لبنان ٢٤:
2025-04-24@16:36:24 GMT

الذكرى الحزينة... ولكن هؤلاء مصرّون

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

الذكرى الحزينة... ولكن هؤلاء مصرّون

في ثمانين ذكرى نيل لبنان استقلاله كان الحزن هو المسيطر. لا احتفالات، ولا مهرجانات، ولا زغاريد، ولا رشّ أرز وورد، ولا أناشيد تُنشد، ولا أغاني وطنية تصدح. بل اعتداءات إسرائيلية تزرع الموت والدمار.     فلولا الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى قلعة راشيا، و"أمر اليوم" لقائد الجيش، ووضع الاكاليل على نصب رجالات الاستقلال لمرّت هذه الذكرى مرور الكرام من دون أن يشعر فيها المواطنون بأنهم مستقّلون حقيقة.

الوضع في الجنوب مقلق. وما هو متوقّع مقلق أكثر. الجمهورية فارغة. لا رئيس على رأسها. لا قرار موحدّا في حكومة تصريف الأعمال. فمن يقاطع من المقاطعين يتصرّف وكأنه يطلق النار على رجليه. لا مجلسًا نيابيًا يجتمع ليشرّع بفعل الخلافات السياسية. قيادة الجيش آيلة إلى الفراغ إذا استمرّ من يعتبر نفسه أهم من الجمهورية كلها في اتباع نهج التعطيل وممارسة سياسة النكد. الوضع الاقتصادي من سيئ إلى أسوأ. الحالة الاجتماعية ليست بأفضل ما يكون. الضغط السكاني بفعل النزوح السوري الكثيف في مختلف المناطق آخذ في التفاعل.     نحاول أن نفتش عن بصيص أمل ونور لا نوفق في ما نحن إليه ساعون. كيفما توجهت، وأينما حللت لا تسمع سوى "النق". شكاوى الناس كثيرة، وهي تكثر مع قدوم فصل الشتاء، الذي يحلّ هذه السنة ثقيلًا، بالأخصّ بالنسبة إلى الذين اضطرّوا الى ترك منازلهم في قرى المواجهة الجنوبية، وهم كثر، بعدما حوّل العدو الإسرائيلي العيش فيها مستحيلًا، مع إصرار الكثير من الأهالي البقاء حيث هم رافضين ترك منازلهم. 
ومع تزايد هموم المواطن اليومية تبدو المعالجات "على قدّ الحال"، خصوصًا أن "عين الحكومة بصيرة لكن يدها قصيرة". فهي حاولت أن تكون موازنة العام 2024 من "حواضر البيت" فجوبهت بـ "بركان" من الاعتراضات من كل حدب وصوب وكأن الحكومة الحالية "نائمة" على منجم ذهب. فالمعترضون على "موازنة الممكن" إنما يعترضون انطلاقًا من اعتبارات سياسية، وليس من اعتبارات ما يُعتبر مصلحة عليا للبنان، الذي يمرّ بأزمات غير مسبوقة تتطلب قامات سياسية يفتقدها لبنان على مستوى مساحته السياسية والجغرافية.    فلو عاد كل واحد منا نحن المخضرمين بالزمن قليلًا إلى الوراء، إلى أيام العزّ والبركة والبحبوحة والطمأنينة وراحة البال، لرأينا كيف كان اللبنانيون يحتفلون بذكرى الاستقلال، يوم كان تلفزيون لبنان يبث في المناسبة "يومًا تلفزيونيًا طويلًا"، وكانت الصورة بالأسود والأبيض، ولكن جميع القلوب كانت بيضاء. كان لهذه الذكرى "طعم" آخر. ولهذا هي باقية في الوجدان والضمائر الذكرى الأجمل. وكانت تعني لنا الكثير. 
أمّا اليوم فإن هذه الذكرى لا تعني الشيء الكثير لجيل الانترنت. وقد لا يكون الحق عليهم بقدر ما نتحمّل نحن مسؤولية عدم اكتراثهم باستقلال لا يسمعون عنه سوى بالقصائد والأغاني. لم يلمسوا ما يعبّر حقيقة عن أننا نقلنا إلى هذا الجيل، الذي لا همّ له سوى التفتيش عن فرصة عمل خارج البلاد، ما يجعله يتعلق بوطن الأباء والأجداد. لم نكن ذاك المثل الصالح في الوطنية، لم ننجح في تقديم الصورة الناصعة عن وطن كان الجميع يتمنون أن يكون لهم فيه "مرقد عنزة".  
فالوطن الذي حاول الرحابنة أن يبنوه لنا، ولو في احلامنا، لم يعد موجودًا بما يرمز إليه من عيش تكاملي بين عائلاته الروحية، ومن توق إلى الارتقاء به إلى مصاف الأوطان، التي يكون فيها المواطن محترمًا ومتساويًا في الواجبات والحقوق.    ولكن وعلى رغم هذه السوداوية التي تظلل حياتهم كيفما اتجهوا لا يزال اللبنانيون بمختلف فئاتهم العمرية، وبالأخصّ الشبابية منهم، مصرّين على أن يرسموا ملامح وطن لا يشبه الوطن الحالي بشيء؛ وطن لا يكون فيه محسوبيات؛ وطن الكفاءات العلمية والأخلاقية؛ وطن تسقط فيه كل الأمثال الشعبية الموروثة من حقبات الاحتلال والاستعمار؛ وطن يشبه طموحات الشباب العاشق للحياة والحرية والعيش بسلام.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تراجع محتمل.. ترامب: الرسوم الجمركية على الصين ستنخفض ولكن..

(CNN)-- أشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى تراجع محتمل في حربه التجارية مع الصين، قائلاً إن الرسوم الجمركية المرتفعة على السلع الصينية "ستنخفض بشكل كبير، لكنها لن تصل إلى الصفر".

وتبدو تصريحات ترامب، التي أدلى بها في فعالية إخبارية بالبيت الأبيض، الثلاثاء، بمثابة تراجع في موقفه بعد أسابيع من المواقف المتشددة والرد بالمثل، مما أدى إلى تجاوز الرسوم الجمركية على الصين نسبة 145%.

وقال ترامب: "145% نسبة مرتفعة للغاية، ولن تكون مرتفعة إلى هذا الحد. لن تكون قريبة من هذا الارتفاع. ستنخفض بشكل كبير. لكنها لن تصل إلى الصفر".

وأدلى ترامب بهذه التعليقات ردًا على سؤال حول تصريحات وزير الخزانة، سكوت بيسنت، في وقت سابق والتي قال فيها إن الرسوم الجمركية المرتفعة بين الولايات المتحدة والصين قد فرضت حظرًا فعليًا على التجارة بين الاقتصادين.

وأكد مصدر مطلع لشبكة CNN أن بيسنت صرّح خلال مؤتمر استثماري خاص استضافته جي بي مورغان تشيس بأن الحرب التجارية مع الصين غير مستدامة، متوقعًا أن تهدأ في المستقبل القريب.

وبدلًا من قطيعة تامة أو انفصال تام بين الولايات المتحدة والصين، أبلغ بيسنت المستثمرين أن الهدف هو إعادة التوازن التجاري، وفقًا لما ذكره المصدر لشبكة CNN.

وتبادل أكبر اقتصادين في العالم فرض رسوم جمركية قياسية في نزاع متصاعد بسرعة، هزّ الأسواق العالمية، وعطّل سلاسل التوريد، وأجج مخاوف الركود، وحتى الآن، اتخذت الصين موقفًا متحديًا ورفضت التراجع. بل ردّت برفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 125%، وإضافة المزيد من الشركات الأمريكية إلى قائمة مراقبة الصادرات وقائمة الكيانات غير الموثوقة، وتقييد تصدير المعادن الأساسية المستخدمة في كل شيء من أجهزة آيفون إلى أنظمة الصواريخ.

كما عمدت بكين إلى الضغط على الصناعات الأمريكية الرئيسية، فحدّت من عدد أفلام هوليوود المعروضة في البلاد، وأعادت طائرتين بوينغ على الأقل كانتا مخصصتين للاستخدام من قبل شركات الطيران الصينية إلى الولايات المتحدة.

وخلال كل ذلك، أصرّ ترامب على أنه يتمتع "بعلاقة جيدة جدًا" مع الزعيم الصيني، شي جينبينغ، في انتظار تواصله - وأبلغ فريقه أن الولايات المتحدة لن تبادر، وفقًا لما ذكرته شبكة CNN في وقت سابق.

ولكن بدلًا من دعوة ترامب للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية، شنّ شي حملةً دبلوماسيةً لكسب ود شركاء تجاريين آخرين للتصدي لجهود الولايات المتحدة الرامية إلى استغلال حرب الرسوم الجمركية لعزل الصين اقتصاديًا.

وأعرب ترام مجددًا، الثلاثاء، عن أمله في أن يجلس شي على طاولة المفاوضات، ووعد بأن يكون "لطيفًا للغاية"، وعندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتعامل بحزم مع الصين أو شي جينبينغ للتوصل إلى اتفاق، أو ما إذا كان المسؤولون سيتطرقون إلى جائحة كوفيد-19، أجاب ترامب بسرعة: "لا".

وأوضح ترامب: "لا، لا، سنكون لطفاء للغاية. سيكونون لطفاء للغاية، وسنرى ما سيحدث. لكن في النهاية، عليهم إبرام اتفاق، وإلا فلن يتمكنوا من التعامل مع الولايات المتحدة، ونحن نريدهم أن يشاركوا.. أعتقد أننا سنعيش معًا بسعادة بالغة، ونعمل معًا بشكل مثالي، لذا أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام".

مقالات مشابهة

  • التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية
  • الرئيس عون في الذكرى الـ 110 للابادة الأرمنية: اللبنانيون من اصل ارمني مثال للانتماء الوطني الصادق
  • أرمن لبنان في الذكرى الـ 110 للإبادة: نواصل النضال من أجل الحق والعدالة
  • إفتاء الغرياني تشن هجومًا على من تصفهم بـ “المداخلة وأشباههم”
  • ما قصة القرض الذي سيوقعه وزير المال مع البنك الدولي؟
  • تراجع محتمل.. ترامب: الرسوم الجمركية على الصين ستنخفض ولكن..
  • السودان الجديد يتخلق و لكن؛ برؤية من؟
  • بعد الحادث الذي تعرض له.. الحريري اتصل بالبطريرك الراعي مطمئناً
  • حزب الله: العودة محسوبة ولكنّها حاصلة
  • اتهامات نارية ورسائل مشفرة.. ناطق حكومة صنعاء يكشف المستور ويهاجم هؤلاء