القومية للاستشعار من البعد: استخدام تقنيات في رصد وحصر وتصنيف المحاصيل
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
شهدت هيئة الاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، طفرة كبيرة فيما تقدمه في الآونة الأخيرة، حيث بدأت مشوارها منذ أواخر القرن الماضي.
حيث قال الدكتور إسلام أبوالمجد رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البعد، إن الهيئة القومية للاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء تعد من أقدم الهيئات و تعود نشأتها إلى أكثر من 50 عامًا، حيث كانت تحتضن برنامج الفضاء الوطني بالإضافة إلى أول استراتيجية للفضاء في مصر عام 1998 .
واشار إلى أنه عن طريق هذه الإستراتيجية تم إطلاق أول قمر صناعي للاستشعار من البُعد عام 2007، موضحا أنها قد ساعدت في إطلاق قمرين من نوع كيوبسات خلال عامي 2017 و2019.
وأكد أن الهيئة هي الجهة المنوطة باستخدام بيانات الأقمار الصناعية في عمليات التنمية في القطاعات المختلفة، وفي المشاركة الفعالة للنهوض الاجتماعي والاقتصادي بالدولة.
وأضاف أن الهيئة أعدت بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الملف المصري لاستضافة مقر وكالة الفضاء الإفريقية، وقد نجحت الهيئة في الاستضافة مُتفوقة على 5 دول إفريقية مُتنافسة في هذا الشأن، كما شاركت الهيئة في إعداد سياسات واستراتيجيات الفضاء في إفريقيا، بالإضافة إلى تمتعها بالخبرات التنفيذية والاستراتيجية والمؤسسية التي تجعلها في مصاف الدول المُتقدمة في هذا المجال إقليميًا ودوليًا، مشيرًا إلى أن الهيئة تشارك وتنفذ العديد من المشروعات القومية التي تخدم الخطة التنموية للدولة وتحقيق رؤية مصر 2030، موضحًا أن الهيئة لديها شُركاء في المنطقة وخارج المنطقة ولديها مشروعات عديدة في إفريقيا وفي دول شمال إفريقيا، وبالتالي فان البُعد الاستراتيجي والبُعد الإقليمي في جمع البيانات من الاستشعار من البُعد وكيفية إخراج المعلومة في الوقت المناسب والشكل المناسب والدقة المناسبة لخدمة متخذي تقوم به الهيئة.
وأشار إلى أن الهيئة ساهمت في الجهود التنموية التي تقودها القيادة السياسية في مصر من خلال البيانات الفضائية والنماذج العددية والتحاليل الاحصائية لإتاحة المعلومات الدقيقة والمُحدثة التي تساعد مُتخذي القرار والمُنفذين على اتخاذ قرار تنفيذي سليم، حيث تشارك الهيئة بشكل مباشر في تقديم هذه المشروعات والخدمات القومية والمبادرات الرئاسية، ومنها عندما تم إطلاق المبادرة الرئاسية بزيادة البُقعة الزراعية إلى 1.5 مليون فدان.
وأوضح أنها تقوم الهيئة عن طريق بيانات الأقمار الصناعية المختلفة سواء الرادارية أو الهيبرسبيكتال مع الزيارات الميدانية بتحديد ما يقرب من 4 مليون فدان قابلة للزراعة، ومن ثم تم عمل دراسات للمياه الجوفية باستخدام مُستشعرات أخرى تخترق الأرض لمعرفة المياه الجوفية وعمل خريطة متكاملة للأرض القابلة للزراعة والمياه المُتاحة، كما يتم عمل خريطة التركيب المحصولي بناءًا على عناصر المناخ والتربة والمياه، فيتم تحديد المحصول المناسب لكل قطعة أرض زراعية، ومن أمثلة هذه المشاريع، مشروع الدلتا الجديدة وغرب المنيا ومحور البويطي وواحة باريس في توشكى وشرق بورسعيد.
بينما قال مصدر مسؤول بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي إنه يتم استخدام تقنية الاستشعار من البُعد حاليًا لمساعدة وزارة الزراعة في رصد وحصر وتصنيف المحاصيل الاستراتيجية القومية كالقمح والذرة والذرة الرفيعة والقطن وعباد الشمس
وأشار إلى أنه يوجد تطبيقات للاستشعار من البُعد عن الثروة المعدنية لتحديد أماكنها والتى يمكن أن يقوم عليها صناعات تكنولوجية ومن أهم هذه الأماكن الصحراء الشرقية مثل المثلث الذهبي، فيتم اقتراح مناطق للاستثمار المعدني طبقًا للمعلومات المُتاحة عن الصخور والمعادن ومواد البناء واحجار الزينة، مشيرًا إلى أن الهيئة ستقوم بعقد ندوة مُتخصصة عن هذا الأمر.
وأشار إلى أنه يتم استخدام كاميرات دقيقة في تطبيقات المدن الذكية، وبالتالي تشارك الهيئة بشكل فاعل في أغراض ومشروعات التنمية للدولة المصرية وتحقيق رؤية الدولة في التحول الرقمي، لافتًا إلى أنه من أبرز نشاطات الهيئة هي تحديد التعديات على أراضي الدولة وتقنينها وهو الأمر الذي أتاح لصانعي القرار وسيلة موضوعية في تقييم الوضع على الأرض بعيدة عن التقارير المكتوبة.
ولفت إلى أن الشائع بين الناس أن من أهم استخدامات وتطبيقات الفضاء هي الاتصالات، إلا أن تطبيقات استخدام الفضاء للتصوير وتركيب كاميرات مختلفة المواصفات الفنية على القمر تدور حول الأرض وتعطي لنا بيانات مستمرة يُكافئ بكثير خدمة الاتصالات، حيث أن هذه الاقمار تُصور كل ما هو موجود على سطح الأرض، وبالتالي فإن العلماء والخبراء يقومون بتحليل هذه الصورة واستخراج المعلومات التي من شأنها أن تتحول إلى خدمات مفيدة للمجتمع، مؤكدًا أن الهيئة ستقوم بالتعاون مع القطاع الخاص لتحقيق الاستدامة وتحقيق عائد مجتمعي على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: للاستشعار من الب أن الهیئة إلى أنه إلى أن
إقرأ أيضاً:
إشارات أرضية تصل الفضاء.. هل من مجيب؟
على مدى عقود، شغلت فكرة الحياة خارج كوكب الأرض خيال العلماء والبشر على حد سواء، لكننا رغم كل الجهود، لا يوجد دليلا قاطعا على وجود كائنات فضائية، وهل تشعر تلك الكائنات إن وجدت بالبشر؟.
وبدأ البشر منذ أكثر من 100 عام في إرسال إشارات إلى الفضاء – من موجات راديو، إلى بث تلفزيوني، وحتى اتصالات الأقمار الصناعية، وبينما لا تزال هذه الإشارات خافتة بالنسبة لمقاييس الفضاء الشاسع، إلا أنها ليست غير مرئية تمامًا.
وبحسب تقرير لشبكة "البي بي سي" قال عالم الفلك في جامعة كاليفورنيا، هوارد إيزاكسون، إن الفترة بين عامي 1900 و1940 كانت ذروة بث إشارات قوية من الأرض، وفي دراسة حديثة، قدّر أن أربع نجوم قريبة من الأرض ربما تلقت بالفعل إشاراتنا، ومن المحتمل أن يصل العدد إلى أكثر من 1000 نجم بحلول عام 2300.
وبعض إشارات الأرض لم تكن مقصودة للفضاء، لكنها انطلقت فيه على أي حال، مثل الإرسال من المركبات الفضائية كـ"فوياجر 1"، التي تبعد الآن أكثر من 24 مليار كيلومتر عن الأرض، هذه الإشارات القوية قد تكون قد وصلت إلى كواكب بعيدة.
ويشرح توماس بيتي من جامعة ويسكونسن أن الأرض ليست فقط ترسل إشارات، بل هي أيضًا كوكب يمكن ملاحظته من بعيد، خاصة عندما تمر أمام الشمس، في ظاهرة تُعرف بـ"العبور"، ما يتيح تحليل غلافها الجوي.
وفقًا لعالمة الفيزياء الفلكية جاكلين فارتي، هناك حوالي 2000 نجم قريب يمكنها رؤية عبور الأرض أمام الشمس، وإذا كانت حضارات ذكية ترصد كوكبنا، فقد تكتشف غازات مثل الأوكسجين والنيتروجين وبخار الماء – وهي مؤشرات قوية على وجود حياة.
ويضيف بول ريمر من جامعة كامبريدج أن غاز ثاني أكسيد النيتروجين، الناتج عن الاحتراق الصناعي، قد يكون دليلاً على وجود حضارة. كما تشير ماسي هيوستن من جامعة كاليفورنيا إلى أن مركبات الكلوروفلوروكربون لا تُنتج إلا بتكنولوجيا متقدمة.
رغم أن المدن لا تغطي سوى 1 بالمئة من سطح الأرض، فإن أضواءها قد تصبح دليلاً على الحضارة، وبحسب تقديرات، قد يغدو التحضر أوسع بكثير بحلول عام 2150، ما يزيد من إمكانية رصد الأرض.
كما أن التلسكوبات المتقدمة، مثل تلك التي قد يمتلكها "علماء فلك فضائيون"، يمكنها بالفعل رصد تغيرات الضوء على سطح الأرض، وتحليلها لرسم خريطة تُظهر المحيطات واليابسة، وفقاً لعالم ناسا جوناثان جيانغ.
رغم حماسة بعض العلماء لفكرة التواصل مع حضارات أخرى، مثل إرسال رسالة أريسيبو الشهيرة عام 1974، إلا أن آخرين يحذرون من المخاطر، فالعلماء أنفسهم يعترفون أن رصد الأرض قد لا يحتاج إلى "معجزة"، فقط إلى تكنولوجيا شبيهة بتلك التي نمتلكها.