اغتيال قادة الفصائل وارد.. ماذا بعد بدء الرد الأميركي على المقاومة داخل العراق ؟
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
شفق نيوز/ تتصاعد المخاوف في العراق من تحوّل الحرب في قطاع غزة إلى إقليمية خاصة بعد بدء القوات الأميركية الرد على استهداف قواعدها بقصف مقار للحشد الشعبي في محافظة بابل، واستهداف عجلة فصيل مسلح غربي العاصمة بغداد، في هجمات تعد الأولى من نوعها داخل الأراضي العراقية، منذ بدء الحرب في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقصف طيران مسير أميركي، فجر يوم أمس الأربعاء، مقاراً للحشد الشعبي العراقي في محافظة بابل جنوب غرب العاصمة بغداد وأوقع ضحايا.
وقال الجيش الأميركي في بيان، إن "قوات القيادة المركزية الأميركية نفذت ضربات منفصلة ودقيقة على منشأتين في العراق، وذلك رداً مباشراً على الهجمات على القوات الأميركية وقوات التحالف من قبل إيران والجماعات المدعومة من طهران" وفق تعبير البيان.
وأول أمس الثلاثاء، تبنت القوات الأميركية رسمياً، هجوماً استهدف "عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله" غربي العاصمة بغداد.
وقال مسؤول عسكري أميركي لرويترز، إن "القوات الأميركية في العراق ردت على هجوم استهدف قاعدة عين الأسد الجوية غربي بغداد"، دون مزيد من التفاصيل.
من جهتها، عدت الحكومة العراقية، أمس الأربعاء، التصعيد الأخير خلال اليومين الماضيين من الجانب الأميركي "تجاوزاً مرفوضا على السيادة"، مشيرة إلى أن القصف الذي استهدف منطقة "جُرف النصر" جرى دون علم الجهات الحكومية، فيما شددت على أنها المعنية حصراً بتنفيذ القانون ومحاسبة المخالفين ولا يحق لأية جهة خارجية أداء هذا الدور نيابةً عنها.
أول رد أميركي داخل العراق
وفي هذا السياق، يقول الخبير الأمني، سرمد البياتي، إن "الولايات المتحدة الأميركية لم تستهدف أي مكان داخل العراق سابقاً، رغم علمها وإعلان فصائل المقاومة بإن عمليات استهداف التواجد الأميركي في العراق وسوريا، تتم عبر الأراضي العراقية".
ويضيف البياتي لوكالة شفق نيوز، أن "هذه الاستهدافات تعد أولى الرد الأميركي داخل الأراضي العراقية، بعد أن كان الرد يقتصر داخل الأراضي السورية".
وأكد، أن "هذه الضربات تٌعدّ تطوراً يثير المخاوف من احتمالية استمرار الردود داخل الأراضي العراقية واحتمالية زيادة الفصائل لنشاطها أيضاً".
وأشار إلى أن "القائد العام رفض بشكل قاطع استهداف أماكن تواجد الأميركان، لذلك التصعيد سوف يؤثر على الوضع الأمني، لكن لا يرتقي لـ(الحرب الإقليمية)، أما عند استهداف قادة الفصائل، وقتها سوف تتحول إلى حرب إقليمية، لذلك الأميركان لم يتخذوا لحد الآن قراراً بهذا الحجم".
وتابع، "لكن في حال كان هناك رد قاسي من الفصائل ربما سيقوم الأميركان بمثل هذا العمل الذي سيؤثر على العراق كثيراً".
فرق بين الفصائل والحشد
ويقول الخبير الأمني، عقيل الطائي، بأن "قصف مقر الحشد الشعبي في جرف الصخر هو ردود فعل لما قامت به الفصائل من قصف القواعد الأميركية في العراق وسوريا".
وينبّه الطائي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "هناك فرقاً بين فصائل المقاومة والحشد الشعبي المؤسسة العسكرية التابعة إلى رئاسة الوزراء".
ويبيّن، أن "الحشد الشعبي غير مسؤول عن قصف القواعد الأميركية، واذا كان هو المسؤول فإن القائد العام للقوات المسلحة هو المسؤول الأول والأخير، باعتبار أن الارتباط العسكري للحشد الشعبي هو لرئاسة الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة".
ويرى، أن "ما حدث هو خرق للسيادة العراقية وعدم احترام الحكومة العراقية وتأزيم للوضع الأمني في العراق".
"حدود للرد"
يشير الخبير الأمني، عماد علو، إلى أن "الفصائل أو محور المقاومة في العراق أو لبنان أو اليمن أو غزة يعتمدون على استراتيجية (وحدة الساحات)، وهذا ما يلاحظ من الهجمات التي تتعرض لها القوات الأميركية الموجودة في القواعد بالعراق وسوريا".
ويضيف علو لوكالة شفق نيوز، أن "الرئيس الأميركي يواجه ضغوطاً وانخفضت شعبيته لعدم الرد على الهجمات بشكل يُعيد الكرامة للقوات الأميركية والحشد الأميركي الضخم الذي دفع به الرئيس بايدن إلى شرق المتوسط".
ويوضح، "لذلك، جاء هذا الرد الأميركي وإن كان لا يتناسب مع حجم التعرضات التي استهدفت القوات الأميركية، التي هي بحدود 44 تعرضاً في العراق، مقابل 36 في سوريا، منذ بدء حرب في غزة".
ويستبعد علو، أن يتطور التصعيد إلى حرب إقليمية، "لأن كل الأطراف لديها خطوطاً حمراء وقواعد اشتباك - وإن لم تكن معلنة - تم الاتفاق عليها ضمنياً بعدم تجاوزها، كما هناك حدود لمدى وحجم التعرض الممكن للقوات الأميركية وأيضاً للرد عليها".
"استهداف قادة الفصائل وارد"
ويرى علو، أن "استهداف قادة الفصائل احتمال وارد"، مبيناً أن "الرد الأميركي يمكن أن يكون عبر ضرب مواقع فصائل المقاومة الإسلامية في العراق، وأيضاً القيام بعمليات اغتيال، وهذه استراتيجية ونهج القوات الأميركية، حيث أن العديد من قادة الفصائل تعرضوا إلى عمليات اغتيال أبرزهم قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد".
واختتم بالقول "لذلك هذه المسألة ليست مُستبعدة، ما يتطلب من قادة المقاومة الحيطة والحذر".
وصعّدت الفصائل الشيعية المسلحة "الموالية لإيران" من هجماتها على القواعد العسكرية لقوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا والعراق بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر في فلسطين.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي قصف امريكي الفصائل قادة الفصائل الأراضی العراقیة القوات الأمیرکیة الرد الأمیرکی داخل الأراضی قادة الفصائل فی العراق شفق نیوز
إقرأ أيضاً:
تعرّف على العقل المدبر لأكثر الهجمات تعقيدا ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق
كشفت عدد من الصحف الأمريكية، عبر تقارير لها، أن "غارة جوية إسرائيلية على سوريا، مؤخرا، قد أسفرت عن مقتل علي موسى دقدوق"، وهو الذي يعرف بكونه قائد كبير في حزب الله اللبناني، وساعد في هجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق.
من بين الصحف شبكة "إن بي سي"، التي أوردت تصريح لمسؤول بوزارة الدفاع الأميركية كشف عن الغارة الجوّية، فيما لم توضّح أي تفاصيل تخصّ الغارة، سواء فيما يتعلق بالزمان أو المكان، أو ما إذا كانت قد استهدفت دقدوق بشكل محدد. فيما لم يرد المتحدث باسم البنتاغون، على طلب الشبكة الأمريكية للتعليق.
وفي السياق نفسه، كان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أبرز في حديثه لوكالة "فرانس برس" في الـ11 من الشهر الجاري، أنّ: "دقدوق مسؤول ملف الجولان في حزب الله، قد أصيب جراء غارة إسرائيلية، استهدفت منطقة السيدة زينب، جنوب دمشق في الـ10 من نوفمبر".
وبحسب المرصد نفسه، فإن الغارة استهدفت مبنى تقطنه عائلات لبنانية، وعناصر من حزب الله، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص بينهم قيادي آخر من الحزب، من دون تحديد هويته". فيما قال مصدر أمني لبناني لـ"فرانس برس" إنّ: "دقدوق أصيب لكنه لم يقتل".
من هو دقدوق؟
انضم دقدوق إلى حزب الله اللبناني، خلال عام 1983، وبعد فترة وجيزة قد تمّ تعيينه لقيادة وحدة العمليات الخاصة للحزب في لبنان، وذلك وفقا لمعلومات نشرها معهد دراسات الحرب، في وقت سابق.
دقدوق، سرعان ما ارتقى في الرتب بقلب حزب الله، وعمل على تنسيق العمليات في قطاعات كبيرة من لبنان؛ وكان أيضا مسؤولا أيضا عن تنسيق الأمن الشخصي لزعيم حزب الله، حسن نصر الله، الذي استشهد في غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي، عام 2024 الجاري.
وكان الجيش الأميركي، قد أعلن القبض على دقدوق، خلال تموز/ يوليو من عام 2007، في جنوب العراق. فيما أكدت الولايات المتحدة، أنه: "يعتبر عنصر في حزب الله، قد جاء إلى العراق، من أجل تدريب عناصر بمساعدة فيلق القدس، وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني".
الولايات المتحدة، اتّهمت دقدوق، بـ"بالضلوع في هجوم حصل في كانون الثاني/ يناير 2007 في مدينة كربلاء، جنوب بغداد، وقتل فيه مسلحون جنديا أميركيا، وخطفوا أربعة آخرين قبل أن يقتلوا لاحقا".
آنذاك، قالت الولايات المتحدة إن "قيادة حزب الله اللبناني أرسلت دقدوق في عام 2005 إلى إيران، من أجل العمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين".
العراق أطلق سراحه
وقبيل انسحابها من العراق خلال عام 2011، كانت واشنطن قد أعلنت عن تسليم دقدوق إلى السلطات العراقية، وذلك عقب حصولها على ضمانات من الحكومة العراقية، بأنه "سوف يلاحق على جرائمه". حيث كان دقدوق آخر معتقل تسلّمه الولايات المتحدة إلى بغداد، قبل أن تنسحب من البلاد.
وفيما أوضح مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه، آنذاك، لـ"فرانس برس" أن "الحكومة العراقية رفضت أي حديث عن ترحيله إلى غوانتانامو". قرّرت المحكمة الجنائية المركزية العراقية في 2012 إطلاق سراح دقدوق "لعدم توفر أي دليل لإدانته، ليعود لبيروت بعدها".