ذكر مقال في صحيفة "الغارديان" البريطانية، للصحفي سايمون تيسدال، أن الاتفاق مع حماس لإطلاق سراح بعض الأسرى الذين تحتجزهم مقابل وقف القتال في غزة يعكس تغييرا في مسار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي تبنى موقفا متشددا منذ بداية أسوأ أزمة أمنية في إسرائيل  خلال 50 عاما.

وأضاف تيسدال، "ربما يكون من الخطأ الإشارة إلى أن الصفقة تمثل تخفيفا لموقف نتنياهو، لقد كان مصرا منذ البداية على أن الهدف الأسمى لإسرائيل يجب أن يكون القضاء على حماس كقوة عسكرية وسياسية في غزة، ويبدو أنه متمسك بهذا النهج، الذي يتوقف عليه نجاح مستقبله السياسي".



وتابع، "أن نتنياهو وحكومته الحربية، التي تضم وزير الدفاع المتشدد يوآف غالانت، يتعرضان لضغوط شديدة لبذل المزيد من الجهد من جانب عائلات الأسرى، الذين نظموا مسيرة ضخمة استمرت خمسة أيام إلى القدس الأسبوع الماضي، حيث يتهمه بعضهم بالتعامل مع الأسرى كمسألة ثانوية".



ويشير الصحفي البريطاني، "إلى أن بعض المحللين الإسرائيليين يعزون التغير الواضح في موقف القيادات إلى هذه الضغوط الفعّالة التي يمارسها أقارب الأسرى، والإدراك المتأخر بأن القوات الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية تتحملان واجبا تجاه مواطني إسرائيل يتجاوز تدمير حماس".

وأوضح، "لقد حدث تغيير على الجانب الإسرائيلي، كما كتب كاتب العمود في صحيفة هآرتس عاموس هاريل، بأن التغير هذا ينبع بشكل رئيسي من إدراك غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتزل هاليفي أنه من المستحيل التركيز فقط على الهجوم العسكري في شمال غزة".

وقال هاريل، "إن مؤسسة الدفاع، باعتبارها المسؤولة عن الفشل الذريع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، يجب أن تبدأ في تصحيح ذلك، والتصحيح لا ينتهي باحتلال الأراضي وقتل المسلحين، أولا وقبل كل شيء، يتطلب الأمر بذل جهد لإعادة الرهائن إلى ديارهم على الأقل".

وبحسب ما ورد، فإن كابينت الحرب كان منقسما حول هذه القضية منذ أسابيع، مع اقتناع المتشددين، بما في ذلك نتنياهو، بأن الضغط العسكري المستمر هو أفضل وسيلة لإضعاف حماس وإقناع زعيمها في غزة، يحيى السنوار، بإطلاق سراح الأسرى. 

ويرى آخرون أن إسرائيل يجب أن تحصل على ما تستطيع الحصول عليه الآن، مهما كان غير مرض، قبل أن تصبح الضغوط الدولية للتراجع في غزة غير قابلة للمقاومة.

ويؤكد تيسدال، "أن نتنياهو ربما قد تأثر بشكل حاسم بلقائه الشخصي مع عائلات الأسرى، بعد أسابيع من رفض مقابلتهم، لقد فقد نتنياهو وحزب الليكود ثقة معظم الناخبين، الذين يلومونهم على الهفوات والرضا عن النفس التي حدثت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر".

وتشير استطلاعات الرأي إلى أنهم سيخسرون الانتخابات إذا أجريت الآن، وكما هو الحال دائما، يمتزج الحساب بالرحمة.



ويرى الصحفي تيسدال، "أنه إذا صمدت صفقة الأسرى، فسوف تشمل التقارير إطلاق سراح 50 امرأة وطفلا مقابل إطلاق سراح ما يصل إلى 150 امرأة وطفلا فلسطينيا محتجزين في السجون الإسرائيلية منذ ما قبل الحرب، ولا يجري النظر في إطلاق سراح أفراد عسكريين أو ذكور بالغين".

ويتضمن الاتفاق المقترح أيضا هدنة لمدة أربعة أيام تتضمن وقفا لإطلاق النار على الأرض وحدودا للعمليات الجوية الإسرائيلية في جنوب غزة. 

ومن المفترض خلال هذا الوقت أن يتم استئناف تسليم المساعدات غير المقيدة عبر معبر رفح مع مصر. ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم فتح نقاط دخول أخرى إلى غزة.

وبينما يرحب السياسيون المعارضون في إسرائيل بأي علامة على التحرك بشأن الأسرى، فقد يحاولون تصوير موقف نتنياهو المتغير كمؤشر آخر على أن حكمه معيب وأنه ينبغي استبداله كرئيس للوزراء، حيث يطالب يائير لابيد، زعيم المعارضة الرئيسي، نتنياهو بالتنحي.

ويقول تيسدال، "إن التوصل إلى اتفاق ووقف إطلاق النار المصاحب له لا يعني أن الحرب قد انتهت أو أن أزمة الرهائن قد تم حلها، ومن الممكن، من الناحية النظرية، أن تستأنف بغضب متزايد بعد أن يكون لدى الجانبين الوقت الكافي لإعادة تجميع صفوفهما، لكنه سيشجع الوسطاء، وخاصة الحكومة القطرية، والأطراف المهتمة مثل إدارة بايدن، على العمل من أجل وقف دائم للقتال".

وبين، "أن الضغط الأمريكي على نتنياهو وحكومة الحرب الإسرائيلية تزايد بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة، حيث واجه الرئيس جو بايدن قلقا متزايدا بين مؤيدي الحزب الديمقراطي، والجمهور الأمريكي بشكل عام، بشأن الخسائر المدنية في غزة".

وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرا أن معظم الأمريكيين يفضلون وقف إطلاق النار.

وأردف، "أن من شأن صفقة الرهائن أن تمكن بايدن من الادعاء بأن نفوذه من وراء الكواليس لدى القيادة الإسرائيلية، التي تعهد لها بدعم غير محدود خلال زيارة إلى تل أبيب الشهر الماضي، أثبت فعاليته".

وبحسب تيسدال، "فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى نزع فتيل الانتقادات الحادة لسياسة الولايات المتحدة من دول الجنوب العالمي وتخفيف الانقسامات مع الحلفاء الأوروبيين مثل فرنسا، التي دعت إلى وقف إطلاق النار".



ويرى، "أن حماس استفادت من ثقل الإدانة الدولية للهجوم الإسرائيلي على غزة، وخاصة في المجالين العربي والإسلامي، وروسيا والصين من بين الدول الرائدة التي رفضت انتقاد حماس، كما فشل القرار التوفيقي الذي توصل إليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي في تضمين لغة تدين هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".

وأشار إلى أن "يحيى السنوار سيقدم الصفقة، خاصة إذا كانت تتضمن هدنة، باعتبارها نصرا تكتيكيا".

وعلى نفس القدر من الأهمية بالنسبة له، فإن التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يثبت أن حماس نجت من الهجوم الإسرائيلي الأولي، وأنها لا تزال تتمتع بقوتها، كما يتبين من الهجمات الصاروخية المستمرة على الأراضي الإسرائيلية، وأنها سوف تعيش للقتال يوما آخر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الأسرى غزة نتنياهو غزة نتنياهو الأسرى الهدنة العدوان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إطلاق النار إطلاق سراح فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

‏إعلام إسرائيلي: مقتل قائد الجناح العسكري لحماس في مخيم طولكرم "إيهاب أبو عطيوة" بالغارة الجوية الإسرائيلية

أفاد ‏إعلام إسرائيلي، بمقتل قائد الجناح العسكري لحركة حماس في مخيم طولكرم "إيهاب أبو عطيوة" بالغارة الجوية الإسرائيلية.

وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل و"حماس".

وأكد آل ثاني، أن "قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه "نعمل مع حماس وإسرائيل بشأن خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".

وأضاف أن سريان الاتفاق بدأ يوم الأحد، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تبلغ 42 يوما وتشهد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية حتى حدود قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.

مقالات مشابهة

  • وفد من حماس يصل القاهرة لبحث مراحل الهدنة وصفقة تبادل الأسرى
  • إسرائيل: قائمة الأسرى التي قدمتها حماس تتضمن 8 أشخاص متوفين
  • ‏إعلام إسرائيلي: مقتل قائد الجناح العسكري لحماس في مخيم طولكرم "إيهاب أبو عطيوة" بالغارة الجوية الإسرائيلية
  • تصريح جديد من مكتب نتنياهو بشأن الأسرى والنازحين
  • ‏حماس: ندعو الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن الأطروحات التي تتماهى مع المخططات الإسرائيلية
  • حماس: حكومة نتنياهو تُماطل في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار
  • نتنياهو يهدد بوقف اتفاق غزة لعدم الإفراج عن أربيل يهود
  • من هم المجندات الإسرائيليات الأربع التي أفرجت عنها حماس في صفقة تبادل الأسرى؟
  • ‏القناة 13 الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يتسلّم الإسرائيليات الأربع اللاتي أفرجت حماس عنهن
  • السجون الإسرائيلية تتلقى قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم غدا