أنشطة فنية متنوعة بعدد من المسارح والمراكز الثقافية والمكتبات غدا وبعد غد
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
يشهد عدد من المسارح والمراكز الثقافية والمكتبات بالقاهرة نشاط فني في عدة مجالات منها الغناء والسينما والفنون التشكيلية خلال الشهر الجاري وديسمبر المقبل.
ففي معهد جوته "المركز الثقافي الألماني" تشهد قاعة الفعاليات مساء غد /الجمعة/ معرض " شيء آخر" الذي يجمع أعمال الفنانة المصرية نورهان معيوف، والمصور الألماني فالنتين جوبل والفنان المصري متعدد التخصصات "مو الدى ".
وعلى خشبة مسرح مركز "ساحة روابط للفنون والثقافة" بالقاهرة مساء بعد غد /السبت/ يشهد لقاء ثقافي سينمائي للتعرف على" نتاج ورشة التوثيق والوعي البصري" ومشروعات تخرج الدفعة الأولى لساحة روابط، وسيتم عرض مجموعة أفلام قصيرة.
ويذكر أن ورشة التوثيق والوعي البصري هي مبادرة لتعليم صناعة الأفلام التسجيلية القصيرة يقدمها المخرج والمصور محمد فتح الله وسوف تقدم الورشة الجديدة ابتداء من يوم 16 ديسمبر المقبل فى ستوديو عماد الدين.
وفي مكتبة مصر الجديدة تقام تدريبات وورش لتعليم الفنون التشكيلية بداية من /السبت/ المقبل لشباب الفنانين التشكيليين ولمدة شهر كامل، حيث سيتم بداية جديدة لورشة "البورترية زيت" لتعليم البورتريه في خمس مستويات للتعرف على الخامات والأدوات وقواعد الظل والنور والنسب والأبعاد وتعليم التظليل بشكل احترافي، وطرق التلوين بالألوان المختلفة .
وفي ساقية الصاوي يقام حفل موسيقي غنائي لفريق " starge 5 "على خشبة مسرح النهر مساء يوم /الأربعاء/ 6 ديسمبر المقبل حيث يتم تقديم عدد من أحدث المقطوعات الموسيقية والأغاني الخاصة بالفرقة والتي تقدم الأغاني الغربية بشكل أساسي وكذلك الموسيقى الشرقية وموسيقى الجاز الأمريكية، ويقوم الفريق بتقديم موسيقى مختلفة وهو من الفرق الموسيقية الجديدة المستقلة ومن الفرق الحديثة التي تعتمد على كوادر جيدة من العازفين.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
لعبة الكراسي الموسيقية 3/1
بدأ الناس يتهافتون إلى موقع الحفل مبكراً. كان أمامهم ساعتان قبل الموعد المفترض لإطلاق فعاليات هذا المهرجان، الذي يُقام سنوياً في الهواء الطلق، في هذه المكان الذي لا تكاد تراه على الخريطة. لا يمكن التكهّن بالبداية الفعلية لفقرات الحفل، فهذا الأمر لا يملكه المنظّمون أنفسهم. الزائر المنتظر، هو من يملك القرارالنهائي في البداية الحقيقية للحفل.
يصعب في الحقيقة تحديد المسؤول المباشر عن الحفل، ولا عن فقراته؛ إذ يرى كل شخص في هذه المدينة، أعيانها، وكبار موظفيها، وشيوخها القبليين، والماليين، والدينيين، والصعاليك، أنه يتحمّل مسؤولية كبيرة في إخراج الحفل بالصورة التي يظنّ بحسب وجهة نظره، وذوقه، وفهمه للأمور، أنها جميلة. ليس غريباً، مثلاً، أن هذا المسؤول، الذي يحبّ مقطعاً حزيناً تغنّى به أحد عمالقة الشيلات الشعبية، يذكّره بالأيام الخوالي، يصرّ على إدراج هذا المقطع في فقرات الحفل، المعدّ مسبقاً بجهاز “البروجكتور” رغم أن الصور المصاحبة في العرض، لا تمتّ بصلة لهذا المقطع الصوتي. لا أحد يسمح بطبيعة الحال بمقاطع السنباطي، أو عمار الشريعي، أو عبد الوهاب، أو طلال مداح، فأصحابها، لا مجال لهم هنا. وحينما تعرف أن هناك العديد مثل هذا المسؤول، مّمن يظن أن الحفل مسؤوليته، فإنك بالتأكيد ستتخيل الصورة المثيرة كاملةً على الهواء مباشرة، لأنك ستصطدم بعشرات المقاطع، التي تتحدث عن تخيّلاتهم المثيرة مع حبيبات القلب، اللاتي ساقهن القدر، بعيداً عن طريقهم المباركة.
ولكي تكتمل الصورة، فيمكنك أن تتصوّر حماس أحدهم، وهو يتخيل أثناء إلقاء كلمته المسجّلة، أن حبيبته المثيرة، أو هكذا يظن، تشاهد المقطع عبر السناب شات، أو اليوتيوب، أو الواتساب، أو تويتر، أو الانستغرام، أو أي وسيلة أخرى، اخترعها الشيطان خصّيصاً لهذا الغرض!
كل شيء يسير كما خُطِّط له: تأكّد الفني الفلبيني من ضبط الشاشة، وجهاز الكومبيوتر، والمؤثرات الصوتية، والمايكروفونات، التي كانت في مستوى مقبول لأذن المشاهد.
شيئان فقط، كانا يعكّران صفو كلّ مسؤول هنا: أحدهما الطقس الذي لا يمكن التنبؤ به، خاصة وأن الحفل يُقام في الهواء الطلق. فعلاً، معهم كل الحق في الخوف من طقس المدينة، إذ أن تجاربهم الكثيرة معه، تكشف العداء الكبير بينهما، فهو على علاقة عكسية مع رغباتهم. يكون صحواً وجميلاً عندما يغادرون مدينتهم، وفي أسوأ حالاته عندما يكونون في الجوار. هذا الأمر يعزّز مخاوفهم التي تنتابهم آخر الليل، في أن الله يعاقبهم على أخطائهم الكثيرة، التي لا يعرف عنها أي أحد من الجمهور الذي بدأ يتوافد.
أمّا الشيء الآخر، الذي لم يجدوا له علاجاً حتى الآن، فهو إبعاد هؤلاء الأشخاص، الذين احتلّوا المقاعد الأمامية عن آخرها، ماعدا ثلاثة مقاعد فاخرة في الوسط تم تخصيصها للضيف الكبير. لا أحد يجرؤ على الاقتراب من هذه المقاعد، وليس هناك حاجة لحراستها. اقترب موعد الحفل، ومازال هؤلاء الذين يظنون أنفسهم نخبة المكان والزمان، مسيطرين على الصف الأمامي المواجه لخشبة المسرح مباشرةً. منظر كل واحد منهم، وهو يلبس البشت بخيلاء، من يعتقد أنه خالد، مخلّد في الأرض، ينغِّص على المنظّمين ليلتهم، وما أكثرهم!
khaledalawadh @