تتدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع والأماكن العامة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مما يضاعف معاناة السكان والنازحين في ظل تراجع مقومات النظافة والصحة العامة بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

الرائحة الكريهة المنبعثة من مياه الصرف الصحي عامل آخر يفاقم معاناة الفلسطينيين، وينغّص حياتهم في ظل الوضع الكارثي الذي سبّبه الحرب.

ويزداد الوضع سوءا مع استحالة إغلاق النوافذ لمنع تسلسل الروائح الكريهة داخل المنازل، وذلك خشية من تحطم الزجاج إذا ما استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية أماكن قريبة.

وتشكل مياه الصرف الصحي المتدفقة في الشوارع تحديات صحية، لما تسببه من أمراض تفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة للسكان والنازحين في ظل انقطاع شح المياه وصعوبة الحصول على ما يكفي منها للاستعمال اليومي والنظافة.

ويرجع مسؤولون تدفق المياه العادمة في الشوارع إلى نقص الوقود المشغل لمضخات الصرف الصحي، مما جعل الأمر مشكلة عامة لا تقتصر على رفح وإنما تعاني منها مدن ومخيمات أخرى بالقطاع.


الشتاء يفاقم الوضع

لا تقتصر مشكلة المياه المتدفقة في شوارع رفح ومدن أخرى على مياه الصرف الصحي، إذ طالما مثّل الشتاء تحديا في غزة بسبب مياه الأمطار التي تغمر الشوارع، حتى قبل العدوان الإسرائيلي على غزة المتواصل منذ 47 يوما.

وقد فاقم عدوان الاحتلال الذي دمر البنى التحتية في القطاع، من أوضاع شبكات الصرف الصحي، كما فاقم عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل مضخات الصرف الصحي الوضع.

وينذر استمرار تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين المنازل بمخاطر صحية تضاعف من معاناة السكان والنازحين.

وفي حوار أجرته وكالة الأناضول مع بعض الأمهات في مدينة رفح، أفاد بعضهن أن أطفالهن أصيبوا بنزلات معوية حادة بعد قضائهم الوقت في الشوارع.

وقالت إحداهن "نضطر لعلاج الأطفال في المنزل بسبب استحالة اصطحابهم للمستشفيات للعلاج".

وأشارت أخرى إلى أن عدم توفر المياه اللازمة للنظافة يساهم في انتشار الأمراض التي تنتقل للأطفال بسبب المياه العادمة.

وفي تصريح أدلى به حول التحديات الصحية التي تشكلها مياه الصرف الصحي، قال مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، توماس وايت، إن منظمته اضطرت لاتخاذ بعض القرارات الصعبة فيما يتعلق بتحديد الأولويات بشأن المساعدات الإنسانية التي تقدمها لسكان القطاع.

وأوضح أن مشكلة تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع ستستمر، حيث لا يمكن للمنظمة توفير ما يكفي من الوقود لتشغيل مضخات شبكة الصرف الصحي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: میاه الصرف الصحی فی فی الشوارع

إقرأ أيضاً:

الإغاثة الطبية: الوضع الصحي في غزة يزداد سوءا مع استمرار الحصار والإغلاق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشف بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، تفاصيل الوضع الصحي والإنساني المتدهور في القطاع مع استمرار إغلاق المعابر، مشيرًا إلى أن هذه الفترة تعتبر من أصعب الفترات التي مر بها القطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الحصار المستمر على غزة منذ أكثر من شهر ونصف قد أدى إلى تدهور الأوضاع بشكل غير مسبوق، حيث لا يُسمح بدخول أي مساعدات غذائية أو طبية إلى القطاع.

وقال زقوت خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية" اليوم الأربعاء، إن المخزون الغذائي في غزة وصل إلى نهايته، حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير، وأصبح من الصعب على الكثير من العائلات الحصول على احتياجاتها الأساسية، موضحا أن التوزيع المعتاد للمساعدات الإنسانية قد توقف بشكل فعلي، ما يزيد من معاناة السكان الذين أصبحوا يواجهون ظروفًا قاسية للغاية. 

كما أكد أن معظم المخابز في القطاع توقفت عن العمل بسبب نقص المواد الخام، مما يعمق الأزمة الغذائية.

وأضاف زقوت، أن القطاع الصحي يعاني بشكل كبير من نقص الموارد الأساسية، بما في ذلك الأدوية والمستلزمات الطبية، مشيرا إلى أن هذا النقص قد أثر بشكل مباشر على قدرة المستشفيات في تقديم الخدمات الطبية اللازمة للمرضى.

 وأشار إلى أن هناك العديد من الحالات الطبية الحرجة، خاصة في ظل تدهور الوضع البيئي، حيث تكدست النفايات وتفاقمت مشكلة الصرف الصحي، مما يساهم في زيادة انتشار الأمراض.

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: إسرائيل تفاقم معاناة الغزيين وكذب جديد يلاحق جيشها
  • تقرير أممي: مياه الصرف الصحي والقمامة والأمراض تُثقل كاهل النازحين بالقطاع
  • تقرير أممي: مياه الصرف الصحي والقمامة والأمراض تثقل كاهل النازحين في غزة
  • قطاع غزة.. معاناة غير مسبوقة من تفاقم أزمة الجوع بسبب الحصار الإسرائيلي
  • الممدارة في عدن.. مياه الصرف الصحي تغمر الشوارع وتحذيرات من تفشي الأوبئة 
  • الإغاثة الطبية: الوضع الصحي في غزة يزداد سوءا مع استمرار الحصار والإغلاق
  • قطرة بألف معاناة : أزمة نقل المياه وندرتها في قطاع غزة
  • بالإنفوغراف.. شُحّ المياه يدفع غزة إلى حافة الكارثة
  • مصرع ثلاثة وإصابة أثنين آخرين داخل بيارة الصرف الصحي في الإسكندرية
  • السيولة في غزة .. أزمة تفاقم معاناة المواطنين تحت وطأة الغلاء والحصار