بلومبرج: الهدنة لن تنهي الحرب في غزة.. لكن قد تغير مسارها
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
سلطت وكالة "بلومبرج" الضوء على الهدنة المتوقع تنفيذها بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية خلال الساعات القادمة، مشيرة إلى أن "وقع الأسلحة سيهدأ، وسيصل الغذاء والدواء إلى من هم في أمس الحاجة إليه، وسيتم تبادل الرهائن بالسجناء. وقد يبدو ذلك بمثابة بداية عملية لإنهاء الحرب الوحشية المستمرة منذ 6 أسابيع بين إسرائيل وحماس، والتي حولت قسماً كبيراً من غزة إلى أنقاض.
وذكرت الوكالة الأمريكية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أوضح ذلك قبل وقت قصير من موافقة حكومته في وقت مبكر من يوم الأربعاء على الصفقة، قائلا: "نحن في حالة حرب وسنواصل الحرب".
وأضافت أن كلمات نتنياهو تشير إلى خيبة الأمل التي تخبئها العديد من الدول في العالم العربي وأوروبا، والتي كانت تحث على وقف إطلاق النار على المدى القصير على أمل أن يؤدي ذلك إلى شيء أكثر ديمومة.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، فإن موقفها مختلف بعض الشيء، إذ انضمت واشنطن إلى الدعوات لوقف القتال لكنها أدركت أن القتال من المرجح أن يستأنف، ولذا فهي تريد فقط أن تدير إسرائيل الحرب بمزيد من ضبط النفس عندما يحدث ذلك.
وقف النار
معظم العالم يطلب من إسرائيل ببساطة أن تتوقف عن الحرب، ومع نزوح أكثر من ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من منازلهم، ومقتل نحو 14 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد أثارت الحملة الإسرائيلية للقضاء على حماس قلقاً متزايداً.
وبعد أن تم الاتفاق على وقف القتال في إطار هدنة، يقول بعض الدبلوماسيين إن من الممكن أن يتبع ذلك وقف آخر.
وفي السياق، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: "آمل أن يكون الاتفاق أساسًا لفترات توقف طويلة ثم الانتقال إلى وقف إطلاق النار".
وحثت الولايات المتحدة على وقف المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الأسرى، ولكن ليس على أمل إنهاء الأعمال الحربية بسرعة.
وكانت وجهة نظر إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، هي أن إسرائيل تحتاج إلى "القتال بعناية أكبر"، من أجل تدمير حماس، وهو الهدف الذي تقول الولايات المتحدة إنها تشاركها فيه، ما قد يعني القتال لفترة أطول.
اقرأ أيضاً
كواليس مصادقة إسرائيل على صفقة الهدنة مع حماس
وقال 4 مسؤولين أمريكيين كبار، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن واشنطن أبلغت إسرائيل أن قتل عدد كبير للغاية من المدنيين الفلسطينيين سيجعل من الصعب مواصلة الحملة ضد حماس حتى نهايتها.
وأعرب بعض الإسرائيليين عن قلقهم من أن وقف إطلاق النار لمدة 4 أيام يمكن أن يسبب مشكلات لدولتهم، خاصة أن قسماً كبيراً من الحياة في إسرائيل معلق بشكل أساسي، والاقتصاد يعاني مع وجود مئات الآلاف في الخدمة الاحتياطية.
وقد تخلق بضعة أيام خالية من القتال الرغبة في المزيد من الهدن، وقد تؤدي إلى إبطاء الزخم العسكري.
وفي السياق، أشارت "بلومبرج" إلى أن المحلل الإسرائيلي، يوسي يهوشوع، كتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "الجنود في الميدان الذين هم في قمة الجهد الهجومي المنجز للغاية سيدخلون في وضع ثابت. وسيتعين على القادة أن يمنعوهم من الإهمال أو الرضا عن النفس".
لا يمكنهم التوقف
وأضافت أن اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه في الأيام الأخيرة لا يختلف كثيرا عن الاتفاق الذي رفضته إسرائيل قبل أسابيع، لكن استجد أمران منذ ذلك الحين، فقد قامت عائلات الأسرى بحملة فعالة لوضع هذه القضية فوق أهمية النصر العسكري، كما حققت أسابيع من الهجمات الجوية والقتال البري بعض المكاسب، من وجهة نظر جيش الاحتلال.
وبما أن الأسرى كانوا ضحايا فشل إسرائيل في الدفاع عن حدودها وحماية مواطنيها في 7 أكتوبر/تشرين الأول، فقد كان هناك شعور متزايد بأن التخلي عنهم مرة أخرى من خلال الانسحاب من صفقة الهدنة سيكون أمراً غير مبرر، على أن تبدأ الحرب من جديد لاحقا.
وفي هذا الإطار، قال ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق: "من الواضح جدًا لصناع القرار أنهم لا يستطيعون التوقف. فالمشاعر الإسرائيلية لن تسمح لهم بذلك. إذا توقفوا بعد 4 أو 5 أو 6 أيام من وقف إطلاق النار، فستكون هذه نهاية هذه الحكومة".
واعترف عميدرور بأن الهدنة المقبلة قد تسمح لحماس بتجديد واستعادة قواتها، لكنه قال إن ذلك لن يغير ميزان القوى أو يؤثر بشكل كبير على الخسائر الإسرائيلية.
وحتى لو سارت هذه الهدنة على النحو المنشود في غزة، فإن الأمر غير المعروف هو كيف سيؤثر ذلك على تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود اللبنانية، والذي يبدو أنه اشتد في الأيام الأخيرة.
فالحزب المدعوم من إيران ليس جزءًا من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وبالتالي قد يوقف إطلاق النيران في وقت الهدنة، ما قد يسمح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين أخلوا الشمال بالعودة إلى منازلهم، أو ربما يرى في الهدنة فرصة لمضاعفة هجماته.
وأيا ما كانت نتائج وقف القتال، فإن معظم دول العالم النامي غاضبة من عدم إجبار إسرائيل على وقف عدوانها بالكامل، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قائلا: "لماذا يُسمح لإسرائيل بفعل كل ما تريده في تحدٍ للقانون الدولي؟ لماذا لا يفعل أحد أي شيء حيال ذلك؟".
اقرأ أيضاً
تقارير: 100 شهيد باستهدافات إسرائيلية لمنازل في غزة قبل ساعات من الهدنة
المصدر | بلومبرج/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل حماس نتنياهو فيصل بن فرحان المقاومة الفلسطينية أيمن الصفدي وقف إطلاق النار على وقف فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل تحاول الالتفاف على بنود اتفاق وقف النار مع لبنان
قال أكرم سريوي، خبير الشؤون العسكرية، إن إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان أكثر من 300 مرة خلال شهر واحد، وتحاول الالتفاف على بنود الاتفاق، ولم تُنفذ ما هو مطلوب منها، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تنسحب من لبنان سوى في مدينة الخيام فقط.
جيش الاحتلال يعترض صاروخًا أطلق من اليمن عاجل.. جيش الاحتلال: صفارات الإنذار تدوي وسط إسرائيل عقب إطلاق صاروخ من اليمن الجيش اللبنانيوأضاف «سريوي»، خلال حواره عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أن الجيش اللبناني انتشر فوريا في المنطقة التي انسحبت منها إسرائيل، وجاهز لتنفيذ كل ما يُطلب منه، لافتا إلى أن زيارة قائد الجيش اللبناني لمرجعيون بالأمس فضلا عن اجتماع رئيس الحكومة مع اليونيفل تؤكد جاهزية الجيش لتنفيذ المطلوب منه.
وتابع، أن إسرائيل دخلت إلى قرى لبنانية لم تنجح في دخولها أثناء المعارك قبل عقد اتفاق وقف إطلاق النار، مثل قرية الناقورة، بينما دخلت إسرائيل إليها الآن، وجرفت بعض المنازل والبساتين، وهذا ما تفعله في عدة قرى أخرى، موضحا أن إسرائيل تشعر بالقوة حاليا، إذ إنها دمرت غزة ولبنان والجيش السوري، فضلا عن احتلال أراضي سورية ولبنانية، كما تهدد العراق واليمن وإيران وكل دول المنطقة.
منطقة الشرق الأوسطوأشار، إلى أن إسرائيل تحولت إلى مصدر خطر كبير على كل دول منطقة الشرق الأوسط، متابعا: «دولة الاحتلال تتحدث دائما عن كونها تشعر بالخطر، بينما هي التي تُحدث الخطر لكل شعوب المنطقة، كما باتت لا تلتفت لأي قانون دولي أو محاسبة لدرجة جعلت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشعر وكأنه قادر على فعل كل ما يريد في الوقت الذي يحدده وبالطريقة التي يرغبها بتلك المنطقة».
الانتهاكات الإسرائيلية للهدنة في لبنان تتم تحت أنظار لجنة المراقبةجدير بالذكر أن العميد طارق العكاري، المتخصص في الشأن الاستراتيجي والاقتصاد العسكري، قال إنه أثناء اجتماع اللجنة الأمريكية - الفرنسية المراقبة لوقف إطلاق النار في لبنان مع قوات حفظ السلام، كانت الطائرات المسيرة الإسرائيلي على بعد أمتار من الاجتماع الذي عقد في رأس الناقورة، وكان يفجر ويسنف المنازل أثناء عقد الاجتماع.
وأضاف «العكاري» خلال مداخلة هاتفية بقناة «القاهرة الإخبارية»، أن رأس الناقورة لم يستطع جيش الاحتلال الإسرائيلي الدخول إليها أثناء القتال مع حزب الله، ودخلها منذ أيام فقط، إذ دخل إلى البلدات الغربية والقطاع الغربي وطالت الخروقات القطاع الشرقي وتوغلت الدبابات الإسرائيلية إلى بلدة بني حيان.
وأشار المتخصص في الشأن الاستراتيجي والاقتصاد العسكري إلى أن قوات حفظ السلام «اليونيفيل» كانت على بعد أمتار من التفجيرات التي تتم في القرى اللبنانية.
وأوضح أن الأمر الأن لا يتعلق بمسألة الخروقات الإسرائيلية لهدنة وقف إطلاق النار، بل الأمر يتعلق بخلافات غير ظاهرية بين حزب الله والحكومة اللبنانية، إذ أن الأول مستاء من أنه بعده أن ترك الجنوب اللبناني والحدود المتاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة لم يستطع الجيش اللبناني وقف الخروقات بسبب الحالة الضعيفة التي هو عليها.