رئيس الوزراء والرياضة
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
بقلم: جعفر العلوجي ..
( الأولمبية لا تهمش بمزاجية مطلقة )
السر في سمو الرياضة ومنافساتها وجماهيريتها يكمن بمفهومها الأساسي وإنسانيتها وشكلها الجميل الذي يضعها في القمة، وبلا شك لو تشوه هذا المفهوم فإنها ستكون النقيض من ذلك تماما ولا يمكن عدها او الاعتداد بها، ولكي نكون أكثر وضوحا وندخل الى لب الموضوع نتطرق الى الآتي:
قبل أيام استقبل رئيس الوزراء أصحاب الإنجاز الآسيوي بحضور رئيس اللجنة البارالمبية ونائب رئيس اللجنة الأولمبية، وكما تناهى الى مسامعنا فإن دولة الرئيس كانت لديه ملاحظات على عمل اللجنة الأولمبية وطالب بإعادة حساباتها ولا ضير في ذلك طبعا ومن المهم جدا أن يكون النقاش والطرح بوجود من يعنيهم الأمر بشكل مباشر ولكن المستغرب في هذا اللقاء عدم دعوة رئيس اللجنة الأولمبية لهذا التكريم رغم أن من وجه الدعوات كان متعمدا بعدم توجيه الدعوة للكابتن رعد حمودي بشكل واضح لا لبس فيها إطلاقا وهذا الإجراء لا يتسم بالحكمة أولا ومقصود تماما باتجاه إيصال صورة غير طيبة عن الكابتن لرئيس الوزراء.
نعم هناك أخطاء لا يمكن إنكارها إطلاقا ودسائس وتشويه متعمد للصورة عن عمل الأولمبية، وكأنها المسؤول الأول والأخير عن هذه الأخطاء على الرغم من أن قانون ٢٤ منح الصلاحيات الكاملة للاتحادات الرياضية فنيا وماليا وإداريا وغير مسموح للأولمبية أن تتخذ قرارات تجاه الاتحادات الفاشلة، وهنا يكمن جوهر المشكلة والتعقيد نحو الإصلاح بأيدٍ مغلولة تماما، ولا بد لنا أن نذكر بأن أهم المطبات هو ابتعادنا عن الوسام الأولمبي منذ وسام المرحوم عبد الواحد عزيز، إذ تعاقبت حكومات متعددة على العراق وبقينا ٤٣ عاما والعراق بعيد عن الوسام، نعم لا ننكر اليوم أن الدعم المالي جيد ولكن البنى التحتية الرياضية التي تؤهل الرياضي وهي الأهم مفقودة مع ذلك الصرف الباذخ على وزارة الشباب بمئات المليارات وما زالت منشآتها عبارة عن أوكار عسكرية لم يستفد منها الرياضيون ولا الاتحادات إطلاقا لأمور متشعبة كثيرة ، فكيف نحصل على الوسام ؟ وقد غابت آليات الحصول عليه وبقي الأمر رهينا لدى الأغلب في الحصول على الكرسي والتشبث به وكيف نحصل على الوسام ؟ والبعض يتعامل بلغة طائفية في العمل الرياضي وجلب الشخص غير المناسب الذي يفرق ولا يقرب حتى أضحت الوزارة بواد والأولمبية بواد آخر كما أن البعض استحوذ على عدة مناصب رياضية في آن واحد وصار المقرب الأول من مركز القرار وبيده مقاليد العمل وهو لا يفقه شيئا بالرياضة وقد غيب التخطيط والعمل المنهجي العلمي واستمر بالمجاهرة علنا بالتهديد والوعيد وتقريب المنافقين والمتزلفين الى الحد الذي يبعد فيه رئيس اللجنة الأولمبية ولا يسمح له بمقابلة رئيس الوزراء .
دولة الرئيس بما أنك داعم مباشر للرياضة فلا بد أن تصلك فكرة أن الرياضة اليوم صارت ميدان حرب مناصب وليست بالاستحقاق والحصول على الإنجاز إنها اليوم مهنة المال والجاه والمشيخة والمحسوبيات والعوائل الوارثة وضاعت بين أصحاب القلوب المريضة والعاشقة للكرسي ، الرياضة تستغيث وتحتاج الى علاج جذري تحتاج الى اجتاث الماضي والحاضر وزرع بذور شريفة أساسها حب الوطن لا التخاطب مع البعض بلغة الفائدة والإثراء على حساب تشويه صورة العراق والتدخل بشأنه الداخلي من قبل الآخرين من خارج الحدود كما يجري حاليا والتدويل في الأزمات على المحاكم الدولية الرياضية يجري على قدم وساق ، ولم يعد من مغيث ومنقذ بعد الله غيرك لتزيل الغشاوة وتنظر الى عالم الرياضة بعينين منفتحتين وليس من ثقب الباب او كما يريد لك البعض أن تنظر إليها .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات اللجنة الأولمبیة رئیس الوزراء رئیس اللجنة
إقرأ أيضاً:
الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم: هذا هو رئيس الجمهورية الذي نريد
قبل ثلاثة ايام على موعد جلسة انتخاب الرئيس في التاسع من الشهر الجاري، وجهت الجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم كتابا مفتوحا الى نواب الامة حددت فيه مواصفات رئيس الجمهورية الذي تريده برزها التحلي بصفة "الزعامة" لا بصفة "القيادة"، ولا يستجدي السلطة من أحد. ولن يقف فوق الطوائف ليكون رمزاً حقيقيّاً لوحدة لبنان ولا يسفح الدستور كُرمى لأحد، وليس لديه حسابات يصفيها مع أحد، ولا فاسداً عُضواً في نادي الفاسدين ولا يرضخ لنفوذ الدول، بل يرمم صداقاتِ لبنان، ويبني صداقاتٍ جديدةً قائمةً على مصالحِ لبنان.
وقالت الجامعة في كتابها:
إنَّ الجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم، وبعد التشاور مع مسؤوليها في الانتشار، وبعد استطلاع آراء المنظمات الاغترابية المتحالفة معها، والشخصيات الفاعلة في اللوبي اللبناني في دول القرار، وعشِيَّةَ الانتخاباتِ الرئاسيةِ التي تأخرت لسنتين، وبعدَ حربِ إسنادِ الآخرين، وقد دُمِّرَ فيها البشر والحجر، وفي ظِلِّ الاحتلال الإسرائيلي للقرى المُدمَّرة، وفي ظِلِّ الدولةِ التي كان العالم على وشكِ إعلانها دولةً فاشلة، حيث دُمِّر الاقتصاد، وسُرِقت أموال لبنان، وودائع اللبنانيين، مقيمين ومنتشرين، ومستثمرين، وعلى وقع انهيار الإقليم وسقوط الطاغة الذين جثموا، وبأيادٍ لبنانية، على صدر الوطن، وفي ظلِّ المُتغيِّرات، السلبية والإيجابية، التي تلف المنطقة الشرق أوسطية، وإذ يُفتَح مجلس النواب، ربما مُرغَماً، وأخيراً، لانتخاب رئيس للجمهورية، ولمّا كان الانتشار اللبناني، ولمّا يزل، وحدَهُ الأملَ المتبقي لإنهاء الأزمة المالية والاقتصادية، لا أموال صندوق النقد والبنك الدولي ومؤتمرات الدول المانحة المُترجمة كلها ديوناً أو نفوذاً، تعلن باسم، الانتشار هذا، شروطه، غير المتسامحة، لما نريده في الرئيس العتيد:
لا نريد رئيساً يتكنّى بصفة "الزعامة"، بل يتحلى بصفة "القيادة"، فلا يضع شخصَه على قمة الهرم، بل الوطن.
لا نريد رئيساً يستجدي السلطة من أحد، بل رئيساً يفرضها على الجميع.
لا نريد رئيساً تحت الطوائف، بل رئيساً فوق الطوائف ورمزاً حقيقيّاً لوحدة لبنان بحسب الدستور.
لا نريد رئيساً طَرفاً يسفح الدستور كُرمى لأحد، أو خوفاً من أحد، بل رئيساً، ليس حَكماً فقط بين اللبنانيين، بل حاكماً عادلاً مؤتمناً على تطبيق دستور الطائف نصاً وروحاً.
لا نريد رئيساً لديه حسابات يصفيها مع أحد، ولا فواتير يدفعها لأحد، بل رئيساً يصفي حسابات الوطن مع المتآمرين، والفاسدين، والمرتهنين، ويدفع فواتير الوطن للمظلومين من شعبه.
لا نريد رئيساً فاسداً عُضواً في نادي الفاسدين، بل رئيساً نزيهاً يُوقِّع، وبجرأة، على الطلب من الأمم المتحدة تنفيذ اتفاقية مكافحة الفساد التي وقّع عليها لبنان سنة ٢٠٠٩، لاستعادة أموال لبنان واللبنانيين المنهوبة.
لا نريد رئيساً يرضخ لنفوذ الدول، بل يرمم صداقاتِ لبنان، ويبني صداقاتٍ جديدةً قائمةً على مصالحِ لبنانَ أولاً، وذلك لتحصينهِ، فيستعيد لبنان دوره العربي والعالمي.
لا نريد رئيساً يجعل من لبنان ساحةً لأحد، بل واحةَ سلامٍ وفكرٍ مستنيرٍ بذاتِهِ، مُضيءٍ على الإنسانية.
لا نريد رئيساً يُفرِّط قَيدَ أُنمُلة بالسيادة، مهما عَظُمت الضُغوط، والتهديدات، أو المُغريات، فلا "اتفاق قاهرة" جديداً، ولا معادلات "ذهبيَّة" أو "خشبيَّة" بعد اليوم، بل رئيساً يعتبر تطبيق الدستور أساساً، والجيش حامياً، وتطبيق القرارات الدولية، بدءاً من اتفاقية الهدنة، مروراً بالقرارات ٤٢٥، ١٥٥٩، ١٦٨٠ و١٧٠١ التزاماً لا مهادنة ولا لُبسَ فيه، أساسه وضع السلاح الفلسطيني وسلاح حزب الله، وأي سلاح غير شرعي تابع لأحزاب ومنظمات وسرايا، خاصةً ما ظهر منه خلال الحرب الأخيرة، بيد الجيش اللبناني وحده، فيصبح تطبيق هذه القرارات حامياً من أطماع الدول، ومُلزماً للدول الإقليمية وعلى رأسها إيران وإسرائيل.
لا نريد رئيساً يُوقِّع على حكومةِ مُحاصصة "توافقيّة" يُمثِّلُ فيها الوزراء أحزابهم، وتنتهج أساليب القرارات والصفقات بالتراضي، بل رئيساً يفرض حكومةً تمثل فريق الأكثرية الحاكمة، يقابلها فريق الأقلية المعارضة، وإنهاء حالة الثلث المعطِّل المنافي للدستور ولمنطق دور الحكومة، فيستعيد المجلس النيابي دوره الأساسي في التشريع والمحاسبة.
لا نريد رئيساً تشلُّهُ الإدارةُ العامةُ "العثمانية" المترهلة، بل رئيساً يُعيد لمجلس الخدمة المدنيّةِ والتفتيش المركزي مَجدهما، يُنَظِّف دَرَجَ الإدارة من فوق إلى تحت، يفرض المكننة، فلا تعود الإدارة عِبئاً، ومغارةَ فساد، بل وسيلةَ خِدمةٍ سريعةٍ ونظيفةٍ للمواطن، وأساسَ تمويلٍ عادلٍ للدولة، وعاملَ نُمو.
لا نريد رئيساً يُلزِّمُ إعادةَ الإعمار لصناديقَ ومجالسَ اشتهرت بالفساد، كمجلس الجنوب، والهيئة العليا للإغاثة، ومجلس الإنماء والإعمار، بل رئيساً مُنزَّهاً يُشرف بشخصه على مؤسسةٍ وطنيَّةٍ جديدةٍ للإعمار، عمادها تِقنِيات الجيش وَخُبُراتِهِ في الإحصاء والمسح والتقييم والتعويض، بمشاركة الدول المانحة عبر مندوبيها، كي تذهب التعويضات لمستحقيها.
لا نريد رئيساً يجعل من الإصلاح شعاراً، بل رئيساً يجعلُ الإصلاحَ سلوكاً شخصيّاً بالممارسة، فينعكس سلوكُهُ تطويراً للقوانين مَرجُوّاً منذ عُقود، ويحرص على فصل السلطات كي تنتظم. ولإحلال العدل والثقة بالدولة يَجعلُ تطهير وإصلاح القضاء بدايةَ هذا الإصلاح.
نريد رئيساً مؤمناً بالمنتشرين وقدراتهم، وبشبابِ لبنان وقُدُراتِه، وبِقدرةِ شعبِهِ على النهوض، نريد رئيساً يضع لبنان مُجدَّداً على طريقِ الحداثة، ويُحصِّنه من الإيديولوجيات المُميتة والبائدة، نريد رئيساً يؤمن بأننا نستطيع أن نُنافسَ الآخرين بالعلمِ والتقدُّمِ والمعرفة، وأن نكون شُركاء في التنمية وفي الرؤيا المتقدمة الناشئة في العالم العربي، وأن نعود مستشفى العرب، وجامعة العرب، لا أن نكون مصدر تصدير الثورات، وتدريب المقاتلين، ومصنعاً للمخدرات التي تُهدِّدُ أجيالنا الناشئة وشعوبَ المنطقة.
نريد رئيساً يُرسِّم حُدود الوطن، ويعرف حجمَ المسؤولية الاستثنائية المُلقاة على عاتقهِ، فهو الذي سيرسم اليوم خَطَّ لبنان الجديد، وَيَعمل على قِيامتِهِ كطائرِ الفينيق من الرماد، وتَحصينِهِ من القوى الإقليميّة، وإعادته رَقماً صعباً، بقدرِ ما هو حِياديٌّ في الصراعات الإقليمية والدولية، بقدر ما هو مُنغَمِسٌ، مُتشبِّثٌ بعروبته، وعالميته، وحريته، وسيادته.
نهيب بنواب الأمة عدم "التذاكي"، وانتهاز الفرصة عبر جعل "اللعبة البرلمانية" تصب في مصلحة من يتمتع بالصفات التي ذكرنا، فلعلها الفرصة الأخيرة للإنقاذ، ونعد اللبنانيين أنَّ الانتشار سيكون المُساند، والمُراقب في آن!
الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم
المكتب الإعلامي
6 كانون الثاني 2025