شفق نيوز/ تتصاعد المخاوف في العراق من تحوّل الحرب في قطاع غزة إلى إقليمية خاصة بعد بدء القوات الأميركية الرد على استهداف قواعدها بقصف مقار للحشد الشعبي في محافظة بابل، واستهداف عجلة فصيل مسلح غربي العاصمة بغداد، في هجمات تعد الأولى من نوعها داخل الأراضي العراقية، منذ بدء الحرب في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

 

وقصف طيران مسير أميركي، فجر يوم أمس الأربعاء، مقاراً للحشد الشعبي العراقي في محافظة بابل جنوب غرب العاصمة بغداد وأوقع ضحايا.

وقال الجيش الأميركي في بيان، إن "قوات القيادة المركزية الأميركية نفذت ضربات منفصلة ودقيقة على منشأتين في العراق، وذلك رداً مباشراً على الهجمات على القوات الأميركية وقوات التحالف من قبل إيران والجماعات المدعومة من طهران" وفق تعبير البيان.

وأول أمس الثلاثاء، تبنت القوات الأميركية رسمياً، هجوماً استهدف "عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله" غربي العاصمة بغداد.

وقال مسؤول عسكري أميركي لرويترز، إن "القوات الأميركية في العراق ردت على هجوم استهدف قاعدة عين الأسد الجوية غربي بغداد"، دون مزيد من التفاصيل.

من جهتها، عدت الحكومة العراقية، أمس الأربعاء، التصعيد الأخير  خلال اليومين الماضيين من الجانب الأميركي "تجاوزاً مرفوضا على السيادة"، مشيرة إلى أن القصف الذي استهدف منطقة "جُرف النصر" جرى دون علم الجهات الحكومية، فيما شددت على أنها المعنية حصراً بتنفيذ القانون ومحاسبة المخالفين ولا يحق لأية جهة خارجية أداء هذا الدور نيابةً عنها.

أول رد أميركي داخل العراق

وفي هذا السياق، يقول الخبير الأمني، سرمد البياتي، إن "الولايات المتحدة الأميركية لم تستهدف أي مكان داخل العراق سابقاً، رغم علمها وإعلان فصائل المقاومة بإن عمليات استهداف التواجد الأميركي في العراق وسوريا، تتم عبر الأراضي العراقية".

ويضيف البياتي لوكالة شفق نيوز، أن "هذه الاستهدافات تعد أولى الرد الأميركي داخل الأراضي العراقية، بعد أن كان الرد يقتصر داخل الأراضي السورية". 

وأكد، أن "هذه الضربات تٌعدّ تطوراً يثير المخاوف من احتمالية استمرار الردود داخل الأراضي العراقية واحتمالية زيادة الفصائل لنشاطها أيضاً".

وأشار إلى أن "القائد العام رفض بشكل قاطع استهداف أماكن تواجد الأميركان، لذلك التصعيد سوف يؤثر على الوضع الأمني، لكن لا يرتقي لـ(الحرب الإقليمية)، أما عند استهداف قادة الفصائل، وقتها سوف تتحول إلى حرب إقليمية، لذلك الأميركان لم يتخذوا لحد الآن قراراً بهذا الحجم". 

وتابع، "لكن في حال كان هناك رد قاسي من الفصائل ربما سيقوم الأميركان بمثل هذا العمل الذي سيؤثر على العراق كثيراً".

فرق بين الفصائل والحشد

ويقول الخبير الأمني، عقيل الطائي، بأن "قصف مقر الحشد الشعبي في جرف الصخر هو ردود فعل لما قامت به الفصائل من قصف القواعد الأميركية في العراق وسوريا".

وينبّه الطائي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "هناك فرقاً بين فصائل المقاومة والحشد الشعبي المؤسسة العسكرية التابعة إلى رئاسة الوزراء".

ويبيّن، أن "الحشد الشعبي غير مسؤول عن قصف القواعد الأميركية، واذا كان هو المسؤول فإن القائد العام للقوات المسلحة هو المسؤول الأول والأخير، باعتبار أن الارتباط العسكري للحشد الشعبي هو لرئاسة الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة".

ويرى، أن "ما حدث هو خرق للسيادة العراقية وعدم احترام الحكومة العراقية وتأزيم للوضع الأمني في العراق".  

"حدود للرد"

يشير الخبير الأمني، عماد علو، إلى أن "الفصائل أو محور المقاومة في العراق أو لبنان أو اليمن أو غزة يعتمدون على استراتيجية (وحدة الساحات)، وهذا ما يلاحظ من الهجمات التي تتعرض لها القوات الأميركية الموجودة في القواعد بالعراق وسوريا".

ويضيف علو لوكالة شفق نيوز، أن "الرئيس الأميركي يواجه ضغوطاً وانخفضت شعبيته لعدم الرد على الهجمات بشكل يُعيد الكرامة للقوات الأميركية والحشد الأميركي الضخم الذي دفع به الرئيس بايدن إلى شرق المتوسط". 

ويوضح، "لذلك، جاء هذا الرد الأميركي وإن كان لا يتناسب مع حجم التعرضات التي استهدفت القوات الأميركية، التي هي بحدود 44 تعرضاً في العراق، مقابل 36 في سوريا، منذ بدء حرب في غزة".

ويستبعد علو، أن يتطور التصعيد إلى حرب إقليمية، "لأن كل الأطراف لديها خطوطاً حمراء وقواعد اشتباك - وإن لم تكن معلنة - تم الاتفاق عليها ضمنياً بعدم تجاوزها، كما هناك حدود لمدى وحجم التعرض الممكن للقوات الأميركية وأيضاً للرد عليها".

"استهداف قادة الفصائل وارد"

ويرى علو، أن "استهداف قادة الفصائل احتمال وارد"، مبيناً أن "الرد الأميركي يمكن أن يكون عبر ضرب مواقع فصائل المقاومة الإسلامية في العراق، وأيضاً القيام بعمليات اغتيال، وهذه استراتيجية ونهج القوات الأميركية، حيث أن العديد من قادة الفصائل تعرضوا إلى عمليات اغتيال أبرزهم قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد".

واختتم بالقول "لذلك هذه المسألة ليست مُستبعدة، ما يتطلب من قادة المقاومة الحيطة والحذر". 

وصعّدت الفصائل الشيعية المسلحة "الموالية لإيران" من هجماتها على القواعد العسكرية لقوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا والعراق بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر في فلسطين.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي قصف امريكي الفصائل قادة الفصائل الأراضی العراقیة القوات الأمیرکیة الرد الأمیرکی داخل الأراضی قادة الفصائل فی العراق شفق نیوز

إقرأ أيضاً:

رشيد:الحشد الشعبي مرتبط بالقائد العام والقرار العراقي “مستقل”!!

آخر تحديث: 25 يناير 2025 - 10:17 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد القيادي في حزب طالباني رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم السبت، على أن الفصائل المسلحة في العراق، هي فصائل عراقية مرتبطة بالحشد الشعبي الذي يشكل جزءاً من القوات الأمنية، في حين لفت إلى أمله بأن ينجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإيقاف الحروب في العالم. وقال رشيد، في مقابلة مع قناة فرانس 24،  إن “وجودنا في منتدى دافوس الاقتصادي لإعطاء انطباع عن الوضع الحالي في العراق والشرق الأوسط الذي يهم الجميع، وكما تعلمون الآن الوضع في سوريا وضع جديد، وفي لبنان تشكلت مؤخرا حكومة ونأمل أن ينجحوا في مساعيه”.وتابع رشيد: “أكدنا في منتدى دافوس على الأوضاع الأمنية الجيدة في العراق، والعلاقات الجيدة مع دول الجوار جيدة، والتركيز على الخدمات المقدمة للشعب العراقي، وفي نفس الوقت تحسين البنية التحتية، ونتعاون مع عدد كبير من دول المنطقة والدول الأوروبية من أجل الاستثمار في العراق وتنفيذ المشاريع الخدمية والضرورية للشعب العراقي”.ولفت إلى أن “الفصائل المسلحة هي فصائل عراقية، والقرارات الأخيرة للحكومة العراقية تؤكد على أن نشاطاتها تكون بتوجيهات من الحكومة، وكما أن الفصائل ترتبط بالحشد الشعبي الذي هو جزء من القوات الأمنية العراقية”.وبين أن “الحشد جزء من القوات الأمنية العراقية، ولا نحتاج لإثارة مثل هذه المواضيع فهي أمور داخلية، والحكومة تسيطر على الوضع الحالي، ولا توجد مشاكل منذ فترة”.وأوضح رشيد، أنه “لا توجد توترات داخلية، لدينا برلمان ومعظم القضايا الرئيسة في البلد تتم مناقشتها في البرلمان، ولدينا حكومة تمثل معظم القوى والأحزاب السياسية ولدينا رئاسة الجمهورية تدافع عن الدستور وتطبيقه، ولذلك هذه المشاكل نسمعها من الخارج أكثر مما نسمعها في الداخل”.وشدد على أن “العراق دولة مستقلة والقرارات بيد الدولة العراقية، ونأمل الحفاظ على استقلالنا وماضون في هذا الطريق، وعلاقاتنا جيدة مع كل الدول، وقرار العراق مستقل مبني على استقلاليتنا، وبالنسبة لنا ولكل العراقيين حكومة وشعباً استقلال العراق أهم من كل شي الآن وفي المستقبل”.وفي الشأن السوري، قال رشيد: “نحن نساعد ونؤيد طموحات الشعب السوري من أجل الوصول إلى الديمقراطية وتشكيل حكومة ديمقراطية، كما نؤكد على مشاركة كل مكونات الشعب السوري في تشكيل الحكومة وقراراتها السياسية، والقرارات الأخرى المرتبطة مع إدارة الدولة، هذه توجهاتنا التي نتبناها في كل المجالات”.وفيما يخص تنصيب دونالد ترامب، رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، قال رشيد: “نأمل أن ينجح الرئيس ترامب فيما طرحه بشأن إنهاء الحروب في أنحاء العالم كافة، ونحن مرتاحون جدا من هذا التصريح، ونأمل أن يتم تنفيذها ويدفع باتجاه الحلول السياسية”.وأكمل رشبد: “لدينا انتخابات كل أربع سنوات، ويتم تشكيل البرلمان حسب تصويت الشعب العراقي لاختيار أعضاء البرلمان وهم يقررون تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية، ولذلك هذه التغيرات تكون حسب الدستور والشعب العراقي”.وختم بالقول: “أنا متفائل بالنسبة للعراق، لأننا اتخذنا قرارات سياسية جيدة، والنظام في العراق جيد، ولدينا الآن استقرار أمني الذي يعد من أهم الحاجات، وماضون في برنامج تحسين الخدمات والبنية التحتية وتطوير علاقاتنا مع دول الجوار والعالم”.

مقالات مشابهة

  • الانسحاب المؤجل: هل ستبقى القوات الأمريكية بعد 2026؟
  • تحديات تواجه المصارف العراقية في الامتثال للمعايير الأميركية
  • هل تشهد العلاقات التركية العراقية تحولا جديدا بعد زيارة فيدان؟
  • وزير الخارجية الأميركي يتوعد قادة حركة طالبان
  • الحشد الشعبي:سنقاتل أمريكا وإسرائيل والعرب المتحالفين معهما حتى تحقيق أهداف مشروع المقاومة
  • الفصائل تتحدث عن قرارات مهمة ستعلنها لجمهورها بكل شفافية: نهاية المقاومة حُلم العدو
  • الفصائل تتحدث عن قرارات مهمة ستعلنها لجمهورها بكل شفافية: نهاية المقاومة حُلم العدو - عاجل
  • وزارة النفط:أكثر من مليار و 200 مليون برميل نفط الصادرات العراقية خلال 2024
  • رشيد:الحشد الشعبي مرتبط بالقائد العام والقرار العراقي “مستقل”!!
  • رئيس الجمهورية: معظم الفصائل يعتبرون أنفسهم جزءا من الحشد الشعبي وهو حشد رسمي عراقي بقانون