البابا فرنسيس يستقبل أعضاء أخوية رومينا
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
استقبل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم الخميس، في الفاتيكان أعضاء أخوية "رومينا" يتقدمهم مؤسس الجماعة والمسؤول عنها الأب لويجي فيردي.
استهل البابا كلمته التي نشرتها الصفحة الرسمية للفاتيكان منذ قليل ، معرباً عن سروره للقاء الحاضرين وحيّا الأب فيردي وأعضاء الأخوية، شاكراً الجميع على زيارتهم التي تسمح لهم بالدخول في أجواء واحة السلام والروحانية التي هي أخوية رومينا.
بعدها لفت البابا إلى أن ضيوفه يمثلون، منذ سنوات كثيرة، فسحة للجمال والبساطة والإصغاء، التي تساعد العديد من المسافرين والحجاج، خلال استراحتهم، على الغوص في أعماقهم، وعلى مقاسمة التساؤلات والمخاوف التي يحملونها في قلوبهم.
ولفت إلى أن الكنيسة التي أبصرت فيها الأخوية النور تأسست في القرون الوسطى، وكانت منذ ذلك التاريخ محطة يجد فيها الحجاج الراحة ويمضون ليلتهم.
وتابع البابا قائلا: إن الجماعة التي حلمتم بها والتي ساعدكم الروح القدس على إنجازها تقدم نفسها اليوم كفسحة للقاء والأخوة، تساعد الأشخاص المتعبين على استعادة نشاطهم، وعلى التمتع بجمال الطبيعة وبسحر الصمت وتساعد في البحث عن الله وفي استكمال المسيرة.
هذا ثم تحدث البابا عن كنيسة القديس بطرس في رومينا، مشيرا إلى أنه يفكر في أروقتها الثلاثة والنور الذي يدخل إليها من نوافذها الصغيرة.
وقال إنه يود أن ينطلق من هذه الصورة ليفكر في ثلاث خبرات تسمح – في ضوء الإنجيل – بتبديد ظلمات الحياة بالنسبة للأشخاص الذين يتوقفون في رومينا. والخبرات الثلاث هي الضيافة، الرعاية والأخوة.
في معرض حديثه عن الضيافة لفت البابا فرنسيس إلى أن أخوية رومينا أبصرت النور بروح الضيافة، كفسحة يشعر فيها أي شخص أنه في بيته، فكل واحد يأتي حاملا على كتفيه المشاكل التي يرزح تحتها ويرغب في إيجاد الراحة الجسدية والروحية، وفي تنشق عطر الإنجيل.
وقال البابا فرنسيس أن هذا هو صلب الخبر السار، ألا وهو محبة الله المجانية التي لا تضع شروطاً ولا تفرض أعباءً علينا، بل تستقبلنا وتحبنا بمجانية. وشاء فرنسيس هنا أن يذكّر بكلمات الأب فانّوتشي الذي قال إنه قبل أن نوجد، ووسط صمت عالم العدم، لقد أحبتنا محبةٌ قامت بلفظ أسمائنا. هل تساءلتم مرة عما إذا كان الله يحبكم؟ مهما كان واقعنا إن الله يحبنا، ونحن ثمرة محبة لا متناهية، التي هي محبة الله.
وشجع الحبر الأعظم ضيوفه على عدم فقدان هذا الروح، طالباً منهم أن يعملوا دوماً كي ينمّوا نمط الانفتاح والضيافة هذا، ويبقوا واحة للحرية التي تعبّر عن محبة الله اللامتناهية والمجانية تجاه كل خليقة.
بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن الخبرة الثانية ألا وهي الرعاية. وقال إن هذه العبارة تحملنا على التفكير برأفة يسوع وبمشاعره المتأججة حيال آلام العالم، وبمشاركته الداخلية التي تحمله على البكاء مع الباكين. وبهذه الطريقة مارس ابن الله وجسّد حنان الآب الذي يعتني بنا وبجراحنا الجسدية والروحية. وأضاف البابا أن الاعتناء بالجراح يكمن في صلب عمل يسوع، وهذا هو النهج الذي تسير عليه أخوية رومينا.
وأراد فرنسيس في هذا السياق أن يذكّر بالخدمة التي تقدمها مجموعة "نائين" التي تستقبل وترافق الوالدين الذين عاشوا مأساة فقدان أبنائهم.
وقال البابا إنها مأساة رهيبة لا يمكن أن تُقابل بكلمات فارغة أو أجوبة سطحية. إذ لا بد أن نبكي معهم ونحمل معاً صرخة الألم إلى يسوع الذي شعر بالرأفة في قرية "نائين" حيال أرملة فقدت ابنها.
وأكد البابا أن هذه هي دعوة أخوية رومينا، لافتا إلى أن كنيسة القديس بطرس في رومينا بُنيت في زمن المجاعة والأزمات، كي تكون نوراً صغيرا وسط العتمة في تلك الحقبة التاريخية. والجماعة تذكرنا بأن كوننا مسيحيين يتطلب منا الاعتناء بالجريح والمتألم، كي نضيء أنواراً صغيرة وسط الضياع. وشكر البابا الجميع على النشاط الذي يقومون به.
هذا ثم تطرق الحبر الأعظم إلى الخبرة الثالثة والأخيرة ألا وهي الأخوة التي تشكل قلب نمط الحياة الذي يميز الأخوية. وقال إنه من خلال بساطة العمل في الأرض والتأمل في الخليقة والوعي الإنجيلي تقدم الأخوية لكل شخص يزورها فسحة للأخوة حيث ينمّى جمال التعايش وحيث يُكتشف وجه الأخ الذي ينبغي أن يُحب. واعتبر أن الأخوية مدعوة إلى تحقيق الحلم في عالم أخوي ومتضامن، وإلى زرع بذور السلام والصداقة المجتمعية.
وأضاف فرنسيس أن عالم اليوم المطبوع بالعنف والصراعات هو بأمس الحاجة إلى ذلك، لذا شجع ضيوفه على الاستمرار في ممارسة الضيافة الأخوية وفي توفير فسحة يرتاح فيها كل إنسان ويشعر بأنه محبوب من قبل الله، ومن قبل أخوة كونية، تلك التي شاء الآب أن يحققها من خلال يسوع والتي يدعونا الرب إلى بنائها معه بمعونة الروح القدس.
وذكّر الحبر الأعظم الحاضرين بأن مؤسسهم يقول دائماً إن الحياة قصيرة جداً لنكون أنانيين. في ختام كلمته إلى أعضاء أخوية رومينا تمنى فرنسيس أن يتمكن ضيوفه من تحقيق هذا الحلم ومنح الجميع بركاته الرسولية سائلا العذراء مريم أن ترافقهم وطلب منهم أن يصلوا من أجله.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الفاتيكان الحجاج الحب الروح القدس الصراعات القديس بطرس البابا فرنسیس إلى أن
إقرأ أيضاً:
دفع الله الحاج.. او الرجل الذي يبحث عنه البرهان ..!!
لم تكن المذيعة المرموقة تتوقع خشونة من ضيفها الدبلوماسي السوداني والذي سالته حول التسوية مع قوات الدعم السريع ..أصر دفع الله ان تقرن المذيعة صفة قوات الدعم السريع المتمردة قبل الإجابة على اي سؤال.
اليوم تم تعيين السفير دفع الله الحاج علي قائما بأعمال رئيس الوزراء او في رواية اخرى رئيس وزراء مكلف..من هنا تبدّأ العقدة.. لكن دعونا ننظر لماذا اختيار دفع الله في هذا التوقيت.
١-ابو الدفاع كما يحلو لانداده مناداته ولج إلى السلك الدبلوماسي قبل ميلاد الإنقاذ بنحو عقد من الزمان فبالتالي ليس مشتبها في ان يكون اسلاميا بالميلاد وفي ذات الوقت خدم نحو ثلاثة عقود في عهد الإنقاذ بالتالي يحقق الوزنة التي يبحث عنها الجنرال البرهان وهى التعامل مع الإسلاميين دون تحمل التكلفة السياسية خاصة مع الأشقاء والأصدقاء غربا.
٢- السفير دفع الله نجح وساعدته الظروف في العبور بالعلاقة بين الخرطوم والرياض من التردد إلى التفهم ثم إلى تطابق وجهات النظر وقد اتضح ذلك مؤخرا في مؤتمر لندن حول الأزمة السودانية..وهذا يعني ان الحكومة السودانية لن تتجه شرقا كما توقع البعض بل ستظل في ذات المحطة تلوح بالانعطاف شمالا دون ان تغادر المسار الحالي.
٣- السفير دفع الله عرف بين اقرانه بقوة الشخصية والإبانة في المواقف السياسية وحينما تردد وزير الخارجية السابق على الصادق في تأييد إجراءات اكتوبر ٢٠٢١ ومن بينها تكليفه بمنصب وزير الخارجية كان الحاج اكثر وضوحا وهو يعمل وكيلا لوزارة الخارجية ثم مبعوثا للبرهان عقب اندلاع الحرب في منتصف أبريل ٢٠٢٣ فهذا يعني انه خيار مجرب يتمتع بقوة الشخصية في الحد المعقول والذي لا يحدث صراع بين العسكريين والقائم بأعمال رئيس الوزراء.
٤- تمثل خطوة تكليف دفع الله بالمنصب الكبير جس نبض في تمدين السلطة التنفيذية ان مضى الأمر بسلاسة ربما تصبح الخطوة القادمة في تعيين الرجل او غيره في منصب رئيس وزراء بكامل الصلاحيات وان تعثرت الخطوة يتم استخدام الكوابح والتي من بينها انه مجرد قائم بالأعمال.
٥- تعيين دفع الله يمثل القسط الأول في سياسية الحفر بالإبرة في كل الاتجاهات ..لان تعيين رئيس وزراء جديد تترك له مهمة اختيار وزرائه بالكامل غير مطروحة الان عند البرهان ورفاقه بمنطق لا صوت يعلو على صوت المعركة.
٦- اختيار السفير دفع الله هو امتداد لسياسة ( الرجل الذي نعرف خير من الذي لا نعرف)حيث من الصعب استيعاب لاعب جديد في الساحة وفي ذات الوقت يعتبر امتدادا لحكومة كبار الموظفين حيث لا يفضل البرهان الذي يتميز بالغموض التعامل مع الغرباء .
٧- وفقا للذين يعرفون السفير دفع الله فهو يتميز بالهدوء والوضوح وقوة الشخصية و فوق ذلك له خبرة أربعين سنة في الدبلوماسية..حينما تخلط كل ذلك تجد الرجل الذي يبحث عنه البرهان.
-عبدالباقي الظافر