السليمانية عاصمة الكتاب
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
كتب.. لطيف نيرويي
تأسست وهي تحمل كل مقومات عاصمة، وجميع عوامل التمدن ومنها انطلق عصر التنوير الكردي وفيها بدأت الحركة الأدبية واللغوية بدءا من الشعراء الثالثوث محوي ونالي وسالم مرورا بالشاعرين بيرميرد وكوران وصولا إلى مرحلة التجديد في الأدب الكردي، فهي احتلت وبامتياز ريادة الأدب واللغة حتى وهي تعيش فترة النضال والكفاح المسلح، والتاريخ يروي لنا: إن السليمانية تتصدر كل المحافل، فأول مطبعة تأسست فيها وأول صحفية صدر منها وكذلك أول قاموس ولا يخفى أنها الأولى في العطاء والإيثار للأدب والفنون.
وها هي السليمانية اليوم تفتح أحضانها لنحو خمسة ملايين كتاب تتوزع على شتى العناوين والمفاهيم، إذ أن أكثر من 200 دار نشر وتوزيع من 20 دولة من دول العالم تيم وجهها الأدبي والفكري نحو عاصمة الكتاب ويستعرضون في معرض السليمانية الدولي في دورته الخامسة نتاجاتهم وأعمالهم. ما يعطي دليلا واضحا أن السليمانية والكلمة والرسالة لم تنفصلا منذ نحو قرنين ونصف القرن، ولا تزالان تعانقان البعض.
لم ترض السليمانية إلا أن تكون في طليعة الأدب والحركة الثقافية حتى هي تكافح وتضحي وتشقى من أجل نيل الحقوق القومية وبرزت فيها عبر ذلك التاريخ الكثير من الأسماء اللامعة التي لم ينفك الزمن أن يحفظ لهم مآثرهم ومناقبهم الفكرية والتنويرية.
كل تلك الخصوصية من الكفاح العريق والممتد في مجالات الفكر والثقافة والبصيرة والرشاد، جعلت المدينة تحتفظ لنفسها بلقب (عاصمة الثقافة) إلى جانب لقبها الأصل (التضحية والفداء)، فرغم ما مرت بها من ظروف قاسية ومنها الوضع المالي والاقتصادي المتردي ترى مسيرة الثقافة في هذه المدينة متواصلة ولا توقف لها وتلحظ في كل يوم وساعة ولادة كتاب ليضاف إلى الحصاد والكم الهائل من الكتب بعناوينها المتعددة، وعليه فإننا مع انطلاق الدورة الخامسة لمعرض السليمانية الدولي للكتاب نلحظ حضور العديد من عناوين الكتب المختلفة وأغلبها رأت النور وطبعت محليا وحصلت على الرقم الإيداعي الخاص بها ومنها ما طبعت في دول الجوار وهذا إن دل على شيء فيدل على أن السليمانية تظل مدينة للكتاب والورق والحبر.
ليتبارك حصاد الكتاب ومرحبا بكم جميعا في معرض السليمانية الدولي للكتاب في دورته الخامسة، أهلا بكم في مدينة الفكر والقلم والمعرفة والورق والإبداع.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
الجهاد عُدَّةٌ وزاد والحكمة اليمانية تجرفُ الفساد
مما لا ريب فيه أن من لزم الجدَّ أدرك المجد، ومن صدق في مقاله جَلَّ قدره، وتم أمره، وحسُنَ ذكره، وشهِدَ فعله على صدق مقاله وجليل أعماله.
فأحسن الكلام ما قل ودل وصدقه العمل، فأعرب عنه الضمير، واستغنى عن التفسير، وأبلغ الكلام ما دل أوله على آخره، وعُرِفَ باطنه من ظاهره فزانه التمام، وعرفه الخاص والعام، وقد كان ذلك لرسول رب العالمين خاتم المرسلين وإمام المتقين محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم، الذي بلّغ شريعة الله، وأعلم الإنس والجان (الإيمان يمان والحكمة يمانية).
والحكمة في لغة العرب: تعني الحلم والعلم، وكلّ ما يمنع من الجهل، ومنها: كُـلّ كلام يوافق الحق، ومنها: وضع الشيء في موضعه، ومنها: صواب الأمر وسداده، ومنها: الجهاد؛ مِن أجلِ إعلاء كلمة الله، ورفع الظلم عن عباده.
فلا ينال الناس العزة والكرامة، ورفع الظلم دون جهاد واجتهاد.
ولا يمكن رد عدوان المعتدي دون جهاد، ألا ترى أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه: (وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ)، فلم ينل داود تلك المكانة حتى أخذ حظًا من الجهاد، وقاتل وقتل جالوت.
وهذا اليمن بلد الإيمان والحكمة تعلن الجهاد بقيادة أنصار الله؛ فتوجّـه ضربة لمن جاءوا بأساطيلهم ليشعلوا نار الفتنة والفساد في البلاد، وذلك من الحكمة التي تفرد بها اليمن في هذا الوقت العصيب بصد هجمات المفسدين وإضعاف قدراتهم، بمهاجمة سفنهم وحاملة طائراتهم أبراهام.
فلعل من إشارة النبي وبشاراته (وإنِّي لأجدُ نَفَسَ الرحمن من قبل اليمن) أن يكون لليمن الحظ الوفير في نصرة الإسلام والمسلمين وصد هجمات المعتدين، ونصرة غزة وفلسطين.
إنها الحكمة اليمانية التي تمثلت في ضرب قوى الباطل والاستكبار الشيطانية.
فالباطل لا يُقهر ولا يذوب ويضمحل من تلقاء نفسه إلا إذَا صُدم بقوة الحق الصاروخية والعسكرية، فقوة أنصار الله وحزب الله، وصولة المجاهدين هي الماحقة لطغيان المعتدين.
فقوة الحق تكون مادية ومعنوية وفكرية، ولهذا يقول الحق سبحانه وتعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ).
وقد اعد أنصار الله في يمن الإيمان، وحزب الله في جنوب لبنان، وحماس في فلسطين، القوة القاهرة التي تمحق الباطل وتقضي عليه.
فالغلبة في آخر الأمر للحق لا محالة (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرض).
إن الإصلاح الذي أراده الله لا يقوم في هذه الأُمَّــة إلا بالجهاد، أما من أعرض واستغنى بماله، معتقداً أن في ذلك صلاح بعض أحواله فقد أخطأ التقدير، وقد يستغني الله عنه إن لم يستجب لندائه.
فكم من غني يستغنى عنه، وكم من فقير يمده الله بنصره وقوته، فيفتقر الناس إليه؛ فالحق ظاهر سبيله، واضح دليله، وقد أخذ به المصلحون في هذه الأُمَّــة اقتدَاء بهدي سيد المرسلين.
فمن لم يؤكّـد قديمَه بحديثه شانَ سلفه، وخان خلفه، ويوشك أن يدركه العذاب فيعظم المصاب، إن لم يستدرك بالمتاب، (انْفِرُوا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدُوا بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ)، (إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شيئًا وَاللَّهُ عَلى كُـلّ شيءٍ قَدِيرٌ).
الشكر والتقدير لمن رفع علم الجهاد من أبناء اليمن ولبنان وفلسطين (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء.