لا تزال تل ابيب تجاهر برغبتها بالاستمرار في المعركة الحالية ضمن القواعد التي بدأتها بعد عملية ٧ تشرين الاول ، وإن وافقت مبدئيا على الهدنة المؤقتة، اي أنها تريد ان تحافظ على الوقت المفتوح للمعركة كما تريد الاستمرار بإستخدام هذا القدر من العنف والقوة ضد المدنيين. هذه الاستراتيجية الاسرائيلية لا بديل عنها لاسباب عديدة، اولها الاصرار على تحقيق انجاز كبير ينهي عار ما حصل في غلاف غزة، اما السبب الثاني فهو مرتبط بنتنياهو وخوفه من اليوم الذي سيلي وقف اطلاق النار النهائي.



هذه الاستراتيجية الاسرائيلية لا تزال تملك القدرة على فرض نفسها، لان الولايات المتحدة الأميركية تريد أن يستمر العمل العسكري في غزة ولم تجد بعد ان المخاطر السياسية والعسكرية وصلت الى حدود فرض وقف اطلاق النار على اسرائيل، وهذا ما يستفيد منه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ويعمل على استغلاله لتحقيق السيطرة الميدانية على شمال غزة ومن ثم تهجير المدنيين بالكامل الى الجنوب، وما القبول بالهدنة المؤقتة الا لتخفيف الضغوط الداخلية وليس لمراعاة واشنطن.

لا شك بأن الوقت ليس مفتوحا اميركياً ولن تستطيع اسرائيل توريط واشنطن في حرب اقليمية، لا بل على العكس، يبدو ان حلفاء المقاومة الفلسطينية في المنطقة هم من يقوم بإبتزاز واشنطن بالمعركة الكبرى والتلويح بتوريطها في معركة ليست ضمن اولوياتها في حال لم تضغط على اسرائيل لوقف الحرب وهذا بحد ذاته يظهر من خلال التصريحات التصعيدية لوزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان.

ترغب الولايات المتحدة الأميركية بإنهاء الصراع في غزة قبل الانتخابات للتسويق لفكرة الحل السياسي في الشرق الاوسط وهذا ما يجعل اسرائيل امام وقت ضيق قبل ان يتحول الضغط الاميركي من ضغط شكلي الى ضغط حقيقي ينهي الحرب بوضعها الحالي ويضع الجيش الاسرائيلي امام حلين، اما الانسحاب من عزة على وقع التفاوض لاطلاق جميع الاسرى، او البقاء ضمن قواعد حرب جديدة لن تكون لصالح تل ابيب اذ ستتعرض لاستنزاف حقيقي.

امام هذا الواقع يزداد الضغط العسكري من جنوب لبنان الى حده الاقصى، في ظل معرفة حاسمة بأن تل ابيب لا تملك هامشا لتوسيع المعركة ولا تملك غطاء أميركيا لفتح جبهة شاملة مع "حزب الله" وهذا ما يستغله الحزب بشكل واضح لوضع الجيش الاسرائيلي امام تحدي كبير، ولعدم طمأنة واشنطن بأن التدحرج مستحيل، لذلك فالتصعيد سيتزايد بشكل واضح خلال الايام المقبلة.

وتتوقع مصادر مطلعة أن المرحلة المقبلة التي يسعى خلالها نتنياهو الى تحقيق انجاز جدي يستطيع تسويقه داخليا قبل انتهاء الوقت الاميركي، ستترافق مع تصعيد كبير من اليمن والعراق ولبنان ضد تل ابيب بهدف السعي الى منعها من التقدم او اقله من الاستفادة من تقدمها الميداني في المفاوضات لاحقا وهذا بات أمراً واضحاً وسيصبح اوضح يوميا.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تل ابیب

إقرأ أيضاً:

مكية استقبل الملحق السياسي والتجاري في السفارة الاميركية جوليا غروبلاكر على رأس وفد

كتب الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية على حسابه على منصة "إكس": استقبلت اليوم الملحق السياسي والتجاري في السفارة الاميركية في بيروت السيدة جوليا غروبلاكر على رأس وفد وتباحثنا في بعض الأمور الإدارية والتقنية وكان اللقاء مثمراً وبنّاءً.

مقالات مشابهة

  • واشنطن.. هل متورطة بتفجيرات أجهزة الإتصالات في لبنان؟
  • اسرائيل تحرق مراكب التسويات وتدفع حزب الله إلى خيار الحرب الشاملة
  • مكية استقبل الملحق السياسي والتجاري في السفارة الاميركية جوليا غروبلاكر على رأس وفد
  • أميركا تسعى لتقديم مقترح معدل لوقف إطلاق النار في غزة
  • عن عودة الهدوء إلى شمال إسرائيل.. هذا ما أعلنته الخارجية الأميركية
  • أين وصل مقترح واشنطن الجديد لوقف الحرب بغزة؟.. الخارجية الأمريكية تجيب
  • الخارجية الأمريكية: واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء لوقف إطلاق النار في غزة
  • إعلام العدو: قصف تل ابيب دراماتيكي وغير عادي
  • لا حل قبل الانتخابات الاميركية
  • ماذا قال ترامب بعد حادث اطلاق النار.. هل سيستسلم؟ (تفاصيل)