توشك حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلية على تنفيذ صفقة تبادل أسرى، هي الأولى منذ انطلاق هجوم "طوفان الأقصى"، فيما سبق هذه الصفقة صفقات كثيرة، بادلت فيها المقاومة أسراها من الإسرائيليين بأسرى لدى قوات الاحتلال.

وأعلن كل من حركة حماس والحكومة الإسرائيلية موافقتهما على صفقة تبادل أسرى، هي الأولى بين الطرفين منذ انطلاق هجوم "طوفان الأقصى".

وستمكن هذه الصفقة من الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، فضلاً عن هدنة إنسانية في غزة والسماح بدخول المساعدات إليها.

ووفق ما كشفت وسائل إعلام عبرية، فإن هذه الصفقة تشمل إطلاق سراح 50 أسيراً إسرائيليّاً من قطاع غزة، مقابل الإفراج عن 150 أسيراً فلسطينيّاً من السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى وقف إطلاق نار في غزة لمدة 4 أيام، على أن تدخل إلى القطاع يوميّاً 300 شاحنة مواد إنسانية، بينها كميات الوقود.

ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية، امس الأربعاء، قائمة بأسماء 300 أسير فلسطيني، قالت إنه من الممكن الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حماس، فيما قيل إنه إجراء الهدف منه هو التحقيق في عوائق قانونية قد ترد في اللحظات الأخيرة لإطلاق سراحهم.

وحسب معطيات نادي الأسير الفلسطيني، فإن إسرائيل تعتقل في سجونها نحو 7 آلاف أسير، بينهم 200 طفل و78 امرأة ومئات المرضى والجرحى. وسبق أن تعهدت فصائل المقاومة بـ"تبييض السجون الإسرائيلية من كل الأسرى الفلسطينيين"، مقابل الإسرائيليين الذين أسرتهم خلال هجوم "طوفان الأقصى".

وليست هذه هي صفقة التبادل الأولى التي عقدها الفلسطينيون والإسرائيليون، بل حررت صفقات سابقة، ممتدة على طول تاريخ الصراع بين الجانبين، آلافاً من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

صفقات الطائرات

تعود أولى صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى نهاية الستينيات من القرن الماضي، إذ كان المشترك بين معظم تلك الصفقات أنها كانت نتاج عمليات اختطاف الطائرات الإسرائيلية، التي دأب على تنفيذها مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وفي يوليو/تموز 1968، اختطف مقاتلان من الجبهة الشعبية، هما يوسف الرضيع وليلى خالد، طائرة تابعة لشركة العال الإسرائيلية كانت متوجهة من روما إلى تل أبيب، وأرغماها على النزول في الجزائر وبداخلها أكثر من مئة راكب. ونجحت الجبهة في التفاوض مع الاحتلال لإطلاق سراح 37 أسيراً فلسطينيّاً من ذوي المحكوميات العالية.

وفي نهاية 1969، اختطفت مجموعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بقيادة ليلى خالد، طائرة إسرائيلية أخرى وحطَّت بها في بريطانيا، لكن العملية لم تنجح فقتل المقاوم باتريك أورغويلو واعتُقلت ليلى خالد، لكن سرعان ما اختطفت مجموعة أخرى من نفس التنظيم طائرة بريطانية، وجرى إطلاق سراح ليلى خالد.

صفقة شموئيل فايز

في أواخر عام 1969، أسر مقاتلون من حركة فتح الجندي الإسرائيلي شيموئيل روزلفاستر، في عملية كانت سابقة في نوعها بتاريخ الحركة، وهو ما مكَّنها من التفاوض مع الاحتلال لإطلاق الأسير محمود بكر حجازي، الذي كان قد أُسر عام 1965وحُكم عليه بالإعدام.

وفي 28 يناير/كانون الثاني 1971، جرى تحرير حجازي في عملية تبادل "أسير مقابل أسير" بين حركة فتح وسلطات الاحتلال، وجرت العملية في رأس الناقورة برعاية الصليب الأحمر، وكتبت الصحافة الإسرائيلية وقتها أن إسرائيل رضخت واعترفت ضمنيّاً بمنظمة التحرير الفلسطينية.

عملية النورس

وفي 5 أبريل/نيسان 1978، أسرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الجندي الإسرائيلي أبراهام عمرام، في كمين أحكمه مقاتلوها حول شاحنة جنود إسرائيلية قرب مدينة صور اللبنانية.

وبعدها بنحو عام تقريباً، نجحت المنظمة المقاومة في التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى. وجرت العملية، التي أطلق عليها اسم "عملية النورس"، في يوم 15 مارس/آذار 1979، وأطلق بموجبها سراح 76 معتقلاً فلسطينيّاً ممن كانوا في سجون الاحتلال من فصائل المقاومة كافة، منهم اثنتا عشرة فتاة فلسطينية.

اتفاقية جبريل

وتعد اتفاقية جبريل أو عملية الجليل، في 12 مايو/أيار 1985، من أكبر صفقات تبادل الأسرى بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والحكومة الإسرائيلية بقيادة شمعون بيريز. وسُميت هذه العملية باسم المقاوم والقائد العسكري الفلسطيني أحمد جبريل، الذي يعد من مؤسسي الجبهة الشعبية.

وخلال هذه العملية، أفرج الاحتلال عن نحو 1150 أسيراً فلسطينيّاً لديه، مقابل إطلاق سراح ثلاثة من جنوده، هم يوسف غروف ونسيم سالم وهيزي شاي، الذين أسرتهم المقاومة خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

وكان من بين أبرز الأسرى الذين أُطلق سراحهم في هذه العملية، الشيخ أحمد ياسين، الذي سيتولى في ما بعد تأسيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في غزة عام 1989.

صفقة وفاء الأحرار

تعود جذور هذه الصفقة إلى عام 2006، حينما هاجم مقاتلون من حماس مواقع لجيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الشرقية لمدينة رفح، وتمكنت من خلالها الحركة من قتل جنديّين إسرائيليين وجرح خمسة وأسر الجندي جلعاد شاليط، في ما سُميت بعملية "الوهم المتبدد".

واحتفظت حماس بشاليط إلى حدود عام 2011، إذ توصلت من خلال مفاوضات إلى صفقة تبادل أسرى، جرى بموجبها تحرير نحو ألف أسير و30 أسيرة فلسطينية. وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011، أطلق سراح جلعاد شاليط وجرى تسليمه إلى السلطات المصرية.

وتضمنت صفقة التبادل، التي أُطلق عليها اسم "صفقة وفاء الأحرار"، الإفراج عن 450 معتقلاً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، وتحرير جميع النساء الفلسطينيات الأسيرات في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى جميع المعتقلين من كبار السن وجميع المعتقلين المرضى، وأيضاً 45 معتقلاً من القدس و6 معتقلين من فلسطينيي الداخل.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین تبادل الأسرى تبادل أسرى هذه الصفقة الإفراج عن إطلاق سراح صفقة تبادل فلسطینی ا

إقرأ أيضاً:

هيئة البث الإسرائيلية: الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيجري ليلا

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، أن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيجري ليلا، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

إسرائيل تُفسر سبب تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين حماس تُفرج عن 5 تايلانديين في صفقة تبادل الأسرى

وصل الصليب الأحمر إلى خان يونس لتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي موزيس ضمن الدفعة الثالثة لصفقة التبادل، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

منزل القائد السابق للحركة يحيى السنوار:

جدير بالذكر أن حركة "حماس" أطلقت اليوم الخميس سراح 3 رهائن إسرائيليين و5 تايلانديين من أمام منزل القائد السابق للحركة يحيى السنوار في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

والرهائن الإسرائيليون الذين من المقرر أن يتم إطلاق سراحهم هم المجندة آغام بيرغر (20 عامًا)، والمدنيان أربيل يهود (29 عامًا) وغادي موشيه موزيس (80 عامًا).

كما أكدت إسرائيل أنه سيتم إطلاق سراح الرهائن التايلانديين الخمسة، دون أن تذكر أسماءهم. ولا يزال هناك ثمانية رهائن تايلانديين في غزة، بالإضافة إلى مواطن نيبالي وآخر تنزاني.

وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنها تستعد "عمليًا ولوجستيًا لعملية إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين وفق إطار صفقة التبادل"، مبينة أنه "سيتم نقل المعتقلين من سجن عوفر لنقطة الإفراج في الضفة والبقية لمعبر كرم أبو سالم".

ورجحت هيئة البث الإسرائيلية بأن تفرج "حماس" اليوم عن الرهائن الإسرائيليين والأجانب على 3 دفعات، مشيرة إلى تقديرات بأن إطلاق سراح المجندة بيرغر سيتم عند منصة أقامتها "حماس" في مخيم جباليا.

هذا ونشرت وسائل إعلامية فلسطينية صورًا وفيديو من التحضيرات التي تجريها "حماس" لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، حيث ينتشر عناصر من "كتائب القسام" في موقع تسليم الرهائن، وفي محيط منزل السنوار.

وتمت إضافة الدفعة الإضافية من الرهائن التي سيتم إطلاق سراحها اليوم الخميس، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين من المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت، إلى الجدول الزمني بعد حل الخلاف حول فشل "حماس" في إطلاق سراح الرهينة أربيل يهود في المجموعة السابقة.

إطلاق سراح سبع رهائن:

وتم إطلاق سراح سبع رهائن، ثلاثة مدنيين وأربعة جنود إسرائيليين، حتى الآن بموجب اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذي بدأ في 19 يناير. وسيكون موزيس أول رجل يتم إطلاق سراحه بموجب الاتفاق.

وورد أن إسرائيل طلبت يوم الأربعاء أيضًا من "حماس" توضيح حالة الرهائن شيري بيباس وطفليها، أريئيل وكفير.

وبموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار، من المفترض أن تقوم "حماس" بإطلاق سراح الأطفال الأحياء والمدنيات أولًا، ثم المجندات الأحياء والمسنين والعجزة.

وبحسب اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في 19 يناير الجاري، فإن المرحلة الأولى تستمر لمدة 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض على مرحلتين إضافيتين، وذلك بوساطة مصرية وقطرية، وبدعم من الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • بدء إطلاق سراح الأسرى المحررين ضمن الدفعة الثالثة من الصفقة (شاهد)
  • هيئة البث الإسرائيلية: الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيجري ليلا
  • إطلاق سراح القيادي الفلسطيني البارز في صفقة تبادل الأسرى الإسرائيلية  
  • صفقة التبادل تقترب من نهايتها: تفاصيل المرحلة الثالثة بين حماس وإسرائيل تثير التساؤلات
  • إطلاق سراح المحتجزة الإسرائيلية وآجام بيرجر في قطاع غزة ضمن صفقة تبادل الأسرى
  • عاجل. الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات الإنذار تدوي في الغجر والمطلة على الحدود مع لبنان
  • تفاصيل عملية تبادل الأسرى الجديدة بين “حماس” وإسرائيل
  • تفاصيل عملية تبادل الأسرى الجديدة بين حماس وإسرائيل
  • تفاصيل عملية تبادل الأسرى الجديدة بين "حماس" وإسرائيل
  • بالأسماء.. تعرف على الأسرى الفلسطينيين المحررين ضمن صفقة تبادل المحتجزين