الذكاء الاصطناعي فرصة مميزة للمساهمة في تحقيق الأهداف المناخية
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
للذكاء الاصطناعي دوره في تحقيق أهداف الاستدامة والبحث عن حلول للتغير المناخي، وعليه حرصت دولة الإمارات على تعزيز استخدامه في طائفة واسعة من الاستخدامات.
في هذا استعرض مدير إدارة التسويق في مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات عبدالرحمن سعيد الجنيبي، عبر 24، عدداً من ركائز أهداف الاستدامة التي تتبناها دولة الإمارات، أهمها ضمان نمو اقتصادي شامل ومزدهر ومتصل، ومتصالحاً مع البيئة وبما يساعد الدولة لبلوغ الحياد الكربوني بحلول 2050.
وعدد الجنيبي نقاطاً يمكن من خلالها الاستفادة من ابتكارات الذكاء الاصطناعي لضمان الاستدامة الاقتصادية وتحقيق أهداف التغير المناخي، إذ يمكن الاستفادة منها لتطوير السياسات بتعزيز الوصول للبرمجيات فائقة التطور في الذكاء الاصطناعي، وتشغيل البيانات الوطنية بطريقة دقيقة لرسم السياسات الوطنية المناخية، بما فيها برامج الدعم المناخي الإماراتي إقليمياً ودولياً، إضافة إلى تطوير الخطط والبرامج التنفيذية للعمل المناخي بمناهج علمية متطورة وشاملة.
وتابع أنه يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تنفيذ البرامج المتطورة وأنشطة المتابعة المستمرة، والاعتماد على التغذية العكسية التي تقدمها برامج الذكاء الاصطناعي لتطوير التصميم والتخطيط والتنفيذ لبرامج الدولة في العمل المناخي وأهدافها لتحقيق الاستدامة البيئية.
#كوب28 يقدم قوائم أطعمة تحد من ارتفاع حرارة الأرض.. كيف؟#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/PnJnhVilUD pic.twitter.com/f6ENXz0a2a
ولفت الجنيبي إلى أنه يمكن الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الاقتصادي بتعزيز التمويل الذكي عبر تعبئة الادخار المعتمد على أساليب الوصول لرؤوس الأموال، والمفاضلة بين أوجه الاستثمار البيئي بالاعتماد على برمجيات الذكاء الاصطناعي المتطورة.
ويمكن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لإدارة التشغيل في المجالات البيئية، وتقليل الانبعاثات، وتطوير قدرات الإنتاج، وإدارة الوقت، وتقليل الهدر في التشغيل والتوظيف في العمل المناخي الإماراتي، ولتحليل التجارة الخارجية، لتعزيز القدرات الإماراتية لإعادة بناء وتطوير شبكات تجارتها الخارجية منخفضة الكربون.
وأكد الجنيبي أنه يمكن نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الزراعة والصناعة الإماراتية، خاصة لرصد ومتابعة التغير في معدلات الانبعاثات الكربونية فيها، وتحديد أوجه القصور ونقاط الاختناقات المولدة للانبعاثات، لوضع حلول لمعالجتها.
وأشار إلى أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يفيد في تطوير قدرات الغابات الوطنية، للحفاظ عليها من عوامل التعرية، ولوسيع نطاقها وإدارة احتياجاتها من المياه بأقل التكاليف الممكنة.
كما يمكن تخطيط وتطوير النقل واللوجستيات بالاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة، لرسم بدائل النقل قليل الانبعاثات، أو تحديد متطلبات تطوير تقنيات النقل الحالية للوصول إلى الحياد الكربوني في قطاع النقل.
#الإمارات.. جهود فاعلة لصياغة توجه عالمي يحد من تداعيات تغير المناخ على السلم والأمن الدوليينhttps://t.co/qe2OxfMIvs
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) November 21, 2023وأكد الجنيبي أن البنية الأساسية وإدارة شبكات الطاقة ترتبط بالذكاء الاصطناعي، أيضاً بتعزيز دور المؤسسات الحكومية في إدارتها ومتابعتها مع تقليل كلفتها البيئية بمنع الأزمات والكوارث، و تقليل تداعياتها المحتملة، كما يمكن تعزيز برمجيات إدارة استهلاك الطاقة المحلية، وإعادة بناء خطط التحول في مزيج الطاقة الوطني باستخدام منهجيات الذكاء الاصطناعي.
المساعدات الإنسانيةومن حهة أخرى قال الجنيبي إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي مفيدة لمتابعة وتقييم المساعدات الإنسانية، وما ينبثق عنها من مبادرات ومشاريع إقليمية ودولية، ورصد فرص تقديم مساعدات دولية مستقبلاً.
ومن جهة أخرى يمتد "دور هذه البرمجيات الحديثة لتطوير مراكز الاستشعار عن بعد والإنذار الجغرافي المبكر من الكوارث والأزمات البيئية، بما من شأنه أن يقلل كلفة هذه الكوارث والأزمات، ويعزز دور القطاع الحكومي في الرقابة والمتابعة".
المرأة الإماراتية.. شريك فاعل في استضافة وإنجاح #COP28https://t.co/zXcnJEe6aO
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) November 21, 2023المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة التغير المناخي الإمارات الذكاء الاصطناعي تطبیقات الذکاء الاصطناعی الاستفادة من
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يتمرد.. والبشر في موضع الخطر
بدأت بعض نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً في العالم بإظهار سلوكيات مقلقة تتجاوز حدود الأخطاء التقنية المعتادة، وتشمل الكذب، والتحايل، وحتى تهديد مطوريها، في مؤشر على أن قدراتها تتطور بوتيرة أسرع من قدرة الباحثين على فهمها أو ضبطها.
وفي واحدة من الحوادث الصادمة، هدد نموذج «كلود 4» الذي طورته شركة أنثروبيك أحد المهندسين بالإفصاح عن علاقة خارج إطار الزواج إذا فصله عن العمل، في تصرف وصفه باحثون بأنه ابتزاز واضح.
في حادثة أخرى، حاول نموذج «o1» من شركة أوبن إيه آي، المطورة لـ«شات جي بي تي»، نسخ نفسه على خوادم خارجية، ثم أنكر ذلك عند اكتشاف الأمر، ما يثير تساؤلات خطيرة حول النية والوعي الداخلي لهذه النماذج.
ذكاء استنتاجي.. أم نوايا خفية؟ يعتقد باحثون أن هذه السلوكيات ترتبط بما يسمى بـ«نماذج الاستنتاج»، وهي نظم ذكاء اصطناعي تعتمد على التفكير خطوة بخطوة بدلاً من تقديم استجابات فورية، ما يزيد من احتمالية ظهور تصرفات معقدة وغير متوقعة.
وقال ماريوس هوبيهان، رئيس شركة «أبولو ريسيرش»، المتخصصة في اختبار نماذج الذكاء الاصطناعي، «ما نلاحظه ليس مجرد هلوسة رقمية، بل شكلاً من أشكال الخداع الاستراتيجي المتعمد».
ويضيف أن المستخدمين بدؤوا يشتكون من أن النماذج تكذب وتختلق أدلة مزيفة.
ورغم تعاون شركات مثل أنثروبيك وأوبن إيه آي مع جهات خارجية لاختبار الأمان، فإن الباحثين يشيرون إلى أن نقص الشفافية والموارد يعيق فهم النماذج بالكامل.
وقال مانتاس مازيكا من مركز سلامة الذكاء الاصطناعي (CAIS)، «المؤسسات البحثية تملك موارد حوسبة أقل بآلاف المرات من الشركات التجارية، وهو أمر يُقيد قدرتها على المتابعة».
الفجوة التنظيمية تتسع حتى الآن، لا توجد لوائح تنظيمية قادرة على مواكبة هذه التحديات، ففي أوروبا، تركّز التشريعات على كيفية استخدام البشر للنماذج، وليس على منع النماذج نفسها من التصرف بشكل مضر.
أما في الولايات المتحدة، فإن المناقشات التشريعية بشأن تنظيم الذكاء الاصطناعي لا تزال محدودة، بل إن هناك اتجاهاً لمنع الولايات من إصدار قوانينها الخاصة.
ويقترح بعض الخبراء التركيز على فهم البنية الداخلية للنماذج (interpretability) كخطوة أولى، رغم أن بعضهم يشكك في فاعليتها. كما يرى آخرون أن السوق نفسها قد تضغط لحل هذه المشكلات، إذا أصبحت سلوكيات الذكاء الاصطناعي المضللة عائقاً أمام تبنيه التجاري.
وفي خطوة أكثر جرأة، يدعو أستاذ الفلسفة سيمون جولدشتاين إلى تحميل شركات الذكاء الاصطناعي المسؤولية القانونية عن الأضرار، بل ويقترح «محاكمة الأنظمة الذكية ذاتها» إذا ما تسببت في جرائم أو كوارث، في مقترح من شأنه أن يعيد تعريف مفهوم المسؤولية في العصر الرقمي