الجزيرة:
2024-10-05@06:48:51 GMT

أكفان شهداء غزة محت عار القميص الشفاف!

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

أكفان شهداء غزة محت عار القميص الشفاف!

في حرب تموز 2006 التي حررت "جنوب لبنان " من الاحتلال الإسرائيلي، ظهرت خيبة "مبارك" ونظامه الحاكم في مصرَ، وتجلت الخيبة في تصريح قاله الرئيس العسكري الطيار الذي شارك في حرب أكتوبر 1973: ".. خلصونا من البِتَاع دِهْ.."، ولغير المصريين نترجم نص كلامه: "اقضوا على هذا الشيء، المسمى حزب الله"، ولم يسكت الرئيس بل نصح الناس: "حد يقدر يحط صُباعه في بُق الأسد"، والرجل كان يتكلم عن "الجيش الذي لا يقهر"، وهو المعني بقوله: "الأسد" وتبين ـ  في الميدان ـ أن الجيش الذي لا يقهر،  هو جيش من قش، وأنه جيش الطيران المحلق الذي يقصف المدارس والمستشفيات، ونحن في مصر عرفنا بطولاته هذه في "مدرسة بحر البقر الابتدائية " التي قصفها في "أبريل 1970″، ومصنع "أبو زعبل " الذي أغار عليه، فقتل عشرات العمال، والحقيقة التي لم يفهمها الناس هي أن "حرب التحرير الشعبية " تختلف عن "حرب الجيوش النظامية"، الحرب الشعبية تعتمد من الوسائل ما لا تعتمده الجيوش النظامية التقليدية، وكما كان استشهاد الطفل "محمد الدرّة " بداية لثورة "25 يناير"، أصبحت أكفان شهداء "غزة" التي سترت أبدان أطهر من في هذه الأمة، الحد الفاصل بين زمن" القميص الشفاف" وزمن " الكوفية الفلسطينية"، وزمن " محمد رمضان " ـ صديق الصهاينة ـ وزمن "أبوعبيدة" الناطق العسكري باسم المقاومة الفلسطينية، فمنذ فترة قصيرة، ارتدى الممثل المصري "محمد رمضان " قميصًا شفافًا "  وهو من أزياء النساء"، وظهر وهو يعانق فنانًا إسرائيليًا، وتسربت صوره، وصب عليه الناس جام غضبهم، خاصةً الذين علموا أنه "صعيدي" من القرية ذاتها التي أنجبت الشاعر الراحل "أمل دنقل"، الشاعر الذي وهب قصيدته للمقاومة الفلسطينية في زمن كان فيه الشعراء أسْرى أحلامهم الفردية وذواتهم المحبطة، وهاج الناس وغضبوا من إقدام ـ رمضان ـ على التطبيع الفني مع الصهاينة، ولكن في يوم "السابع من أكتوبر 2023″، تولدت إرادة جديدة للمقاومة في فلسطين، قوامها العلم والتدريب والتسليح والوعي بالمشهدَين: المحلي والدولي، ومضت المعارك، والناس غير مصدقين ما يجري في "غزة"، وغيرها من مدن فلسطين المحتلة،  فالجيل الذي شهد "انتفاضة الحجارة"، وشهد الجدل الديني حول "العمليات الاستشهادية " ضد "جيش العدو" لم يصدق أن المقاومة امتلكت الوسائل التي تجعلها قادرة على رسم خريطة الوطن العربي، والشرق الأوسط، وتغيير الثقافة التي سادت في العالم منذ سقوط "الاتحاد السوفييتي " وسيطرة "واشنطن " على الكوكب،  وظهور "العولمة الثقافية "، والعولمة كان المقصود بها،  تطبيق الخُطة الأميركية الأوروبية الهادفة إلى صهر "إسرائيل " في الشرق الأوسط، واعتبارها "القائد الأعلى " للمنطقة، والقضاء على مكونات الثقافة العربية التي تتكون من "العروبة والإسلام ورواسب الحضارات القديمة "، واستبدال "الأخلاق القديمة " بأخلاق "القميص الشفاف" التي تستهدف إيقاف "التناسل الطبيعي " الناتج عن زواج شرعي في نطاق الأسرة، وفي سياق أخلاق وقوانين مستمدة من الأديان والموروثات الحضارية، حتى لا تكون الملايين من المواليد الجدد عبئًا يعطل "تعظيم الأرباح" وتكديس الثروات في العواصم الغربية.

كانت خُطة العولمة الأميركية تستهدف القضاءَ على التاريخ العربي الذي من ضمن مفرداته: "تحرير فلسطين، الثأر للشهداء، الكرامة الوطنية، الرجولة والبطولة، "وخلقَ جيل "مخنث" الثقافة والسلوك، يرى في إسرائيل الوطن الديمقراطي، ويرى في "حماس والجبهة الشعبية والجهاد" قتلة يريقون دم الأبرياء في "تل أبيب" وغيرها من المستوطنات التي أقيمت على أرض فلسطين العربية.

العقل الاستعماري يسيطر على أوروبا

 

ولكن الذي حدث في "السابع من أكتوبر"، هو "الزلزال" الذي أخزى أنصار" القميص الشفاف"،  وفضح الأكاذيب الأوروبية- الأميركية، خاصة فيما يتعلق بملف "حقوق الإنسان"،  فالذي يحكم واشنطن وعواصم أوروبا في الوقت الحالي هو "العقل الاستعماري" البدائي،  الذي لا يسمع ولا يرى غير ما يناسب مصالحه، لا يهمه "الإنسان" ولا تعنيه "الديمقراطية"، ومن نتائج هذا الزلزال الفلسطيني، زوال الرؤى الثقافية التي حاولت واشنطن خلق قواعد لها في الوطن العربي، وهذا يعني عودة الأدب الواقعي الصادق المهموم بالمجتمع، الهادف إلى إحداث نهضة وتقدم ورفاهية للذين وقع عليهم القمع والتجويع في السنوات الثلاثين الماضية، وزوال "الشعر المدلس" الذي يحتفي بالعلاقات غير السوية الخارجة عن الفطرة ويجعلها مركز الكون، وزوال جماعات "التطبيع وقبول الآخر"، بعدما تبين للقاصي والداني أن " الآخر" مجرم حرب،  يقتل النساء والأطفال، ويدافع عن العنصرية والدكتاتورية وإفقار الشعوب لصالح الجماعات الحاكمة في أوروبا وأميركا "يسمونه العالم المتحضر"، والأهم من هذا كله، سوف تتغير خريطة "القوى السياسية " المصرية والعربية، لن يكون هناك مكان للذين تَعْولَموا وفتحوا "مراكز حقوق الإنسان" وقبضوا من أموال خزائن حكومات "كندا" و"باريس" وتحولوا من العداء الجذري، الراديكالي للإمبريالية الأميركية إلى "قبول الآخر " والدفاع عن الأهداف السياسية للمانحين، ولن يكون هناك مكان لكل من خذل المقاومة وتدثر بالحكمة الزائفة، وطلب من المقاومة حماية "المستوطنين الآمنين "، وساوى بين صاحب الأرض والمغتصب المحتل.

للأزهر كلمته

ومن راقب المشهد المصري في الأيام التي  تلت بداية "طوفان الأقصى " رأى انحياز الناس للشيخ "أحمد الطيب" شيخ الأزهر، عقب إصداره البيان الذي دعا فيه إلى دعم الصامدين في غزة وغيرها من مدن فلسطين، وهو بيان رفع أسهم الشيخ وجعل الناس يشيدون به، والحقيقة التي لا يعلمها كثيرون أن الشيخ الطيب، هو حفيد اثنَين يحملان الاسم ذاته": أحمد الطيب "،  الجَد الأول له الذي كافح ضد دكتاتورية "محمد علي " الجندي الألباني الذي خدع القيادة الشعبية المصرية التي حاربت الاحتلال الفرنسي "حملة نابليون"، واستولى على السلطة والثروة لنفسه ولأولاده من بعده، والجَد الثاني هو مَن تصدى للخديو إسماعيل الذي استولى على أراضي أهل الصعيد ليزرعها بمحصول "قصب السكر" لحسابه الشخصي "الدائرة السنية" ولما تصدى له ـ الطيب ـ والثوار، أرسل "الجيش" وقصف قرى الثورة بالمدافع، ونصب المشانق في سجن القلعة بالقاهرة،  وسجن إبسنا في جنوب مصر، وأعدم "الشيخ الصوفي أحمد الطيب"، وبقيت ثورته في التاريخ المصري الحديث مشهورةً لدى الباحثين باسم "ثورة الفؤوس"؛ لأنها ثورة "فلاحين"، ولأن رجالها الأبطال قطعت السلطة الخديوية الغاشمة رؤوسَهم بالفؤوس، فالشيخ "الطيب" شيخ الأزهر الحالي،  اختار الوقوف في الخندق الصحيح،  وكل من اختار خندق العدو، سيكون مصيره الفناء في مزبلة التاريخ مثله مثل الذي ارتدى "القميص الشفاف"، وخان  دم شهداء غزة و"كوفية " فلسطين.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية يبدأ بالوقوف دقيقة حدادا على شهداء فلسطين ولبنان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بدأت اليوم الخميس أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة اليمن (الرئيس الحالي لمجلس الجامعة )، وحضور الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي،وذلك لبحث التحرك العربي للتضامن مع لبنان والتعامل مع التداعيات الخطيرة للعداون الإسرائيلي.

وقد بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة حدادا على شهداء فلسطين ولبنان.

ويعقد الاجتماع بناء على طلب العراق وتأييد عدد كبير من الدول العربية.
وكان العراق قد دعا لعقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث التصعيد العسكري الإسرائيلي على جمهورية لبنان الشقيقة والتداعيات الإنسانية، ولبحث كيفية مساعدة النازحين واللاجئين وايصال المساعدات الطبية والغذائية العاجلة إلى المتضررين في لبنان، ودعوة المجتمع الدولي إلى الوقوف مع الشعب اللبناني والمساهمة مع المنظمات الدولية لايصال المساعدات العاجلة بأسرع وقت.

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. 3 شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف إسرائيلي لمنزل في مخيم النصيرات
  • فلسطين.. 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف الاحتلال لمخيم النصيرات ودير البلح
  • مقررة أممية تطالب الجامعات بـ مراجعة السياسات القمعية التي تستهدف التضامن مع فلسطين
  • د. أمجد فريد الطيب: إن لم تخشو، فإختشوا
  • فلسطين.. 3 شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف الاحتلال منزلًا في دير البلح
  • عاجل | مراسل الجزيرة: 3 شهداء وعدد من المصابين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية يبدأ بالوقوف دقيقة حدادا على شهداء فلسطين ولبنان
  • عاجل | مراسل الجزيرة: 5 شهداء إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة