كاتب بريطاني: الضغط بدأ يظهر على نتنياهو وهذه الهدنة تظهر أن شيئا ما قد تغير
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
ذكر مقال في صحيفة "الغارديان" البريطانية، للصحفي سايمون تيسدال، أن الاتفاق مع حماس لإطلاق سراح بعض الأسرى الذين تحتجزهم مقابل وقف القتال في غزة يعكس تغييرا في مسار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي تبنى موقفا متشددا منذ بداية أسوأ أزمة أمنية في إسرائيل خلال 50 عاما.
وأضاف تيسدال، "ربما يكون من الخطأ الإشارة إلى أن الصفقة تمثل تخفيفا لموقف نتنياهو، لقد كان مصرا منذ البداية على أن الهدف الأسمى لإسرائيل يجب أن يكون القضاء على حماس كقوة عسكرية وسياسية في غزة، ويبدو أنه متمسك بهذا النهج، الذي يتوقف عليه نجاح مستقبله السياسي".
وتابع، "أن نتنياهو وحكومته الحربية، التي تضم وزير الدفاع المتشدد يوآف غالانت، يتعرضان لضغوط شديدة لبذل المزيد من الجهد من جانب عائلات الأسرى، الذين نظموا مسيرة ضخمة استمرت خمسة أيام إلى القدس الأسبوع الماضي، حيث يتهمه بعضهم بالتعامل مع الأسرى كمسألة ثانوية".
ويشير الصحفي البريطاني، "إلى أن بعض المحللين الإسرائيليين يعزون التغير الواضح في موقف القيادات إلى هذه الضغوط الفعّالة التي يمارسها أقارب الأسرى، والإدراك المتأخر بأن القوات الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية تتحملان واجبا تجاه مواطني إسرائيل يتجاوز تدمير حماس".
وأوضح، "لقد حدث تغيير على الجانب الإسرائيلي، كما كتب كاتب العمود في صحيفة هآرتس عاموس هاريل، بأن التغير هذا ينبع بشكل رئيسي من إدراك غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتزل هاليفي أنه من المستحيل التركيز فقط على الهجوم العسكري في شمال غزة".
وقال هاريل، "إن مؤسسة الدفاع، باعتبارها المسؤولة عن الفشل الذريع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، يجب أن تبدأ في تصحيح ذلك، والتصحيح لا ينتهي باحتلال الأراضي وقتل المسلحين، أولا وقبل كل شيء، يتطلب الأمر بذل جهد لإعادة الرهائن إلى ديارهم على الأقل".
وبحسب ما ورد، فإن كابينت الحرب كان منقسما حول هذه القضية منذ أسابيع، مع اقتناع المتشددين، بما في ذلك نتنياهو، بأن الضغط العسكري المستمر هو أفضل وسيلة لإضعاف حماس وإقناع زعيمها في غزة، يحيى السنوار، بإطلاق سراح الأسرى.
ويرى آخرون أن إسرائيل يجب أن تحصل على ما تستطيع الحصول عليه الآن، مهما كان غير مرض، قبل أن تصبح الضغوط الدولية للتراجع في غزة غير قابلة للمقاومة.
ويؤكد تيسدال، "أن نتنياهو ربما قد تأثر بشكل حاسم بلقائه الشخصي مع عائلات الأسرى، بعد أسابيع من رفض مقابلتهم، لقد فقد نتنياهو وحزب الليكود ثقة معظم الناخبين، الذين يلومونهم على الهفوات والرضا عن النفس التي حدثت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر".
وتشير استطلاعات الرأي إلى أنهم سيخسرون الانتخابات إذا أجريت الآن، وكما هو الحال دائما، يمتزج الحساب بالرحمة.
ويرى الصحفي تيسدال، "أنه إذا صمدت صفقة الأسرى، فسوف تشمل التقارير إطلاق سراح 50 امرأة وطفلا مقابل إطلاق سراح ما يصل إلى 150 امرأة وطفلا فلسطينيا محتجزين في السجون الإسرائيلية منذ ما قبل الحرب، ولا يجري النظر في إطلاق سراح أفراد عسكريين أو ذكور بالغين".
ويتضمن الاتفاق المقترح أيضا هدنة لمدة أربعة أيام تتضمن وقفا لإطلاق النار على الأرض وحدودا للعمليات الجوية الإسرائيلية في جنوب غزة.
ومن المفترض خلال هذا الوقت أن يتم استئناف تسليم المساعدات غير المقيدة عبر معبر رفح مع مصر. ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم فتح نقاط دخول أخرى إلى غزة.
وبينما يرحب السياسيون المعارضون في إسرائيل بأي علامة على التحرك بشأن الأسرى، فقد يحاولون تصوير موقف نتنياهو المتغير كمؤشر آخر على أن حكمه معيب وأنه ينبغي استبداله كرئيس للوزراء، حيث يطالب يائير لابيد، زعيم المعارضة الرئيسي، نتنياهو بالتنحي.
ويقول تيسدال، "إن التوصل إلى اتفاق ووقف إطلاق النار المصاحب له لا يعني أن الحرب قد انتهت أو أن أزمة الرهائن قد تم حلها، ومن الممكن، من الناحية النظرية، أن تستأنف بغضب متزايد بعد أن يكون لدى الجانبين الوقت الكافي لإعادة تجميع صفوفهما، لكنه سيشجع الوسطاء، وخاصة الحكومة القطرية، والأطراف المهتمة مثل إدارة بايدن، على العمل من أجل وقف دائم للقتال".
وبين، "أن الضغط الأمريكي على نتنياهو وحكومة الحرب الإسرائيلية تزايد بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة، حيث واجه الرئيس جو بايدن قلقا متزايدا بين مؤيدي الحزب الديمقراطي، والجمهور الأمريكي بشكل عام، بشأن الخسائر المدنية في غزة".
وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرا أن معظم الأمريكيين يفضلون وقف إطلاق النار.
وأردف، "أن من شأن صفقة الرهائن أن تمكن بايدن من الادعاء بأن نفوذه من وراء الكواليس لدى القيادة الإسرائيلية، التي تعهد لها بدعم غير محدود خلال زيارة إلى تل أبيب الشهر الماضي، أثبت فعاليته".
وبحسب تيسدال، "فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى نزع فتيل الانتقادات الحادة لسياسة الولايات المتحدة من دول الجنوب العالمي وتخفيف الانقسامات مع الحلفاء الأوروبيين مثل فرنسا، التي دعت إلى وقف إطلاق النار".
ويرى، "أن حماس استفادت من ثقل الإدانة الدولية للهجوم الإسرائيلي على غزة، وخاصة في المجالين العربي والإسلامي، وروسيا والصين من بين الدول الرائدة التي رفضت انتقاد حماس، كما فشل القرار التوفيقي الذي توصل إليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي في تضمين لغة تدين هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".
وأشار إلى أن "يحيى السنوار سيقدم الصفقة، خاصة إذا كانت تتضمن هدنة، باعتبارها نصرا تكتيكيا".
وعلى نفس القدر من الأهمية بالنسبة له، فإن التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يثبت أن حماس نجت من الهجوم الإسرائيلي الأولي، وأنها لا تزال تتمتع بقوتها، كما يتبين من الهجمات الصاروخية المستمرة على الأراضي الإسرائيلية، وأنها سوف تعيش للقتال يوما آخر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الأسرى غزة نتنياهو غزة نتنياهو الأسرى الهدنة العدوان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إطلاق النار إطلاق سراح فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
محللون إسرائيليون: نتنياهو اعترف بالفشل وأكد استعداده للتضحية بالأسرى
هاجم محللون إسرائيليون خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن فيه استمرار الحرب على قطاع غزة، وقالوا إنه اعتراف بالهزيمة، مؤكدين أن الضغط العسكري لن يجبر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على توقيع اتفاق بشروطه.
فقد وصف محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ12 نير دفوري، خطاب رئيس الوزراء بأنه "محاولة للتصدي لتآكل موقفه أمام الرأي العام، وتأكيد على إدراكه لضرورة تفسير رفضه الذهاب إلى صفقة، وتمسكه بمواصلة الحرب".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2برافدا: روسيا الطرف الوحيد القادر على إنجاح المفاوضات الإيرانية الأميركيةlist 2 of 2تايمز: عصابات المخدرات تسيطر على السجون الفرنسيةend of listوقال دفوري إن خطاب نتنياهو الأخير يعكس فهمه لضرورة تقديم إجابات حول أسباب مواصلة القتال لحين القضاء على حماس، الأمر الذي يعني استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط وتسخير دولة بأكملها.
عواقب هائلة لأهداف حزبيةووفقا لدفوري، فإن مواصلة الحرب "ستكون لها عواقب هائلة، وسيكون على إسرائيل تحمل هذه العواقب، إضافة لنتائج استمرار القتال"، مع التأكيد على أن حماس "ليست من النوع الذي يستسلم بسهولة"، وأنها لو بقيت معها ورقة واحدة أخيرة "فسوف تظل تتحدث عن القضاء على إسرائيل".
وأعرب عن اعتقاده بأن إسرائيل تحاول إجبار الحركة على التعاطي مع صفقة الأسرى الـ33 من خلال ضغط عسكري نسبي، مؤكدا أن هذا الأمر "سيكون له ثمن، والنتائج الحالية تقول إن المخطوفين (الأسرى) لا يعودون".
إعلانكما قالت مراسلة شؤون الكنيست في القناة الـ13، ليئور كينان، إن نتنياهو حاول تحسين موقفه الحزبي وقاعدته الانتخابية؛ لأنه يتعرض لانتقادات كثيرة ويخسر مزيدا من استطلاعات الرأي التي تتعلق باستعادة الأسرى حتى لو كان الثمن وقف الحرب.
أما القائد السابق للفيلق الشمالي في جيش الاحتلال، نوعام تيبون، فقال إن خطاب نتنياهو "كان اعترافا بهزيمته وفشله، وهو ما جعله يوجهه بطريقة لا تتيح توجيه الأسئلة إليه".
ووصف تيبون حديث رئيس الوزراء بأنه "مليء بالأكاذيب"، وقال إنه صدر لاعتبارات حزبية لأن مصير نتنياهو بات متعلقا تماما بوزيري الأمن القومي والمالية إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. وأعرب القائد السابق للفيلق الشمالي عن اعتقاده أن نتنياهو مستعد للتضحية بحياة الأسرى لضمان بقائه السياسي.
أهداف لا يمكن تحقيقها
وفي السياق، استغرب المحلل السياسي ومقدم البرامج في القناة الـ12، بن كسبيت، حديث نتنياهو الذي قال فيه إنه لا يوجد قائد سياسي يمكنه القبول بشروط حماس بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قائلا: "سيد نتنياهو، أنت قبلت بهذه الشروط قبل هذا التاريخ، وأنت من أنشأت الوضع".
وبالمثل، قال مراسل شؤون الكنيست في "يسرائيل هيوم"، أمير إتينغر، إن نتنياهو يحاول شرعنة عملية عسكرية أخرى، وإنه يعي أن أسئلة كبيرة تدور حول فرص نجاح القضاء على حماس بعد عام ونصف العام من الفشل في تحقيق هذا الهدف.
وفي تعليقه على خطاب نتنياهو، قال مراسل الشؤون العربية في القناة الـ12، أوهاد حمو، إن القضاء على حماس واستعادة الأسرى لا يمكن أن يتحققا معا.
ولفت حمو إلى أن تمسك رئيس الوزراء بالقضاء على الحركة تماما يتعارض مع تصريحات الجيش التي تقول إن حماس جندت 20 ألف مقاتل جديد.
وأخيرا، قالت مراسلة الشؤون السياسية في القناة الـ13، موريا وولبيرغ، إن حديث نتنياهو يعكس حقيقة أن إسرائيل لم تبلور إستراتيجية واضحة حتى الآن لليوم التالي للحرب، مضيفةً أن غياب خطوط واضحة لهذا الأمر "يعني أننا سنكون أمام حرب بلا نهاية".
إعلانواتفق محلل الشؤون السياسية في القناة نفسها إيال بيركوفيتش، مع حديث وولبيرغ، بقوله "هل نحن في إسرائيل أم في كوريا الشمالية؟ لقد سجل نتنياهو خطابا وبثه للسكان، فماذا علينا أن نفعل؟ هل نخرج للساحات ونؤدي التحية ونصفق له؟"، مضيفا "كفى، ألم يسأم (نتنياهو) من الكذب على الشعب وتضليله طوال الوقت".