عربي21:
2024-09-30@19:26:43 GMT

ونجحت وساطة الخير القطرية في أصعب محطاتها

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

حين تقرأون هذا المقال ربما يكون موعد انطلاق الهدنة المتفق عليها قد أعلن وتكون أرواح بريئة من أبناء فلسطين قد نجت.. وربما يكون رهائن حماس وسجناء الدولة العبرية قد وقع إطلاق سراحهم ويكون معبر رفح قد فتح والشاحنات المحملة بالإسعافات الطبية والغذائية قد وصلت للعالقين بين أنقاض غزة ينتظرون العون والغوث ويحاولون دفن موتاهم بينما تستمر كتائب المقاومة في الرد المشروع على تواصل القصف.



وكما تعلمون أيها القراء الأعزاء فقد أعلنت دولة قطر نجاح جهود الوساطة المشتركة مع مصر والولايات المتحدة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس بإقرار هدنة تستمر لمدة 4 أيام قابلة للتمديد.. ويشمل الاتفاق تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية. كما تسمح الهدنة بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية.

وبهذا النجاح أصبحت وساطة الخير القطرية اليوم وبعد المجازر الإسرائيلية حديث جميع الأوساط الدبلوماسية والإعلامية حين تأكد العالم أن المقاومة الفلسطينية ثابتة على قيمها مستمرة في مواجهة عدو لا يعترف بأي قانون ولا أي أخلاق.

نعم تغيرت مواقف الدول حتى الأكثر نصرة لما تسميه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام مشاهد لم تعد تحتمل من قتل الـ 6000 طفلا بريئا وآلاف النساء والشيوخ دون إصابة مقاوم مسلح واحد. وهنا يلجأ العالم إلى الوساطة القطرية التي عززت دورها الناجع في أزمات أخرى وتوفقت بفضل حكمة قيادتها إلى وضع حد لها آخرها حرب أفغانستان.. وتعالت أصوات كل الدول منذ الإربعاء لترحب بالوساطة القطرية المصرية الأمريكية وتصفق لنجاحها منها أصوات بايدن وبوتين وغوتيريتش وفاندر لاين ومحمود عباس وكل قادة الشرق الأوسط.. طبعا لأن بوادر حل أشمل وأبقى لقضية الاحتلال بدأت تتجلى للعيان إذا ما استخلص المحتل دروس المقاومة التي لا تضعف وتفاعل مع واقع جديد فرضته المقاومة الإسلامية يوم 7 أكتوبر.

وهنا أسوق تعليقا للصحفي الأمريكي النزيه (كريس هيدجز) الذي تساءل: "كيف تفكر إسرائيل في توفير الأمن لشعبها وهي تحتل أرض شعب آخر له حقوق مشروعة منذ 76 سنة وتعيش محاصرة من شعوب مسلمة ومسيحية تحيط بها من كل مكان؟؟".

وفي هذا الصدد قالت "هيئة البث العبرية" مساء الاثنين إن حكومة نتنياهو أعطت ضوءا أخضر إلى صفقة تبادل أسرى وتنتظر رد حركة حماس، مبينة "أن حركة حماس نقلت خلال الأيام الأخيرة الماضية اقتراحا لإسرائيل. وفي إسرائيل توصل السياسيون والعسكريون إلى تفاهمات حول قبول شروط ومطالب حماس. واستدركت: "الآن انتقل القرار مرة أخرى إلى حماس وعليها أن تتحلى بالمسؤولية والجدية لتنفيذ الصفقة التي تعد هذه المرة أقرب من أي وقت مضى.

يؤكد كل المراقبين والخبراء بأن الوساطة القطرية كانت الدينامو المحرك للمفاوضات التي أدت الى الاتفاق.. ونتذكر أن أمير قطر كان زار الأسبوع الماضي كلا من أبو ظبي والقاهرة لمزيد ضمان النجاعة للاتفاق وإحاطته بكل عناصر النجاح..وأوضحت هيئة البث "أنه إذا تم تنفيذ الصفقة فسيكون وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام وقد يمتد لفترة أطول.. ونقلت عن مصدر مطلع قوله، إن "هناك نهجا بطيئا في سد الفجوات بين الطرفين وأن نقاط الخلاف الأساسية تتعلق بعدد أيام وقف إطلاق النار وعدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، ولم تتطرق الهيئة العبرية إلى عدد الأسرى من الجانبين المتوقع أن تشملهم الصفقة.

ومن جهته كان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني شرح غايات الاتفاق يوم الأحد مؤكدا أن إنجاز اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس منذ هجومها على إسرائيل قبل أكثر من شهر، يتوقف على قضايا بسيطة ولوجستية.. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل في الدوحة إن "التحديات المتبقية في المفاوضات بسيطة للغاية مقارنة بالتحديات الأكبر فهي لوجستية وعملية أكثر"، وأوضح أن المفاوضات حول الاتفاق تشهد "تقلبات بين الحين والآخر في الأسابيع القليلة الماضية.

وأضاف: "أعتقد أنني الآن أكثر ثقة بأننا قريبون بما يكفي للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يعيد الناس بأمان إلى منازلهم"، بدون أن يعطي مهلة زمنية لذلك.

وتقود قطر جهود وساطة للإفراج عن رهائن والتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في الحرب التي اندلعت إثر الهجوم المباغت الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر والذي أوقع بحسب السلطات الإسرائيلية 1200 قتيل واحتجزت حماس في الهجوم 240 رهينة بينهم أجانب اقتادتهم إلى داخل غزة بحسب إسرائيل.

يؤكد كل المراقبين والخبراء بأن الوساطة القطرية كانت الدينامو المحرك للمفاوضات التي أدت الى الاتفاق.. ونتذكر أن أمير قطر كان زار الأسبوع الماضي كلا من أبو ظبي والقاهرة لمزيد ضمان النجاعة للاتفاق وإحاطته بكل عناصر النجاح.. وكان الأمير الحريص كعهد العالم به على صيانة حقوق فلسطين في كنف الشرعية الدولية وحق تقرير المصير مع تيسير كل مسار سلمي يؤدي إلى هذه النتيجة وكان التوفيق حليف قطر وحليف الحق وحليف السلام.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين غزة قطر الوساطة الاحتلال احتلال فلسطين غزة قطر وساطة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوساطة القطریة

إقرأ أيضاً:

هل تستطيع إسرائيل التنصّل من إتفاق الترسيم البحري؟

يدّعي العدو الإسرائيلي أنه قادر على تدمير ما يستطيع من بنية منظومة الاتصالات الخاصة بحزب الله و توسيع إطار الحملات التدميرية لمنصات صواريخ الحزب ومخازنها، لا سيما مع زعم قياداته تحقيق أكبر انتصار على حزب الله وأبعد من ذلك فإنه يعتزم انشاء منطقة عازلة في الجنوب حتى خط الليطاني، ما يعني نقل خطوط المواجهة مع حزب الله من الحدود عند الخط الأزرق إلى حدود نهر الليطاني. كل هذه المواقف الإسرائيلية استتبعت أمس بإعلان وزير الطاقة الإسرائيلي ايلي كوهين أن الاتفاق الموقّع بين إسرائيل ولبنان برعاية أميركيةٍ في تشرين الاول 2022 بشأن الحدود البحرية بين البلدين فاضح، وأنّه يبحث عن طريقة أو ثغرة لإلغاء هذا الاتفاق مع لبنان، معتبرا أن اتفاق الغاز الذي وقعته إسرائيل مع لبنان في ظل حكومة التغيير التي تناوب على رئاستها نفتالي بينت ويائير لابيد "كان خطأ منذ البداية"؛ وسنحرص على إصلاحه".

يشعر قادة العدو اليوم بفائض قوّة قلّ نظيره منذ 7 تشرين الاول بعد حالة الانكسار والإحباط التي عانوا منها عقب عملية "طوفان الأقصى"، وهم يشعرون أنهم يمرون بأيام رائعة لتحقيقهم إنجازات ضخمة كلّلتها عملية اغتيال الأمين العام للحزب وما يمثل من رمزية معنوية، لذلك يفترض الإسرائيليون، كما يقول الأكاديمي والباحث الاقتصادي أيمن عمر، أنهم بذلك سيقضون على الحزب وإنهاء نفوذه في الداخل اللبناني وتأثيره على القرارات السياسية الكبرى ومنها الاتفاقات الدولية، وأن السلطة السياسية المقبلة في لبنان لن تستطيع أن تساوم كما في السابق من منطلق القوة وفق القاعدة المعروفة" أن المنتصر هو من يفرض شروطه دائما".
وأمام هذه الفرضية تصبح إمكانية نقض اتفاق الترسيم البحري الذي حدث بشكل غير مباشر بين لبنان واسرائيل عبر الوسيط الأميركي واردة، وفق العقلية والثقافة الإسرائيلية القائمة على نقض العهود والمواثيق عندما تنتفي مصلحتهم بالالتزام بها، وتاريخهم خلال الآف السنين يشهد على ذلك.
ويضيف عمر: إذا كانت الاتفاقية الحالية قد حدثت عبر الوسيط الأميركي في تشرين أول 2022، فإن الاتفاق الجديد المرجو سيسعى الإسرائيليون أن يحدث مباشرة دون أي وسيط، ومعنئ ذلك أنه دخل في مرحلة السلام والتطبيع مع الجانب اللبناني، فيتحوّل هذا الاتفاق من تسوية سياسية فرضتها الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي وحاجة لبنان إلى موارد مالية من مصدر دائم مثل النفط والغاز، إلى جزء من اتفاقية سلام دائم شامل ولكن ليس عادلا. مع العلم أن الاتفاق الحالي أيضا لم يكن عادلاً للبنان في القسم الثاني منه وفق "الفقرة ه "وهي أن حصول لبنان على حقل قانا لا يضمن له القدرة على استخراج الغاز منه بلا أي قيود نظرًا إلى أن الاستخراج يجب أن يخضع لموافقة الجانب الإسرائيلي وكذلك له حصة مالية منه.   المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • كيف علق مغردون على تكرار اغتيالات إسرائيل لقادة المقاومة بلبنان؟
  • لماذا استهدفت إسرائيل قادة المقاومة في لبنان؟
  • رئيس برلمان لبنان: ملتزمون بما تم الاتفاق عليه مع الوسيط الأمريكي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • «بري»: ملتزمون بما تم الاتفاق عليه مع الوسيط الأمريكي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • الشاوش: تعيين محافظ جديد للمصرف ونائب له جاء استجابةً للظروف الخانقة التي تمر بها البلاد
  • هل تستطيع إسرائيل التنصّل من إتفاق الترسيم البحري؟
  • إسرائيل تلمّح إلى إمكانية إلغاء اتفاقية الغاز مع لبنان!
  • وول ستريت: لهذا فشلت استخبارات إسرائيل مع حماس ونجحت مع حزب الله
  • (الوطن) القطرية: استهدافات إسرائيل للمناطق المدنية في لبنان تعد جرائم حرب وحشية
  • لماذا لم تظهر وساطة عربية بين إسرائيل وحزب الله