تعاون بين هيئة الاستثمار والمناطق الحرة والبنك الأفريقي للتنمية لدعم بيئة ريادة الأعمال في المحافظات
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
قامت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة والبنك الأفريقي للتنمية بتنظيم ورشة عمل لنشر ثقافة ريادة الأعمال بمحافظة الأسكندرية في إطار مشروع «تعزيز المنظومة البيئية لريادة الأعمال» الممول من البنك الإفريقي للتنمية، والذي يشمل جميع محافظات مصر.
وشهدت ورشة العمل حضور دكتورة دينا الجيار، المدير التنفيذي لوحدة إدارة المشروعات بجامعة الأسكندرية، والدكتور أيمن النحاس، مسؤول ملف ريادة الأعمال بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والسيدة/ أمال خيري، من مكتب محافظ الأسكندرية، و أيمن عيسى، مدير مركز تحديث الصناعة فرع الاسكندرية، و نيفين محمد عادل، مدير وحدة المشروعات بمكتبة الأسكندرية، وعدد من رواد الأعمال وطلاب الجامعات.
ويهدف المشروع إلى بناء منظومة جاذبة لأنشطة ريادة الأعمال على مستوى المحافظات، وذلك من خلال دمج جهود الجهات المعنية بأنشطة ريادة الأعمال، وتنفيذ مجموعة من الجولات التدريبية وورش العمل لنشر فكر ثقافة ريادة الأعمال بين شباب الجامعات مع التركيز على الموارد الاقتصادية والفرص الاستثمارية بكل محافظة.
وقام حسام عبد القادر، رئيس الإدارة المركزية لريادة الأعمال (فكرتك شركتك) بالهيئة العامة للاستثمار باستعراض الخدمات التي تقدمها الهيئة لرواد الأعمال والشركات الناشئة، بداية من إعداد دراسات الجدوى والتمكين من تأسيس الشركات وإعداد الهياكل الإدارية، نهاية باحتضان الشركات والمساعدة في تسريع نموها، وربط الشركات الناشئة بصناديق الاستثمار والمستثمرين المحليين والأجانب.
وقام ممثلو الجهات الحكومية الحاضرون للورشة باستعراض جهود كل جهة لدعم ريادة الأعمال، والتي سيتم إدراجها ودمجها ضمن منصة خاصة لوحدة ريادة الأعمال التابعة لمجلس الوزراء، والتي سيتم إطلاقها خلال الأشهر المقبلة.
وستقدم المنصة خدمات كل الجهات المعنية بأنشطة ريادة الأعمال، من تدريب وتوجيه وتمويل وتأسيس وتسريع نمو ودراسات جدوى وكافة خطوات التأسيس والتشغيل والاستثمار.
وستخدم المنصة أربع فئات رئيسية هي رواد الأعمال، والجهات الداعمة مثل الحاضنات والمسرعات والجامعات، والفئة الثالثة هي صناديق الاستثمار، والفئة الرابعة هي وأصحاب الخبرات في جميع التخصصات التي يحتاجها رواد الأعمال.
وخلال فعاليات ورشة العمل تم عرض قصص نجاح لرواد الأعمال في محافظة الأسكندرية.
وقامت نرمين مرزوق، نائب مدير مشروع منحة تعزيز المنظومة البيئية لريادة الأعمال، بالتعريف بأوجه الاستفادة من المنحة المقدمة من البنك الأفريقي للتنمية، ومنها التعاقد مع شركات استشارية للأفراد الراغبين في تأسيس الشركات لتقديم استشارات مجانية لرواد الأعمال، وإعداد الورش التدريبية، مع الاستهداف الجغرافي الواسع الذي يشمل كافة المحافظات المصرية، مع التركيز على تمكين رائدات الأعمال.
وقالت الدكتورة دينا الجيار إن جامعة الأسكندرية تساعد طلابها على اجتياز اولى خطوات التعرف على عالم ريادة الأعمال، عبر الدورات التدريبية وورش العمل، خاصة في المجالات التي تربط أنشطة ريادة الأعمال بالأهداف التنموية للدولة، وأكد الدكتور أيمن النحاس، أن أنشطة ريادة الأعمال بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري امتدت خارج نطاق الأكاديمية، وتقدم فرص التدريب والتشبيك مع قطاع الأعمال لأصحاب الأفكار المتميزة من داخل وخارج الأكاديمية.
وقامت أمال خيري، بتعريف الحضور بالخدمات التي تقدمها محافظة الأسكندرية لدعم حركة الاستثمار عامة، وأنشطة ريادة الأعمال خاصة.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
بيئـة عمـل لا تنصـف البعـض !
عندما تحاصرك الظروف ويشطر قلبك اليأس، تتحول من شخصية إلى أخرى بشكل تلقائي، كذلك هو الموظف المجيد في عمله المخلص في أداء واجباته لكنه ليس من اهتمامات الآخرين، فبيئة العمل غير الصحية، هي التي تجلب المرض والعقم في الأداء وتحقيق النتائج، فمثلا عندما يضيق عليك الخناق من هو أعلى منك في مراتب العمل، تصبح شخصا آخر غير الذي كنت تعرفه في زمن العطاء والتفاهم والتعاون والإنجاز.
بعد سنوات طويلة من العمل سوف تصل إلى حقيقة مزعجة وهي أن العمل لن يخسرك إذا أصابتك سهام الإحباط من عدم الإنصاف والعدالة، فإن أول الخاسرين ستكون ذاتك، في مقعد العمل سيأتي غيرك من إعلان بسيط، أما أنت فستصبح شخصا من الماضي كان يعتقد بأنه مميز ومعطاء ومجتهد.
لكن ضعفك وألمك الذي يحيط بك بعدما وجدت نوعا من التهميش أو عدم الإنصاف لن يشعر به غيرك، العمر سينتهي لا محالة، والأعمال ستبقى مناطة بالذين سيأتون بعدك لتستمر دورة الحياة دون توقف.
استوقفتني قاعدة إدارية قرأتها في منصة تفاعلية تقول:«أيها المديرون عندما يخطئ موظف مجيد في العمل، ينبغي أن تكون هناك مراعاة لتاريخه العملي الذي يشهد له بالإجادة عن غيره من الموظفين، هذا ليس محاباة له، وإنما ذلك تقدير لجهوده المتميزة، لا تخسروا الموظفين المجيدين بتصرفاتكم الحمقاء».
من الضروريات التي يجب أن توجد في مكان العمل هو التحفيز حتى ولو بالكلمة الطيبة، أيضا من المهمة جدا مراعاة الظروف والقدرات المتفاوتة، فعندما يتعرض بعض الموظفين لإخفاقات أو صعوبات في العمل، فإن أكثر ما يحتاجون إليه عبارات تشد من أزرهم وتشعل داخلهم الحماس مرة أخرى، فالإخفاقات ليست نهاية المطاف، وليست شيئا يدعو للخجل، بل من خلالها يتعلم الموظف كيف يبدأ من جديد أقوى من السابق.
هناك نماذج من الموظفين ارتأت أن تخرج طواعية من موقع عملها بعد أن ضاق بها الحال، فأحد الذين أعرفهم اختار الخروج قبل أن يبلغ سن التقاعد، اشتكى لي من الضغوطات النفسية والإساءة المتعمدة لشخصه التي لم تكن تقتصر على اللفظ الجارح أمام زملائه، وإنما كانت تأتي من خلال طرق غير مباشرة تتمثل في التهميش والتقليل من عمله، وعدم إعطائه المساحة الكافية لتقديم الأفضل، واعتباره كأنه غير موجود رغم أنه شخص قديم وأمضى سنوات طويلة من عمره في هذا العمل، التجاهل كان واضحا من خلال إلغاء مهاراته ومواهبه ومنحه الشعور الدائم بأنه شخص غير مرحب به في المكان، أو أنه لا قيمة له في إنجاز بما ينبغي إنجازه، كل ذلك التهميش المتواصل ولد لديه مع الوقت سلسلة من التراكمات والضغوطات النفسية رغم أنه في سابق العهد يعد من الموظفين المتميزين، إلا أن الوضع قد تغير وأصبح يشعر بعدم الراحة والانتماء إلى بيئة العمل، في بادئ الأمر اضطر إلى الاستغناء عن الوظيفة التي يتقنها من خلال طلب نقله إلى إدارة أخرى وتم رفض طلبه، الأمر الذي جعله يتأزم نفسيا وجسديا ويلجأ إلى أخذ الإجازات المرضية المتكررة بسبب حالته الصحية والنفسية السيئة، وفي بعض الوقت يقتطع من رصيد الإجازات السنوية التي كان من المفترض أن تكون للراحة وتغير روتين العمل والاستجمام لا الهروب من بيئة العمل التي أصبحت تلفظه إلى الخارج.
هذه النقطة تم الحديث عنها في الكثير من الكتب والدوريات والمقالات الصحفية، وبحسب ما تم نشره في إحدى المواقع المتخصصة في المقالات الإدارية يؤكد كاتب المقال محمد خالد سعيد «إن ظاهرة التهميش الوظيفي تعكس إساءة استخدام السلطة، والأمانة المهنية، وهدر المال العام والكفاءات الإدارية عبر ممارسة الضغوط النفسية والإدارية على المرؤوسين، أو من خلال دعم وترقية وتقريب الأشخاص الذين لا يستحقون ومنحهم المكافآت والمحفزات والدورات التدريبية ما يعد بمثابة إهانة وتقليل من الآخرين الذين يكدون في عملهم، وعدم تقدير العمل الجيد والاهتمام به بالشكل الكافي، فالكثير من الرؤساء تصعب عليه كلمة «شكرا» -وهم لا يعلمون ما مقدار الشحنة المعنوية الإيجابية لها- ما يزيد من الواقع السلبي ويشعرون أنهم معاقبون على عملهم الجيد».
إذن الإدارة فن لا يجيده كل الذين يتولون مناصب الإدارة العليا، فعدد منهم يرى أن الموظف يجب أن يكون مثاليا في كل الأشياء، وأن الخطأ لا يحتمل التصحيح وإنما يجب أن يترك المجال لغيره حتى لو كان مجيدا في أدائه الوظيفي.
لذا تحاول الحكومات والمؤسسات المتخصصة الدفع بمن يتولى المسؤولية نحو تبصيرهم بمبادئ العمل الذي يضمن الحقوق ويرصد الواجبات ويصحح المسارات ويحقق أعلى نسبة إنجاز خلال عام كامل، ومنح الموظفين الاستقرار الوظيفي الذي من شأنه أن ينمي بداخلهم الانتماء والسعي لتحقيق النجاح المطلوب دون أي عوامل للتنفير أو التهميش.