بقلم : محسن الشمري ..

هجرة الحضارة وتنقلها بين الشعوب والامم والقارات تعد من سنن الحياة على الارض وكذلك بداية افراد ومجتمعات وشعوب وامم من حيث انتهى الاخرين من سنن الحياة،فلذلك ماضي كل الحضارات السابقة او الحالية ليس كله يعود لها وليس ملك خاص لها وبها باستثناء سومر التي مازال التحقيق في جذورها مستمرا.

هذه السنتين وغيرها من السنن الطبيعية تحدد درجة نجاح الفاعلين في الحاضر وتعطي فاعلوا الماضي تقييماتهم المستحقة بعيدا عن العواطف والمجاملات وتكشف التزوير والإملاءات وتؤسس منهاجا لمن يريد ان يكون فاعلا ايجابي في الحاضر والمستقبل.

أن ضياع البوصلة والارتباك في الاختيار بين تقديم مصالح الدولة(الشعب والأرض والثروات المعنوية والمادية) وبين تقديم مصالح الامة إن كانت هذه الامة عرقية(اقارب وجدهم واحد)او امة بلغة واحدة(اللسان العربي) او أمة دينية(الامة الإسلامية) او أمة أيدلوجية(الشيوعية او اليسارية)في مرحلة ما بعد الحربين العالميين السابقتين في القرن العشرين والتي تبعها اقرار الحدود الحالية لدول الجامعة العربية والدول الإسلامية وباقي دول المنطقة والعالم وأصبحت دول العالم تحتكم إلى القانون الدولي والمؤسسات الدولية والامم المتحدة ومجلس الامن الذي يمثل الذراع التنفيذية لكل الدول الموقعة على ميثاق الامم المتحدة.

عدد مهم من دول المنطقة(عرب ومسلمين) مازالت تعيش حالة التصدع والتناحر فيما بينها وبينها وبين باقي دول العالم بسبب التزاحم والتدافع الهدامين ما بين مفهوم الدولة ومفهوم الامة وما يتبعها من ثقافة حكم الأقليات وانفرادها بالسلطة إلى حد الاستبداد.

إن هذه الأقليات(الايدلوجية او العرقية)تقوم بفرض رؤيتها الاممية على اغلبية الشعب مستخدمة مقدرات الدولة(الشعب) من سلطة ونفوذ وسلاح واموال في تنفيذ مشروعها الاممي الذي يتعارض او يرفض القانون الدولي النافذ وهذه الاجندات الاممية تعيش اما في حالة غير واقعية وخيالية او تعيش في ماضي قريب او بعيد تميل كفة السلبيات فيه على الإيجابيات، وتريد هذه الاجندات العودة إلى واقع خالي من الوعي والرفاهية وبعيد عن حركة التحضر والتقدم والتطور التي تسير عليها الامم الاخرى.

يتزايد عدد حكومات دول الجامعة العربية وحكومات الدول الإسلامية التي تتصرف وفق منطق الدولة التي لها حدود مرسمه وفق القانون الدولي مع وجود استثناءات تزداد ابتعاد عن المجتمع الدولي مثل حكومة جمال عبد الناصر القومية في السابق ومثل حكومتي إيران وتركيا الحاليتين اللتين تستخدمان الدين لتحقيق اهداف قومية في خلطة خاصة مابين اليسار الأممي واليمين الديني والقومي في ايران واليمين القومي والديني في تركيا.

في حين إن نسبة من شعوب دول الجامعة العربية والدول الاسلامية؛تنطلق من مفهوم الامة(العربية او الإسلامية)وهذا الذي يجعل هذه النسبة من الشعوب توجه اتهامات الخيانة لحكامهم مرة وفي مرة اخرى يتهم الحكام بالخضوع والضعف ووووو.

علما بأن طريق الوصول إلى الأمة يبدأ من بناء الدولة واحترام حدود الدول الأخرى ووعي الشعوب بهذه المفاهيم وهذه المرحلة وصلت اليها دول اوربا بعد حروب كارثية فأنتجت الاتحاد الأوربي وسبقتها في ذلك 50 ولاية أمريكية لتكون الولايات المتحدة الأمريكية وفي كلا التجربتين كان التجمع الاقتصادي والمصالح المتبادلة والاحترام المتبادل الاساس والعمود الفقري لبناء الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة.

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

العرب يدعون واشنطن لإنهاء انحيازها لإسرائيل ويرفضون تهجير الفلسطينيين

القاهرة – دعا المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية الولايات المتحدة الأمريكية إلى مراجعة مواقفها المنحازة لإسرائيل، مؤكدا رفضه تهجير الفلسطينيين من أرضهم المحتلة “تحت أي مسمى أو ظرف”.

جاء ذلك في قرار صدر عن اجتماع الدورة 163 لوزراء الخارجية العرب، بمقر الجامعة في القاهرة يوم الأربعاء، برئاسة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” امس الخميس.

ويأتي هذا الاجتماع تمهيدا لانعقاد القمة العربية المقررة بالعاصمة العراقية بغداد في 17 مايو/أيار المقبل.

كما يأتي قبل زيارة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط بين 13 و16 مايو، يزور خلالها السعودية وقطر والإمارات، حسب البيت الأبيض قبل يومين.

ودعا وزراء الخارجية العرب في قرارهم “الولايات المتحدة الأمريكية إلى مراجعة مواقفها المنحازة لإسرائيل”.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

كما دعا الوزراء واشنطن إلى “العمل بجد وإخلاص مع الأطراف المعنية لتنفيذ حلّ الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967”.

وأكدوا ضرورة “تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره في دولته المستقلة ذات سيادة قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا”.

وحثوا واشنطن على “الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها، ووقف أعمالها الأحادية التي تُدمّر حل الدولتين”.

** إعادة إعمار غزة

الوزراء العرب دعوا جميع الدول إلى “تقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية التي اعتمدتها القمة العربية بتاريخ 4 مارس/آذار 2025، ووزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في 7 مارس 2025 بجدة”.

ولفتوا إلى أن هذه الخطة خاصة بـ”التعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، في إطار مسار سياسي يؤدي إلى تجسيد استقلال دولة فلسطين، ويضمن تثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه والتصدي لمحاولات تهجيره”.

ووفق الخطة، تستغرق عملية إعادة إعمار غزة خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.

لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

ورحب الوزراء بـ”عقد مؤتمر دولي في القاهرة في أقرب وقت، للتعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، بالتعاون والتنسيق مع دولة فلسطين والأمم المتحدة”.

ودعوا المجتمع الدولي إلى “المشاركة فيه للتسريع في تأهيل قطاع غزة وإعادة إعماره بعد الدمار الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي”.

وشددوا على ضرورة “العمل على إنشاء صندوق ائتماني يتولى تلقي التعهدات المالية من كافة الدول ومؤسسات التمويل المانحة، بغرض تنفيذ مشروعات التعافي وإعادة الإعمار”.

** حل الدولتين

وأعرب الوزراء عن “دعم جهود عقد مؤتمر دولي رفيع المستوى لتحقيق حل الدولتين وتجسيد استقلال دولة فلسطين، وفقا للمرجعيات الدولية، برئاسة مشتركة من السعودية وفرنسا في يونيو/ حزيران المقبل بمقر الأمم المتحدة”.

وأكدوا “الرفض القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أو داخلها، وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر أو دعاوى، باعتبار ذلك جزءا من جريمة الإبادة الجماعية وانتهاكاً جسيماً للقانون الدولي”.

ودعوا مجلس الأمن الدولي إلى “اتخاذ قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يضمن امتثال إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لقرارات المجلس”.

وتك القرارات، وفق الوزراء، هي “ذات الصلة بالوقف الفوري لإطلاق النار والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.

وكذلك القرارات الخاصة بـ”تنفيذ أوامر محكمة العدل الدولية وفتاواها، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه”، وفق القرار العربي.

وأصدرت المحكمة في 28 مارس و26 يناير/ كانون الثاني 2024، مجموعتين من التدابير المؤقتة طلبتها جنوب إفريقيا في قضية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة.

ومن بين هذه التدابير ضرورة توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها دون عوائق، فضلا عن الإمدادات والرعاية الطبية للفلسطينيين في جميع أنحاء غزة.

لكن إسرائيل تواصل تجاهل تلك التدابير، إذ تغلق كافة معابر غزة؛ ما أدخل القطاع في مرحلة المجاعة جراء منع إدخال المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

كما أصدرت المحكمة في 29 يوليو/ تموز 2024 رأيا استشاريا أكدت فيه أن استمرار وجود إسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة “غير قانوني”.

وشدت على أن المنظمات الدولية، بما فيها الولايات المتحدة، ملزمة بعدم الاعتراف بالوضع الناشئ عن هذا الوجود غير القانوني.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بغزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 952 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 16 ألفا و400 وفق معطيات فلسطينية.

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • ابن كيران: القضايا التي دافع عنها "البيجيدي" تظهر حاجة البلاد إلى حزب وطني مستقل معتز بمرجعيته الإسلامية
  • الشؤون الإسلامية تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب الـ39
  • 29 أبريل بدء موسم «كنة الثريا» في الجزيرة العربية
  • البابا فرنسيس والعلاقة مع الإسلام والمسلمين... إيمانٌ بالحوار والأخوّة بلا مجاملات
  • الحركة الإسلامية السودانية… المأزق والغنيمة
  • البطولة العربية للرماية.. محمد أيمن يتوج بذهبية العرب في الإسكيت للناشئين برقم قياسي
  • الهُلامية المفاهيمية ودورها في إفشال الانتقال الديمقراطي بتونس
  • العرب يدعون واشنطن لإنهاء انحيازها لإسرائيل ويرفضون تهجير الفلسطينيين
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • “وزارة الشؤون الإسلامية” تُشارك في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 29