ماذا تعني الهدنة في الحرب على غزة؟
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
لتخفيف معاناة السكان المدنيين في غزة، يستحق الاتفاق بين إسرائيل وحماس على وقف النار لأربعة أيام وتبادل الأسرى أقصى ما يمكن من الترحيب. لكن ماذا عن المقاتلين؟
بالنظر إلى الأهداف القصوى للجانبين، "توقعوا المزيد من الحرب".
بوجب الاتفاق الذي توسطت فيه قطر، يفترض أن تتخلى حماس عن 50 رهينة على الأقل من بين أكثر من 240 احتجزتهم في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، مع التركيز على النساء والأطفال، وإمكانية الإفراج عن 10 آخرين، بعد كل يوم تمديد للهدنة.في المقابل، من المقرر أن تفرج إسرائيل عن 150 سجيناً فلسطينياً، معظمهم من النساء والأطفال. كما ستسمح، حسب حماس، بدخول مئات من شاحنات المساعدات إلى غزة وتوقف معظم الطلعات الجوية فوق القطاع وتمتنع عن أي اعتقالات.
What does a limited truce in Gaza between Israel and Hamas mean? @MarcChampion1 explains what it does and doesn't achieve https://t.co/Ktby7Yjd1G via @opinion
— Bloomberg (@business) November 22, 2023لكن من الناحية العسكرية، يكتب مارك تشامبيون في شبكة بلومبرغ يتطلب الأمر إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين لتغيير حقيقي في قواعد اللعبة عند القوات الإسرائيلية التي تواجه احتمال الاضطرار إلى تطهير مئات الأميال من الأنفاق التي يصل عمقها إلى 70 متراً للقضاء على قدرة حماس القتالية. سيكون هذا أسهل بكثير إن لم تكن هناك حاجة إلى القلق على الرهائن.
بيئة مروعة.يقول جون سبنسر، الرائد السابق في الجيش الأمريكي، والرئيس الحالي لدراسات الحرب الحضرية في معهد الحرب الحديثة بويست بوينت، إن الأنفاق بيئة مروعة لأي جندي. وأضاف أن غالبية التكنولوجيا العسكرية، ببساطة، لا تعمل تحت الأرض، فنظارات الرؤية الليلية عديمة الفاعلية بسبب غياب ضوء محيط، ومعظم الروبوتات أيضاً بسبب انعدام إشارات راديوية حيوية. كما أن الاتصالات بين القوات، حتى البصرية منها، لا تعمل.
من الصعب الرؤية أو التنفس في الأنفاق. حتى الكلاب التي تشم القنابل يجب أن تكون مدربة بشكل خاص للعمل تحت الأرض في الظلام.
What does a limited truce in Gaza between Israel and Hamas mean? @MarcChampion1 explains what it does and doesn't achieve (via @opinion) https://t.co/9NAQvVYsLL
— Bloomberg Politics (@bpolitics) November 22, 2023لذلك، استخدمت الجيوش منذ زمن سحيق الأنفاق وحاول خصومها تحييدها دون الاضطرار إلى دخولها. والوسائل فظيعة بقدر ما هي فعالة. على سبيل المثال، استخدمت روسيا الأسلحة الفراغية لقتل المدافعين تحت الأرض، حيث لا يمكن للقنابل أن تصل إليهم، بامتصاص الهواء من ملاجئهم ما يؤدي إلى انهيار رئاهم.
ليس خياراًفي غزة، الطريقة المنطقية لتحييد شبكة أنفاق حماس الكبيرة والفريدة من نوعها، إغراقها بمياه البحر، وفق ما قال سبنسر للكاتب، لكن ذلك ليس خياراً في الوقت الراهن لأن الرهائن القلائل الذين أفرجت حماس عنهم، أوضحوا أنهم كانوا محتجزين في تلك الأنفاق.
من المفترض أن يؤدي إطلاق سراح 50 من الدروع البشرية إلى تخفيف المشكلة من الناحية الحسابية، لكنه لا يزال يترك نحو 180 رهينة بين أيدي حماس. ودون معرفة مكانهم، لا يغير انخفاض العدد إلا قليلاً.
أهداف الطرفينعلى نطاق أوسع، لا يمكن لمثل هذا التوقف القصير أن يحقق الأهداف السياسية لأي من الجانبين، وسيكون التحدي الرئيسي أن يظل المقاتلون محميين أثناء مراقبته، وهو أحد الأسباب التي تجعل عمليات وقف إطلاق النار الموقتة تميل إلى أن تكون متقلبة.
وتتلخص مهمة الجيش الإسرائيلي في القضاء على القدرات العسكرية لحماس. لا تزال هذه المهمة بعيدة عن الاكتمال لذلك لايرجح أن تسمح إسرائيل بتوسيع التوقف إلى هدنة أكثر ديمومة. وقد ترغب حماس فيها، ولكن مع افتراض العكس، لن يؤدي التوقف القصير إلى تحقيق هدفها المتمثل في إطالة أمد الحرب والمعاناة المصاحبة لها إلى أن يتدخل حزب الله، أو إيران، أو المجتمع الدولي.
في حديث مع الكاتب أيضاً، قال أستاذ الحرب في العالم المعاصر في كلية الملك بلندن ديفيد بيتز عن الهدنة: "لا أعتقد أنها مهمة عسكرياً. لا أعتقد أن الجيش الإسرائيلي سيتوقف حتى يقضي على حماس، مع أن السؤال الواضح: ماذا سيبقى من غزة عندما ينتهون؟ والإجابة هي أن لا شيء يمكن لمليوني شخص العودة إليه".
وفي الحالتين، سيستخدم الجانبان فترة توقف القتال لإراحة قواتهما وإعادة الإمداد والتخطيط وجمع المعلومات الاستخبارية، كما كتب اللواء الأسترالي المتقاعد ميك رايان في مدونة يوم الأربعاء. وقد يعمد الجيش الإسرائيلي أيضاً إلى الاستعداد لتوسيع الحرب إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة.
وبالنظر إلى الأهداف القصوى للجانبين، "توقعوا المزيد من الحرب"، ختم الكاتب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
حماس تعتبر أن "الكرة في ملعب إسرائيل" بشأن الهدنة في غزة
أكدت حركة حماس الفلسطينية، السبت، أن « الكرة في ملعب إسرائيل » حاليا، بعد عرضها إطلاق سراح جندي إسرائيلي-أمريكي محتجز لديها إضافة إلى جثامين أربعة من مزدوجي الجنسية، في إطار المفاوضات حول استمرار الهدنة في قطاع غزة. ونددت الولايات المتحدة وإسرائيل بعرض حماس.
وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع لوكالة فرانس برس « الكرة حاليا في ملعب الاحتلال الإسرائيلي »، مضيفا « نريد تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإلزام الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق ».
بعد نحو 15 شهرا على اندلاع الحرب في قطاع غزة عقب هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدأ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي تطبيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية تم التوصل إليه بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية.
وامتدت المرحلة الأولى من الاتفاق ستة أسابيع، وأتاحت عودة 33 من الرهائن الذين خطفوا بمعظمهم في يوم الهجوم، الى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.
وسمحت إسرائيل أيضا بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، قبل أن تعلق دخولها في الثاني من آذار/مارس.
وقال قيادي في حماس لوكالة فرانس برس مشترطا عدم الكشف عن اسمه، إن مقترح الإفراج عن الجندي يأتي ضمن « صفقة استثنائية »، مشيرا إلى أنه في المقابل، تطلق إسرائيل سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين لديها.
إلا أنه أوضح أن الاقتراح مشروط بأن تبدأ « بالتزامن مفاوضات تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار » و »الفتح الفوري لجميع المعابر الحدودية والسماح بدخول جميع الاحتياجات الإنسانية إلى قطاع غزة ».
كما تشترط الحركة، وفق القيادي، انسحابا إسرائيليا من ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار كانت نصت على ذلك.
وينص مقترح حماس على أن « تنتهي مفاوضات المرحلة الثانية خلال 50 يوما (بعد بدئها) بضمانة الوسطاء ».
وتتواصل في الدوحة منذ أيام مفاوضات يفترض أن تتناول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
واتهمت إسرائيل حركة حماس بـ »التعنت وممارسة حرب نفسية ».
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو « بينما قبلت إسرائيل مقترح (الموفد الأمريكي ستيف) ويتكوف، تتمسك حماس برفضه ولم تتزحزح قيد أنملة ». واتهم حماس بمواصلة اللجوء إلى « التلاعب والحرب النفسية ».
كما اتهم البيت الأبيض حماس، الجمعة، بتقديم مطالب « غير عملية بتاتا » والمماطلة.
وأعلنت إسرائيل في مارس أن ويتكوف تقدم بخطة لتمديد وقف إطلاق النار في غزة حتى منتصف أبريل، على أن يتم خلال هذا الوقت إطلاق سراح « نصف الرهائن الأحياء والأموات » المتبقين في قطاع غزة في اليوم الأول من دخول الهدنة الجديدة حيز التنفيذ، ثم يتم إطلاق سراح بقية الرهائن الأحياء والأموات « إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار »، وفق ما ذكر في حينه بيان صادر عن مكتب نتانياهو.
(وكالات)
كلمات دلالية إسرائيل حماس عدوان غزة