شبكة انباء العراق:
2025-03-10@16:34:34 GMT

الحذاء المستعمل/خاطرة حياتية

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

بقلم : د.مظهر محمد صالح ..

في مدينتي الجامعية التي احتلت اخدوداً ساحليا من مقاطعة ويلز في المملكة المتحدة وهي المدينة الصغيرة المسماة ابيرسويث … فان كنيسة مدينتنا هي الاخرى قد احتلت مكاناً شامخا عانقت فيه الساحل الشرقي من البحر الايرلندي الذي مازال يصرخ صمتاً في امواجه.
واللافت في الامر ان سكان مدينتنا قد اعتادوا على التبرع الى كنيستهم بملابسهم المستعملة على الدوام والتي اغلبها مازال في غلافها يوم شراءها ، ليتم عرضها جميعا بشكل منسق في بزار اسبوعي يجري صباح كل يوم سبت بشكل مستمر ،سواء في باحة الكنيسة او داخلها وتعرض المواد المتبرع بها من الملابس المستعملة ( اللنكة) للبيع باثمان رمزية، ومن ثم تذهب عائدات البيع للكنيسة نفسها .

وبالغالب يَقدم
على الشراء النساء والرجال من الطبقة المتوسطة او دونها لكونها تثمن باسعار رمزية !! واللافت ان بقايا الملابس غير المباعة تمنح مجاناً لاي محتاج بعد الساعة 12 ظهرا وحتى ساعة غلق البزار في ذلك اليوم التعاوني الانساني الرائع.
وهناك متجر في سوق مدينتنا الجامعية الجميلة في ابيريسوث، عائد لمنظمة خيرية بريطانية تسمى Oxfam يفتح يومياً من التاسعة صباحًا وحتى السادسة مساءً عدا يوم الاحد، وتجد في كل صباح اكداس من الملابس المتبرع بها من اهالي المدينة لتوضع امام بوابة المتجر قبل ان يفتح المكان ابواب رزقه ، اذ تتولى ادارة المتجر تنظيف الملابس واعدادها وعرضها للبيع …وان عوائد البيع تمثل موارد المؤسسة الخيرية المذكورة .
ولا اخفي سرا اضطرني الحال التفكير بشراء حذاء يقارع الطبيعة (ذلك في يوم اشتدت الامطار فيه وتعالت رطوبة الجو ) وهو حال الجزر البريطانية التي لا تتوقف امطارها الا بهدنة مؤقتة قصيرة طوال العام ، كي اتوجه من فوري نحو المتجر المذكور لشراء حذاء مستعمل شديد الثبات ، عسى ان يعوضني عن شراء حذاء جديد كل ثلاثة اشهر ومن النوعيات الرخيصة السريعة الهلاك والتي تناسب مدخولاتي الشهرية كطالب وقت ذاك ، ففي ذلك اليوم العاصف اخذت ارجلي تسحبني مضطراً نحو متجر Oxfam للملابس المستعملة طالبا حذاءً قاسيا ً يقيني الظروف الجوية و امطار بريطانيا شبه المستمرة والرطوبة العالية التي لم ترحمنِ طوال العام، اذ قام احد الباعة ،الذي قدر ظرفي ،بعرض حذاء متين اصطنع من
جلد صارم لم يذق طعم الراحة دون ان يستوفي التفكير في كافة وجوهه ومقوماته دوافع شراءه واغراءات سعره الذي لم يفلت عن خمس جنيهات استرلينيا، ما أضطرني الحال وانا اقلب الذهن تحت تاثير اعاصير الوجود الى شراءه دون تردد .
واستقر حذائي بجلده البقري القوي يمسك نفسه على ارض باردة رطبة وهو يقارع ما تفشى في تلك الاجواء المثلجة مياه اسالت الارض من كون بارد مجهول قارعته ارجلي بنشوة جنونية و دفئ لم اعهده من قبل .
ظل زميلي (عماد ) الشخصية العراقية الرائعة الذي كان يحضّر
الدكتوراه في علوم الرياضيات والاحصاء ، يمازحني في كل مناسبة عن مصدر الحذاء العملاق المقاوم لمصاعب الحياة وكيفية الحصول علية لكونه موديلًا قديماً ولكنه حامياً للارجل ،وكنت امازحه ايضا بروح الكناية البغدادية : بالقول ان (المرحوم ) كان صاحب ذوق …في اقتناء الأشياء الجميلة والمقاومة لظروف الطبيعة وان ارثه استمر بعد وفاته وكنا نقصد من تبرع به اصلاً !!! وعندها نضحك سويةً …….واستمر امر الحذاء (الفقير )في الاستعمال وهو يقاوم مصاعب الحياة لثلاث سنوات دون انقطاع ولم (( اغادره ))الا بعد حصولي على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد والعودة الى الوطن وانا احتذي هذه المرة حذاءً جديداً لامعاً غالي الثمن يناسب طريق عودتي الى الوطن …!!
وهنا لم تكتمل سعادتي حتى دخلت بلادي ،غداة وصولي ،باشهر قليلة حرب حافية الارجل وحصار اقتصادي قاسي خلع الناس يومها ما تبقى لديهم من شيء، وظل الجميع يحسدني هذه المرة على نظارة حذائي لجمال لونه ونعومة جلده وعلامته التجارية ومن اين مصدر اقتناءه !!! ؟؟؟ وانا فرح في حذائي الجميل ولم ارتديه الا بالمناسبات التي يستحقها في اعوام الرمادة ، ولكن فجأة هو الذي ((غادرني ))هذه المرة قبل ان اغادره !!!! اذ تمت سرقته من فناء واحدة من دور العبادة اثناء الصلاة في مساء يوم داكن وعدت الى داري حافي القدمين وانا اتذكر بحسرة على حذائي الجامعي الصارم الاول المستعمل الذي (غادرته ) بنفسي مثلما تحسرت على حذائي اللامع الجديد الذي (غادرني) دون استئذان مغتربا الى الابد.
انها ازمنة مختلفة مراراتها واحدة، و ذكرى من بين آلاف الذكريات الضائعة التي تجيش فيها صدورنا بعد ان تعبت اقدامنا في السعي نحو سبل الحياة ولكن بحذاء ….سيظل مستعملا ً.!!!

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

كيف تعزز اختياراتنا اليومية من الملابس الأداء النفسي والسلوكي

أميرة خالد

تزداد أهمية العلاقة بين الملابس والمزاج والدافعية، إذ تشير الأبحاث إلى أن ما يرتديه الأفراد يمكن أن يؤثر بشكل كبير في حالتهم النفسية وسلوكهم اليومي.

ويؤكد خبراء النفس والسلوك، بحسب تقرير نشرته شبكة “سي إن إن”، أن التعديلات البسيطة في الملابس يمكن أن تغير التجربة اليومية من خلال تعزيز الثقة والإنتاجية والمزاج العام.

وتوضح الدكتورة باربرا غرينبرغ، الأخصائية النفسية في ولاية كونيتيكت، أن هناك ارتباطًا مباشرًا بين ارتداء الملابس والشعور بالدافعية، حيث تقول: “عندما ترتدي ملابس معينة، تشعر بثقة أكبر، وهذه الثقة تعزز دافعيتك”.

ويتوافق هذا المفهوم مع الأبحاث النفسية التي تشير إلى أن التغيرات السلوكية قد تسبق التحسن العاطفي، وليس العكس، ويُعرف هذا التأثير بمفهوم “الإدراك المغلف”، الذي يعكس كيفية تأثير الملابس في العمليات النفسية.

وتقول المعالجة الأسرية ماريسا نيلسون: “ما ترتديه يؤثر في مزاجك بشكل مباشر. إن اختيار الملابس بوعي يمكن أن يعزز العقليات المناسبة للإنتاجية أو التركيز أو الاسترخاء”.

الملابس تلعب دور المحفزات التي تعزز سلوكيات معينة. على سبيل المثال، ارتداء ملابس الرياضة يزيد من احتمال ممارسة النشاط البدني، في حين أن الملابس المهنية قد تعزز الأداء في بيئة العمل، لهذا السبب، تعتمد بعض المدارس الزي الموحد لتعزيز الانضباط والاستعداد الذهني لدى الطلاب.

وتشير نيلسون إلى أن تأثير الملابس يختلف من شخص لآخر، قائلة: “بالنسبة للبعض، قد تمنحهم البدلة الرسمية شعورًا بالقوة والتحكم، بينما قد توفر لهم سترة ذات قيمة عاطفية شعورًا بالراحة والاطمئنان”، والمفتاح هو اختيار الملابس التي تتماشى مع الحالة العاطفية أو الهدف السلوكي المرغوب فيه.

وتتحدى غرينبرغ الفكرة الشائعة بأن على الشخص أن يشعر بالدافعية أولًا قبل اتخاذ أي خطوة، وتقول: “يعتقد الناس أنهم بحاجة إلى تغيير موقفهم أولًا، ثم يتبع ذلك التغيير السلوكي، لكن في الواقع، يحدث العكس في كثير من الأحيان. عندما يتغير السلوك، تتغير المشاعر تبعًا له”.

وهذا المبدأ مفيد بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من انخفاض في المزاج أو الطاقة، وبدلًا من انتظار الحافز، يمكن أن يكون اتخاذ خطوات صغيرة، مثل ارتداء ملابس الرياضة، حافزًا للمشاركة في الأنشطة المفيدة. تقول غرينبرغ: “إذا ارتديت ملابس التمارين الرياضية، فمن المرجح أن تمارس الرياضة. وإذا ارتديت ملابس العمل، قد تشعر بمزيد من الاستعداد لمواجهة تحديات اليوم”.

إلى جانب تحسين المزاج، يساعد ارتداء الملابس بوعي على إزالة العوائق التي قد تعيق تبني سلوكيات مفيدة. على سبيل المثال، التفاعل الاجتماعي وممارسة الرياضة يحفزان إفراز الإندورفين الذي يُحسن المزاج ويقلل من التوتر.

ومع ذلك، قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من انخفاض الطاقة صعوبة في البدء بهذه الأنشطة، وهنا تلعب الملابس دورًا في تسهيل تبني العادات الإيجابية. تقول نيلسون: “اختيارات الملابس هي التزامات صغيرة ولكن ذات معنى تجاه رفاه الشخص. إن ارتداء الملابس بوعي يهيئ الشخص ليوم يتماشى مع أهدافه الشخصية والمهنية”.

إقرأ أيضًا

8 أسباب نفسية وجسدية تتسبب في صعوبة مغادرة السرير صباحاً

 

مقالات مشابهة

  • المسند: لا تستعجلون في تخزين الملابس الشتوية
  • ليفربول يعلن شراكة جديدة مع أديداس لتوريد الملابس الرياضية
  • موجة حارة وتحذير من الأرصاد: لا تخففوا الملابس
  • فيديو.. ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة وتحذيرات من تخفيف الملابس ليلًا
  • سوق المستعمل.. فيات سيينا بـ 150 ألف جنيه
  • اركب أصغر سيارة رياضية بأرخص سعر.. سوق المستعمل
  • المفتي: الصلاة على النبي ليست مجرد ذكر مستحب بل ضرورة حياتية.. فيديو
  • المفتي: الصلاة على النبي ليست مجرد ذكر مستحب بل ضرورة حياتية
  • كيف تعزز اختياراتنا اليومية من الملابس الأداء النفسي والسلوكي
  • «السيسي»: كلنا في مصر على قلب راجل واحد تجاه التحديات وانا سعيد بهذا جدا