سرايا - منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، قام نظام الاحتلال باعتقال العديد من الفلسطينيين في سجون مختلفة، وتختلف مدة الاعتقال من شخص إلى آخر، إلا أن المعتقل الفلسطيني نائل البرغوثي يعتبر صاحب أطول فترة اعتقال في تاريخ الاحتلال.


دخل الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي يوم الأحد عامه الـ44 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قضى منها 34 عاماً في سجن متواصل، وهي أطول مدة اعتقال في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال.




يبلغ البرغوثي من العمر 66 عاماً، واعتُقل للمرة الأولى عندما كان عمره 21 عاماً فقط، فمن هو نائل البرغوثي؟


من هو نائل البرغوثي؟
نائل صالح عبد الله برغوثي، المعروف بـ "أبو اللهب"، هو أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وُلِد في 23 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1957، يُطلق عليه لقب أبو اللهب نظراً لشخصيته القيادية الثورية.

يُعتبر البرغوثي عميد الأسرى الفلسطينيين، ويُلقبهم بـ"أبو النور". اعتُقل للمرة الأولى في 18 ديسمبر/كانون الأول سنة 1977، ومن ثم حُكم عليه بالسجن لمدة 3 أشهر. وأُعيد اعتقاله بتهمة مقاومة الاحتلال، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد و18 عاماً.


في عام 2011، عاد البرغوثي إلى حضن الحرية بعد أن أمضى 32 شهراً فقط خارج أسوار السجون. وأُطلق سراحه ضمن صفقة وفاء الأحرار، التي جرت بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وتضمنت إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي تم اختطافه.


تكمن أهمية هذه الصفقة في أنها أدت إلى إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين، بينهم نائل البرغوثي، من الضفة الغربية وقطاع غزة. ومع ذلك، استمرت المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مر السنوات.


في عام 2014، خلال حملة اعتقالات واسعة، استهدفت العديد من المحرَّرين الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم في صفقة وفاء الأحرار، أُعيد اعتقال البرغوثي. كانت هذه الحملة جزءاً من استراتيجية الاحتلال الإسرائيلي لاستعادة السيطرة على الأسرى المحررين. وحتى اليوم، لا يزال 48 أسيراً من تلك الصفقة تحت الاعتقال.


اشتُهر نائل البرغوثي بين الأسرى كمرجع لمَحطات النضال الفلسطيني. حُكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف في يونيو/حزيران 2014 بعد خطاب ألقاه في جامعة بيرزيت، ولكن قرر الاحتلال الإسرائيلي إعادة الحكم القديم بالمؤبد.


يُسمح لزوجته إيمان فقط بزيارته بعد منع زيارة أقاربه بعد استشهاد ابن شقيقه صالح البرغوثي. يُشدد على قوة إرادته وتفانيه في مواصلة النضال، على الرغم من الظروف الصعبة التي يواجهها في السجن.


الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال


قضية الأسير نائل البرغوثي تفتح نافذة على تحديات حركة النضال الوطني الفلسطيني، وتلقي الضوء على مصير العديد من الأسرى الذين يمضون سنوات طويلة خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي. يُظهر تاريخ نائل البرغوثي، الذي أمضى أكثر من 20 عاماً في السجن، تفانيه وصموده في وجه التحديات والمحن.

وجّه البرغوثي العديد من الرسائل خلال فترات اعتقاله السابقة، حيث أكد على أهمية الوحدة الوطنية كمفتاح أساسي لتحرير المعتقلين الفلسطينيين واستعادة هوية فلسطينية قوية. يرى أن تحقيق الوحدة يشكل الأساس لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وتحقيق أهدافها التحررية.


في رسالة أخرى، أشار البرغوثي إلى أن وجود عالم حر يتطلب التصدي للتحديات بروح الوحدة والتماسك، وأن عدم تحقيق هذه الوحدة يمكن أن يكون عائقاً أمام تحقق التحرر.


وفيما يتعلق بالأرقام، تُظهر الإحصائيات الفلسطينية أن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل يبلغ 4760، من بينهم 160 طفلاً و33 امرأة. هذه الأرقام تبرز حجم التحديات التي تواجهها حركة النضال الفلسطينية، وتجعل من نائل البرغوثي رمزاً يعكس صمود الأسرى في مواجهة الاحتلال.


لم يكن نائل الشخص الوحيد من عائلة البرغوثي المعتقل في سجون الاحتلال؛ إذ أمضت أخته حنان عبد الله صالح البرغوثي، بالإضافة إلى كل من أخيه عمر وابني أختهِما.


خلال فترة الهدنة الأخيرة التي ستستمر أربعة أيام بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي صدرت قائمة الأسرى الفلسطينيين، التي من المتوقع أن يفرج عنهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.


لم تشمل هذه اللائحة نائل البرغوثي، إلا أنها تضم اسم أخته الملقبة بأم عناد "حنان صالح عبد الله البرغوثي". -عربي بوست.
إقرأ أيضاً : صحة غزة توقف التنسيق مع منظمة الصحة العالميةإقرأ أيضاً : فتح معبر رفح أمام عودة الفلسطينيين إلى غزة الجمعة




المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتلال الاحتلال الاحتلال الله الاحتلال الحرية الاحتلال الاحتلال الاحتلال الاحتلال الله الاحتلال الله الصحة اليوم الله الحرية غزة الاحتلال الاحتلال الإسرائیلی فی سجون الاحتلال نائل البرغوثی العدید من

إقرأ أيضاً:

شهادة حية عن السجون الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر.. قراءة في ذاكرة الجدران المعتمة

عندما يكتب عن تجربة قاسية من عاينها وعاش معمعانها بالتأكيد ستختلف عن كتابة من سمع عن التجربة، وعندما يكتب أيضا من يملك قدرا كافيا من زمام اللغة القادرة على أن تحمل على جناحيها دقّة المعاني وبراعة التصوير فهذا أمر عظيم، وإذا أضفنا إلى ذلك الحسَّ الإنساني المرهف الذي يمتلكه إنسان هو طبيب عيون قائم على صحّة البصر بروح بصيرة عالية؛ فهذا يزيد النصّ روعة وقوّة وبراعة.

هذا ما اجترحه الدكتور فاروق عاشور من تجربته ليخرج لنا نصّا بديعا يجيد فيه تصوير عالم السجن بما حوى من مشاهد مريعة، بوفاء تامّ لإخوانه المعتقلين وليوصل رسالتهم بصورة تفي بالغرض، وترسم وثيقة شاهدة على ما يجري هناك من جرائم في حق الإنسانيّة التي ألقيت رقبتها على مذبح الحريّة بكلّ قسوة وخسّة ونذالة لم تعرفها البشرية من قبل.

وقد أبدع النص كثيرا في الوصف والسرد ونجح في إدخال القارئ بسلاسة في عالم السجن، وكأن المَشاهد شاخصة رأي العين، إضافة إلى ضخّ الروح بحيث تشترك مشاعر وأفكار وكلّ مكوّنات القارئ مع ما تريد أن تصل إليه فقرات الكتاب وفصوله. لم يكن نصّا جافّا ذهنيا مجرّدا، بل كانت فيه روح تسري وقدرة عالية على نقل الحالة الشعورية بين الكاتب والمتلقّي، فكانت اللغة الأدبية المؤثّرة سيدة الموقف رغم قساوة المشهدية المظلّلة للنصّ.

سيعتبر الكتاب شهادة قانونيّة ووثيقة تعتمد لتوثيق الجريمة بأبعادها المتعدّدة، وفي نفس الوقت سيعتبر رسالة إنسانيّة استطاعت نقل المعاناة الصعبة والألم النازف والتعبير عن المعذّبين تعبيرا صادقا موحيا بحقيقة ما يحدث هناك، وسيعتبر أيضا نصّا أدبيّا رائقا حلّق عاليا في عالم الأدب ونجح في رسم الحدث بلغة جميلة راقية.

أصّل عاشور بداية لموضع السجون وعذاباته، وذهب إلى المنحى الفلسفي والتاريخي لفكرة السجون، ودخل إلى انطباعاته الشخصيّة النفسيّة بإحساسه المرهف ليعبر بذلك من عالم الحريّة إلى عالم عتمة السجون وعذاباتها، ثم ليعقد مقارناته بين السجون قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وما طرّا عليها من انقلاب هائل بعد ذلك.

ثم شرع برؤية طبيب عيون حاذق يرينا كل الجوانب المعتمة في دهاليز السجن، القمع والتنكيل بأشكاله المختلفة؛ الإهانات والتحقير والسحق المعنوي والنفسي، وتعرّض للقيود والتضييقات المعيشيّة والإهمال الطبّي المتعمّد والعنف المفرط غير المبرّر، والتفنّن في صناعة الألم وضرب الاستقرار المعيشي والنّفسي، وذهب بنا إلى المهازل التي تسمّى محاكم ورحلة القمع وطريق الالام في البوسطة.. الخ، وتعرّض لما تقوم به إدارة السجن من إثارة للفتن والدسائس وضرب البنية الاجتماعية للمعتقلين.

وفي المقابل، شرح عن مجتمع السجن وعوامل قوّته وصموده، ودور أصحاب الهمم في رفع الروح المعنوية للمعتقلين والعمل على رفع القدرة الاستيعابية والاستفادة من وقت السجن قدر الاستطاعة، بالاستثمار في الحالة الإيمانية والاهتمامات الإيجابية بحفظ القرآن وتفسيره وإتقان تلاوته، والانشغال في التحليل السياسي والمناقشات الفكرية، والتغلّب على منع الرياضة بممارستها بطرق بعيدة عن عين السجان داخل الغرف، وشرح عن الحالة الصحيّة والحرمان من الأدوية.

وختم بالتعرض لبعض السلبيات بطريقة موضوعية مع تجليات شدة البلاء بإيجابيات عظيمة عزّزت البناء النفسي وأخرجت قوة ومناعة وعنفوان. وكان أن يفرد ليوم الحرية بعد هذا السفر الطويل على مدار عشرة أشهر نصا جميلا يعبّر فيه عن مظاهر الوفاء والاستقبال الحافل من أهله ومجتمعه، وأن يرسل سلامه لمن بقوا في السجون:

"سلاما لأرواحكم المعلّقة بقناديل النّجوم تناجي ربها بخشوع، سلاما لأنّات اشتياقكم تناغي صور أطفالكم ترتسم في وميض القمر أو شعاع الشمس، سلاما عليكم آل الصبر وأنتم تجتازون المحن".

مقالات مشابهة

  • اعتراف إسرائيلي بإصابة ربع المعتقلين الفلسطينيين بالجرب
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 18 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • هآرتس: ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا
  • إعلام فلسطيني: الاحتلال الإسرائيلي ينسف مباني سكنية في منطقة التوام بغزة
  • إعلام فلسطيني: الاحتلال الإسرائيلي ينسف مباني سكنية غرب جباليا
  • شهادة حية عن السجون الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر.. قراءة في ذاكرة الجدران المعتمة
  • إعلام فلسطيني: الاحتلال الإسرائيلي قتل 1000 طبيب وممرض واعتقل 310
  • إعلام فلسطيني: الاحتلال قتل 1000 طبيب وممرض بينهم 310 في سجون العدو
  • إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال  الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • قيادي فلسطيني يحمل الولايات المتحدة مسئولية استمرار المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين