استقبل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم الخميس، في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان، وفود الاتحاد الإيطالي للمجلات الأسبوعية الكاثوليكية، واتحاد الصحافة الدورية الإيطالية، وجمعيتي "Corallo" و"Aiart – Cittadini mediali".

وبالمناسبة وجّه البابا كلمة رحّب بها بضيوفه قائلا: أود أن أعرب عن تقديري لعملكم اليومي في عالم الاتصالات.

أنتم تهتمون بالصحافة والتلفزيون والراديو والتكنولوجيات الحديثة، مع الالتزام بتثقيف القراء والمستخدمين حول وسائل الإعلام. إن تجذّركم الشُعَري يشهد على الرغبة في بلوغ الأشخاص باهتمام وقرب وإنسانيّة. لا بل يمكنني أن أقول إنكم تمثلون بشكل جيد "الجغرافيا البشرية" التي تحيي الأراضي الإيطالية. فالتواصل، في نهاية المطاف، هو المشاركة، ونسج خيوط الشركة، وبناء الجسور بدون رفع الجدران. خلال السنوات الأخيرة، أثارت ابتكارات مختلفة اهتمام قطاعكم، ولهذا السبب من الضروري تجديد الالتزام من أجل تعزيز كرامة الأشخاص، من أجل العدالة والحقيقة، من أجل الشرعية والمسؤولية التربوية المشتركة. ولذلك أود أن أدعوكم لكي لا تغيب عن أنظاركم، في سياق طرق الاتصالات السريعة العظيمة اليوم، والتي أصبحت أسرع وأكثر ازدحامًا، ثلاثة مسارات يجب اتباعها على الدوام".

وأضاف البابا فرنسيس: يقول الأول هو مسار التنشئة. إنها ليست مهمة بسيطة، ولكنها مسألة حيوية. في الواقع، هناك مستقبل المجتمع على المحك. إن التنشئة هي السبيل لربط الأجيال، وتشجيع الحوار بين الشباب والمسنين، إنها ذلك العهد بين الأجيال الذي أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى أساسيا. ولكن كيف يمكننا أن نربّي لاسيما الأجيال الشابة المنغمسة بشكل أكبر في سياق رقمي؟ هناك مقطع من الإنجيل يمكنه أن يلهم بمقاربة جيدة، عندما يطلب منا يسوع أن نكون "حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام". إن الحكمة والبساطة هما عنصران تربويان أساسيان للتعامل مع تعقيدات اليوم، ولاسيما على شبكة الإنترنت، حيث من الضروري ألا نكون ساذجين، وفي الوقت عينه، ألا نستسلم لتجربة زرع الغضب والكراهية. إن الحكمة، التي تُعاش ببساطة روح، هي تلك الفضيلة التي تساعدنا لكي ننظر لبعيد، وتقودنا لكي نتصرّف ببصيرة.

وتابع : إنَّ الصحف الأسبوعية الكاثوليكية تحمل هذه النظرة الحكيمة إلى بيوت الناس: فهي لا تكتفي بنقل أخبار اللحظة التي تحترق بسهولة، بل تنقل رؤية إنسانية ومسيحية تهدف إلى تنشئة العقول والقلوب، لكي لا تسمح بأن تشوِّهها الكلمات الصاخبة أو الوقائع التي تنتقل بفضول مَرَضي من الأسود إلى الوردي، وتهمل وضوح اللون الأبيض. لذلك أشجعكم على تعزيز "إيكولوجية التواصل" في المناطق، وفي المدارس وفي العائلات وفيما بينكم. أنتم لديكم الدعوة لكي تذكّروا، بأسلوب بسيط ومفهوم، أنه، بعيدًا عن الأخبار والسبق الصحفي، هناك على الدوام مشاعر وقصص وأشخاص حقيقيون يجب احترامهم كما لو كانوا أهلنا. ونحن نرى من الأخبار المحزنة للغاية في هذه الأيام، ومن الأخبار الرهيبة عن العنف ضد المرأة، كم هي مُلحَّة التربية على الاحترام والرعاية: تنشئة رجال قادرين على إقامة علاقات سليمة. التواصل هو تنشئة الإنسان. التواصل هو تنشئة المجتمع. لا تتخلى عن درب التنشئة لأنه هو الذي سيقودكم بعيدًا!

وأستطرد البابا فرنسيس: أما الدرب الثاني، هو درب الحماية. "في الاتصالات الرقمية، نحن نريد أن نظهر كل شيء، ويصبح كل فرد موضوعًا للنظرات التي تنقب وتُعرّي وتنشر، غالبًا بشكل مجهول. فينهار الاحترام تجاه الآخر، وبهذه الطريقة، وفي نفس الوقت الذي أنقله فيه، أتجاهله وأبقيه على مسافة، وبدون أي خجل، يمكنني أن أتطفل على حياته إلى أقصى الحدود. ولهذا السبب من الضروري تعزيز الأدوات التي تحمي الجميع، ولاسيما الفئات الأشدَّ ضعفًا والقاصرين والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة، من تطفّل التكنولوجيا الرقمية وإغراءات تواصل استفزازي وجدلي. ولذلك يمكن لوقائعكم العاملة في هذا القطاع أن تساعد في تنمية مواطنة إعلامية محميّة، كما ويمكنها أن تعضد ضمانات حرية المعلومات وتعزيز الضمير المدني، لكي يتم الاعتراف بالحقوق والواجبات في هذا المجال أيضًا. إنها مسألة ديمقراطية تواصلية. ومن فضلكم افعلوا ذلك دون خوف، كما فعل داود ضد جليات: بمقلاع صغير أسقط العملاق. لا تلعبوا دور الدفاع فحسب، بل ابقوا "صغيرين في الداخل"، وفكروا على نطاق واسع، لأنكم مدعوون للقيام بمهمة عظيمة: أن تحموا، من خلال الكلمات والصور، كرامة الأشخاص ولا سيما الصغار والفقراء، أحباء الله.

وأفاد البابا فرنسيس: أما الدرب الثالث فهو درب الشهادة. أود أن أدلّكم على مثال الطوباوي كارلو أكوتيس: لقد كان يعلم جيدًا أن آليات الاتصال والإعلان والشبكات الاجتماعية هذه يمكن استخدامها لكي تجعلنا نصبح أشخاصًا نائمين، يعتمدون على الاستهلاك والأشياء الجديدة التي يمكننا شراؤها، ومهووسين بوقت الفراغ، ومنغلقين في السلبية. إلا أنه عرف كيف يستخدم تقنيات الاتصال الجديدة لنقل الإنجيل، ولنقل القيم والجمال. ذلك الشاب لم يقع في الفخ، بل أصبح شاهداً لوسائل التواصل. الشهادة هي نبوءة، وهي إبداع يحررنا ويدفعنا لكي نُشمِّر عن سواعدنا، ونخرج من مناطق الهدوء الخاصة بنا لكي نخاطر. نعم، إن الأمانة للإنجيل تفترض القدرة على المخاطرة من أجل الخير، والسير بعكس التيار: فنتحدّث عن الأخوَّة في عالم فردي؛ وعن السلام في عالم في حالة حرب؛ وعن الاهتمام بالفقراء في عالم غير صبور وغير مبال. ولكن لا يمكننا أن نفعل ذلك بمصداقية إلا إذا شهدنا أولاً على ما نتحدث عنه.

واختتم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان كلمته بالقول أيها الأصدقاء الأعزاء، أشكركم على زيارتكم وأدعوكم إلى المضيِّ قدمًا. أوكل التزامكم إلى القديس فرنسيس دي سال والطوباوي كارلو أكوتيس، لكي يرشدا خطواتكم على دروب التنشئة والحماية والشهادة. أبارككم من كل قلبي مع أحبائكم. ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلوا من أجلي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الاتحاد الإيطالي الكاثوليكية الصحافة التلفزيون الراديو التكنولوجيات الحديثة البابا فرنسیس فی عالم من أجل

إقرأ أيضاً:

أهمية الحفاظ على الصحة العقلية وطرق تعزيزها

أهمية الحفاظ على الصحة العقلية وطرق تعزيزها،الصحة العقلية تعد جزءًا أساسيًا من الصحة العامة، إذ تؤثر بشكل كبير على كيفية تعامل الفرد مع الضغوطات والتحديات اليومية.

 الحفاظ على الصحة العقلية الجيدة لا يقل أهمية عن الحفاظ على الصحة الجسدية، حيث أن التوازن النفسي يمكن أن يعزز من جودة الحياة، ويحسن الأداء الشخصي والاجتماعي. 

فيما يلي تستعرض لكم بوابة الفجر الإلكترونية أهمية الصحة العقلية، وكيفية تعزيزها من خلال استراتيجيات وأساليب فعالة للحفاظ على الرفاهية النفسية.

أهمية الحفاظ على الصحة العقلية

1. **تحسين جودة الحياة**:  
  الصحة العقلية الجيدة تؤثر إيجابيًا على كيفية شعور الفرد وإحساسه بالسعادة والرضا.

 التوازن النفسي يمكن أن يؤدي إلى تحسين العلاقات الشخصية، وزيادة القدرة على الاستمتاع بالحياة بشكل عام.

أهمية الحفاظ على الصحة العقلية وطرق تعزيزها

2. **تعزيز الأداء الشخصي**:  
  الرفاهية النفسية تؤثر على القدرة على التركيز والتفكير الإبداعي، عندما يكون الشخص في حالة نفسية جيدة، يكون أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، وحل المشكلات بكفاءة.

3. **تقليل التوتر والقلق**:  
  الحفاظ على الصحة العقلية يساعد في إدارة التوتر والقلق بشكل أفضل، مما يقلل من تأثيرهما السلبي على الصحة الجسدية والعقلية، التوازن النفسي يمكن أن يعزز القدرة على التعامل مع الضغوطات بفعالية.

4. **تحسين العلاقات الاجتماعية**:  
  الصحة العقلية الجيدة تعزز من قدرة الفرد على بناء علاقات صحية ومستدامة. 

الشعور بالراحة النفسية يساعد في تعزيز التواصل الفعّال، وزيادة القدرة على فهم الآخرين والتعامل معهم.

التدخين وتأثيره على الصحة النفسية طرق تعزيز الصحة العقلية

1. **ممارسة النشاط البدني بانتظام**:    التمارين الرياضية تساعد في إفراز الإندورفين، وهي مواد كيميائية تعزز الشعور بالسعادة وتحسن المزاج.

أهمية الحفاظ على الصحة العقلية وطرق تعزيزها

 يمكن أن تساعد الأنشطة البدنية مثل المشي، السباحة، أو اليوغا في تقليل التوتر وتحسين الرفاهية النفسية.

2. **اتباع نظام غذائي متوازن**:  
  التغذية الجيدة تلعب دورًا مهمًا في الصحة العقلية.

 تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل الفواكه والخضروات، يمكن أن يعزز من مستوى الطاقة ويحسن المزاج.

3. **الحفاظ على نوم جيد**:  
  النوم الكافي هو عامل رئيسي في الحفاظ على الصحة العقلية. 

الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد يساعد في استعادة النشاط الجسدي والعقلي، ويعزز من القدرة على التعامل مع التحديات.

4. **التواصل مع الآخرين**:  
  بناء شبكة دعم اجتماعية قوية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الصحة العقلية. 

التواصل مع الأصدقاء والعائلة، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية يمكن أن يعزز من الشعور بالانتماء والتقدير.

5. **ممارسة تقنيات الاسترخاء**:  
  تقنيات مثل التأمل، التنفس العميق، واليوغا يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وتعزيز الاسترخاء.

 تخصيص وقت يومي لممارسة هذه التقنيات يمكن أن يحسن من التوازن النفسي.

تعزيز الذاكرة من خلال التغذية: كيفية تحسين وظائف الدماغ

6. **طلب المساعدة المهنية عند الحاجة**:  
  في بعض الأحيان، قد يكون من الضروري الحصول على دعم من متخصصين في الصحة العقلية.

 التحدث مع مستشار أو معالج يمكن أن يوفر استراتيجيات فعّالة للتعامل مع المشاكل النفسية ويعزز من القدرة على التكيف.

7. **تخصيص وقت للهوايات والأنشطة الممتعة**:  
  الانخراط في الأنشطة التي تجلب السعادة والراحة، مثل القراءة، الرسم، أو ممارسة الرياضات المفضلة، يمكن أن يحسن من الصحة العقلية ويزيد من الشعور بالرفاهية.

8. **تحديد الأهداف وتحقيق الإنجازات**:  
  وضع أهداف واقعية والعمل على تحقيقها يمكن أن يعزز من الثقة بالنفس ويشعر الفرد بالإنجاز والرضا. 

حتى الأهداف الصغيرة يمكن أن تكون محفزة وتساهم في تحسين الحالة النفسية.

الصحة النفسية وأهمية العناية بها في المجتمع الحديث الأعمدة الأساسية الصحة العقلية

الصحة العقلية تعد أحد الأعمدة الأساسية لحياة متوازنة وسعيدة.

 من خلال اعتماد استراتيجيات متنوعة لتحسين الصحة العقلية، مثل ممارسة الرياضة، اتباع نظام غذائي صحي، والحفاظ على علاقات اجتماعية قوية، يمكننا تعزيز رفاهيتنا النفسية والتعامل بفعالية مع التحديات اليومية. 

الحفاظ على الصحة العقلية لا يعني فقط الشعور بالرضا، بل يشمل أيضًا تحسين جودة الحياة بطرق متعددة.

مقالات مشابهة

  • أحمد الخير: المطلوب التزام الـ1701 ودعم الحكومة ورئيسها
  • بدأت عام 1921.. قصة النفط من "بئر الخير" في عهد الملك عبد العزيز
  • الصراع بين الخير والشر في العرض المسرحي "قلب الكون"
  • أهمية الحفاظ على الصحة العقلية وطرق تعزيزها
  • تفسير رؤية حلم العنكبوت في المنام.. متى يحمل الخير لصاحبه؟
  • شنطة الخير المدرسية تنجح في محلة حسن ومنشأة الأمراء
  • مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت للعربية: عدد الإصابات فاق القدرة الاستيعابية
  • أحمد الخير: فاجعة مؤلمة تستدعي تضامن اللبنانيين ووحدتهم
  • إيدز المؤسسات.. الأسباب وإمكانية التعافي
  • امطار الخير في اربد هذا الصباح / فيديو