كيف صدمت الصين أمريكا في السباق إلى الفضاء.. فهل تستوطن سطح القمر؟
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
بعد وقت قصير من رأس السنة الجديدة في 2019، أنزلت الصين مركبة فضاء غير مأهولة على الجانب البعيد من القمر،الذي لم تصله أي مهمة قبلها.
ويقول مسؤولو الاستخبارات الأمريكية، إن الصينيين فعلوا ذلك بهدوء، وأخذوا وقتهم للتحقق من هبوط المركبة قطعة واحدة، وحماية أنفسهم من الإحراج. ومرت ساعات قبل أن تعلن بكين إنجازها التاريخي للعالم.
Exclusive: China is poised to succeed in its missions to land humans on the moon and establish an outpost at the lunar south pole by the end of the decade, U.S. intelligence officials tell us, just as NASA begins to fall behind on its deadlines. https://t.co/gTTfyvCQ9Z
— Michael Wilner (@mawilner) November 17, 2023وأفادت خدمة "ماكلاتشي" الأمريكية للنشر، بأن هبوط المركبة الفضائية على القمر كان بمثابة دعوة لواشنطن لستيقظ. حيث كان برنامج الفضاء الصيني يتقدم بسرعة مفاجئة. ومن المقرر أن تجمع بكين قريباً وفي وقت قياسي، محطة فضاء تدور حول الأرض، ما سيفاجئ المسؤولين الأمريكيين مرة أخرى.
ويقر مسؤولو الاستخبارات الأمريكية بأن التقدم المفاجئ للصين في البرنامج الفضائي، أدهشهم، ولكنهم لم يعودوا كذلك.
وحسب تقييمات أجهزة الاستخبارات الأمريكية حالياً، تعتبر الصين مهيأة جداً للنجاح في إنزال البشر على سطح القمر، وبناء معسكر قاعدة دائم في قطبه الجنوبي بحلول نهاية هذا العقد. حسب ما قاله 4 مسؤولين في الاستخبارات لخدمة "ماكلاتشي"، في نفس الوقت الذي تتخلف فيه إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا"، عن المواعيد النهائية لتحقيق إنجازات مماثلة.
Read our monthslong investigation on the emerging space race:
Racing to the moon and Mars, U.S. intelligence sees China advancing with remarkable speedhttps://t.co/gTTfyvCQ9Z pic.twitter.com/vlmLqHUUA2
يشار إلى أنها المرة الأولى التي يعبر فيها مسؤولو الاستخبارات علانية، عن مخاوفهم من فوز الصين في السباق لإعادة البشر إلى القمر، وأن تنشيء موقعاً قمرياً ،وهو إنجاز من الممكن أن يعرقل خطط الولايات المتحدة لسفر البشر إلى الفضاء لعقود مقبلة.
ومن جانبه، يقول رئيس وكالة ناسا، بيل نيلسون، في مقابلة مع موقع "ماكلاتشي": "لم يمض وقت طويل حتى أعلنت الصين أنها تعتزم الهبوط على القمر بحلول 2035، لذلك فإن هذا التاريخ يقترب أكثر وأكثر... أنا آخذ على محمل الجد أن الصين، في الواقع، في سباق طائش للوصول إلى القمر".
ولا تعتزم الدولتان التوقف عند القمر، حيث ترى كلاهما أنها ساحة تدريب لبعثات إلى المريخ في ثلاثينيات القرن الجاري، وتتنافسان على صنع التاريخ بإرسال البشر إلى الفضاء، وإنزالهم لأول مرة على كوكب آخر.
وقال أحد مسؤولي الاستخبارات الأمريكية، الذي تحدث بشرط حجب هويته بسبب مناقشته لمسائل استخباراتية حساسة: "كان الأمر في السابق مجرد فكرة لاحقة حيث لم تكن الصين شيئاً يذكر ... أما اليوم، الصين تحظى بنصيب الأسد من اهتمام الاستخبارات".
وقال مسؤول استخباراتي أمريكي آخر، إن "الفضاء واضح جداً للصين، باعتباره المكان الذي تحتاجه لمواجهة القوة الأمريكية"، وأضاف "إنهم لا يريدون أن يصبحوا القوة الفضائية في عشرينيات القرن الجاري... إنهم يريدون أن يصبحوا القوة الفضائية في القرن الـ 21، بالطريقة التي كنا عليها في القرن الـ 20".
وبعد أكثر من نصف قرن من إرسال الولايات المتحدة بشراً إلى القمر، فإن السباق على الفضاء في الألفية الجديدة لا يزال قائماً. وتتسبب أول منافسة كبرى بين القوى العالمية منذ االحرب الباردة، في حقبة جديدة من الاستكشاف الذي يمكن أن يرسل البشر في مهمات تتجاوز بكثير "برنامج أبولو" منذ 50 عاماً.
ولكن إذا كان السباق الأصلي مع الاتحاد السوفيتي عبارة عن "سباق عدو سريع"، فإن هذه المنافسة الجديدة مع الصين ستكون بمثابة "سباق ماراثون".
ومن ناحية أخرى، قالت نائب الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، التي تشغل أيضاً منصب رئيسة مجلس الفضاء الوطني، لموقع "ماكلاتشي" في بيان، إن "الولايات المتحدة ستستمر في قيادة العالم... ستعمل شبكتنا التي لا مثيل لها من الحلفاء والشركاء، على تعزيز استكشافنا للفضاء البعيد، وإلهام الجيل المقبل من المستكشفين، وستضمن أن التقدم في الفضاء يفيد كل البشرية".
وفي وكالة "ناسا"، ترتبط كل تلك الأهداف ببعضها البعض، حيث تشكل "هندسة إلى القمر ثم إلى المريخ" التي تكسر سابقة حديثة في واشنطن في مبادرات الفضاء، مع الدعم المستمر والتمويل من الإدارات الجمهورية والديمقراطية المتعاقبة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الصين الاستخبارات الأمریکیة إلى القمر
إقرأ أيضاً:
استوحت الخطة من الموساد.. أوكرانيا فخخت نظارات الروس
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميريكة أن الاستخبارات الأوكرانية سعت إلى تعطيل العمليات العسكرية الروسية عبر خطة مبتكرة مستوحى من العمليات التي نفذتها الاستخبارات الإسرائيلية باستخدام أجهزة لاسلكية متفجرة مع عناصر حزب الله اللبناني.
إخفاء قنابل صغيرة
وأوضحت نقلا عن مصادر أن الخطة تتضمن إخفاء قنابل صغيرة داخل نظارات الطائرات المسيرة التي يستخدمها الجنود الروس للتحكم في الطائرات المسيرة، ثم التبرع بها في إطار المساعدات الإنسانية، على أمل أن تنفجر أثناء استخدامها.
وكانت وكالة الأنباء الروسية "تاس" قد أفادت في وقت سابق، عن تخريب محتمل للنظارات، وهو ما أكده مسؤول كبير في الاستخبارات الأوكرانية لـ"نيويورك تايمز".
وقال المسؤول إن وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية هي من طورت هذه الخطة التي تم تنفيذها في الأشهر الأخيرة.
وفي تقارير صحفية أوكرانية، تم نشر تفاصيل حول الانفجارات التي وقعت، ولكن لم يتم تسجيل أي إصابات أو وفيات حتى الآن، رغم عدم كشف الجيش الروسي عن تفاصيل الخسائر البشرية.
ورغم أن نتائج هذه الخطة لم تكن بنفس النتائج التي حققتها العملية الإسرائيلية ضد حزب الله، إلا أن التقارير تشير إلى أن الانفجارات قد أثارت قلقا بين الجنود الروس، مما قد يدفعهم للتردد في استخدام النظارات مستقبلا.
وأشار المسؤول الأوكراني إلى أن العملية ما زالت مستمرة وأنه من غير الممكن الكشف عن العدد الدقيق للإصابات.
وقد ألهمت العملية الاستخباراتية الإسرائيلية في سبتمبر، التي تم فيها استخدام أجهزة لاسلكية مفخخة "البيجر" لاستهداف حزب الله، الأوكرانيين لتطوير خطة مماثلة.
لكن الفرق أن الروس لا يستخدمون أجهزة لاسلكية أو أجهزة إرسال، بل يعتمدون على نظارات الطائرات المسيرة من نوع "FPV"، التي تتيح للطيارين رؤية الطائرة أثناء تحليقها.
انفجارات مفاجئة
وفي واقعة حديثة، ذكر رجل أعمال روسي يدعى إيغور بوتابوف ويعد من المؤيدين البارزين للجيش الروسي، ويقول إنه يعمل في شركة تطور وتورد معدات الحروب الإلكترونية، أنه اكتشف انفجارات مفاجئة في نظارات "سكايزون كوبرا إكس V4" للطائرات المسيرة المصنعة في الصين، والتي تم تزويد الجيش الروسي بها.
وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" قال بوتابوف إنه سمع عن النظارات في اليوم الذي نشر فيه على تليغرام، وقد أكد الشائعة مع متطوع كان يساعد الجيش الروسي. وتابع: "كانت نظارات سكايزون كوبرا تحظى بشعبية بين المشغلين الروس لأنها كانت رخيصة الثمن".
وعلى الرغم من عدم وضوح كيفية تفجير النظارات، قال بوتابوف إنها انفجرت عندما تم تشغيلها.
كما أظهرت مقاطع فيديو على قناة تليغرام موالية للروس، أن النظارات تم توزيعها بواسطة متطوعين لم يكونوا على علم بمحتواها، في عملية وصفت بأنها "ضخمة".
وقد تم الكشف عن أن كل نظارة كانت تحتوي على 15 جراما من المتفجرات البلاستيكية والمفجرات الدقيقة.
ويظل تأثير هذه العملية على الجيش الروسي غير واضح، ولكن ما هو مؤكد أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد دخلت مرحلة جديدة من الصراع الاستخباراتي.