هل تمهد هدنة غزة إلى سلام دائم؟
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
كثيرون في إسرائيل والمناطق الفلسطينية، وفي الشرق الأوسط وما وراءه، سيشعرون بارتياح كبير للأنباء عن وقف النار والإفراج عن الرهائن في غزة.
الجمع بين التهديدات الإسرائيلية وبقاء السنوار حياً لا يجعل السلام قريباً.
ولكن مراسل "غارديان" البريطانية في القدس جايسون بوركي، رأى أن الطبيعة المؤقتة لوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، إضافة إلى الرهائن الذين لا يزالون قيد الاحتجاز لدى حماس، تعني أن أي آمال في نهاية الأعمال العدائية، تبقى ضعيفة بشكل يبعث على الأسى.
ولا شك أن تبعات الاقتتال امتدت فعلاً إلى المنطقة وما وراءها، لكن أكثر من سيتأثر بشكل مباشر هو شعب غزة. وحتى الآن، يعتقد أن ما بين 13 و14 ألفاً قتلوا منذ أن شنت إسرائيل حربها بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول)، الذي قتل 1200 شخص في جنوب إسرائيل، معظمهم مدنيون كانوا في منازلهم أو في حفل راقص. وجعل القصف الإسرائيلي معظم شمال غزة غير صالح للسكن، وهجر 1.7 مليونا باتوا محشورين في الجنوب، بلا غذاء ووقود ومياه نظيفة ومأوى بما يكفي، بعد سبعة أسابيع من قطع إسرائيل للإمدادات.
Gaza ceasefire deal brings relief but little hope of durable peace https://t.co/EKqT2mh5S8 #palestine #freepalestine #gaza
— Palestine.News (@Palestine972) November 22, 2023إن أي توقف في الأعمال العدائية والوعود بزيادة المساعدات، سيوفر تخفيفاً جزئياً للأعباء عن السكان المصابين والمحزونين في هذه الأراضي.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة أمضى ستة أسابيع قرب مجمع في خان يونس جنوب غزة مع عائلته، الأربعاء :"أتمنى فور بدء وقف النار أن يفتح الباب لحل سياسي، لكن لا يزال هذا الأمر غير واضح، كما أنه يجعلنا نفكر ماذا سنفعل عندما تنتهي الحرب؟ وإلى أين سنذهب بعدما فقد معظم الناس وأنا منهم منازلهم؟ أين سنعيش، عندما لا توجد بنى تحتية، ولا مدارس، ولا مستشفيات؟ سيستغرق الأمر سنوات فقط لإزالة الركام".
كما أن الاتفاق سيوفر ارتياحاً جزئياً لعائلات 239 رهينة إسرائيلية يعتقد أنهم موجودون في غزة. وحتى الذين لن يفرج عنهم فوراً، يوفر الاتفاق الأمل. لكن عائلات وأصدقاء الجنود الأسرى، وعددهم نحو مئة، فإن الحقيقة المؤسفة هي أنهم الأغلى ثمناً عند حماس، وسيكونون آخر من يفرج عنهم.
ورغم أن أحزاب اليمين المتطرف تدعم إلى حد كبير الاتفاق، متفادية بذلك أزمة سياسية فورية، فإن الكثير من الإسرائيليين يعارض وقف النار. وأيد الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات الاتفاق مع حماس، لكنهما على غرار معظم الرأي العام يؤيدان استمرار الجهود من أجل "سحق" حماس.
وحتى في وقت التداول حول الاتفاق في إسرائيل، ضربت غارة جوية مبنى في مدينة خان يونس بجنوب غزة، أدت إلى مقتل 17 شخصاً، وفق شهود. وشاهد مراسل وكالة أسوشيتدبرس جثتي طفلين خلال انتشالهما من الركام، أحدهما أصيب بحروق بالغة.
وصباح الأربعاء، دوت صفارات الإنذار التي تحذر الإسرئيليين من الصواريخ المنطلقة من غزة. وكان مسؤول عسكري أبلغ "غاردياني " فالشهر الماضي، أنه وزملاءه كانوا يعلمون دائماً بأن على إسرائيل دفع "ثمن باهظ" لاستعادة الرهائن، في حين ستمثل البطولة التي ستكتسبها حماس بإطلاق شبان ونساء من السجون الإسرائيلية، بمثابة علقم لإسرائيل.
وتزعم إسرائيل أنها قتلت الآلاف من مقاتلي حماس، رغم أنها لم تقدم دليلاً، ودمرت أجزاء نظام الأنفاق الذي بنته الحركة. كما أنها تسيطر على أجزاء من معاقلها في شمال غزة.
ولا يزال يحيي السنوار قائد حماس في غزة الذي وصفه الوزراء الإسرائيليون بـ "رجل ميت يمشي" على قيد الحياة، وفي يده قرار الموافقة على الاتفاق.
وخلص الكاتب إلى أن الجمع بين التهديدات الإسرائيلية وبقاء السنوار حياً لا يجعل السلام قريباً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب : اللقاء مع حماس كان إيجابياً.. وناقشنا هدنة مطولة
المناطق_متابعات
شدد مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الرهائن، آدم بولر، على أن اللقاء مع حركة حماس كان إيجابياً.
وقال اليوم الأحد: “نريد التفاهم مع حماس عبر الحوار”.
أخبار قد تهمك البيت الأبيض: نُجري محادثات مباشرة مع حماس بالتشاور مع إسرائيل 5 مارس 2025 - 10:54 مساءً روسيا عن قرار ترامب: وقف المساعدات يشجع كييف على السلام 4 مارس 2025 - 2:33 مساءًكما أضاف أن هناك مؤشرات إيجابية لنهاية الوضع القائم بعد حواره مع حماس.
كذلك أكد أن الولايات المتحدة ملتزمة بإنهاء حرب غزة وإطلاق سراح كل الرهائن.
وأوضح قائلاً: “ناقشنا مع حماس هدنة مطولة تشمل تخليها عن السلاح، فضلاً عن اليوم التالي في غزة وإعادة الإعمار”.
كما أردف “أن بإمكان عناصر حماس أن يكونوا مواطنين عاديين في غزة بلا سلاح”، مؤكداً: “علينا العمل سوياً لضمان ألا تتسلح حماس مجدداً”.
كذلك شدد على أن حماس ليست كياناً سياسياً بعد الآن.
ومضى بالقول إن “قيادة الفلسطينيين يجب أن تمثل الشعب بما فيها الضفة الغربية”.
مفاوضات صعبة ومكثفة
كما أكد أن الاتفاق مع حماس ممكن غير أن لا سقف زمنياً له، “لكن علينا التصرف بسرعة حيال هذا الأمر”.
كذلك بيّن أن المفاوضات بشأن غزة ستكون مكثفة الأسبوع المقبل عندما يصل المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، إلى الدوحة. وشدد على أن “المفاوضات صعبة جداً لكن كل شيء ممكن”.
لقاءات إضافية؟
وبوقت سابق اليوم، أعلن بولر أن الاجتماعات الأمريكية مع حركة حماس بشأن إطلاق سراح المحتجزين في غزة كانت مفيدة جداً.
فيما لم يستبعد عقد لقاءات إضافية مع حماس.
كما أضاف في مقابلة مع “سي إن إن” أنه يعتقد أن شيئاً ما قد يتم التوصل إليه بشأن غزة في غضون أسابيع.
ماذا قالت حماس؟
وكان مسؤول في حماس قد كشف اليوم فحوى ما تركزت عليه المفاوضات المباشرة التي عقدت بين الجانب الأمريكي ووفد من الحركة، بعيداً عن إسرائيل.
حيث أكد القيادي في حماس، طاهر النونو، أن عدة لقاءات عقدت بين قيادات الحركة والمبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بولر.
كما أضاف أن “عدة لقاءات تمت بالفعل في الدوحة”. أما فحوى تلك اللقاءات فتركز حول “إطلاق سراح أحد الأسرى مزدوجي الجنسية”.
إلى ذلك، أردف أن الحركة “تعاملت بإيجابية ومرونة كبيرة بما يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني”، وفق وكالة “رويترز”.
جمع كل الأطراف
تأتي تلك التصريحات فيما يرتقب أن يتوجه ستيف ويتكوف إلى الدوحة، مساء الثلاثاء المقبل، في محاولة للتوسط في اتفاق جديد.
في حين أوضح مسؤول إسرائيلي كبير أن ويتكوف يود جمع كل الأطراف في مكان واحد لإجراء مفاوضات مكثفة لعدة أيام في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول المرحلة الثانية من تبادل الأسرى.
5 أمريكيين
ولا تزال حماس تحتجز 59 أسيراً في غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، بعدما أطلق سراح 33 خلال المرحلة الأولى من الاتفاق الذي بدأ سريانه في 19 يناير مقابل أكثر من 1400 فلسطيني.
بينما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 35، ورجحت المخابرات الإسرائيلية بقاء 22 على قيد الحياة، حالة اثنين منهم غير معروفة.
ومن بين هؤلاء المحتجزين 5 أميركيين، من ضمنهم إيدان ألكسندر، البالغ 21 عاماً والذي يُعتقد أنه على قيد الحياة.