زوبعة بسبب كاريكاتير.. رسام سويسري: ناريندرا مودي لا يقبل النقد ويسعى لقتل الحريات في الهند
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
ما تزال الزوبعة الكبيرة التي أثارها رسم كاريكاتيري للرسام السويسري باتريك شابات بمجلة ألمانية تثير تفاعلات في الهند، حيث وجه له مؤيديون لنظام ناريندرا مودي انتقادات لاذعة، واصفين إياه بالنازي العنصري.
وقال شابات في مقال له بصحيفة لوتون (Le Temps) السويسرية إنه بمجرد نشر رسمه بمجلة دير شبيغل (Der Spiegel) الألمانية، انبرى مسؤولون هنود لتوجيه انتقادات لاذعة له وللمجلة الألمانية ووصمها بالنازية وبالعنصرية.
ويظهر الرسم قطارين متقابلين على نفس المسافة تقريبا، الأول صيني حديث وسريع "تي جي في" يظهر فيه السائق ومساعده فقط، بينما الثاني هندي مملوء بالركاب، بعضهم فوق سطح القطار وآخرون على جوانبه، إلى جانب أولئك الذين يطلون من النوافذ. وأشار الرسام إلى أنه هدف من خلال الكاريكاتير إلى إظهار التباين الاقتصادي الكبير بين البلدين المتنافسين.
السبب الحقيقي
وبحسب المقال، فقد اضطر السفير الألماني في الهند للتعبير عن رفضه للرسم الكاريكاتيري، مؤكدا أنه "غير مناسب، وغير مضحك"، فيما "صبت قناة روسيا اليوم المزيد من الزيت على النار وذكرت أن الرسم يؤكد مرة أخرى الحقد الاستعماري الغربي، وبادرت إلى استطلاع رأي المواطنين الهنود بخصوص الموضوع".
بالمقابل -يوضح باتريك- أكد فنانون هنود بينهم الممثلة إيتا ميهروترا أن الرسم المثير للجدل يمكن تصنيفه ضمن خانة الترويج لـ"صورة نمطية" عن الهند، لكن في الوقت نفسه هو رسم ينطبق مع الواقع المعاش داخل البلاد.
وذكر الرسام في مقاله أن السبب الحقيقي وراء الضجة المستمرة منذ أسابيع ضد الرسم الكاريكاتيري يتلخص في أنه يظهر حقيقة تعاكس ما تحاول حكومة ناريندرا مودي إظهاره منذ سنوات، وهي الحريصة على إبراز "الهند المتوهجة"، فيما الواقع مخالف تماما لذلك في كثير من الجوانب.
وقال إنه خلال الضجة التي اندلعت بعد نشر الكاريكاتير، وقع حادث القطار المأساوي قرب بلدة بالاسور بولاية أوديشا شرقي البلاد، مخلفا مقتل نحو 300 شخص وإصابة المئات بجروح متفاوتة الخطورة.
تسلط
وأكد شابات أن رد الفعل المبالغ فيه الذي قادته السلطة الهندية بقيادة مودي ضد الرسم الكاريكاتيري، يكشف مدى "انحراف" سلطة رئيس الوزراء الحالي المسيطر على الحكم منذ 2014.
وقال إن مودي لا يحب النقد ولا يتمتع بروح الدعابة، وعمل بمجرد وصوله إلى السلطة على اتخاذ ما يناقض "ثقافة التسامح" الهندية تجاه الكاريكاتير السياسي، حيث بات بعض رسامي الكاريكاتير مهددين بالسجن بسبب انتقادهم لأوضاع سياسية، وقد أصبح من الصعب جدا انتقاد مودي في الصحف الهندية.
وبات اللجوء إلى منصات التواصل الاجتماعي لنشر رسوم الكاريكاتير السياسية أمرا محفوفا بالمخاطر، حيث يتابَع بعض الرسامين أمام القضاء بسبب نشرهم رسوما تنتقد الحكومة، فضلا عن أن الذباب الإلكتروني يشن حملات لإغلاق حساباتهم.
ويُتهم رسامو الكاريكاتير بأنهم يعملون ضد مصلحة الوطن.
وحذر شابات من أن ناريندرا مودي يجهز لمشروع قانون جديد سيمكنه من التحكم في المعلومات التي تنشر عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ووصف مشروع القانون ذاك بأنه "مشروع قاتل للحرية".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مفتي الهند: أخلاق رمضان يجب أن تستمر معنا طوال العام
وجه الشيخ أبوبكر أحمد مفتي الهند رسالة يهنئ فيها المسلمين بمناسبة عيد الفطر.
وقال:" يستقبل المؤمنون هذا العيد بقلوب نقية بعد شهر من العبادة والالتزام بالتكليفات الشرعية". وأوضح أنه من المهم في هذه المناسبة أن يتعهد المسلمون بالاستمرار في العيش وفقاً للقيم الأخلاقية التي تم تعلمها خلال شهر رمضان، مثل الصيام والالتزام بالأعمال الصالحة.
وأكد أنه يجب أن يتم الاحتفال بالعيد مع أداء الواجبات الضرورية مثل دفع زكاة الفطر، والزيارة العائلية، والإحسان، وتعزيز الروابط مع الجيران.
وشدد على ضرورة أن يتم التفكير في الفقراء والمرضى والأرامل في المجتمع وتقديم المساعدة لهم في هذا اليوم المبارك.
وأضاف أنه في وقت تنتشر فيه المخدرات والعنف في المجتمع، يجب على الجميع أن يتجنبوا جميع أنواع المخدرات التي تدمر الجسد والعقل، وأن يتبنى الجميع سلوكيات الحب والمودة بدلاً من العنف. يجب أن يشارك الشباب، بمن فيهم المراهقون، في الأعمال الصالحة، وأن يتنافس الجميع في تقديم الخير ومقاومة الشر.
وأشار إلى أنه في يوم العيد الذي يجب أن يفرح فيه الجميع، يجب أن نتأكد من أنه لا يوجد أحد يعاني من حولنا، وإذا كان هناك من يحتاج إلى المساعدة يجب أن نقدم له ما يستطيع أن يعينه. وأضاف أنه ينبغي أيضاً أن نتوجه بالدعاء من أجل أن يرفع الله المعاناة عن الناس في أنحاء العالم، وخاصة في غزة وغيرها من الأماكن التي يعانون فيها.