أما تصوير الأشخاص تحت الماء، ومساعدتهم على الشعور بالراحة والظهور بشكل طبيعي رغم الظروف الغريبة، يُعد مهمة أكثر صعوبة بكثير.
وقام براندت باختبار حوالي 200 شخص في حوالي 20 مكانًا. ولستدعى محترفي ومدربي الغوص لضمان السلامة والمساعدة في تدريب الشخصيات.
ومن بين التحديات التي واجهته، أنه بقي منتظرًا لعدة أيام عندما أدى الجريان السطحي الموحل الناجم عن الأمطار الغزيرة إلى جعل المياه قبالة ساحل فيجي حالكة للغاية لدرجة أن التقاط الصور كان مستحيلاً.
مثل جميع الشخصيات المشاركة في جلسة التصوير التي استمرت لمدة ستة أسابيع، يعيش جويل وسوسي في فيجي.Credit: Nick Brandtويشير براندت إلى أنه عندما أصبحت المياه الصافية، كان لديه وقت ضيق لتحضير المشهد وتصويره بينما تقف الشخصية في مكانها وتزيل الجهاز الذي يزودها بالأكسجين وتحبس أنفاسها.
وخلال الأيام الأولى من التصوير الذي استمر 6 أسابيع، يقول براندت إن معظم الشخصيات لم يكن بوسعهم سوى حبس أنفاسهم لمدة 15 ثانية تقريبًا قبل أن يحتاجوا إلى إمدادات الأكسجين تحت الماء.
واستغرق الأمر نحو 30 دقيقة لإعداد كل لقطة. وفي نهاية المطاف تمكن البعض من حبس أنفاسهم لأكثر من دقيقة، ولم يستغرق إعداد اللقطات سوى دقيقة أو دقيقتين.
ويشير براندت إلى أن التواصل الجيد ساعد أيضًا.
تُظهر هذه الصورة من وراء الكواليس والدا جالسًا بينما يضع ابنه يده على كتفه.Credit: Nick Brandtومن أجل تقديم التوجيه للشخصيات أثناء قيامه بالتصوير، استخدم براندت ومساعدوه اتصالات سلكية صلبة لنقل المعلومات إلى القارب. ومن هناك، يقوم شخص بتكرارها في مكبر صوت يبث تحت الماء.
وخلال جلسة التصوير بأكملها، يؤكد براندت أن الشخصيات والطاقم المساعد جلبوا روح الدعم ومشاعر الحماس والتفاني للمشروع، ما ساهم في إنجاح المشروع حتى في أصعب الأيام.
ويؤكد: "شعرنا بالاندهاش حقًا، كان طاقم العمل منخرطًا للغاية، لدرجة أنه حتى عندما انتهينا من تصويرهم، وكان بإمكانهم الاسترخاء والعودة إلى القارب، كانوا يعودون أدراجهم لمساعدة زملائهم".
صورنشر الخميس، 23 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: صور تغیر المناخ هذه الصورة تحت الماء
إقرأ أيضاً:
هل انتهى كل شيء؟ .. ليس بعد .. الحرب في لبنان لم تبدأ والمفاجآت تغير المعادلات
بغداد اليوم - بغداد
أكد المحلل السياسي والأمني محمد علي الحكيم، اليوم الأربعاء (2 تشرين الأول 2024)، أن ما يجري حالياً في لبنان لا يُعتبر حرباً كما يعتقد البعض، متوقعاً أن الحرب ستبدأ قريباً وستحدث تغييرات كبيرة في المعادلات.
وأوضح الحكيم في تصريح لـ"بغداد اليوم"، أن "الحرب بين لبنان والكيان الصهيوني لم تبدأ بعد كحرب حقيقية بين الطرفين. وعندما تبدأ الحرب بشكل فعلي، فإن المعادلات ستتغير بشكل كبير".
وأشار إلى أن "حزب الله لم يتخذ قراراً بقصف المدنيين حتى الآن، لكن في حال تم اتخاذ قرار بالرد على أساس -مدني مقابل مدني-، فإن إسرائيل ستضطر للتفكير ألف مرة قبل اتخاذ أي خطوة، خاصة وأن حزب الله يمتلك أسلحة لم يستخدمها بعد".
وأضاف الحكيم أن "الحرب لا تزال في بدايتها، وفي كل الحروب يجب النظر إلى نهاياتها لتحديد النتائج. المقاومة لديها العديد من الأوراق القوية، من أبرزها السيطرة على مضيق باب المندب الذي يمر عبره أكثر من 83% من السفن التجارية الإسرائيلية، بالإضافة إلى البحر الأبيض المتوسط الذي يعبر من خلاله أكثر من 24% من السفن التجارية العالمية. كما أن لمضيق هرمز دوراً محتملاً في تصاعد وتيرة الصراع في المستقبل".
وانعكست تطورات الحرب الدائرة في لبنان وغزة الى جانب اغتيال زعيم حزب الله حسن نصرالله في غارة إسرائيلية استهدفت مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، على المنطقة برمتها ما يعكس مخاوف من نشوب حرب شاملة تشعل مدن وعواصم الشرق الاوسط.
وتصاعدت التوترات بين حزب الله وإسرائيل في الأسابيع الأخيرة، وسط توقعات بتداعيات هذه العملية على المشهدين السياسي والأمني في لبنان والمنطقة، فضلا عن الوعيد الذي يصدر عن فصائل "المقاومة" بضرب المصالح الامريكية في العراق والمنطقة باعتبارها "الداعم الاول" لإسرائيل في حربها على الفلسطينيين بغزة ومؤخرا على لبنان.
في غضون ذلك، يتابع العديد من المراقبين كيف سيتعامل حزب الله مع هذه المرحلة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق إيران صواريخ بلغت القدس، حيث دوت صفارات الإنذار في المدينة ومحيطها، وذلك بعد فترة وجيزة من تحذير أميركي لإسرائيل باستعداد إيران شن هجوم صاروخي.
ودوت صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب، في حين قالت الخارجية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار تدوي في جميع أنحاء إسرائيل.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن أكثر من 250 صاروخا ضرب إسرائيل خلال نصف ساعة.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري قال قبل فترة وجيزة إن واشنطن أبلغتهم يوم الثلاثاء أنها ترصد استعدادات من إيران لإطلاق صواريخ نحو إسرائيل قريبا، محذرا من أن أي هجوم إيراني ستكون له "عواقب وخيمة".