سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية، في مقالاتهم اليوم الخميس، الضوء على الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة والتي تم التوصل إليها أمس برعاية "مصرية - قطرية - أمريكية".


فتحت عنوان " هل تكون بداية انفراجة؟"، قال الكاتب عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة صحيفة "الأهرام" في عموده "صندوق الأفكار" إنه لا أحد يملك على وجه اليقين التأكد من أن الهدنة الإنسانية التي تمت الموافقة عليها بين حماس وإسرائيل برعاية "مصرية - قطرية – أمريكية" ستكون بداية انفراجة حقيقية في الحرب على غزة، ومرحلة أولى لوقف كامل للعدوان أم أنها مجرد استسلام مؤقت من إسرائيل لامتصاص موجة الغضب المتصاعد ضدها في جميع أنحاء العالم.


وأوضح الكاتب، أنه رغم مرور 45 يوما فشل العدوان الإسرائيلي في تحقيق أهدافه رغم ارتكابه أقذر المذابح في تاريخ الإنسانية، والتي لم تعرفها كل الحروب في العصر الحديث، حيث يمارس جيش الاحتلال حصارا خانقا على كل أهالي غزة، ويمنع عنهم كل وسائل الحياة، ومع ذلك فقد فشل الجيش الإسرائيلي في تحرير الأسرى والمحتجزين، ولم يحقق أيا من أهدافه المعلنة سوى التدمير الكامل لقطاع غزة، وعمليات الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني هناك.


وأكد أن المشكلة تكمن في العقلية الإسرائيلية، وعقيدة الجيش الإسرائيلي القائمة على التوسع واحتلال أراضي الغير، وخلط الديني بالسياسي، وانتهاج لغة الكراهية والتحريض ضد الفلسطينيين، متسائلا هل تكون الهدنة بداية للحل أم أنها مجرد مناورة إسرائيلية؟، لافتا إلى أن الإجابة لدى القادة الإسرائيليين والراعي الرسمي الأمريكي في البيت الأبيض.


ومن جانبه، قال الكاتب جلال عارف في عموده "في الصميم" بصحيفة "الأخبار"، تحت عنوان "هل تكون الهدنة المؤقتة مدخلا لإنهاء حرب الإبادة؟"، إن الجهود التي قامت بها مصر وقطر، وبعض «الضغوط» التي مارستها الولايات المتحدة على حكومة نتنياهو نجحت في التوصل إلى اتفاق الهدنة المؤقتة التي تسمح بتبادل الدفعة الأولى من الرهائن لدى حماس مع أعداد من الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل كما تسمح بدخول كميات أكبر من المساعدات إلى كل أنحاء غزة بشمالها وجنوبها بما ذلك شحنات من البترول والغاز.


وأوضح عارف أن الصفقة تعني أياما من التقاط الأنفاس للأشقاء الفلسطينيين في غزة، واستقبال دعم يساعدهم في صمودهم البطولي أمام وحشية العدوان الإسرائيلي. وتعنى أن أطفال فلسطين لن يواجهوا الموت من آلة القتل الإسرائيلية لأربعة أو خمسة أيام. وتعنى - على الجانب الآخر- بدء التراجع في الموقف الإسرائيلي الذي كان يرفض - حتى آخر لحظة- أي وقف للقتال ولو بصورة مؤقتة، ويعتبر ذلك انتصارا للمقاومة الفلسطينية وفرصة لها لتدعم موقفها لتواصل القتال.


وأشار إلى أن هذا التراجع كان لابد منه بعد الفشل الإسرائيلي في حرب الإبادة التي تشنها على شعب فلسطين في تحقيق أي هدف إلا ارتكاب جرائم الحرب ألتي استشهد فيها 14 ألف فلسطيني منهم ما يقرب من ستة آلاف طفل شهيد.


وتساءل جلال عارف "هل تكون هذه الهدنة مدخلا للإيقاف الكامل للحرب، والبدء في إقرار الحل الذي لا بديل عنه لإقرار السلام الذي لن يتحقق إلا بحصول شعب فلسطين على حقوقه المشروعة وفى مقدمتها دولته المستقلة وعاصمتها القدس؟"، لافتا إلى أنه حتى الآن مازال الموقف الرسمي الأمريكي يرفض إيقاف الحرب، ومازالت إسرائيل تستعد للمزيد من المجازر في حرب الإبادة والتهجير، ومازال على شعوب العالم كله أن تضغط من أجل أن تتحول الهدنة المؤقتة إلى إيقاف للحرب قبل أن تفجر المنطقة بأكملها!!.


ومن جانبه، قال الكاتب عبدالرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" في مقاله اليوم تحت عنوان "دور مصر – السيسي .. الرؤية والإرادة" إنه وسط إشادات دولية وتقدير وشكر من قادة العالم للجهود المصرية بالتعاون مع الأشقاء في قطر جاءت الهدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات بالقدر الذي يلبي احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة وتخفيف معاناتهم وإدخال الوقود لتجسد قوة وعمق الدور المصري في المنطقة والذي لم يأت من فراغ بل محصلة وحصاد رؤية وعمل الرئيس عبد الفتاح السيسي على مدار السنوات الماضية من أجل استعادة مكانة مصر وثقلها الإقليمي وتأثيرها الدولي من خلال بناء قوة وقدرة الداخل ويتبنى سياسات خارجية شريفة ترتكز على المصداقية والاحترام المتبادل لنصل في النهاية إلى أننا أمام إنجاز حقيقي حققته القيادة السياسية في وضع مصر في المكانة المرموقة إقليميا ودوليا.


وأكد توفيق أن عبقرية تعامل وإدارة مصر للأزمة والصراع الدائر والتصعيد الخطير في غزة.. نجحت في الوصول إلى الهدنة.. ويقيناً أن هذه الهدنة سوف يتم البناء عليها من خلال مواصلة وتكثيف الجهود المصرية مع الشركاء الدوليين للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وإحياء مسار التفاوض والسلام وأعظم ما في الرؤية والإدارة المصرية في إدارة الأزمة هو النجاح المتدرج وصولاً إلى الهدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين لمدة 4 أيام لتبادل الأسرى وتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين.. بدأت بإجهاض المخطط المشبوه لتصفية القضية وتهجير الفلسطينيين والتوطين.. ثم إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة رغم التعنت الإسرائيلي. ثم إدخال الوقود رغم رفض الكيان الصهيوني وتشدده.. ثم أيضاً رفض الكيان وقف إطلاق النار أو الاستجابة لتنفيذ هدنة إنسانية لكنه في النهاية رضخ للمطالب والمواقف المصرية التي لم تتزحزح عنها.


وأضاف الكاتب أن الرئيس السيسي رحب بنجاح الوساطة المصرية القطرية في الوصول إلى هدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والحقيقة انه نجاح كبير لعمق التعاون العربي لمواجهة أزمات وتحديات الأمة وكذلك نجاح للإرادة المصرية.. في إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بما يكفى أهالي غزة وبما يتناسب مع حجم الكارثة والمعاناة الإنسانية وأعداد السكان وعلينا أن نتوقف كثيراً أمام هذا البند خاصة المساعدات الإنسانية والوقود وهو ما يخفف من معاناة الأشقاء ويسهم في إعادة تشغيل المستشفيات وسيارات الإسعاف.. وفرصة لعلاج الجرحى والمصابين وتوفير احتياجات الأشقاء من مؤن وأدوية وأغذية وأيضا فرصة للبحث عن مخرج نهائي لهذا الصراع والتصعيد الإسرائيلي غير المبرر والذي تجاوز حدود الدفاع عن النفس إلى عقاب جماعي وإبادة جماعية وحصار وتجويع واستهداف للحجر والبشر.


وأكد أن نجاحات الدور المصري في المنطقة في إطفاء نيران الصراعات والجهود المكثفة لحل الأزمات في المنطقة عبر التسويات السياسية.. ودورها كراع تاريخي للقضية الفلسطينية.. ونجاحها في الوصول لهدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يجسد قدرة مصر ودورها الذي لا غنى عنه في المنطقة.. وأيضاً مدى الاهتمام والأولوية التي توليها مصر للقضية الفلسطينية والتي قدمت ومازالت الكثير من أجل استعادة الحقوق المشروعة للأشقاء.


واختتم رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" مقاله موجها التحية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي قاد مسيرة التحول المصري من التراجع إلى زخم القوة والقدرة والدور والمكانة، قائلا "فليطمئن كل المصريين أن لديهم وطنا قوياً قادراً وقيادة وطنية امتلكت الرؤية والإرادة واستشراف المستقبل... قيادة وطنية من الطراز الفريد.. شريفة في مواقفها وسياستها.. شامخة في خطوطها الحمراء.. قادرة على حماية أمنها القومى ومقدرات شعبها".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی المنطقة هل تکون إلى أن

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: الجيش اللبناني انتشر في الأماكن التي انسحب منها الاحتلال الإسرائيلي

قال صلاح سلام، رئيس تحرير جريدة اللواء اللبنانية، إن التلال التي تشرف على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للحدود اللبنانية تمثل موقعًا حساسًا، إذ يعتبرها الجانب الإسرائيلي حجة لطمأنة مستوطنيها.

وأوضح «سلام»، خلال مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، ببرنامج منتصف النهار، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أن وجود القوات الإسرائيلية في هذه التلال يأتي في إطار محاولة إقناع المستوطنين بالعودة إلى مستوطناتهم في الأول من مارس المقبل، بعد سنة ونصف من التهجير بسبب الحرب.

وأضاف أن هذه الحجة الإسرائيلية ليست مقبولة من الجانب اللبناني، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني قد انتشر في جميع المناطق اللبنانية التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية وهو مستعد للانتشار في هذه التلال أيضًا، لضمان الأمن والاستقرار على الحدود، قائلًا: «لبنان ليس معنيًا بالمبررات الإسرائيلية، خاصة بعد انسحاب حزب الله من منطقة جنوب الليطاني، ما يعزز قدرة الجيش اللبناني على فرض الأمن».

وأكد أن لبنان قرر تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، مطالبًا بوضع إسرائيل أمام مسؤولياتها بموجب قرار 1701، الذي يحدد التزامات واضحة بشأن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية، مضيفًا أن هذه الشكوى تتوجه أيضًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي تتحمل مسؤولية ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم برعاية أمريكية فرنسية في نوفمبر الماضي.

كما تطرق إلى الدور الأمريكي في التغطية على التواجد الإسرائيلي في التلال الخمسة على الحدود اللبنانية، مؤكدًا أن الشكوى اللبنانية تهدف إلى تحميل إسرائيل مسؤولية تصرفاتها، مع إلقاء اللوم على الإدارة الأمريكية لعدم ممارسة الضغط الكافي على تل أبيب لإتمام انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية وفقًا للاتفاق.

مقالات مشابهة

  • وصول قافلة المساعدات الإنسانية التابعة لمحافظة القاهرة إلى معبر رفح
  • نائب محافظ القاهرة تتفقد منطقة محور الفحامات بالمطرية
  • كاتب صحفي: الجيش اللبناني انتشر في الأماكن التي انسحب منها الاحتلال الإسرائيلي
  • الإعلام الإسرائيلي بين الحقيقة والتزييف.. قراءة في كتاب
  • 31 يوما من الهدنة | وفد إسرائيلي في القاهرة لـتثبيت المرحلة الأولى فقط
  • الأحزاب تشيد بالجهود المصرية لاستكمال الهدنة في غزة
  • وزير الطاقة الإسرائيلي يحرض على وقف المساعدات الإنسانية وقطع الكهرباء عن غزة
  • الجيش الإسرائيلي: سيسمح غدا للبنانيين بالوصول للقرى التي غادروها
  • السيسي يستعرض الجهود المصرية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية
  • كاتب صحفي: مصر تعمل على تثبيت الهدنة وإحداث التوازن بشأن قضية تهجير الفلسطينيين