أكد خبراء وصحفيون أردنيون أن القمة التي جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالقاهرة أمس الأربعاء، تأتي استكمالا للدور الريادي والمحوري منذ بدء الحرب على قطاع غزة والتنسيق والتشاور من أجل وقف هذه الحرب ونفاذ المساعدات الإنسانية والطيبة للقطاع مع الهدنة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي والتي تم الاتفاق عليها بجهود مصرية مشتركة مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية.

وقال الخبراء والصحفيون إن مصر والأردن ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة وهما يبذلان جهودا حثيثة لوقفها وإدخال المساعدات، مؤكدين أن قمة القاهرة بين الزعيمين السيسي والعاهل الأردني تأتي في إطار تأكيد محورية القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر والأردن على مر التاريخ.

وأوضح فايق حجازين مدير وكالة الأنباء الأردنية "بترا" السابق، أن قمة الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني بالقاهرة أمس والتي جاءت بعد ساعات من إعلان التوصل إلى هدنة في غزة تؤكد أن الزعيمين على تواصل مستمر وتنسيق لم ينقطع منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، مؤكدا أن حرص القيادتين على التشاور والتواصل يؤكد أن القضية الفلسطينية هي القضية الأمة والرئيسية والمحورية بالنسبة للقاهرة وعمان دون غيرهما.

وأشار حجازين إلى أن القاهرة وعمان أول من تحرك لإنقاذ أهالي غزة عبر التواصل مع الأطراف الإقليمية والدولية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف هذه الحرب، موضحًا أن الرئيس السيسي أول من دعا إلى قمة دولية وعقدت بالقاهرة "قمة القاهرة للسلام" بحضور عربي ودولي، فيما قام العاهل الأردني بجولات دولية أوروبية من أجل إقناع هذه الأطراف بضرورة وقف الحرب والتحذير من تداعياتها على المنطقة والعالم.

ونوه إلى أن التشاور والتنسيق المصري الأردني وعلى مستوى القيادة وضع حد لفكرة التهجير القسري للفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة، مؤكدا أن القاهرة وعمان تمثلان صوت العقل والحكمة بالمنطقة ويجب على الجميع أن يستمع جيدا لهما وهو ما يحدث حاليا بالفعل عقب التخوفات الدولية من اتساع دائرة الحرب خارج حدود فلسطين المحتلة.

وشدد فايق حجازين أن قمة الزعيمين بالقاهرة أمس كانت ضمن مجموعة قمم متتالية منذ بدء الحرب للتأكيد على الدور المصري الأردني الموحد والذي يظهر جليا في كافة التصريحات والقرارات والمواقف التي تخرج من القاهرة وعمان، مشيدا بالدور المحوري الذي قامت به مصر في سبيل التوصل إلى هدنة إنسانية باعتبارها طوق نجاة لإنقاذ أهالي غزة وتخفيف حدة الحرب عليهم.

بدورها، رأت الدكتورة الأردنية سلام الطراونة خبيرة التسويق الإعلامي، أن قمة القاهرة التي جمعت الرئيس السيسي والعاهل الأردني تعد القمة الرابعة للزعيمين منذ بدء الحرب على قطاع غزة غير الاتصالات الهاتفية وتبادل الرسائل، مشيرة إلى أن أول زعيمين اجتمعا معًا لمناقشة الوضع في غزة مع بدء العدوان كان الرئيس السيسي والملك عبد الله بالقاهرة بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وشددت الطراونة، على أن القضية الفلسطينية تمثل أمنًا قوميًا بالنسبة لمصر والأردن بحكم التاريخ والجغرافيا، مؤكدة أن أول تحرك عربي منذ اليوم الأول للحرب كان من القاهرة وعمان على كافة المستويات السياسية والرسمية والشعبية.

وأكدت أن التنسيق المصري الأردني موجود على مر تاريخ القضية الفلسطينية وأحداثها المختلفة، مؤكدة أن الرئيس السيسي والعاهل الأردني لا توجد مناسبة دولية أو إقليمية إلا وكانت القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته، حاضر في مباحثاتهما أو لقاءاتهما مع الشركاء الدوليين إيمانا بمحورية تلك القضية بالنسبة لمصر والأردن.

ونوهت الطراونة إلى أن العاهل الأردني ومع بدء الحرب وخطورتها على المنطقة والشعب الفلسطيني والعربي، توجه في جولات عدة إلى أوروبا لتوضيح الصورة وإيصال الموقف العربي بضرورة وقف هذه الحرب الإجرامية وقد نجح في تغيير وجهات نظر العديد من الزعماء الأوروبيين في هذا الشأن، مؤكدة أن قمة القاهرة بين الرئيس السيسي والملك عبد الله جاءت لتؤكد استمرار التنسيق والتشاور مع إعلان الهدنة لاستغلال ذلك والبدء مبكرا من أجل الضغط لوقف هذه الحرب الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية.

من جانبه، قال الصحفي الأردني سيف الدين صوالحه، إن القمة التي جمعت الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني، جاءت في إطار التنسيق العالي المستوى والمشترك بين البلدين الشقيقين وجهودهما المتواصلة لوقف العدوان الإسرائيلي على أهالي قطاع غزة، ولوقف أعمال القتل والتدمير والمجازر التي تقترفها دولة الاحتلال بحق الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.

ولفت صوالحه، إن مصر نجحت عبر جهودها الحثيثة والمقدرة للتوصل لاتفاق حول هدنة إنسانية حيث وظفت مصر كل ثقلها السياسي للتوصل لهذا الاتفاق الذي نأمل أن يكون وقفا تاما لإطلاق النار وحماية المدنيين وإدامة تدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود إلى قطاع غزة، وضمان عودة الهدوء للقطاع الذي تعرض لعملية تدمير ممنهجة.

وأكد أن قمة الزعيمين شددت على رفض مصر والأردن لسياسات التجويع والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، وأكدت ضرورة تحرك المجتمع الدولي لاستغلال الهدنة الحالية لإغاثة أهالي غزة وتخفيف المأساة الإنسانية التي يتعرض لها القطاع، إلى جانب استعادة الاستقرار بالمنطقة وإطلاق عملية سياسية متكاملة بهدف الوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وهذا يأتي إيمانا بقوة التعاون والتنسيق بين القاهرة وعمان.

وقد أكد الرئيس السيسي والعاهل الأردني أمس الأربعاء ترحيبهما بالهدنة الإنسانية المعلنة في قطاع غزة.. مطالبين بضرورة تحرك المجتمع الدولي لاستغلال الهدنة الحالية لإغاثة أهالي غزة وتخفيف المأساة الإنسانية التي يتعرض لها القطاع.

جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي بمطار القاهرة الدولي الملك عبد الله الثاني، حيث عقد الزعيمان جلسة مباحثات رحب خلالها الرئيس السيسي بأخيه العاهل الأردني.. مؤكدًا الحرص على التنسيق المستمر بين البلدين لتوحيد المواقف في ضوء الظروف الدقيقة التي تشهدها المنطقة.

وأبدى الزعيمان رفضهما التام لأية محاولات لتهجير أهالي القطاع داخل أو خارج غزة.. مشددين على ضرورة استمرار العمل المكثف للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإتاحة المجال لنفاذ المساعدات الإنسانية الكافية لأهالي القطاع دون إبطاء، وذلك تجسيداً للتوافق الدولي والمتمثل في قراري مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ذوي الصلة مع رفض سياسات التجويع والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.

وأكد الزعيمان أن أي جهود لاستعادة الاستقرار في المنطقة يجب أن تستند إلى إطلاق عملية سياسية متكاملة بهدف الوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين، وحصول الجانب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وعلى رأسها دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

واستعرض الزعيمان جهود البلدين للتواصل مع كافة الأطراف من أجل تقديم الدعم الكامل للأشقاء الفلسطينيين.. حسبما صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي السيسي العدوان الاسرائيلي الكيان الصهيوني المقاومة الفلسطينية الملك عبد الله الثاني تهجير الفلسطينيين حركة حماس فلسطين قصف غزة قطاع غزة قوات الاحتلال مجزرة جباليا مخطط اسرائيل الرئیس السیسی والملک عبد الله السیسی والعاهل الأردنی القضیة الفلسطینیة عبد الله الثانی القاهرة وعمان منذ بدء الحرب وقف هذه الحرب لمصر والأردن قمة القاهرة مصر والأردن أهالی غزة قطاع غزة الحرب ا أن قمة إلى أن من أجل

إقرأ أيضاً:

الصحراوي قمعون: القضية الفلسطينية وحروب التضليل

في كتابه “فلسطين وحروب التضليل الإعلامي”، الصادر حديثاً عن “مجمع الأطرش للكتاب المختص”، يبحث الكاتب والصحافي التونسي الصحراوي قمعون في مظاهر وأساليب التضليل الإعلامي التي يعتمدها الاحتلال الإسرائيلي ووسائل الإعلام الغربية المتواطئة معه بهدف تشويه الحقائق التاريخية، من خلال مستويات متعدّدة تتراوح بين بثّ الأخبار الزائفة وتوجيه الإعلام، وممارسة التعتيم والرقابة على الأخبار المتعلّقة بالقضية الفلسطينية.

يتضمّن الكتاب أربعة فصول يُحاول فيها المؤلّف، حسب ما ورد في المقدّمة، تفكيك السردية الإعلامية والدعائية التي قامت عليها “إسرائيل” منذ عام 1948 غداة الحرب العالمية الثانية، وكيف استغلّت تعرُّض اليهود إلى المحرقة النازية لتتحوّل إلى جلّاد للشعب الفلسطيني الذي هجّرته من وطنه وعرّضته إلى “هولوكوست” جديد يتجلّى حالياً في حرب الإبادة التي تشنّها على غزّة منذ تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي.

يُضيء العمل، أيضاً، سقوط السردية الإسرائيلية القائمة على دور الضحية، وحدوث تحوّلات في اتجاهات الرأي العام العالمي الذي أصبح متعاطفاً بشكل غير مسبوق مع الشعب الفلسطيني وقضيته، بفضل ظهور وسائط الإعلام الجديد، ومن تجلّيات هذا التحوُّل المظاهرات التضامنية المستمرّة للطلبة في عددٍ من بلدان العالم، وخصوصاً في الولايات المتّحدة وأوروبا، ومحاكمة “إسرائيل” في “محكمة العدل الدولية”، إضافةً إلى تكشّف حجم التضليل والتعتيم في الإعلامي الغربي الذي يتغنّى بقيَم التعدُّدية والديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان، لكنّه يضرب بها جميعاً عرض الحائط حين يتعلّق الأمر بالإنسان الفلسطيني وما يتعرّض له من إبادة صهيونية.

يُوضّح الصحراوي قمعون أنّه اعتمد في تأليف الكتاب على مستجدات الحرب الإسرائيلية الحالية على غزّة، والتي يصفها بغير المسبوقة على الأصعدة السياسية والعسكرية والإعلامية، مُشيراً إلى إفادته من تجربته الطويلة في العمل صحافياً بقسم الأخبار الدولية في “وكالة تونس أفريقيا للأنباء”، والتي غطّى، خلالها، أنشطة “منظّمة التحرير الفلسطينية” التي استقرّت في تونس منذ مغادرتها بيروت عام 1982 وحتى عودتها إلى فلسطين عام 1994.

ويكتب قمعون في مقدّمته: “يرمي هذا الكتاب التوثيقي التحليلي، الذي انطلق إعداده مع حرب غزّة الأخيرة لعام 2023، إلى تحقيق هدفَين وهُما: أوّلاً التصدّي للتضليل الإعلامي الغربي المساند لإسرائيل ولسرديتها حول ‘الهولوكوست’ والمحرقة اليهودية التي قامت عليها، وثانياً شحذ همّة المقاومة للاحتلال عبر نشر ثقافة الاعتزاز والانتصار في النفوس، من أجل أن تبقى جذوة النضال والصمود والمقاومة للمحتلّ حيّةً متوهّجة في ذهن وسلوك الأجيال، حتى تحرير فلسطين بكلّ الوسائل الممكنة والمتاحة بالمقاومة السلمية أو السلاح، وتحقيق السلام العادل والشامل، ولو بعد عقود، كما تحرّرت الجزائر عام 1962 من الاستعمار الاستيطاني الفرنسي الذي تواصل ليلُه الطويل الحافل بالجرائم ضدّ الإنسانية، مئةً وثلاثين سنة، وكما تحرّرت القدس من جحافل الصليبيّين المتعصّبين عام 1187 في معركة حطّين، على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، بعد ثمان وثمانين عاماً من الاحتلال الأجنبي، وكما انتهى نظام المَيز العنصري و’الأبارتهيد’ في جنوب أفريقيا، حليف إسرائيل العنصرية”.

مقالات مشابهة

  • السيسي والأسد يؤكدان رفض محاولات تهجير الفلسطينيين
  • الصحراوي قمعون: القضية الفلسطينية وحروب التضليل
  • مصر وسوريا تشددان على الرفض التام لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين
  • السيسي يتلقي اتصالا هاتفيا من الرئيس السوري
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الكل في وضع سيىء والحل الوحيد هو تطبيق القانون الدولي
  • القضية الفلسطينية ودعم غزة حاضرة بقوة في مهرجان العلمين (شاهد)
  • هنية يشيد بجهود الشعب الأردني لنصرة الشعب الفلسطيني
  • الرئيس السيسي ينيب محافظ القاهرة في احتفال الأوقاف بالعام الهجري الجديد
  • وزير الداخلية يهنئ الرئيس السيسي بالعام الهجري: حفظكم الله لمصر
  • الصحف الكويتية تبرز تأكيد «السيسي» للحكومة الجديدة أهمية التطوير الشامل للسياسات والأداء