الابتلاء قدرٌ من أقدار الله تعالى، ولا يُحكم عليه بظاهره بالضر أو النفع، كما أنَّه لا ينبغي للعبد أن ييأس من رحمة ربه، أو أن يضجر من الدعاء، أو يستطيل زمن البلاء، وليعلم أنه من أمارات محبة الله للعبد، وأن معنى الحديث الوارد في السؤال أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد بالعبد خيرًا اختبره وامتحنه بأيِّ نوع من أنواع الابتلاء.

ويفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب بأن ابتلاء الرضا هو الذي يُقابل من العبد بالصبر على البلاء، وابتلاء الغضب يُقابل بالجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى، وأيضًا فإنَّ ابتلاء الغضب باب من العقوبة والمقابلة، وعلامته عدم الصبر والشكوى إلى الخلق، وابتلاء الرضا يكون تكفيرًا وتمحيصًا للخطيئات، وعلامته وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ويكون أيضًا لرفع الدرجات، وعلامته الرضا وطمأنينة النفس والسكون لأمر الله سبحانه وتعالى.

ظاهرة في مكة تنذر باقتراب يوم القيامة.. ما القصة؟ لو نفسك تعمل عمرة وممعكش فلوس.. ردد 8 كلمات لتكون من ضيوف الرحمن 12 ساعة فقط| أقصر مدة صيام في السنة.. انتهز الفرصة هتدخل جهنم.. دار الإفتاء توجّه رسالة قوية للذين يأكلون ميراث أخواتهم البنات

بيان أن من حكمة الابتلاء زيادة الثواب ورفع العقاب

الابتلاء من أقدار الله تعالى ورحمته، يجعل في طياته اللطف، ويسوق في مجرياته العطف، والمحن تحمل المنح، فكلُّ ما يصيب الإنسان من ابتلاءات هي في حقيقتها رفعة في درجة المؤمن وزيادة ثوابه ورفع عقابه، حتى الشوكة تُصيبه؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (10/ 105، ط. دار المعرفة): [وهذا يقتضي حصول الأمرين معًا: حصول الثواب، ورفع العقاب] اهـ.

وابتلاء الله تعالى لعباده لا يُحكم عليه بظاهره بالضر أو النفع؛ لانطوائه على أسرار غيبية وأحكامٍ علوية لا يعلم حقيقتها إلَّا رب البرية؛ قال تعالى: ﴿وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الأعراف: 168].

فليس المقصود هو الحكم بظاهر الابتلاءات؛ بل العلم بقدرة الله تعالى، والإسراع في الرجوع إليه، وأن يتفقد الإنسان نفسه بالسكون إلى قضاء الله تعالى والإذعان إلى مراده؛ قال سبحانه: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا﴾ [الأنعام: 43]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون: 76].
الفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب وعلامات كلٍّ منهما

هناك فرقٌ بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب وهو: أن ابتلاء الرضا هو الذي يُقَابَلُ من العبد بالصبر على البلاء؛ لِيَحْصُل العبد على رضا الله ورحمته؛ فهو علامة لحبِّ الله تعالى له، وليس دليلًا على غضب الله سبحانه وتعالى عليه، أما ابتلاء الغضب فهو الجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى.

ويفترق ابتلاء الرضا عن ابتلاء الغضب بوجه آخر، وهو أنَّ ابتلاء الغضب باب من العقوبة والمقابلة، وعلامته عدم الصبر والجزع والشكوى إلى الخلق، وابتلاء الرضا يكون تكفيرًا وتمحيصًا للخطيئات؛ وعلامته وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ويكون أيضًا لرفع الدرجات؛ وعلامته الرضا وطمأنينة النفس والسكون لأمر الله.

وعلامة الابتلاء تكفيرًا وتمحيصًا للخطيات: وجود الصبر الجميل من غير شكوى وإظهار الجزع إلى الأصدقاء والجيران والتضجر بأداء الأوامر والطاعات.

وعلامة الابتلاء لارتفاع الدرجات: وجود الرضا والموافقة، وطمأنينة النفس، والسكون بفعل إله الأرض والسماوات، والفناء فيها إلى حين الانكشاف بمرور الأيام والساعات] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الابتلاء الله تعالى

إقرأ أيضاً:

"الأرصاد": أمطار متوسطة على جازان والباحة

نبه المركز الوطني للأرصاد اليومالثلاثاء، من هطول أمطار متوسطة على منطقة جازان، يصاحبها رياح شديدة السرعة وشبه إنعدام في مدى الرؤية وتساقط البرد وجريان السيول، على محافظات أبو عريش وأحد المسارحة، والطوال وصبيا وصامطة وضمد والحرث والدائر والريث والعارضة والعيدابي وفيفا وهروب وجزيرة فرسان. وبين المركز أن الحالة تستمر -بمشيئة الله تعالى- حتى الساعة 9 مساءً.
كما نبّه المركز من هطول أمطار متوسطة على منطقة الباحة مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية وشبه انعدام في مدى الرؤية وجريان للسيول وتساقط البرد، على مدينة الباحة ومحافظات العقيق والقرى والمندق وبلجرشي وبني حسن والمخواة وقلوة والحجرة وغامد الزناد والأجزاء المجاورة لها.
أخبار متعلقة "تمور المدينة المنورة".. الذكاء الاصطناعي يدعم ممارسات الزراعة المستدامة بالمملكةالقيادة تعزّي أمير دولة الكويت في وفاة الشيخ جابر مبارك الحمد المبارك الصباحوبيّن المركز أن الحالة تستمر - بمشيئة الله تعالى - حتى الساعة 7 مساءً.

مقالات مشابهة

  • الحكمة من الابتلاء في السرّاء والضرّاء
  • فضل دعاء الأم ومكانتها في الإسلام
  • حافظوا على فلذات الأكباد قبل فوات الأوان
  • وعنايته تعالى محيطة بكل شيء
  • حديث عن خيبة أمل.. كيف تقرأ إدارة بايدن تفجيرات البيجر في لبنان؟
  • حدود التعامل بين الرجل والمرأة وضوابطه
  • تنفيذ حُكم القتل قصاصاً بمواطن قتل زوجته في مكة المكرمة
  • حديث عن عملية برية.. وأميركا تحذر نتانياهو من شن حرب في لبنان
  • "الأرصاد": أمطار متوسطة على جازان والباحة
  • 9 نصائح للسيطرة على الغضب..حفاظًا على صحتك النفسية والجسمانية