بغداد اليوم - بغداد

أكد القيادي في الإطار التنسيقي تركي العتبي، اليوم الخميس (23 تشرين الثاني 2023)، أن امريكا وصلت إلى مرحلة الجنون في تعاملها مع قضايا الشرق الاوسط، خصوصا بعد الاستهدافات الاخيرة لمقرات الحشد الشعبي، وهو ما قد يقود لمواجهة كبيرة.

وقال العتبي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "امريكا هي بوابة الفوضى الحاصلة في الشرق الاوسط وهي من تدير حرب الابادة التي تجري منذ اكثر من 40 يوما في غزة وبقية المدن الفلسطينية بضخ الاسلحة والاموال الى الكيان الصهيوني واحباط اي محاولات ترمي لإيقاف اطلاق النار".

واضاف، أن "استهداف قوة للحشد الشعبي وسقوط 8 شهداء وعدد من الجرحى هو اعتداء سافر يدل على أن امريكا وصلت الى مرحلة الجنون في الشرق الاوسط وهي تريد خلق مواجهة كبيرة لحماية الكيان الصهيوني المغتصب في فلسطين". 

واشار العتبي الى أن "قصف مقرات الحشد الشعبي ستكون له تداعيات خطيرة ودماء الشهداء لن تذهب سدى"، مبينا أن "الشعب بكل مكوناته بات مدركا لكل الاجندة الخبيثة التي ترعاها واشنطن في العراق من اجل حماية مصالحها".

وتابع، أن "المطالبة بإخراج ما تبقى من القوات الامريكية في العراق هو مطلب شعبي لأنه لا استقرار ولا امان مع قوة غاشمة تقتل ابناءها في وضح النهار بذرائع واهية".

وفي وقت سابق، كشف النائب عن الإطار التنسيقي رفيق الصالحي، عن وجود حراك برلماني يهدف إلى تشريع قانون "مقاضاة الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال الصالحي، لـ"بغداد اليوم"، إن "حراكا من نواب من كتل سياسية مختلفة يعملون حاليا على جمع التواقيع من أجل تقديم مشروع قانون يهدف الى مقاضاة الولايات المتحدة الأمريكية، على الجرائم التي ارتكبتها بحق العراقيين، من يوم احتلال العراق ولغاية الان، خصوصاً بعد جرائمها الأخيرة في ناحية جرف النصر". 

 وأضاف أن "الجرائم الأمريكية الأخيرة استهدفت قوة رسمية حكومية، وهذا انتهاك خطير للعراق وسيادته وتهديد امنه واستقراره وهذا يتطلب مواقف حازمة تجاه التواجد الأمريكي، وسنعمل بكل الطرق على انهاء هذا التواجد غير الشرعي، وسنعمل على مقاضاة واشنطن على كل جرائمها بحق العراق والعراقيين".

وأقدم طيران مسير امريكي على قصف مقرات للحشد الشعبي في منطقة جرف الصخر بمحافظة بابل، ما ادى لسقوط 4 ضحايا واصابة اثنين اخرين، وذلك بعد عملية مشابهة استهدفت سيارة للحشد في منطقة ابو غريب غرب بغداد.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

العراق والوقاية من تداعيات الأزمة السورية

23 فبراير، 2025

بغداد/المسلة:

علي المؤمن

بعد احتلال الجماعات الطائفية والتكفيرية الأممية العابرة للحدود، أجزاء واسعة من سوريا خلال العامين 2011 و2012، استشعر جزء من الحكومة العراقية الخطر الداهم على الأمن القومي العراقي مما يحدث في سوريا، ولذلك غض النظر عن مشاركة بعض الفصائل العراقية في جهود الوقاية، إلّا أن أصواتاً في المقابل، كانت ترتفع بقوة لمنع الحكومة العراقية من أي تدخل في سوريا، بذريعة النأي بالنفس عن المشاكل الداخلية في دول الجوار، والتي لا ناقة فيها للعراق ولا جمل، وكذلك لكي لا يظهر العراق بمظهر المدافع عن نظام بشار الأسد، وللحيلولة دون استفزاز المليشيات المسلحة في سوريا، ودفعها للانتقام مستقبلاً من العراق فيما لو سيطرت على السلطة في دمشق.

وغاب عن هؤلاء، وتحديداً الغافلين، وليس المغرضين الطائفيين، بأنّ خرق الأمن القومي في سوريا، وهيمنة الجماعات الطائفية والتكفيرية العابرة للحدود، لا يرتبط بالنظام السوري وحسب؛ إنما يرتبط ارتباطاً مباشراً بالأمن القومي العراقي، خاصة وأن تدخل أنظمة تركيا والسعودية وقطر والإمارات والأردن ومصر، بكل ثقلها، في تمويل المليشيات التكفيرية والطائفية في سوريا وتجهيزها وتمويلها ودعمها بالمستشارين العسكريين والمخابراتيين، كان كله يستند إلى دوافع طائفية معلنة، بكل وقاحة ووضوح، وهي دوافع تمس الواقع العراقي بشكل مباشر.

فضلاً عن أن هذه الجماعات الطائفية والتكفيرية ليست جماعات سورية محلية، وليست لديها أهدافاً سياسية داخلية؛ إنما هي، كما تعلن بصراحة، جماعات مسلحة أممية عابرة للحدود، وتضم عناصر إرهابية من كل الكرة الأرضية، وتعلن جهاراً نهاراً بأنها لا تعترف بالحدود، وأن مساراتها لا تتوقف عند دمشق، بل إنها ستسيطر على دمشق وعينها على لبنان والعراق، وهو الهدف الذي ظلت تسعى إليه، وحققت جزءاً مهماً منه، ولو لا تدخل إيران وحز ب الله والمقاومة العراقية عسكرياً، ثم روسيا، لما توقف عدوان هذه الجماعات عند حدود إدلب والرقة ودير الزور.

ولو كان الجيش العراقي قد عمل حينها بحكمة الإمام علي الاستراتيجية الاستشرافية: ((العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس))، واتخذ طريق الوقاية، وشارك بكل قوة في دحر الجماعات الطائفية والتكفيرية داخل سوريا؛ لما زحفت باتجاه العراق، والتحمت بمنصات الفتنة وما سمي ب(ثوار العشائر) واحتلت المحافظات الغربية، ووصلت إلى مشارف بغداد، ولما احتاج العراق إلى أربع سنوات صعاب لعلاج الأزمة الأمنية العميقة التي ضربته.

وقد أثبتت الوقائع حينها، وفق المعايير الاستراتيجيّة، أن مسك الحدود العراقية السورية لا ينفع لوحده في صد الزحف الإرهابي، خاصة وأنه يحظى بضوء أخضر أمريكي ودعم تركي وخاصرة رخوة في إقليم كردستان ومنصات حاضنة جاهزة في المنطقة الغربية.

واليوم يتكرر المشهد نفسه؛ إذ لا يزال هناك من غير الطائفيين والمغرضين، من لم يع الدرس القاسي، ويتغافل عن الأخطار القديمة – الجديدة نفسها، ويرفع شعار النأي بالنفس أيضاً، ويطالب بالاكتفاء بمسك الحدود، ورفض تدخل العراق في دحر المليشيات المسلحة في سوريا، رغم أنها تقف على أبواب العراق، وخاصة في مناطق الحسكة ودير الزور، وصولاً إلى القامشلي شمالاً والرقة غرباً، فضلاً عن المليشيات في إدلب وحلب وحماه، والتي تطمح إلى عبورها باتجاه حمص ثم دمشق، وكأنّ سقوط دمشق بيد المليشيات الطائفية والتكفيرية سيكون شأناً داخلياً سوريّاً لا أكثر، ولا صلة له بالأمن القومي العراقي واللبناني!!.

أما الطائفيين الذين يرفضون بشدة تدخل العراق لحماية نفسه والوقاية من أخطار التحول في سوريا؛ فإنهم يعون تماماً ما يحدث، وينتظرون عودة المنصات ليلتحم (ثوار العشائر) بالقاعدة وداعش مرة أخرى، لعلهم يصلون هذه المرة إلى بغداد، ويحققون حلم ((قادمون يا بغداد لنطهرك من رجس الصفويين)).

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • العراق والوقاية من تداعيات الأزمة السورية
  • رد غير مباشر على بغداد: دمشق تحتضن المعارضة العراقية للنظام السياسي
  • رد غير مباشر على بغداد: دمشق تحتضن المعارضة العراقية للنظام السياسي - عاجل
  • تداعيات واسعة لقرار تعليق المساعدات الأمريكية على اليمن.. هذه ملامحها
  • ​بغداد أمام تحدٍ كبير: قرارات حاسمة أو عقوبات.. كيف ستتعامل الحكومة مع الضغوط الأمريكية؟
  • ​بغداد أمام تحدٍ كبير: قرارات حاسمة أو عقوبات.. كيف ستتعامل الحكومة مع الضغوط الأمريكية
  • ​بغداد أمام تحدٍ كبير: قرارات حاسمة أو عقوبات.. كيف ستتعامل الحكومة مع الضغوط الأمريكية - عاجل
  • واشنطن تخيّر بغداد: استئناف صادرات نفط الإقليم أو العقوبات
  • واشنطن تضغط على بغداد.. إما السماح باستئناف تصدير نفط كردستان أو العقوبات
  • بحضور مدير عام شركة توزيع المنتجات النفطية .. هيأة توزيع بغداد تقيم احتفالية بمناسبة اليوم الوطني للمرأة العراقية