ونجحت وساطة الخير القطرية في أصعب محطاتها
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
حين تقرأون هذا المقال ربما يكون موعد انطلاق الهدنة المتفق عليها قد أعلن وتكون أرواح بريئة من أبناء فلسطين قد نجت.. وربما يكون رهائن حماس وسجناء الدولة العبرية قد وقع إطلاق سراحهم ويكون معبر رفح قد فتح والشاحنات المحملة بالإسعافات الطبية والغذائية قد وصلت للعالقين بين أنقاض غزة ينتظرون العون والغوث ويحاولون دفن موتاهم بينما تستمر كتائب المقاومة في الرد المشروع على تواصل القصف.
وكما تعلمون أيها القراء الأعزاء فقد أعلنت دولة قطر نجاح جهود الوساطة المشتركة مع مصر والولايات المتحدة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس بإقرار هدنة تستمر لمدة 4 أيام قابلة للتمديد.. ويشمل الاتفاق تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية. كما تسمح الهدنة بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية.
وبهذا النجاح أصبحت وساطة الخير القطرية اليوم وبعد المجازر الإسرائيلية حديث جميع الأوساط الدبلوماسية والإعلامية حين تأكد العالم أن المقاومة الفلسطينية ثابتة على قيمها مستمرة في مواجهة عدو لا يعترف بأي قانون ولا أي أخلاق.
نعم تغيرت مواقف الدول حتى الأكثر نصرة لما تسميه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام مشاهد لم تعد تحتمل من قتل الـ 6000 طفلا بريئا وآلاف النساء والشيوخ دون إصابة مقاوم مسلح واحد. وهنا يلجأ العالم إلى الوساطة القطرية التي عززت دورها الناجع في أزمات أخرى وتوفقت بفضل حكمة قيادتها إلى وضع حد لها آخرها حرب أفغانستان.. وتعالت أصوات كل الدول منذ الإربعاء لترحب بالوساطة القطرية المصرية الأمريكية وتصفق لنجاحها منها أصوات بايدن وبوتين وغوتيريتش وفاندر لاين ومحمود عباس وكل قادة الشرق الأوسط.. طبعا لأن بوادر حل أشمل وأبقى لقضية الاحتلال بدأت تتجلى للعيان إذا ما استخلص المحتل دروس المقاومة التي لا تضعف وتفاعل مع واقع جديد فرضته المقاومة الإسلامية يوم 7 أكتوبر.
وهنا أسوق تعليقا للصحفي الأمريكي النزيه (كريس هيدجز) الذي تساءل: "كيف تفكر إسرائيل في توفير الأمن لشعبها وهي تحتل أرض شعب آخر له حقوق مشروعة منذ 76 سنة وتعيش محاصرة من شعوب مسلمة ومسيحية تحيط بها من كل مكان؟؟".
وفي هذا الصدد قالت "هيئة البث العبرية" مساء الاثنين إن حكومة نتنياهو أعطت ضوءا أخضر إلى صفقة تبادل أسرى وتنتظر رد حركة حماس، مبينة "أن حركة حماس نقلت خلال الأيام الأخيرة الماضية اقتراحا لإسرائيل. وفي إسرائيل توصل السياسيون والعسكريون إلى تفاهمات حول قبول شروط ومطالب حماس. واستدركت: "الآن انتقل القرار مرة أخرى إلى حماس وعليها أن تتحلى بالمسؤولية والجدية لتنفيذ الصفقة التي تعد هذه المرة أقرب من أي وقت مضى.
يؤكد كل المراقبين والخبراء بأن الوساطة القطرية كانت الدينامو المحرك للمفاوضات التي أدت الى الاتفاق.. ونتذكر أن أمير قطر كان زار الأسبوع الماضي كلا من أبو ظبي والقاهرة لمزيد ضمان النجاعة للاتفاق وإحاطته بكل عناصر النجاح..وأوضحت هيئة البث "أنه إذا تم تنفيذ الصفقة فسيكون وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام وقد يمتد لفترة أطول.. ونقلت عن مصدر مطلع قوله، إن "هناك نهجا بطيئا في سد الفجوات بين الطرفين وأن نقاط الخلاف الأساسية تتعلق بعدد أيام وقف إطلاق النار وعدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، ولم تتطرق الهيئة العبرية إلى عدد الأسرى من الجانبين المتوقع أن تشملهم الصفقة.
ومن جهته كان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني شرح غايات الاتفاق يوم الأحد مؤكدا أن إنجاز اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس منذ هجومها على إسرائيل قبل أكثر من شهر، يتوقف على قضايا بسيطة ولوجستية.. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل في الدوحة إن "التحديات المتبقية في المفاوضات بسيطة للغاية مقارنة بالتحديات الأكبر فهي لوجستية وعملية أكثر"، وأوضح أن المفاوضات حول الاتفاق تشهد "تقلبات بين الحين والآخر في الأسابيع القليلة الماضية.
وأضاف: "أعتقد أنني الآن أكثر ثقة بأننا قريبون بما يكفي للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يعيد الناس بأمان إلى منازلهم"، بدون أن يعطي مهلة زمنية لذلك.
وتقود قطر جهود وساطة للإفراج عن رهائن والتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في الحرب التي اندلعت إثر الهجوم المباغت الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر والذي أوقع بحسب السلطات الإسرائيلية 1200 قتيل واحتجزت حماس في الهجوم 240 رهينة بينهم أجانب اقتادتهم إلى داخل غزة بحسب إسرائيل.
يؤكد كل المراقبين والخبراء بأن الوساطة القطرية كانت الدينامو المحرك للمفاوضات التي أدت الى الاتفاق.. ونتذكر أن أمير قطر كان زار الأسبوع الماضي كلا من أبو ظبي والقاهرة لمزيد ضمان النجاعة للاتفاق وإحاطته بكل عناصر النجاح.. وكان الأمير الحريص كعهد العالم به على صيانة حقوق فلسطين في كنف الشرعية الدولية وحق تقرير المصير مع تيسير كل مسار سلمي يؤدي إلى هذه النتيجة وكان التوفيق حليف قطر وحليف الحق وحليف السلام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين غزة قطر الوساطة الاحتلال احتلال فلسطين غزة قطر وساطة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوساطة القطریة
إقرأ أيضاً:
حماس حاولت منع إسرائيل من الفيتو حول إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بارزين
نقل الصحفي الإسرائيلي ومراسل موقع "أكسيوس" الأمريكي باراك رافيد، تصريحات عن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي جاء فيها أن حركة حماس حاولت الانسحاب من بند في الاتفاق يمنح "إسرائيل" حق النقض على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بارزين.
وقال رافيد في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) إن "فريق المفاوضات الإسرائيلي في الدوحة أبلغ نتنياهو بمحاولة حماس في اللحظة الأخيرة للانسحاب من بند في الاتفاق يمنح إسرائيل حق النقض على إطلاق سراح قتلة جماعيين يعتبرون رموزًا للإرهاب"، على حد وصفه.
Israeli Prime Minister's Office: "The Israeli negotiations team in Doha reported to Netanyahu of a last-minute attempt by Hamas to withdraw from a clause in the agreement that grants Israel veto power over the release of mass murderers who are symbols of terrorism. Hamas demands… — Barak Ravid (@BarakRavid) January 16, 2025
وأضاف "تطالب حماس بكشف هويات هؤلاء الإرهابيين، وأصدر نتنياهو تعليمات لفريق المفاوضات بالتمسك بالتفاهمات التي تم الاتفاق عليها، ورفض محاولات الابتزاز في اللحظة الأخيرة من قبل حماس".
وتوجت المحادثات غير المباشرة بين "إسرائيل" وحركة حماس باتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، بعد نحو 400 يوم من المفاوضات والاتصالات والضغوط، وسط مماطلات إسرائيلية مستمرة وإبادة جماعية بحق الفلسطيينيين لم تتوقف منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ورسميا، أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، مساء الأربعاء، نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والعودة للهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بغزة وانسحاب إسرائيلي من القطاع، لافتا إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وسيتم الإفراج خلال المرحلة الأولى من الاتفاق عن 33 أسيرا إسرائيليا، في حين سيفرج الاحتلال خلال المرحلة الأولى عن قرابة ألفي أسير بينهم 250 من ذوي المؤبد، وكذلك من بينهم قرابة ألف من المعتقلين بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
يتكون الاتفاق من 3 مراحل، تنطلق الأولى منه ومدتها 42 يوما، الأحد المقبل، وتتضمن الإفراج عن 33 محتجزا إسرائيليا مقابل عدد (لم يعلن على الفور) من الأسرى الفلسطينيين. أما المرحلتان الثانية والثالثة من الاتفاق، فيتم الاتفاق على تفاصليها في وقت لاحق.