أبوظبي - وام
انتهت مدينة مصدر، المجتمع الحضري الرائد في مجال الاستدامة والمركز العالمي المتميز في قطاع الأعمال والتكنولوجيا، من تشييد أول مبنى مكتبي صفري الطاقة في المنطقة، والذي يحمل اسم (NZ1).
ويوضح التصميم البسيط للمبنى أنه بمقدور أي مطور تقريباً تحقيق الحياد المناخي، ما يرسي معياراً جديداً للمهندسين المعماريين ومخططي المدن في جميع أنحاء العالم.


وقال أحمد باقحوم، الرئيس التنفيذي لمدينة مصدر: «يعتبر استكمال NZ1 إنجازاً حقيقياً لمدينة مصدر، خاصة قبيل انعقاد الدورة الثامنة العشرين من مؤتمر الأطراف»COP28«. ولطالما تمثلت رؤيتنا في تسريع مساعي دولة الإمارات الطموحة نحو تحقيق الحياد المناخي، وهو أمر بتنا قريبين جداً من تحقيقه. ويعتبرNZ1 مجرد بداية فقط. ومن خلال نهجنا المميز لتحقيق الاستدامة والذي يركز على الاحتياجات المجتمعية والاستدامة المالية بالإضافة إلى حماية البيئة، فإننا نثبت أن الاستدامة ليست رفاهية محصورة بنخبة المجتمع، وإنما خياراً ممكناً للجميع».
من جانبه قال لوتز فيلجن، رئيس إدارة التصميم في مدينة مصدر: «تحرص مدينة مصدر على تجاوز الحدود المعروفة للتنمية المستدامة منذ أكثر من 15 عاماً، ويعتبر NZ1 المبنى الأكثر كفاءة في تاريخ مصدر من حيث استهلاك الطاقة، ويمثل أفضل تجاربها المكتسبة حتى الآن، كما يعد تصميمه من بين الأبسط في المدينة، ما يؤكد قدرة جميع المطورين على إنشاء مبنى صديق للبيئة بمجرد توفر الأدوات والخبرات المناسبة. ونحن نتعاون حالياً مع متخصصين آخرين يسعون لتكرار هذه التجربة لديهم».
وتم تصميم NZ1 ليستهلك طاقة أقل بنسبة 53% من أي مبنى تقليدي مماثل، وستعمل الألواح الكهروضوئية الموجودة في الموقع على توليد 101% من احتياجات الطاقة السنوية للمبنى، مما يجعله مبنى صفري الطاقة، وسيتم إرسال أي طاقة زائدة يتم إنتاجها لرفد شبكة كهرباء أبوظبي.
وقامت مدينة مصدر بتصميم NZ1 مع التركيز بشكل كبير على ’التصميم السلبي‘، وهي تقنية معمارية تنسجم مع البيئة المحلية والمكونات المادية للمبنى لتقليل الحاجة إلى تقنيات التدفئة أو التبريد الكهربائية.
فعلى سبيل المثال، يتمتع NZ1 بنسبة منخفضة من النافذة إلى الواجهة ويستخدم زاوية النافذة والتظليل لتقليل أشعة الشمس المباشرة مع زيادة الضوء الطبيعي إلى الحد الأقصى. كما يتميز المبنى بمغلفات محكمة الإغلاق وعزل من الدرجة الأولى للحفاظ على الحرارة والهواء البارد.
وتم تشييد المبنى الحائز على جوائز باستخدام مواد مستدامة ومحلية المصدر قدر المستطاع، وتمت إعادة تدوير واستخدام حوالي 90% من مخلفات البناء.
كما يستخدم المبنى معدات وتجهيزات مياه منخفضة التدفق، مع تصميم الحدائق والمناظر الطبيعية بحيث تستهلك الحد الأدنى من المياه. ويبلغ إجمالي تعويضات الكربون المقدرة للمبنى حوالي 550 كغ من ثاني أكسيد الكربون لكل متر مربع.
ويعتبر NZ1 المشروع الأول بين العديد من المشاريع صفرية الطاقة الجاري تنفيذها في مدينة مصدر، ومن المتوقع حصوله قريباً على تصنيف LEED البلاتيني وLEED Zero-Energy، وهما أعلى تصنيفين دوليين للأبنية الخضراء يمنحهما المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء.
كما أنه في طريقه للحصول على تصنيف استدامة ذات أربعة لآلئ بحسب نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ للمباني، وهو نظام تصنيف المباني الخضراء المحلي في أبوظبي، و«WELL Gold» الذي يركز على سلامة ورفاهية شاغلي المبنى.
وسيتم تجهيز الردهة الخاصة بالمبنى بلوحة توضح حجم استهلاك المياه والطاقة بالإضافة إلى البيانات الخاصة بإدارة النفايات وتجربة البناء في الوقت الفعلي لمساعدة المستأجرين على تبني ممارسات أكثر استدامة. كما سيتم إرسال البيانات إلى مركز تحكم رقمي جديد في مدينة مصدر والذي يراقب أداء المباني في جميع أنحاء المدينة.
يشار إلى أن NZ1 فاز بجائزة «أفضل مشروع بناء صفري الطاقة للعام» خلال حفل توزيع جوائز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للأبنية الخضراء الذي أقيم في أوائل نوفمبر 2023. وتم حالياً تأجيره بشكل مسبق لمستأجر سيعمل على تعزيز منظومة التكنولوجيا المستدامة في مدينة مصدر.
ويوجد في مدينة مصدر مشروعان آخران صفريا الطاقة قيد الإنشاء هما: المقر الرئيسي لمشروع مجمّع مدينة مصدر، والذي من المقرر استكماله في عام 2024، بالإضافة إلى مساحة العمل والعيش المشترك CO-LAB الواقعة ضمن مشروع «ذا لينك» والذي من المقرر استكماله في عام 2025.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مدينة مصدر الطاقة فی مدینة مصدر

إقرأ أيضاً:

المشاط: مصر حققت تقدمًا كبيرًا بمجال العمل المناخي بالدمج بين الجهود الوطنية والشراكات الدولية

نظمت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، جلسة نقاشية تحت عنوان «تعزيز حلول الطاقة المستدامة: رؤى من المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في مصر»، وذلك ضمن فعاليات قمة المناخ cop29  المنعقدة بأذربيجان خلال الفترة من 11-22 نوفمبر 2024.

شارك في الجلسة الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والبروفيسور جيفري ساكس، مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا، والدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، والدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية في مصر، واليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، وكانيكا تشاولا، رئيس مؤسسة الطاقة المستدامة للجميع، ومصطفى كمال، مدير برنامج العمل ذو الأولوية بمنظمة العمل الدولية، وجيميما نجوكي، رئيس قسم التمكين الاقتصادي بهيئة الأمم المتحدة للمرأة،

كما شارك من أصحاب المشروعات الفائزة بالمبادرة كلا من عبد الحليم رضوان، صاحب مشروع التصميم وإنتاج قضبان وشبكات الألياف الزجاجية، أحمد سيد، صاحب مشروع الحد من غازات الشعلة، محمد جلال، صاحب مشروع معالجة مياه الصرف الصناعي. وأدار الجلسة السفير هشام بدر، مساعد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي للشراكات الاستراتيجية والتميز والمبادرات والمنسق الوطني للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية.

وفي كلمتها بالجلسة، أوضحت الدكتورة رانيا المشاط أن مصر في السنوات الأخيرة أصبحت رائدة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر، حيث أظهرت التزامًا كبيرًا بالتنمية المستدامة، والمرونة المناخية، وتحقيق أهدافها في رؤية 2030، لافتة إلى تنفيذ مصر استراتيجيات شاملة تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون، وزيادة قدرة البلاد على استخدام الطاقة المتجددة، وتقديم نفسها كمحور إقليمي للتحول نحو اقتصاد أخضر.

وقالت «المشاط»، إن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية تعد جزءًا أساسيًا من هذه الالتزامات الوطنية، حيث تأتي كجزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في مصر، حيث ترتبط مباشرة بالاستراتيجيات الكبرى، وبرنامج «نُوَفِّي»، مؤكدة أنه من خلال الدمج الناجح بين الشراكات العامة والخاصة، والتمويل المحلي، والتعاون الدولي، حققت مصر خطوات كبيرة في تعزيز موضوع الطاقة في البلاد، وجذب الاستثمارات، والعمل على تحقيق أهداف الطاقة المتجددة الطموحة.

وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون في مصر لا يتماشى فقط مع أهدافها التنموية، بل يتماشى أيضًا مع الأهداف العالمية لمكافحة تغير المناخ، ويعكس هذا التوافق الاستراتيجي إدراك الدولة لأهمية مواجهة التحديات المناخية مع التوازن بين النمو الاقتصادي والمسؤولية البيئية، لافتة إلى أن المشروعات الكبرى في مجال الطاقة المتجددة في مصر، والتي تدعمها الشراكات مع البنوك والمنظمات الدولية، تجسد النهج الشامل الذي تتبعه مصر في تعزيز أمن الطاقة، وتقليل انبعاثات الكربون، وزيادة مرونة البلاد في مواجهة آثار التغير المناخي.

وحول تأكيد المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية التزام مصر بتحولها نحو الاقتصاد الأخضر، أشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلى أنه تم إطلاق المبادرة في عام 2022 تحت رعاية مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، كجزء من استراتيجية مصر لتحقيق التنمية المستدامة، حيث تعد المبادرة برنامجًا فريدًا يهدف إلى تحديد وترويج ودعم المشروعات الخضراء المبتكرة في 27 محافظة مصرية، مما يعزز التزام البلاد بتقليل انبعاثات الكربون، وزيادة كفاءة الطاقة، وتعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة.

وأشارت «المشاط»، إلى أن التعاون الدولي يعتبر جزءًا أساسيًا من نجاح مصر في تعزيز جدول أعمالها للطاقة الخضراء، موضحة أن الشراكات بين الحكومة المصرية والقطاع الخاص والمنظمات الدولية والمجتمع المدني أمر بالغ الأهمية لتعبئة الموارد، ونقل التكنولوجيا، وزيادة مشروعات الطاقة المتجددة، لافتة إلى دور مصر في تنسيق أدوار مختلف الأطراف المعنية، لضمان أن يلعب كل كيان، سواء كان عامًا أو خاصًا، أو مجتمعًا مدنيًا أو دوليًا، دورًا فعالًا وأساسيًا في دفع التحول نحو الطاقة الخضراء.

وذكرت الدكتورة رانيا المشاط، أنه منذ إطلاق المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، تم بناء شراكات استراتيجية مع الأطراف ذات الصلة بمنظومة الطاقة، ويشمل ذلك الحكومات، والشركاء التنمويين، والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، حيث يعملون معًا لزيادة الوعي، وبناء القدرات، وتوفير الموارد الفنية والمالية اللازمة للمشروعات الخضراء، مؤكدة أنه من خلال خلق التعاون بين الأطراف ذات الصلة، تكون مصر في وضع أفضل لدفع تحول الطاقة، مع الاستفادة من الخبرات، ورؤوس الأموال، والموارد اللازمة لضمان تحقيق طموحات الطاقة المستدامة في البلاد.

أضافت أنه سيتم دفع تحول الطاقة في مصر من خلال المبادرات في مجال الهيدروجين الأخضر، مؤكدة أن مصر تتمتع بفرصة كبيرة مع مواردها الوفيرة من الطاقة الشمسية والرياح، مشيرة إلى تطوير منطقة قناة السويس لتصبح مركز رئيسي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث أنه بحلول عام 2050، تهدف مصر إلى تلبية 10% من الطلب العالمي على الهيدروجين، وهو هدف سيضعها في صدارة الاقتصاد العالمي للطاقة منخفضة الكربون.

وأكدت «المشاط»، أنه من خلال المبادرات الاستراتيجية التي تتبناها مصر في مجال الطاقة المتجددة والمستدامة، أصبح لدينا اليوم رؤية واضحة لبناء اقتصاد أخضر ومستدام، يتسم بالمرونة والكفاءة في مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية العالمية.

بدورة، أكد الأستاذ الدكتور محمد لطفي رئيس الجامعة البريطانية في مصر، أن الجامعة تؤمن بدورها الحيوي في نشر الوعي والاستثمار في الأبحاث والمشاريع المستدامة، ومن هنا جاءت مبادراتنا لتعزيز مشاركة الشباب من مختلف دول العالم في قضايا المناخ، وذلك من خلال تنظيم ثلاث نسخ متتالية من النموذج الدولي لمحاكاة قمة المناخ "COP Simulation"، والذي يعد تجربة تعليمية غنية، حيث ناقش الطلاب التحديات المناخية الملحة وقدموا رؤى مبتكرة لحلول الطاقة المتجددة، مما يؤكد التزام الجامعة بتمكين جيل جديد من القادة البيئيين حول العالم.

وأضاف الدكتور "لطفي"،  أن هذه المبادرات تؤكد إيماننا بأن الحلول المستدامة تبدأ من التعليم والتعاون الدولي، وإننا نتطلع دائمًا للمزيد من الشراكات التي تساعد في بناء مستقبل أخضر ومستدام، كما أن الجامعة تفخر بأن تكون جزءًا من هذا النقاش الاستراتيجي، خاصةً وأننا نلتزم بتعزيز الاستدامة وتطوير مشاريع تسهم في خفض الانبعاثات وتبني الطاقات النظيفة، وذلك من خلال شراكاتنا مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، لتقديم حلول تعليمية وتطبيقات بحثية تعزز من فرص الابتكار في هذا المجال.
 

مقالات مشابهة

  • دون تحذير مسبق... غارة اسرائيلية استهدفت مبنى في مدينة صور
  • حلول وفرص استثمارية.. 7 أيام في ”المنطقة الخضراء“ بـ ”كوب 16 الرياض“
  • خوف من الانهيار.. إخلاء مبنى في أنقرة
  • مبنى جديد للطب الشرعي في شرطة دبي يكتمل نهاية 2026
  • في نيويورك.. بنتهاوس فاخر بقبة ذهبية يُطرح للبيع في مزاد مقابل 25 مليون دولار
  • غارة الإسرائيلية تستهدف مبنى تابع لحزب البعث في بيروت
  • محافظ حضرموت يفتتح مبنى حديث للهجرة والجوازات
  • قتلى وجرحى جراء انهيار مبنى في العاصمة التنزانية
  • ضمن فعاليات cop29.. التخطيط تنظم جلسة نقاشية حول المشروعات الخضراء الذكية بمصر
  • المشاط: مصر حققت تقدمًا كبيرًا بمجال العمل المناخي بالدمج بين الجهود الوطنية والشراكات الدولية