لبنان ٢٤:
2024-11-23@07:20:13 GMT

الذكرى الحزينة... ولكن هؤلاء مصرّون

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

الذكرى الحزينة... ولكن هؤلاء مصرّون

في ثمانين ذكرى نيل لبنان استقلاله كان الحزن هو المسيطر. لا احتفالات، ولا مهرجانات، ولا زغاريد، ولا رشّ أرز وورد، ولا أناشيد تُنشد، ولا أغاني وطنية تصدح. بل اعتداءات إسرائيلية تزرع الموت والدمار.     فلولا الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى قلعة راشيا، و"أمر اليوم" لقائد الجيش، ووضع الاكاليل على نصب رجالات الاستقلال لمرّت هذه الذكرى مرور الكرام من دون أن يشعر فيها المواطنون بأنهم مستقّلون حقيقة.

الوضع في الجنوب مقلق. وما هو متوقّع مقلق أكثر. الجمهورية فارغة. لا رئيس على رأسها. لا قرار موحدّا في حكومة تصريف الأعمال. فمن يقاطع من المقاطعين يتصرّف وكأنه يطلق النار على رجليه. لا مجلسًا نيابيًا يجتمع ليشرّع بفعل الخلافات السياسية. قيادة الجيش آيلة إلى الفراغ إذا استمرّ من يعتبر نفسه أهم من الجمهورية كلها في اتباع نهج التعطيل وممارسة سياسة النكد. الوضع الاقتصادي من سيئ إلى أسوأ. الحالة الاجتماعية ليست بأفضل ما يكون. الضغط السكاني بفعل النزوح السوري الكثيف في مختلف المناطق آخذ في التفاعل.     نحاول أن نفتش عن بصيص أمل ونور لا نوفق في ما نحن إليه ساعون. كيفما توجهت، وأينما حللت لا تسمع سوى "النق". شكاوى الناس كثيرة، وهي تكثر مع قدوم فصل الشتاء، الذي يحلّ هذه السنة ثقيلًا، بالأخصّ بالنسبة إلى الذين اضطرّوا الى ترك منازلهم في قرى المواجهة الجنوبية، وهم كثر، بعدما حوّل العدو الإسرائيلي العيش فيها مستحيلًا، مع إصرار الكثير من الأهالي البقاء حيث هم رافضين ترك منازلهم. 
ومع تزايد هموم المواطن اليومية تبدو المعالجات "على قدّ الحال"، خصوصًا أن "عين الحكومة بصيرة لكن يدها قصيرة". فهي حاولت أن تكون موازنة العام 2024 من "حواضر البيت" فجوبهت بـ "بركان" من الاعتراضات من كل حدب وصوب وكأن الحكومة الحالية "نائمة" على منجم ذهب. فالمعترضون على "موازنة الممكن" إنما يعترضون انطلاقًا من اعتبارات سياسية، وليس من اعتبارات ما يُعتبر مصلحة عليا للبنان، الذي يمرّ بأزمات غير مسبوقة تتطلب قامات سياسية يفتقدها لبنان على مستوى مساحته السياسية والجغرافية.    فلو عاد كل واحد منا نحن المخضرمين بالزمن قليلًا إلى الوراء، إلى أيام العزّ والبركة والبحبوحة والطمأنينة وراحة البال، لرأينا كيف كان اللبنانيون يحتفلون بذكرى الاستقلال، يوم كان تلفزيون لبنان يبث في المناسبة "يومًا تلفزيونيًا طويلًا"، وكانت الصورة بالأسود والأبيض، ولكن جميع القلوب كانت بيضاء. كان لهذه الذكرى "طعم" آخر. ولهذا هي باقية في الوجدان والضمائر الذكرى الأجمل. وكانت تعني لنا الكثير. 
أمّا اليوم فإن هذه الذكرى لا تعني الشيء الكثير لجيل الانترنت. وقد لا يكون الحق عليهم بقدر ما نتحمّل نحن مسؤولية عدم اكتراثهم باستقلال لا يسمعون عنه سوى بالقصائد والأغاني. لم يلمسوا ما يعبّر حقيقة عن أننا نقلنا إلى هذا الجيل، الذي لا همّ له سوى التفتيش عن فرصة عمل خارج البلاد، ما يجعله يتعلق بوطن الأباء والأجداد. لم نكن ذاك المثل الصالح في الوطنية، لم ننجح في تقديم الصورة الناصعة عن وطن كان الجميع يتمنون أن يكون لهم فيه "مرقد عنزة".  
فالوطن الذي حاول الرحابنة أن يبنوه لنا، ولو في احلامنا، لم يعد موجودًا بما يرمز إليه من عيش تكاملي بين عائلاته الروحية، ومن توق إلى الارتقاء به إلى مصاف الأوطان، التي يكون فيها المواطن محترمًا ومتساويًا في الواجبات والحقوق.    ولكن وعلى رغم هذه السوداوية التي تظلل حياتهم كيفما اتجهوا لا يزال اللبنانيون بمختلف فئاتهم العمرية، وبالأخصّ الشبابية منهم، مصرّين على أن يرسموا ملامح وطن لا يشبه الوطن الحالي بشيء؛ وطن لا يكون فيه محسوبيات؛ وطن الكفاءات العلمية والأخلاقية؛ وطن تسقط فيه كل الأمثال الشعبية الموروثة من حقبات الاحتلال والاستعمار؛ وطن يشبه طموحات الشباب العاشق للحياة والحرية والعيش بسلام.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مقتل باحث إسرائيلي في جنوب لبنان.. ما الذي كان يفعله هناك؟

كشفت تحقيقات جيش الإحتلال الإسرائيلي، النقاب عن تفاصيل مقتل الباحث المتخصص في علوم الآثار التوراتية، زئيف إرليخ، البالغ من العمر 71 عاما، خلال استهداف مبنى في جنوب لبنان.

اقرأ ايضاًما هي شروط حماس للموافقة على تشكيل لجنة لإدارة غزة؟

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن زئيف إرليخ، رائد احتياط في الجيش الإسرائيلي، قتل برفقة جندي آخر من لواء "غولاني" أثناء وجودهما في قلعة "شمع" جنوب لبنان، كما وأُصيب جندي ثالث بجروح خطيرة.

وأشارت التحقيقات إلى أن قائد لواء "غولاني" سمح لإرليخ بمرافقة القوات الإسرائيلية داخل جنوب لبنان، ما أثار تساؤلات حول معايير الأمان التي رافقت المهمة.

زئيف إرليخ ليس فقط باحثا بارزا، بل هو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" في الضفة الغربية، مما يجعله شخصية ذات أهمية في الأوساط العسكرية والأثرية الإسرائيلية.

בצה"ל טוענים "הכניסה של ארליך לא עברה את האישורים", ראש אכ"א הכיר בו כחלל צה"ל@roysharon11 https://t.co/BCVsnQp27k

— כאן חדשות (@kann_news) November 20, 2024 تصاعد العمليات العسكرية

وتتزامن هذه الحادثة مع استمرار الغارات الإسرائيلية على مختلف المناطق اللبنانية، بما في ذلك العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية. 

كما استُهدفت مناطق أثرية في بعلبك وصور، في سياق حملة عسكرية بدأت منذ إعلان "حزب الله" فتح "جبهة لمساندة غزة" قبل أكثر من 13 شهرا.

حصيلة القصف الإسرائيلي

ووفقا لوزارة الصحة العامة اللبنانية، أسفرت الغارات الإسرائيلية منذ بدء التصعيد عن مقتل 3481 شخصا وإصابة 14786 آخرين، فيما تستمر الاعتداءات بتأثير كارثي على البنية التحتية والمدنيين.


© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

وسام نصر الله كاتب وصحفي

كاتب وصحفي متخصص في الشؤون السياسية والدولية، وعضو في نقابة الصحفيين الأردنيين واتحاد الصحفيين العرب. يعمل محررا في قسم الأخبار في "البوابة" منذ عام 2011، حيث يتابع ويحلل ويغطي أبرز الأحداث الإقليمية والدولية.

الأحدثترند مقتل باحث إسرائيلي في جنوب لبنان.. ما الذي كان يفعله هناك؟ الجزائر تحذر من طائر يهدد الأمن الغذائي والبيئي وفاة نجم "آراب آيدول" حازم عادل.. وهذه أمنيته الأخيرة قبل رحيله سيف الإسلام القذافي: حققنا "انتصارا ساحقا" في انتخابات المجالس البلدية تفسير حلم المدير المالي في المنام Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • المجلس العام الماروني: الإستقلالُ يكونُ بتحمُّل المسؤولية دفاعاً عن الوطن
  • بلاسخارت لمناسبة الاستقلال: أحيي الشعب اللبناني الذي يستحق الأمن والاستقرار
  • الذكرى الـ81 للاستقلال وميقاتي في اليرزة: الجيش الأمل والمرتجى
  • البطريرك ميناسيان: ندعو القوى السياسية إلى اختيار رئيس يكون رمزًا للوحدة
  • من المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟
  • مقتل باحث إسرائيلي في جنوب لبنان.. ما الذي كان يفعله هناك؟
  • ممانعو التيار يتجنبون الاعلام
  • روسيا تهنئ لبنان بمناسبة الذكرى 81 للاستقلال
  • حدث أمنيّ صعب... ما الذي يحصل مع الجيش الإسرائيليّ في جنوب لبنان؟
  • ما الذي دار بين ارسلان وجنبلاط؟