تشهد المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان وتحديدا في الجنوب البناني، تصعيدا عسكريا بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، وذلك من اندلاع الحرب الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل على خليفة عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر الماضي، مع اشتداد التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي، شهدت الجبهة اللبنانية نشاطا بين قوات الاحتلال وحزب الله، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص في لبنان، غالبيتهم من مقاتلي حزب الله، و14 مدنيا بينهم 3 صحافيين وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.

إسرائيل تسقط كوادر هامة

من جانبها شنت القوات الإسرائيلية غارة أمس الأربعاء على بيت ياحون بعد ساعات من الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس والذي بموجبه من المقرر أن تطلق الحركة 50 رهينة من المحتجزين لديها منذ عملية طوفان الأقصى، فيما ستفرج إسرائيل بدورها عن أسرى فلسطينيين، على أن تسري هذه الهدنة لمدة 4 أيام في قطاع غزة، في أول خطوة فعلية نحو تهدئة بعد أكثر من 6 أسابيع من الحرب.

حزب الله يعلن مصرع 5 مجاهدين بينهم ابن قيادي بالبرلمان اللبناني إصابات مباشرة.. حزب الله: استهدفنا قاعدة ‌‏عين زيتيم الإسرائيلية بـ 48 صاروخا

هذه الغارة الإسرائيلي على لبنان تسبب في مقتل أحد أبناء قادة حزب الله، حيث أعلن الحزب أمس الأربعاء عن مقتل عدد من عناصره في غارة إسرائيلية بينهم بجل رئيس كتلته في البرلمان محمد رعد، ونشر في بيانه عبر تيلجرام، أسماء 4 من عناصرع والذين استهدفتهم الغارة الإسرائيلي أمس، ناعيا عباس محمد رعد ابن النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النيابية.

واستهدفت الغارة الإسرائيلية، منزلا في جنوب لبنان، كان يتواجد به عدد من عناصر حزب الله، بينهم عباس رعد، ابن النائب محمد رعد، فيما أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية عن مقتل 4 اشخاص وإصابة خامس بجروح جراء «الغارة الجوية التي شنها العدو الاسرائيلي عبر الطائرات الحربية» على المنزل، من دون أن تحدد هوياتهم.

حزب الله يستهدف 4 مواقع إسرائيلية

الرد من قوات حزب الله، جاء سريعا، حيث أعلن صباح اليوم الخميس، عن استهداف قاعدة عين زيتيم الإسرائيلية قرب مدينة صفد بـ 48 صاروخا، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل، وأكد حزب الله تحقيق إصابات مباشرة في القاعدة الإسرائيلية.

كما أعلن حزب الله في الساعات الأولى صباح اليوم الخميس، عن استهداف تجمعا لمشاه جنود الاحتلال الإسرائيلي في موقع الضهيرة، وحقق إصابات مباشرة، مشيرا إلى أنه تم استهداف أيضا موقع جل العلام الإسرائيلي، وموقع بركة ريشا، وحقق إصابات مباشرة فيهما، موضحا أن هذه الاستهدافات تأتي من قبل المقاومة الإسلامية في لبنان لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

في هذا الصدد، قال الكاتب الصحفي ماهر مقلد، مدير تحرير جريدة الأهرام، إن الوضع في الجبهة الشمالية لإسرائيل وهي جنوب لبنان تشهد عدم استقرار بشكل كبير، لأنه وكما هو معروف، فإن إسرائيل استهدفت مجموعة مهمة جدا من كوادر جزب الله، بينهم ابن رئيس الكتلة البرلمانية وكتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وهذا حادث كبير جدا، ومعه مجموعة من نخبة تنظيم الرضوان، وهو أقوى تنظيم داخل حزب الله، وبالتالي استهداف هذه المجموعة يؤكد أن هناك معلومات استخباراتية حصلت عليها إسرائيل من داخل لبنان تؤكد تواجد هذه المجموعة في هذا التوقيت داخل المنزل.

كيف تتأثر الجبهة الشمالية بالهدنة؟

وأضاف مقلد، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن إسرائيل نفذت ضربة استباقية واستهدفت المنزل، وفيما يتعلق بشكل العمليات في المرحلة المقبلة على الجبهة اللبنانية، فكل شيء مرجح، لكن هناك دعوات عديدة في لبنان لمنع الإنزلاق في حرب مع إسرائيل نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، مشيرا إلى أن الكل يترقب كيف سيكون رد حزب الله على الاستهداف الإسرائيلي.

إعلام الاحتلال: 50 صاروخا أطلقت من جنوبي لبنان تجاه مستوطنات الشمال اعتراض 6 صواريخ أطلقت من جنوب لبنان على مستوطنات شمال إسرائيل

وأوضح أن الجبهة اللبنانية مشتعلة وكل يوم يسقط ضحايا في لبنان فيما يعلن حزب الله بشكل دائم عن استهداف للجنود الإسرائيليين، لكن لا أحد يمكنه التوقع ما إذا كانت ستتسع الجبهة أم لا.

وفيما يتوقع بالرابط بين تهدئة الاوضاع في قطاع غزة وانعكاس هذا على الجبهة اللبنانية، أكد مقلد، تهدئة الأوضاع سوف ينعكس بشكل إيجابي على الجبهة اللبنانية ولن يكون هناك مبررا للتصعيد على الحدود الشمالية لاسرائيل.

أعنف أيام القصف

كان الجيش الإسرائيلي، أعلن مساء أمس الأربعاء، عن الإغارة على بنى تحتية تابعة لحزب الله،  قرابة الساعة 10 مساء، واستهداف مجموعتين عسكريتين، وتواصل تبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ووصف هذا اليوم بالأعنف لجهة القصف الإسرائيلي على البلدات اللبنانية، الذي وقع عشية الهدنة المتوقعة في الحرب على غزة، ولم تتوقف وتيرة إطلاق النار منذ الصباح، وتكثف فيها القصف المدفعي والغارات الجوية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مواقع بلبنان إثر انطلاق صفارات الإنذار بشمال إسرائيل بسبب إطلاق قذائف من الأراضي اللبنانية. وأضاف الجيش في بيان أن القذائف سقطت في منطقة مفتوحة ولم ترد بلاغات عن إصابات، وأنه يضرب مصادر إطلاقها ردا على ذلك. ومضى قائلا إن إحدى دباباته ضربت موقعاً عسكرياً تابعاً لـ«حزب الله».

في المقابل، قصف حزب الله موقع المالكية مرتين، كما أعلن عن استهداف «قوة ‏إسرائيلية متموضعة في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وحقّقوا فيها إصابات مؤكدة»، إضافة إلى «استهداف قوة ‏إسرائيلية متموضعة في حرش حانيتا بالأسلحة المناسبة»، فضلاً عن قصف ثكنة ‏ميتات مقابل بلدة رميش، وموقع راميا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لبنان إسرائيل حزب الله عباس محمد رعد اسرائيل ولبنان الجبهة اللبنانیة إصابات مباشرة عن استهداف وحزب الله محمد رعد حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

ماذا لو قرر حزب الله التصديق على خطاب خصومه؟


بعد تشكيل الحكومة الجديدة، بات حضور "حزب الله" فيها واقعاً لا يُنكر، بل كرس فكرة انه جزء من المعادلة السياسية التي تُدار بها الدولة في المرحلة المقبلة، وبالرغم من خطاب خصومه الذين يتّهمونه بالهيمنة على القرار السياسي، لكن بعيدا عن الواقع الحكومي الحالي، ماذا لو قرر الحزب الانسلاخ ظاهرياً من صفة "الشريك في الحكم"، والتحوّل إلى قوة ضاغطة من خارج السلطة، تماماً كما يروّج خصومه؟ يمعنى ماذا لو قرر الحزب رغم حضوره في الحكومة، التعامل كما انه ليس موجودا فيها. اوليس هذا ما يروج له خصومه على اعتبار انهم انتصروا عليه؟ 

في حال اختار "حزب الله" التعامل مع الحكومة بإعتباره خارجها، سيكون أوّل مستفيد من أي فشل تُسجّله السلطة في معالجة الأزمات المتفاقمة. فبعد سنواتٍ من اتهام الحزب بأنه "عقبة" أمام تشكيل الحكومات واتخاذ القرارات، سيتمكّن من تحويل هذه السردية إلى ورقة ضغط لفضح خصومه المباشرين، وعلى رأسهم "القوات اللبنانية" وقوى سياسية تُوصف بأنها ممثلة لـ"الثورة". فالفشل في تحقيق الاستقرار الاقتصادي أو إصلاح القطاعات المنتجة، سيكون دليلاً يُقدّمه الحزب لإثبات أن المشكلة ليست في وجوده داخل السلطة، بل في عجز الخصوم عن إدارة الدولة حتى مع تفريغها من نفوذه.

 مصادر مطلعة تشير إلى أن هذا التوجّه قد يترافق مع حملة إعلامية موسّعة لتبرئة ساحة الحزب من تهمة التعطيل، لا سيّما في ظلّ عودة الحديث عن ان الحزب انتهى ولم يعد قادرا على المواجهة والتعطيل.

كذلك، سيوظّف الحزب فشل الحكومة في التعامل مع التهديدات الإسرائيلية في جنوب لبنان كأداة لإثبات أن "سلاح الدولة" غير قادر على حماية الحدود، وأن المشروع الذي تتبنّاه القوى الموالية للغرب – والمتمثّل بحصر السلاح بيد الجيش – هو مشروع وهمي في مواجهة عدوانٍ يستهدف لبنان منذ عقود. هنا، سيعود الحزب إلى خطابه التقليدي الذي يربط بين المقاومة وعجز الدولة، مع إلقاء المسؤولية على الحكومة التي توصف بأنها "تابعة لواشنطن"، والتي لم تحقّق أي تقدّم في ملفّ التحرير أو التصدّي للاحتلال، بحسب تعبير المصادر نفسها. 

حتى ان الحزب سيضع فكرة إعادة إعمار ما دمّره العدوان الإسرائيلي – خاصة في القرى الجنوبية – في عهدة الدولة و"رعاتها الإقليميين"، في إشارة إلى الدول الخليجية التي تعهّدت بدعم لبنان شرط إبعاد الحزب عن السلطة. بهذه الخطوة، سيتخلّص الحزب من عبء التعويض على المتضرّرين، وفي حال عجزت الحكومة عن اعادة الاعمار سيصبح الحزب المنقذ مجددا. بل سيعيد توجيه سخط الشارع نحو السلطة التي تلقّت وعوداً بالتمويل ولم تُحقق شيئاً، بينما سيبدو الحزب كـ"حامي الجنوب" الذي أنجز واجبه بالتصدّي للعدو، تاركاً ملفّ التعويضات للجهات التي ربطت الدعم بالإملاءات السياسية.

الأهمّ في هذه الاستراتيجية هو تحوّل الحزب نحو خطاب إصلاحي صريح، ينتقد الفساد المالي والإداري، ويربط بين انهيار الدولة وهيمنة النخبة التقليدية التي تحالفت مع الغرب. هذا التحوّل سيكون مغرياً على المستوى الانتخابي. 

فبينما سيُظهر الحزب نفسه كقوة تغييرية قادرة على كسر تحالفات المحاصصة، سيجد خصومه أنفسهم في موضع المدافع عن سلطة فاشلة، وهو ما قد يقلب المعادلات في أي استحقاقٍ قادم، إذ أن الناخب اللبناني يميل إلى معاقبة من يتحمّلون المسؤولية.

في الخلاصة، قد لا يكون خروج حزب الله الظاهري من السلطة سوى مسرحية سياسية تُعيد إنتاج نفوذه عبر أدواتٍ أكثر دهاءً. فالحزب، وخلال تجاربه السابقة، أظهر مرونة في تحويل التحديات إلى فرص، سواء عبر استغلال التناقضات الدولية أو تفكيك سرديات الخصوم. لكن هذه المرة، يبدو أن اللعبة تتطلّب شيئاً من "التواضع المزيف"، حيث يترك الحزب أعداءه يغرقون في مستنقع السلطة، بينما يعدّ نفسه لمعركة الشرعية الأهم: معركة أن يكون الحلَّ بدل أن يُتّهم بأنه المشكلة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن استهداف نفق لحزب الله بين لبنان وسوريا
  • السفير غملوش يهنئ الحكومة اللبنانية الجديدة وينتقد التصعيد الإسرائيلي
  • ماذا لو قرر حزب الله التصديق على خطاب خصومه؟
  • وزيرة البيئة اللبنانية: إسرائيل أحرقت آلاف الهكتارات من الغابات والأراضى الزراعية
  • بعد تشكيل الحكومة اللبنانية|ماكرون يوجّه رسالة لـ«نواف سلام» ويُطالب إسرائيل بالانسحاب من الجنوب
  • حزب الله يعود.. ماذا كشف تقريرٌ إسرائيلي؟
  • الرئاسة اللبنانية غير معنية بتصريحات أورتاغوس بشأن حزب الله
  • المفتي قبلان لأورتاغوس : حزب الله لم يهزم ولن يهزم
  • موفدة أميركية تؤكد من بيروت رفض مشاركة حزب الله في الحكومة اللبنانية  
  • الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف موقعين عسكريين لحزب الله داخل لبنان