السومرية نيوز – دوليات

منذ إطلاق الحرب ضد غزة، جنّدت إسرائيل العديد من جنودها من اللواء غَفعاتي أو ما يسمى بجيش المشاة الإسرائيلي خلال تَوغلاتها البرية في قطاع غزة.
رغم الادعاءات الإسرائيلية التي تفيد بقوة هذا اللواء إلا أنه يخسر في حروبه العديد من الجنود فيما يُأسر آخرون، في الاجتياحات البرية على قطاع غزة، إذ شارك اللواء في كل من حرب 2008 و2009 بالإضافة إلى حرب سنة 2014 وصولاً إلى الحرب الأخيرة على القطاع عقب طوفان الأقصى سنة 2023.



*نشأة اللواء غَفعاتي
أنشئ اللواء غَفعاتي أواخر سنة 1947 على يد منظمة الهاغاناه "وهي منظمة صهيونية تأسست سنة 1921 في مدينة القدس، وذلك في الفترة الزمنية التي سبقت إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلي".

تشكلت هذه المنظمة كلَبِنَةٍ أساسية لتأسيس جيش الاحتلال؛ إذ كانت منظمة عسكرية تهدف بشكل رئيسي إلى الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتوطين اليهود فيها. كما كانت تُكرّس لتدريب أعضائها على مهام الحراسة والدفاع عن المستوطنات، بالإضافة إلى تنفيذ جوانب أخرى تسهم في تحقيق أهداف الاحتلال في دولة فلسطين.

تعاونت المنظمة بشكل وثيق مع السلطات البريطانية في فترة الانتداب، حيث حصلت على تصريح لإقامة قوة عسكرية مُسَلَّحة تضم حوالي 22 ألف جندي. كان هدف تشكيل هذه القوة هو القضاء على المقاومين الفلسطينيين وكبح الثورة الفلسطينية التي نشأت سنة 1936.
أصبح اللواء غَفعاتي بعد ذلك جزءاً من جيش الاحتلال وخاصة فرقة الصلب وهي عبارة عن فرقة مدرعة تتبع للقيادة الجنوبية، يترأس اللواء قائد برتبة مقدم وهي من الرتب المتقدمة في الجيش.

يُجسّد شعار اللواء فكرة نبات الصبار في الصحراء؛ حيث يظهر سيفٌ في وسط الصورة محاطاً بثعلَب أحمر. يرمز هذا التصميم إلى أن اللواء يتشابه مع الصبار في قدرته على البقاء في البيئة القاسية للصحراء، بينما يُظهر وجود الثعلب الأحمر استعداد اللواء للمراوغة واستخدام الترصد بحذر.

في نهاية عام 1947، أسست منظمة "الهاغاناه" أربعة ألوية، وتوسعت لتصبح ستة ألوية لتكون ضمنها "لواء رقم 5" في منطقة تل أبيب، والذي كان يُعرف سابقاً باسم "لواء غفعَاتي".

عند إعلان تأسيس جيش الاحتلال الإسرائيلي في تل أبيب بعد إعلان "دولة إسرائيل"، أصبح اللواء جزءاً من هذا الجيش، وشهد زيادة في عدد أفراده مع انضمام جنود ومجندين جدد.
إعادة هيكلة اللواء
سنة 1957 أي بعد 10 سنوات من تأسيس اللواء صدر قرار بحله، لكن بعد 3 شهور فقط، قررت قيادات الجيش الإسرائيلي حينها إعادة تشكيل اللواء وأطلق عليه اسم "اللواء 17" ثم تحول بعدها إلى اللواء الخامس تحت اسم غَفعاتي.

شارك هذا اللواء في حرب 1967 وذلك في منطقة جبال نابلس والتلال المحيطة به وصولاً إلى نهر الأردن، بالإضافة إلى ذلك شارك في حرب أكتوبر/تشرين الأول سنة 1973 للتصدي للجيش المصري.

في حرب لبنان نوفمبر/تشرين الثاني 1982 أمر رئيس أركان جيش الاحتلال "رافائيل إيتان" بإعادة هيكلة اللواء، جاء هذا القرار لحاجة الجيش الإسرائيلي إلى عدد أكبر من المشاة بعد خسارة عدد منهم في الحروب السابقة.

كانت مهمات اللواء تركز على القيام بعمليات أمنية ودوريات حماية على الحدود، بالإضافة إلى تأمين مواقع الجيش الإسرائيلي في لبنان. كان يتمركز اللواء في الحدود اللبنانية ومنطقة قطاع غزة؛ حيث كانت مسؤولياته تشمل مجموعة واسعة من المهام الأمنية والاستراتيجية. ومع انسحاب إسرائيل من لبنان في عام 2000، أصبح اللواء جزءاً من القيادة الجنوبية وتمركز في منطقة قطاع غزة فقط.

للِواء غفعَاتي العديد من الأقسام التي تختلف فيما بينها في المهام الموكلة بها وهي كالتالي:

كتيبة شاكيد: انضمت هذه الكتيبة إلى اللواء غَفعاتي سنة 1984، فيما تأسست هذه الكتيبة سنة 1955 وتحمل اسم الكتيبة رقم 424 فيما تضم النخبة في الجيش الإسرائيلي، كان الهدف من تأسيسها حماية الحدود مع مصر، وهو نفس السبب في تسميتها التي تعني "حماية الحدود الجنوبية".

كتيبة تسابار: تحمل هذه الكتيبة رقم 432 فيما استمدت اسمها من نبات الصبار الموجود في شعار اللواء، تشارك هذه الكتيبة في عمليات قتالية مختلفة، إلا أن تركيزها الأساسي على قطاع غزة خاصة بعد الانتفاضة الثانية سنة 2000.

كتيبة روتم: تأسست الكتيبة 435 الخاصة بالمشاة كجزء من اللواء غَفعاتي في 80 القرن العشرين، وتم استوحَاء اسمها من إحدى نباتات الصحراء التي تتميز بقوتها في التمسك بالتربة القاحلة.

كتيبة الاستطلاع: تحمل هذه الأخيرة رقم 846 فيما تنقسم إلى 4 وحدات مختلفة، أولاها تلك الخاصة بالأسلحة المضادة للدروع وتحمل إسم "أوريف"، أما الثانية فتعمل في مجال الهندسة العسكرية فيما تحمل اسم "بالتشِين"، زيادة على وحدة الاستطلاع "بالسار" ووحدة الاتصالات الخاصة "بالتشيك".

*اللواء غَفعاتي والحروب ضد غزة
شارك اللواء غَفعاتي في العديد من الحروب الإسرائيلية ضد قطاع غزة خلال القرن 21 بداية من حرب 2006 ثم 2008 وصولاً إلى الحرب الأخيرة على القطاع التي تلت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.

عملية أسر شاليط 2006
في 25 يونيو/حزيران 2006، شهدت منطقة كرم أبو سالم الحدودية عملية عسكرية بارزة نُفّذت على يد المقاومة الفلسطينية، وتعد هذه العملية واحدة من أبرز استهدافات اللواء غَفعاتي من جانب فصائل المقاومة الفلسطينية.

خلال هذه المحاولة، تسلل مقاتلون من عدة فصائل فلسطينية عبر نفق حفروه تحت النقطة العسكرية الحدودية، ثم باغتوا قوة إسرائيلية ومدرعة تابعة للواء غَفعاتي التي كانت تقوم بدوريات توغل ليلية إلى القطاع.

نتج عن الهجوم مقتل جنديين وإصابة 5 آخرين، بالإضافة إلى أسر الجندي "جلعاد شاليط". يُذكر أن جلعاد شاليط تم تحريره بعد مضي 5 سنوات في إطار صفقة تبادل أبرمت بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس تُعرف باسم "صفقة وفاء الأحرار".

تلك الصفقة كانت جزءاً من صفقة تبادل كبرى أدت إلى إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل الافراج عن "جلعاد شاليط"، وتمثلت في تبادل أسرى فلسطينيين محتجزين في سجون إسرائيل.

معركة الفرقان 2008
في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008، انطلقت إسرائيل في حملة عسكرية شاملة على قطاع غزة، وأطلقت عليها اسم "عملية الرصاص المصبوب"، لترد عليها المقاومة الفلسطينية في القطاع بعملية أطلقت عليها اسم "معركة الفرقان".

وضعت قيادة الاحتلال هدفاً رئيسياً لهذه الحرب، وهو "إنهاء حكم حركة حماس في القطاع"، إلى جانب القضاء على المقاومة الوطنية الفلسطينية ومنعها من قصف إسرائيل بالصواريخ. كما كان الهدف الآخر هو الوصول إلى المكان الذي يُعتقد أن المقاومة تحتجز فيه الأسير جلعاد شاليط.

قامت إسرائيل باجتياح بري في القطاع عبر كل من لواء وغَفعاتي وغُولاني واللواء المدرع 410، مع دعم من بقية الوحدات الهندسية والاستخبارية، بالإضافة إلى المدفعية، وكان عدد الجنود المشاركين في الاقتحام 10 آلاف عسكري.

رغم استخدام الاحتلال أسلحة محظورة دولياً، مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، وإطلاق أكثر من ألف طن من المتفجرات، إلا أن الأهداف التي وضعتها القيادة الإسرائيلية لم تتحقق خلال مدة المعركة التي استمرت 23 يوماً.

في إطار معركة الفرقان، نجحت المقاومة في استهداف غلاف غزة بنحو 750 صاروخاً، بما في ذلك وصول بعضها لأول مرة إلى مدينتي أسدود وبئر السبع.

قتل في هذه المعركة 13 إسرائيلياً، من بينهم 10 جنود من اللواء غَفعاتي، كما أصيب 300 آخرون.

العصف المأكول 2014
في يوليو/حزيران 2014، شارك اللواء غَفعاتي في المرحلة الثانية من معركة العصف المأكول أو كما يسميها الاحتلال "الجرف الصامد". خلال هذه المرحلة، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية هجوماً شاملاً على قطاع غزة، بدأت على إثره إسرائيل بقصف جوي ومدفعي في المرحلة الأولى، ثم تبعه اجتياح بري في المرحلة الثانية.

شارك العديد من الوحدات العسكرية في الاجتياح البري، بما في ذلك الفرقة المدرعة 36، والفرقة 162، وفرقة غزة الإقليمية 643، بالإضافة إلى لواء غَفعاتي. تم تنفيذ الاجتياح البري بغية مواجهة المقاومة الفلسطينية في القطاع.

من بين جرائم الحرب التي ارتكبها اللواء غَفعاتي في هذه الحرب كانت محاصرة قرية خزاعة الزراعية ومنع السكان من مغادرتها، وذلك رغم انعدام مقومات الحياة فيها من غذاء وماء. كما نفذ جنود اللواء إعدامات ميدانية للمدنيين الذين كانوا يحملون رايات بيضاء.

في 31 يوليو/حزيران 2014، تم الإعلان عن مشروع وقف إطلاق نار لمدة 72 ساعة، ورغم ذلك أعلنت إسرائيل أن وقف إطلاق النار لا يشمل البحث عن الأنفاق. حدث اشتباك بين جنود إسرائيليين ومقاومين فلسطينيين خارج أحد الأنفاق، أسفر عن مقتل جنديين من اللواء غَفعاتي وأسر ثالث.

استجابت إسرائيل بتفعيل ما يُعرف بـ "بروتوكول هانيبال" وهو الاسم الكودي لتوجيه يتعلق بكيفية رد الوحدات الميدانية لجيش الدفاع الإسرائيلي عند تعرض أحد الجنود للأسر.

يُتيح هذا التوجيه استخدام الأسلحة الثقيلة في حالة أسر أي جندي إسرائيلي، بهدف منع الآخرين من مغادرة موقع الحادث. ووفقاً لعدة مصادر صحفية، يُسمح باستخدام الأسلحة الثقيلة حتى لو كان ذلك يشكل خطراً على حياة الجندي المأسور.

في حرب 2014 دخلت قوات غَفعاتي النفق للوصول إلى المقاومين، كما قامت بإطلاق أكثر من 2000 صاروخ وقذيفة على الأحياء المجاورة، مما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين خلال محاولتهم الهروب.

وبعد بضع ساعات على الحادثة، أعلن الجيش عن فقد الضابط "هدار غولدن" من لواء غَفعاتي، وهو ضابط برتبة ملازم ثان، كما أُعلن عن وقوعه في الأسر، لكن بعد 38 ساعة تم إبلاغ عائلته بقتله.

طوفان الأقصى 2023
بعد عملية طوفان الأقصى التي يخوضها رجال المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 شارك اللواء غَفعاتي في الحرب التي شنها الاحتلال على قطاع غزة والتي ما زالت مستمرة في يومها 47، وفرض هدنة 4 أيام في القطاع بداية من 22 إلى 25 نوفمبر/تشرين الثاني.

تركزت مشاركة اللواء في المرحلة الثانية من الحرب، إذ كان اللواء من ضمن القوات التي اجتاحت قطاع غزة بهجوم بري، وقد قتل عدد من جنوده وفق اعترافات إسرائيل.

منذ بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل 9 من جنوده من بينهم 7 من اللواء غَفعاتي كانوا في مدرعة "النمر" إثر استهدافها من طرف كتائب القسام بصاروخ موجه من طراز "كورنيت"، فيما أعلن بعد عدة أيام من الاجتياح البري عن مقتل 3 جنود من نفس اللواء، من دون توضيح كيفية استهدافهم.

انتحارات مستمرة في اللواء
شهد اللواء العديد من عمليات الانتحار في صفوف جنوده، ففي سنة 2005 شهد اللواء انتحار قرابة 20 جندياً من صفوفه. ففي يوليو/تموز من نفس السنة، أطلق أحد الجنود من اللواء غَفعاتي الرصاص على نفسه في أحد أيام إجازته.

أما سنة 2015 فكشف تقرير على موقع "haaretz" الإسرائيلي عن ازدياد حالات الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي ما بين عامي 2013 و2014، وذكر الموقع أن معظم حالات الانتحار كانت من لواء غَفعاتي.

في سبتمبر 2016، أفادت الصحيفة نفسها بوجود تحقيق حول حالات انتحار ثلاثة جنود من لواء غَفعاتي. تناول التقرير المشاكل النفسية التي يواجهها الجنود نتيجة لمشاركتهم في الاجتياح البري على غزة في عام 2014.

وفي عام 2022، نشرت صحيفة "ynet" التقرير الذي تناول حالات الانتحار في الجيش الإسرائيلي، كاشفة عن واقعة انتحار جندي من اللواء غَفعاتي في عام 2020 يُدعى نيف لوباتون؛ حيث تم العثور على الجندي ميتاً خارج قاعدته العسكرية.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الاحتلال الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی الاجتیاح البری بالإضافة إلى جیش الاحتلال طوفان الأقصى على قطاع غزة شارک اللواء فی المرحلة فی القطاع العدید من اللواء فی جنود من من لواء فی عام فی حرب

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن بديل الـVAR؟

يدرس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إلغاء تقنية الفيديو الـ"VAR"، واستبداله بالـ"FVS"، وهو عبارة عن نظام يعطي كل مدرب حق المطالبة والعودة للتقنية مرتين في المباراة.

قال موقع foot Boom: "يعتبر تطبيق "FVS" نسخة أكثر بساطة من تقنية "VAR" التي توفر نهجاً أكثر سهولة، وتتضمن تدخلاً مباشراً من المدربين في عملية المراجعة".

وأضاف: "باستخدام هذه الطريقة الجديدة، سيتمكن المدربون من طلب مراجعتين لكل مباراة، لكنهم سيفقدون فرصة واحدة إذا لم تنجح مطالبتهم".

وتابع: "في هذه الحالة سيكون الحكم ملزماً بمراجعة اللقطة، ولن يكون لديه المبادرة للرجوع إلى اللقطات من تلقاء نفسه، على عكس "VAR" يتطلب نظام "FVS" أربع إلى خمس كاميرات فقط، ويلغي دور حكم الفيديو المساعد".

ويأمل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في الحصول على موافقة المجلس الدولي لكرة القدم "IFAB" خلال الأشهر المقبلة، للبدء في استخدام هذه الأداة، بهدف اعتمادها دولياً بحلول 2025.

مقالات مشابهة

  • اشتباكات عنيفة بين حزب الله والجيش الاسرائيلي بعد محاولة توغل في الأراضي اللبنانية
  • مظاهرات حاشدة في المغرب وليبيا دعما للفلسطينيين ورفضا للعدوان (شاهد)
  • العربي للدراسات: الاحتلال الاسرائيلي يستهدف فرض سيادته على الضفة خلال 2025
  • الجمعية العامة تتبنى قراراً بحق «تقرير المصير» للفلسطينيين
  • الجمعية العامة تتبنى قرارًا بحق تقرير المصير للفلسطينيين
  • في ذكرى ميلاده.. تعرف على أشهر الإفيهات التي لا تنسى لـ يوسف عيد
  • عاد شتاء آخر… تعرف على تحديات فصل البرد والأمطار التي يتوقع أن يواجهها أهل غزة؟
  • ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي علي قطاع غزة لأكثر من 43 ألف شهيد
  • ماذا تعرف عن بديل الـVAR؟
  • 3 شهداء فلسطينيين في قصف للاحتلال الاسرائيلي على حي الشجاعية وشمال قطاع غزة