الجزيرة:
2025-03-10@10:58:23 GMT

الخيل والحمير.. بديل أهل غزة للتنقل في يوميات العدوان

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

الخيل والحمير.. بديل أهل غزة للتنقل في يوميات العدوان

غزة – لا يخفي أحمد السويركي خشيته على صحة حصانه المرهق من عبء المهمة الجديدة التي كلّفه بها، وهي نقل الركاب بدلا من البضائع.

لكن إغواء "الفرصة" التي أتاحتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لمالكي العربات التي تجرها الحيوانات، يدفعه للاستمرار.

ومشهد تكدّس مئات المواطنين على جانبي الطريق بعد أن تقطعت بهم السبل، دفع مالكي العربات البدائية، التي يسميها الغزيون "الكارو"، إلى ملء الفراغ الذي أحدثه غياب السيارات والحافلات جراء نفاد وقودها.

ويذكر السويركي، في حديثه للجزيرة نت، أنه بدأ قبل نحو أسبوعين، كغيره من مالكي العربات، في نقل الركاب مقابل أجرة مالية.

ورغم العائد المادي الجيد الذي تدره هذه المهنة الجديدة، فإنها مرهقة للدواب التي تجر العربات ولم تعتد على العمل طوال النهار ودون توقف. ويقول السويركي "إذا تعب الحصان، أو إذا شعرت أن هذا العمل سيؤثر عليه، سأتوقف فورا، إنه يدي وقدمي ولا أستغني عنه".

في السابق كان حصان السويركي يعمل عدة ساعات في النهار، تتخللها فترات جيدة من الراحة، إلا أن نقل الركاب يحتاج إلى العمل بشكل متواصل.

وزاد هذا الواقع الجديد من أسعار الخيول والحمير إلى الضعف تقريبا، حيث يقول السويركي إن الكثير من الناس لا يتوقفون عن سؤاله خلال التنقل عما إذا كان يريد بيع الحصان، وهو ما يقابله بالرفض التام.

ويقول مالكو عربات إنهم تلقوا عروضا تبلغ 8 آلاف شيكل (الدولار= 3.7 شيكلات) ثمنا للحصان، وأقل من ذلك للحمار.

السويركي: نقل الركاب يحتاج إلى العمل بشكل متواصل (الجزيرة) مواقف وتسعيرات

يبدأ السويركي عمله قرابة الساعة السادسة صباحا بخلط نحو 3 كيلوغرامات من الشعير بكمية من التبن كي يقدمها وجبة إفطار لحصانه الأحمر النحيل، مصحوبة بدلو ماء للشرب. وبعد أن يجهز العربة لتركيبها على ظهر الحصان، ينطلق لبدء عمله في نقل الركاب.

وقبيل الحرب، كان السويركي يسكن مدينة غزة شمالي القطاع، ويعمل لصالح بلديتها في مجال النقل، ومع استمرار الغارات الإسرائيلية الوحشية، نزح برفقة حصانه إلى دير البلح، حيث يقيم مؤقتا لدى بعض أقاربه.

ورغم حداثة هذه الظاهرة، فإنها سرعان ما تطلبت قوانين تنظم أمورها، فأصبحت هناك "مواقف" للعربات وطرقات تمر عبرها ويعرفها السكان جيدا. كما توافق مالكو العربات على "تسعيرات" (أثمنة) خاصة حسب مسافة النقل.

ويشكو المواطنون من ارتفاع تكلفة النقل عبر العربات، حيث يضطرون -على سبيل المثال- لدفع مبلغ 5 شكيلات (1.3 دولار) للانتقال من مخيم النصيرات إلى دير البلح، وهو تقريبا ضعف ما كانوا يدفعونه لسيارات الأجرة.

وفي المقابل، يرى مالكو العربات أن الأسعار عادلة، خاصة مع تضاعف تكلفة طعام الحيوانات، والإرهاق الذي يصيبها في التنقل بين الأحياء والمدن. وفي هذا الصدد، يقول السويركي إن سعر الشعير والتبن تضاعف 3 أو 4 مرات بسبب الحرب.

ويضيف "كنا نشتري رطل (3 كيلوغرامات) الشعير بـ5 شيكلات، والآن أصبح سعره 20 شيكلا، ويصل إلى 25 شيكلا، ويحتاج الحصان إلى رطلين منه يوميا، بالإضافة إلى التبن".

وتكمن المشكلة في أن الشعير، وهو الطعام الوحيد الذي يمنح الحصان "الطاقة" للعمل، على وشك النفاد من أسواق القطاع نظرا إلى كونه سلعة مستوردة، مما قد يؤدي إلى توقف العربات عن العمل، حسب قوله.

ويلفت سائق العربة إلى أن الكثير من الركاب لا يملكون المال، ويقول إنه يضطر إلى نقلهم مجانا رأفة بهم. ودعا الركاب "المتذمرين" من ارتفاع الأسعار"ألا ينسوا أن العربات تخفف الكثير من معاناتهم في ظل عدم توفر أي بديل للنقل".

ويتكون راكبو العربات من خليط غير متجانس يضم الفقراء والأغنياء والعمال والأكاديميين وغيرهم من الفئات. ويقول السويركي "يركب معي أغنياء، ومعهم جيبات وسيارات حديثة، لكن لا يوجد بنزين ولا سولار، وضعوا سياراتهم في الشارع ويركبون معي.. لا يخجلون الآن".

توافق مالكو العربات على أثمنة خاصة حسب مسافة النقل (الجزيرة) نادٍ للسياسة والحكي

يعمل السويركي على مسار واحد ذهابا وإيابا، يبدأ من مخيم دير البلح غربي المدينة وصولا إلى شارع صلاح الدين شرقا. وخلال الطريق، يستمع سائق العربة إلى قصص السكان المروعة والمأساوية مع الحرب، ولا يخلو الحديث بالتأكيد من نقاشات طويلة في السياسة وتطورات الأوضاع.

ويذكر السويركي أن غالبية الركاب هم من النازحين الذين يتحدثون كثيرا عن مناطقهم الأصلية التي أجبروا على الرحيل منها. و"يقولون إنهم من غزة أو الشمال أو (منطقة) مستشفى الشفاء و(حي) النصر و(المستشفى) الإندونيسي.. منازلنا مهدمة، والجثث في الشوارع".

وتروي سيدة أربعينية، ترتدي عباية سوداء، قصة شاب في إحدى المناطق التي اجتاحها جيش الاحتلال في غزة، كان يدفع أمه المقعدة على كرسي متحرك. وتضيف أن جنديا إسرائيليا طلب منه عبر مكبر صوت من داخل دبابة أن يتركها ويذهب، لكنه رفض وقال له "إنها أمي"، فأطلق الجندي النار على الأم وقتلها، وقال له الجندي "الآن تستطيع أن تتركها".

قاطعها راكب آخر "معقول؟"، فأجابت فورا "أقسم بالله هذا حدث".

نقاشات في السياسة وحكايات الحرب لا تنتهي بين ركاب العربات (الجزيرة)

وتنتقل السيدة ذاتها للحديث عن غلاء الأسعار الفاحش بسبب قلة البضائع، فتخرج من حقيبتها السوداء الكبيرة كيسا صغيرا به كمية قليلة من البُن، وتقول "هذه 50 غراما من البن بخمسة شيكلات، الأوقية بـ30 شيكلا، اشتريتها لأن القهوة عندي أهم من الخبز".

ودون أن تتوقف لحظة، واصلت ساردة البضائع التي تضاعفت أسعارها "هل تصدقون أن كيلوغرام الملح أصبح بـ20 شيكلا بعد أن كان بشيكل واحد، علبة الخميرة بـ65 شيكلا، كيس الطحين بـ200 شيكل (..)".

ثم يتحول الحديث فجأة نحو السياسة، فيتجادل الركاب كثيرا حول مآلات الحرب والأهداف الإسرائيلية والأميركية منها، وما إذا كانت إسرائيل ستسمح لهم بالعودة إلى منازلهم في شمال القطاع أم لا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: نقل الرکاب

إقرأ أيضاً:

هاكان فيدان: لا بديل عن الحفاظ على هوية فلسطين

أنقرة (زمان التركية) – أدلى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بتصريحات في جدة حول فلسطين، حيث يحضر المجلس الاستثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.

وأشار فيدان إلى أن مخططات تهجير الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم غير مقبولة، وقال: ”يجب أن نحبط دعوات المتطرفين الإسرائيليين الذين يريدون ضم الضفة الغربية، وبالمثل، لا يمكننا السماح لإسرائيل بتغيير الوضع التاريخي والسياسي القائم في الحرم الشريف، ونحن في تركيا، ندعم الخطة التي تم تبنيها في القاهرة“.

وذكر فيدان في الاجتماع أن المسلمين يواجهون مظالم لا حصر لها وأن الفلسطينيين لا يزالون يعانون من آلام كبيرة، وقال: ”سيحكم التاريخ علينا من خلال أفعالنا، يجب أن نعمل في وحدة من أجل دعم إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين بشكل أكبر“.

وأكد هاكان فيدان على أنه لا بديل عن ”الحفاظ على الهوية الفلسطينية والإسلامية لفلسطين“، مشددا على ضرورة إرسال رسالة حاسمة للعالم بأن غزة هي أرض فلسطينية وستبقى كذلك.

كما أشار الوزير إلى أن عليهم أن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل أن يسود السلام وإنهاء المعاناة، وأن مخططات تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم غير مقبولة بأي شكل من الأشكال.

Tags: إسرائيلاسطنبولتركياغزةفلسطينفيدانهاكان فيدان

مقالات مشابهة

  • بسبب أولوية تحميل الركاب.. سائق يطعن زميله في مشاجرة بعين شمس
  • مسؤول سوداني: النساء يمثلن 98% من الأسر التي تعاني أوضاعًا قاسية
  • هذه هي الطرق المقطوعة بإقليم إفران بسبب الثلوج
  • شاهد بالفيديو.. اللاعب علاء الدين طيارة ينبه جنود الدعم السريع لمواعيد تحرك الجيش والأوقات التي يكثف فيها هجماته في رمضان وساخرون: (انت بعد الحرب تنتهي مفروض يربطوك في سوخوي وتموت خلعة بس)
  • هاكان فيدان: لا بديل عن الحفاظ على هوية فلسطين
  • النقل: خطوط «سوبر جيت» لخدمة الركاب في المحافظات
  • حافلات لنقل الركاب من محطة قطار الحرمين السريع إلى المسجد النبوي
  • يوميات رجل عانس.. كوميديا سعودية تسلط الضوء على عزوبية الرجال
  • سوبرجيت تشغل عددا من الخطوط الجديدة لخدمة الركاب
  • بايرن ميونيخ يثق في «بديل» نوير