زوجة تشكو من عدم اغتسال زوجها قبل أو بعد العلاقة الحميمية.. داعية يرد عليها
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
تلقي الشيخ أشرف الفيل، من علماء وزارة الأوقاف، سؤال من إحدى المتابعات نصه: "جوزي لا يغتسل قبل أو بعد العلاقة الحميمية ويذهب للعمل وكذلك في الجنابة فما حكم ذلك؟
في رده، قال الداعية الإسلامي الجنب يعني بُعد يعني ما ينفعش تمسك مصحف أو تقرأ قرآن أو تدخل مسجد، مشيرا إلى أن هذا شخص يكون خارج نطاق الطهارة ولا يكون قلبه طاهرا، مستحيل يكون قلبه طاهرا لأن طهارة الظاهر تؤثر على طهارة الباطن، يعني الوضوء يعمل طهارة الظاهر والصلاة طهارة الباطن.
وأضاف الفيل خلال لقائه ببرنامج،" اسأل مع دعاء" المذاع عبر فضائية" النهار": لو الإنسان معندهوش طهارة الظاهر يبقى الباطن مفيهوش طهارة، ويبقى الباطن فيه حسد فيه حقد فيه غل.
وأكد الداعية، لمن خرج على جنابة دون اغتسال فهو آثم لأنه إنسان خالط الطاهرين، ده ما ينفعش يخرج من أوضته حتى، وحتى يخرج لازم يغتسل.
وأوضح الفيل، أن الإنسان غير النظيف يحق لزوجته أن تطلب الطلاق منه لعدم نظافته وهذا حق شرعي لها أصيل، لأن كما للمرأة أن تتزين للرجل أن يتزين.
حكم النوم على جنابة
وأضاف الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء ، أن تأخير الغسل من الجنابة بحيث يترتب عليه تأخير الصلاة عن وقتها حرام شرعا، ويستحب أن يسارع بالغسل ، منوها بأنه ينبغي على المسلم الإسراع بالغسل من الجنابة حتى لا يؤدي عدم اغتساله إلى نفور ملائكة الرحمة والبركة من المكان الذي يكون فيه.
و استشهد بما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب)) أخرجه أبو داود والنسائي في سننيهما، موضحا أن المقصود بالجنب في الحديث هو من يتهاون في أمر الغسل ويتخذ تركه عادة بحيث يؤخر الصلاة عن وقتها، مضيفة أن العلامة السندي قال في "حاشيته على سنن النسائي" (1/ 141): [قوله: (لا تدخل الملائكة) حملت على ملائكة الرحمة والبركة لا الحفظة، فإنهم لا يفارقون الجنب ولا غيره، وحمل الجنب على من يتهاون بالغسل ويتخذ تركه عادة لا من يؤخر الاغتسال إلى حضور الصلاة].
وأفاد مجمع البحوث الإسلامية، بأنه يجوز الاغتسال بعد الجماع، وكذلك يجوز أن ينام الشخص أو يأكل أو يشرب وهو جنب، إلا أنه من الأفضل أن يغتسل الشخص أو أن يتوضأ، وذلك سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الطهارة
إقرأ أيضاً:
المثالية بين الوهم والواقع.. عندما يكون العدل أولى من التسامح
المثالية مفهوم يشغل فكر الإنسان عبر العصور؛ فهي تعني السعي نحو الكمال، والتصرف وفق أرقى المبادئ الأخلاقية. لكنها في كثير من الأحيان تبدو كفكرة نظرية، أكثر من كونها واقعًا ملموسًا. فالكثيرون يتحدثون عنها، ويدّعون الالتزام بها، لكنهم لا يطبقونها إلا في الظروف التي تناسبهم، ما يجعلها تبدو وكأنها وهمٌ نقرأ عنه أكثر مما نراه في حياتنا اليومية.
في عالم مثالي، يُفترض أن يسود العدل، ويكون الجميع صادقين وأوفياء، ولكن الواقع ليس كذلك. فالبشر ليسوا مثاليين بطبيعتهم، بل هم مزيج من الخير والضعف، والعدل والهوى؛ ولهذا، فإن المثالية المطلقة، قد تكون عبئًا على الإنسان، إذا جعلته يضغط على نفسه؛ ليظهر بمظهر مثالي دائمًا، حتى عندما يكون ذلك على حساب مشاعره الحقيقية أو حقوقه.
هناك من يستخدم المثالية كأداة لفرض توقعات غير واقعية على الآخرين؛ مثل مطالبة الضحية بمسامحة الجاني، دون حصولها على حقها، أو دعوة شخص تعرض للخداع، إلى التغاضي، وكأن شيئًا لم يكن. لكن القرآن الكريم يخاطب الناس وفق قاعدة العدل والمثل، حيث يقول تعالى:“ هل تجزون إلا بما كنتم تعملون”. ويؤكد في مواضع أخرى على مبدأ الجزاء بالمثل:” من يعمل سوءًا يجز به”. فمن الخطأ أن يُطلب من الإنسان المثالية المطلقة، بينما يُجازى بغيرها، لأن هذا ينافي عدالة الله وسننه في الكون.
الحياة قائمة على الموازين العادلة، فمن ظلم غيره لا بدّ أن يذوق جزاء ظلمه، كما قال تعالى:” نسوا الله فنسيهم”. فمن يتجاهل الحق، ويتمادى في الخطأ، لا يُنتظر منه إلا أن يُعامل بالمثل. حتى في سياق المكر والخداع، يبين القرآن أن الله يرد كيد الظالمين إليهم، فيقول:” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.
بدلًا من التمسك بالمثالية المطلقة، من الأفضل البحث عن التوازن. ليس من الضروري أن يكون الإنسان مثاليًا طوال الوقت، ولكن الأهم أن يكون صادقًا مع نفسه، وعادلًا في قراراته، ويكيل بنفس المكيال الذي كيل له به، لأن العدل أساس التعامل بين البشر. يمكننا أن نسعى لنكون أشخاصًا أفضل، لكن دون أن نقع في فخ المثالية الزائفة، التي تجعلنا نعيش وفق معايير غير واقعية. التوازن هو الحل، فهو يسمح لنا بأن نكون أخلاقيين وعقلانيين في الوقت نفسه، دون أن نفرض على أنفسنا ما لا يمكن تحمله؟
المثالية قد تكون قيمة جميلة، لكنها ليست دائمًا عملية أو عادلة. الأهم هو أن ندرك أن الإنسان ليس معصومًا من الخطأ، وأن نبحث عن طريق وسط بين القيِّم والمواقف الواقعية، حيث نعيش بسلام داخلي، دون ضغط السعي وراء وهم الكمال.
وقفة:
بالمثل، كل شيء بالمثل. الطيب مع الطيب، والعدل مع الجميع، ومن اختار طريق الظلم أو الخداع؛ فسوف يُجازى بما قدمت يداه.المثالية بين الوهم والواقع.. عندما يكون العدل أولى من التسامح.