قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تراجع "التصنيفات الإرهابية المحتملة" لجماعة الحوثي في اليمن ردا على استيلائها على سفينة شحن، وهو ما يثير أسئلة عن موقف الجماعة من هذه الخطوة إن حدثت.

وكان أول إجراء اتخذه الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد توليه منصبه في كانون الثاني/ يناير 2021 "إلغاء تصنيف ’الحوثي’ كمنظمة إرهابية"، وهو القرار الذي أقرته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب آخر أيام فترته الرئاسية.



وقال كيربي في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: "بدأنا بمراجعة التصنيفات الإرهابية المحتملة وسندرس خيارات أخرى أيضا مع حلفائنا وشركائنا"، داعيا في الوقت ذاته إلى الإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها الدولي بعد استيلاء الحوثيين عليها يوم الأحد الماضي، في جنوب البحر الأحمر.

"لا تهمنا قوائم واشنطن"
وتعليقا على الخطوة الأمريكية، قال عضو المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله" (الحوثي) علي القحوم إن "هناك ازدواجية واضحة في مواقف الولايات المتحدة في العدوان الصهيوني الغاصب والمؤقت والزائل حتما على غزة وفلسطين، وفي مواقف أمريكية عدوانية من اليمن ودول أخرى في المنطقة، والتي تتجاوز فيها القانون الدولي بشكل صارخ".

وأضاف القحوم في تصريح خاص لـ"عربي21": "لا يهمنا تحركات الولايات المتحدة العدائية، ولا تهمنا قوائمكم ولوائحكم المسماة بـ’الإرهاب’... فأمريكا أم الإرهاب، ودولة الإرهاب".

وتابع: "نقول لواشنطن إن زمن القطبية الواحدة ولى إلى غير رجعة.. وهناك قوى جديدة ظهرت وكسرت هذه القطبية الأحادية وأحدثت توازنا دوليا للقوى الدولية".

وقال عضو المكتب السياسي للحوثيين، إن "على الإدارة الأمريكية أن تدرك ذلك، وتغير من سلوكها العدائي والإجرامي وإلا ستكون في مرمى الاستهداف والتنكيل وفشل مشاريعها وتحالفاتها وإحباط مؤامراتها الشيطانية".

وتساءل قائلا: "لماذا نرى الأمريكي يتحدث عن القانون الدولي ويضلل على الحقائق وهو من يمارس ذلك ويتجاوز كل الأطر والقوانين الدولية ويقوم بالدعم والمشاركة في عدوان الكيان الصهيوني على غزة، وارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني والتي يندى لها جبين الإنسانية وتتخطى القانون الدولي وحقوق الإنسان وحرية الشعوب وأحقية الدفاع عن النفس؟".

وأشار القيادي في جماعة الحوثي إلى أن الولايات المتحدة تحاول من خلال سلوكها الإجرامي على اليمن "إرسال رسائل للضغط عليها" والتلويح بخيار تصنيفها كمنظمة إرهابية وإدخالها في قائمة الإرهاب، كما فعلت بالمجاهدين من "حماس" وفصائل المقاومة في فلسطين وصنفتهم "إرهابيين"، رغم قضيتهم العادلة والوطنية.

واعتبر أن "هذه الخطوة لن تكون غريبة على واشنطن وتحركاتها العدائية تجاه الشعوب والدول التي ترفض الخنوع والخضوع والولاء والتبعية لمشروعها الشيطاني"..

ودعا القحوم إلى أخذ العبرة من 8 سنوات مضت من "العدوان والحصار" على اليمن، مؤكدا أن اليمن الكبير، سيكون كما هو وفي موقعه الطبيعي كدولة وقيادة مستقلة ولها سيادتها واستقلالها ولن تقبل الوصاية إطلاقا.

وحذر الولايات المتحدة من الاستمرار في التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية وقال: "إن لم تكف أمريكا عن تدخلاتها في شؤوننا الداخلية، فستقطع أياديها وستدفن جحافلها في رمال اليمن".


ولفت القيادي في حركة أنصار الله (الحوثي): "لسنا في غفلة عن ما تقوم به واشنطن قبالة سواحل اليمن، ونراقب تحركاتها عن كثب، ولن نتردد في الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا ولدينا بعون الله القدرة على فرض معادلات ميدانية على المستوى المحلي والدولي.

وشدد على "عدم التخلي عن نصرة فلسطين وغزة بكل ما أوتينا من قوة".

واستولى الحوثيون على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" يوم الأحد، في جنوب البحر الأحمر، وقالوا إنها
مملوكة للكيان الإسرائيلي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الولايات المتحدة الحوثي الولايات المتحدة الاحتلال الحوثي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي .. باعث العرفان العملي

من وجع المستضعفين.. ومن عين العاصفة، ومن بؤرة الوعي، ومن وضوح البصيرة، جاء السيد القائد الشهيد..
جاء متكئاً على سيف جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كأنّه النذير العريان، صارخاً في بريّة الأمّة التي غفلت واستكانت، وسلّمت قيادتها للطغاة العابثين، ليردّها إلى حوض ماء الحياة الحقّة الذي يمثّله كتاب الله، حيث هو المآل والمرجع، وهو الدواء الشافي لكل مرضٍ عضال، وفي الوقت الذي كان حاكم اليمن يسلّم فيه مفاتيح صنعاء للأمريكان وأدواتهم الإقليميين، دون أيِّ اعتراض وأمام القوى والأحزاب والشخصيات التي وقفت متفرجة على هذه الطامّة، جاء رجل من أقصى اليمن يسعى منبّهاً ومحذّراً من المصير الذي ينتظر اليمن أرضاً وإنساناً، في حال استمر هذا النهج المدمّر الذي سلكه الحاكم وزمرته..
الذي حدث هو أنّ أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001، قررت أن تبدأ مشروع تدمير المنطقة وإعادة تموضعها بشكل جديد، وتقويض بعض الأوضاع القائمة، ودفعها لصالح المشروع الصهيوني وأداته الأهم (أعني إسرائيل)، وكانت تلك الأحداث الذريعة التي تذرّعت بها الولايات المتحدة لإعادة احتلال المنطقة بدعوى مكافحة الإرهاب.
بات مصطلح “الإرهاب” السلاح الذي تهدّد به أمريكا المنطقة، وحسب مفهومها فإنّ “الإرهاب” يعني ويطول أيّة جهة ترفض الهيمنة والتسلّط الأمريكي، وتقاوم الكيان الصهيوني، وقد صُنّفت اليمن على قائمة الإرهاب الأمريكية من قبل أحداث سبتمبر2001م، وذلك إثر الهجوم على المدمّرة الأمريكية (يو.إس.إس.كول) في ميناء عدن في 12/أكتوبر/2000م وإعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته عن العملية التي أسفرت عن مقتل /17/ من أفراد طاقم المدمّرة وجرح /39/ من جنود المارينز، هذه العملية التي كانت بمثابة البوابة التي استغلّها الأمريكيون للدخول الوقح والاستفزازي لليمن وبمباركة وخضوع من السلطات وقتها..
وقد استغلّت الولايات المتحدة أحداث الـ11 من سبتمبر وقبله حادثة المدمّرة كول، والتعاطف العالمي لانتزاع تفويض المجتمع الدولي لها بالحرب على (الإرهاب) وابتزاز الأنظمة والحكومات العربية، والإسلامية بالذات، وإرغامها على التكيّف والتماهي مع مبدأ “من ليس معنا فهو ضدنا” الذي تبنّته إدارة بوش الابن في حربها العالمية على (الإرهاب)، واستهدفت إخماد أي صوت مناهض لأمريكا..
وفي هذا السياق أطلق السيد القائد الشهيد حملة توعية جماهيرية مكثّفة كان من ضمنها (الشعار) ((الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللّعنة على اليهود، النصر للإسلام)) معتبراً الشعار حرباً نفسية مضادة للحروب النفسية التي يشنّها أعداء الأمة لهزيمتها وإرهابها كما جرى في أفغانستان والعراق وفلسطين.. وفي إجابته على تساؤل البعض: ما قيمة مثل هذا الشعار؟ قال السيد القائد الشهيد: “هذا الشعار لا بدّ منه في تحقيق النصر في هذه المعركة، معركة أن يسبقنا الأمريكيون إلى أفكارنا، إلى أفكار أبناء هذا الشعب، وإلى أفكار أبناء المسلمين، وبين أن نسبقهم نحن، أن نرسخ في أذهان المسلمين أنّ أمريكا هي الإرهاب، أنّ أمريكا هي الشر” إضافةً إلى أنّ رسالة هذا الشعار هي الإدانة الأخلاقية والسياسية والقانونية لمساعي فرض الوصاية الأمريكية، وتطويع الوعي اليمني والإسلامي عموماً للقبول بها، وتحصين وعي المجتمع من الاختراق والتطويع لصالح المخططات والمشاريع التوسعية، وخلق رأي عام ممانع لمشروعها.
إنّ التحدّي الأكبر الذي واجهه السيد القائد الشهيد هو تبنّيه العودة إلى المرجعية القرآنية الحاكمة في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تصنّف القرآن بأنّه كتاب “الإرهاب” الأول، وقد تبعها في ذلك الغرب المستكبر، والأدوات الذليلة من أبناء المنطقة حكّاماً ونخباً وأحزاباً إلّا من رحم ربّي، ناهيك عن تجارب الحركات الإسلامية التي عجزت عن تقديم النموذج الذي يطمئن إليه الناس، وهذا التحدّي الذي خاضه السيد (رضوان الله عليه) قابلته استحقاقات لم تتأخر، وكانت السلطات الحاكمة حينذاك في اليمن مدعومة بالأمريكي جاهزة للانقضاض على المشروع الوليد الذي بزغ نجمه في منطقة مرّان في محافظة صعدة، وعلى مدى سنوات خاضت الجماعة الوليدة ومعها مشروعها القرآني مواجهات دامية، استخدم فيها النظام اليمني أسلحته وأدواته لاجتثاث الجماعة كما كان يصرّح رئيس البلاد في ذلك الوقت..
ولم تكن المواجهات العسكرية والإعلامية والثقافية والاجتماعية مع السلطة وحدها هي التي فرضت على الجماعة، بل كان هناك ما هو أخطر من ذلك، وهو توظيف ذات البيئة (المذهبية) التي خرج منها السيد القائد الشهيد لمواجهة المشروع الثقافي القرآني، واستخدمت السلطة لذلك العديد من علماء المذهب ووجوهه للرد على السيد باعتباره محرّفاً للمذهب وخارجاً عن أصوله ومبادئه، وذلك في محاولة خبيثة من النظام لضرب المشروع من داخله..
وكما فشلت الحملات العسكرية والأمنية والإعلامية، فقد فشلت كل محاولات السلطة الأخرى في إيقاف حركة المشروع القرآني المبارك، الذي تمكّن بفضل الله ورحمته وتأييده من تجاوز كل العقبات والابتلاءات بنجاح وصولاً إلى يوم الفتح الإلهي في الحادي والعشرين من سبتمبر2014م..
إنّ الشروط الموضوعية التي أوجدت المشروع القرآني لعبت دوراً مقدّراً في دفع هذا المشروع إلى ساحة الحضور في اليمن، لكن الحقيقة التي يغفل عنها الكثيرون هي أنّ ذات الشروط وأكثر على صعيد الإمكانات والعلاقات والارتباطات الداخلية والخارجية كانت متوفّرة لدى الآخرين من أبناء الحركات الإسلامية في اليمن كالإخوان المسلمين والسلفيين والصوفيين، ومع هذا ظلّت هذه الجماعات تراوح مكانها، وفي حالة حضور تقليدي باهت، وغير فاعل في واقع الحياة، وحتى الحالة الزيدية لم تكن أحسن حالاً من هذه الحالات، بل لربما كانت أكثر بؤساً، ورغم تأسيس الحزب الزيدي “حزب الحق” إلّا أنّ هذا الحزب تعثّر مبكّراً، ولم يلعب دوراً ذا بال في الوسط الزيدي فضلاً عن الوسط اليمني عامّة..
ولذا فإنني استطيع القول إن الشرط الذاتي الذي توفّر لجماعة المشروع القرآني كان هو العامل الحاسم فيما وصلت إليه هذه الجماعة أو هذا التيار، وهذا الشرط الذاتي يمكن تلخيصه في مؤسس هذه الجماعة ومنشئها وأعني السيد القائد الشهيد، ومعه الثلّة المؤمنة بالخط الذي اختطّه.
إنّ شخصية القائد هي التي منحت هذه الجماعة الفائض الإيماني والمعنوي، الذي برز في كل المحطات التي عبرتها، هذه الشخصية التي قدّمت النموذج المعرفي بالله المخالف للنماذج التاريخية التي تحدّث عنها العرفاء الذين وقفوا عند العرفان النظري ولم يتجاوزوه، بينما كان نموذج السيد القائد الشهيد المؤسس قائم على المعرفة، وهو من قاد هذه الجماعة للتعاطي مع آيات القرآن على أنّها حقائق وليس مجرّد جمل تتلى في الصلوات وفي المناسبات، وبذلك تحقّقت في الواقع مصاديق الثقة بالله والتوكّل عليه والتسليم بحتمية إنجازه وعده، وعلى هذا الأساس طبعت هويّة هذه الجماعة الفريدة الفذّة.
* كاتب وباحث

مقالات مشابهة

  • إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.. بين التصعيد الأمريكي والانعكاسات الإقليمية
  • القيادة تعزي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ضحايا حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية في واشنطن
  • الكويت تعزي الولايات المتحدة في ضحايا حادث تصادم الطائرتين
  • غرفة البصات تعلق حركة السفر من ميناء عطبرة إلى الولايات الأخرى
  • جماعة الحوثي تصدر تعميما للبنوك في مناطق سيطرتها استباقا لسريان قرار تصنيفها منظمة إرهابية
  • اليمن يطالب أمريكا بدعمه عسكريا لتحرير الحديدة
  • ما تداعيات قرار واشنطن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟.. ناشط يمني من واشنطن يجيب
  • القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي .. باعث العرفان العملي
  • عاجل الحكومة اليمنية تطالب واشنطن بأمرين دعمها عسكريا لتحرير الحديدة واستهداف القيادات الحوثية .. تفاصيل
  • اليمن يدعو الاتحاد الأوروبي لأن يحذو حذو أمريكا في تصنيف الحوثي “منظمة إرهابية”